قالت الصحف: الحرب الأميركية على إيران وتداعياتها في لبنان والمنطقة

الحوارنيوز – خاص
قرأت صحف اليوم في تداعيات المشاركة الأميركية المباشرة بالحرب التي شنتها دولة الاحتلال على ايران…
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: “استشعار الخطورة” حرّك موقفاً لبنانياً حازماً الأنظار إلى الحدود واستبعاد رسمي لأي تورّط
وكتبت تقول: لم تكن مسارعة كل من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام بعد ساعات قليلة من تنفيذ الضربة الأميركية على المنشآت النووية في ايران، إلى إعلان موقفين جديدين بارزين من رفض تكبيد لبنان أكلافاً جديدة لا يحتملها والتشديد على تجنب توريطه في الحرب الاقليمية الجارية، إلا انعكاساً متقدماً للخطورة العالية التي تدرّجت إليها المنطقة والتي تملي مواقف وإجراءات استثنائية لحماية لبنان من تداعياتها. وبدا واضحاً كما أفادت مصادر معنية، أن أركان السلطة في لبنان باتوا يستشعرون تدرّج الخطورة التي تحاصر لبنان بقوة وتملي عليهم التصرف بسرعة أقله بسلاح الموقف الجماعي أولاً، الذي يقيم سداً معنوياً وسياسياً رادعاً أمام أي انزلاق نحو توريط لبنان في الحرب وتداعياتها، وهو ما فسر المسارعة، منذ ما قبل الضربة الأميركية لإيران وبعدها إلى تظهير “وحدة حال” أهل الحكم وأركانه حيال رفض التورط في الحرب. ولفتت المصادر نفسها إلى أن المعطيات المتجمعة في الساعات الأخيرة لدى المسؤولين والمراجع، تكشف قلقاً كبيراً على كل المستويات الديبلوماسية الإقليمية والدولية التي يتواصل معها لبنان من أن تكون المنطقة على مشارف انفجار المرحلة الثانية المتقدمة من الإشتعال الإقليمي، وأن الساعات المقبلة ستكون حاسمة بعد انكشاف حقيقة الأضرار والنتائج التي حققتها الضربة الأميركية لمنشآت التخصيب النووي في إيران بما ينذر بتفاقم كبير في وقائع الحرب. وعلى رغم محاذرة المصادر المعنية الجزم بأي احتمال من الاحتمالات التي تثير قلق اللبنانيين، غير أنها لمّحت إلى أن جميع المسؤولين الكبار يقدمون المعطيات التي تتقاطع عند استبعاد قيام “حزب الله” بأي مغامرة جديدة من شأنها الزج بلبنان تكراراً في مهالك التداعيات الحربية، ناهيك عن أن معالم الإجماع اللبناني، إن داخل السلطة والحكومة وإن على المستوى السياسي والشعبي العام ضد اي تورط، يشكل مانعاً قويا يصعب معاكسته هذه المرة.
ولم يكن أدل على بدء اتّساع الآثار والتداعيات الواسعة للحرب بعد الضربة الأميركية من إعلان وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأحد، بأنها أمرت بمغادرة عائلات وموظفي سفارتها غير الضروريين من لبنان بسبب الوضع الأمني بالمنطقة.
وفي ما بدا ترجمة للتنسيق بين رئيسي الجمهورية والحكومة عقب الضربة الأميركية أمس لإيران، أصدر الرئيس عون بياناً اعتبر فيه “أن التصعيد الأخير للمواجهات الإسرائيلية – الإيرانية والتطورات المتسارعة التي ترافقها، لا سيما قصف المنشآت النووية الإيرانية، من شأنه أن يرفع منسوب الخوف من اتّساع رقعة التوتر على نحو يهدد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بضبط النفس وإطلاق مفاوضات بنّاءة وجدية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة وتفادي المزيد من القتل والدمار، لا سيما وأن هذا التصعيد يمكن أن يستمر طويلا”. وناشد الرئيس عون “قادة الدول القادرة التدخل لوضع حد لما يجري قبل فوات الأوان”، مشيراً إلى “أن لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيما وأن كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال”.
- صحيفة الأخبار عنونت: الأميركيون يثيرون الذعر في لبنان
وكتبت تقول: أرخى فجر أمس الأحد بثقله على الواقع السياسي الداخلي في ضوء ثابتتيْن كرّسهما العدوان الصهيوني على إيران، ثم الانخراط المباشر للولايات المتحدة في الحرب: الأولى، الذعر اللبناني من تداعيات هذه الحرب، ربطاً بالحريق الذي سيطاول كل دول المنطقة، والثانية موقف حزب الله، ببعديْه العسكري والأيديولوجي، خصوصاً في ظل تمنّع الأخير عن إعطاء أجوبة واضحة في هذا الخصوص.
وأمام هذا التصعيد، أعلنت السفارة الأميركية في لبنان أمس أن وزارة الخارجية أمرت بمغادرة أفراد العائلات والموظفين الحكوميين الأميركيين غير الأساسيين من لبنان، على ضوء الحرب القائمة.
وقال بيان السفارة إن «وزارة الخارجية الأميركية أمرت بمغادرة أفراد العائلات وموظفي الحكومة الأميركية غير الأساسيين من لبنان نظراً إلى الوضع الأمني المتقلّب وغير القابل للتنبّؤ في المنطقة»، وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً من «المستوى الرابع: أي عدم السفر» إلى لبنان.
بإعلانها هذا أثارت خطوة السفارة الأميركية البلبلة في بيروت. لكن على الرغم من علامات القلق الأميركية من ردات الفعل الإيرانية في الخليج وفي لبنان وحتى في داخل الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن بيان السفارة في بيروت لا يعكس إجراءات أميركية جادّة ناتجة من مخاوف ثابتة، إنّما بدا القرار الأميركي في إطار الإجراءات الاحترازية البروتوكولية، خصوصاً أن إجراءات مماثلة سبقت ذلك في سفارات الولايات المتحدة الأميركية في الخليج العربي خلال اليومين الماضيين وسبقت الهجوم الأميركي على إيران، ولا سيما في قطر والإمارات.
وحتى ليل أمس، لم يدفع البيان الأميركي السفارات الغربية الحليفة للولايات المتحدة، والتي تتبعها عادةً في لبنان بالتحذيرات الدبلوماسية لمواطنيها، إلى إصدار بيانات مشابهة أو اتخاذ إجراءات فعلية، خصوصاً أن السفارات الغربية في بيروت أصلاً لم تخرج بعد من بعض الإجراءات التي اتّخذتها قبيل الحرب على لبنان في أيلول العام الماضي، ومنها عدم إحضار الدبلوماسيين بعائلاتهم والاكتفاء بالموظفين الأساسيين مع تخفيف قيود السفر على المواطنين، لكن الالتزام بتحذيرات بعدم زيارة مناطق لبنانية معيّنة.
وأكّد أكثر من مصدر دبلوماسي أن الدول المعنية لا تزال تراقب الأوضاع وستستمر في ذلك خلال الـ 48 ساعة المقبلة لمواكبة التطوّرات ولتبني على الشيء مقتضاه.
وأكّدت مصادر دبلوماسية بارزة أن «الأوضاع في لبنان حتى الآن لا تدعو إلى القلق، والتنسيق العالي بين الأطراف اللبنانية والمجتمع الدولي مطمئن حيث وصلت عدة رسائل تؤكد أن لبنان غير معنيّ بالتصعيد وأن اللبنانيين متّفقون على ذلك».
وقالت مصادر أخرى إن «عمليات الإجلاء الأميركية والتي تضمّنت موظفين حتى الآن، لا تؤشر إلى ارتفاع جدّي في المخاطر، وإنه حتى لو حصل تدهور في الأوضاع فلن تحصل عمليات إجلاء واسعة، وسياسة التشجيع على السفر التجاري لا تزال مستمرة».
من جهة ثانية، أكّدت مصادر أن «السفارة البريطانية في بيروت لم تعدّل أي شيء في تعليمات السفر للمواطنين والدبلوماسيين في لبنان، وأن السفارة تواكب الأوضاع».
وعليه، يتجه المشهد في لبنان، نحو مرحلة بالغة الحساسية نتيجة اقتراب المسار العسكري التصاعدي في المنطقة من محطة مفصلية في رسم سيناريوهات المستقبل القريب، حيث يتصرّف كثيرون على أساس أن الحرب أصبحت أمراً واقعاً، ولم يعد بإمكان أحد التكهّن في ما يمكن أن تؤول إليه الأمور، وسط نشاط سياسي لمعرفة التأثيرات المحتملة للضربة الأميركية، بالتزامن مع مشاورات رسمية بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، تؤكد «تجنيب لبنان تداعيات الأوضاع الراهنة بعد التصعيد الإيراني – الأميركي، وقصف المنشآت النووية الإيرانية».
وقال عون، في بيان، إن «التصعيد الأخير للمواجهات الإسرائيلية – الإيرانية والتطورات المتسارعة التي ترافقها، ولا سيما قصف المنشآت النووية الإيرانية، من شأنه أن يرفع منسوب الخوف من اتّساع رقعة التوتر على نحو يهدّد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة، الأمر الذي يدفع إلى المطالبة بضبط النفس، وإطلاق مفاوضات بنّاءة وجدّية لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة، وتفادي مزيد من القتل والدمار، ولا سيما أن هذا التصعيد يمكن أن يستمر طويلاً»، مؤكّداً أن «لبنان، قيادة وأحزاباً وشعباً، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنه دفع غالياً ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد، ولا مصلحة وطنية في ذلك، ولا سيما أن تكلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال».
أما سلام فأعلن أنه «أجرى اتصالاً مع الرئيس عون، تمّ خلاله البحث في التطورات الخطيرة التي تمر بها المنطقة، وانعكاساتها المحتملة على لبنان»، مشيراً إلى أنه «جرى الاتفاق على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبين، والعمل المشترك لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني».
من جهته، أصدر حزب الله بياناً أدان فيه «العدوان الأميركي الهمجي الغادر على المنشآت النووية السلمية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي يكشف الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية كأكبر تهديدٍ للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي»، معتبراً أن «الإدارة الأميركية أرادت من خلال هذا العدوان الإجرامي أن تُحقّق ما عجز الكيان الصهيوني عن إنجازه»، مع التأكيد على «تضامننا الكامل مع الجمهورية الإسلامية، قيادةً وشعباً، وكلنا ثقة في قدرة إيران القوية بحقّها ونموذج قيادتها الصلبة والشجاعة، وشعبها المعطاء والعزيز، وحرس ثورتها وقواها الأمنية والعسكرية اليقظة والمضحّية، على مواجهة هذا العدوان».
رجّي يهرب من إدانة العدوان
من جانبه، قلّل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي مرة أخرى من شأن ما يمثّله على المستوى الرسمي، فقرّر أنه غير معنيّ بالمشاركة في الاجتماع الطارئ لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي انعقد الجمعة الفائت في مدينة إسطنبول التركية، لمناقشة العدوان الإسرائيلي على إيران، وأوفد سفير لبنان في أنقرة غسان المعلم بدلاً عنه.
ووفقاً لمصادر مطّلعة، فإن رجّي تقصّد عدم المشاركة شخصياً، لتوقّعه أن يخرج عن الاجتماع موقف تضامني مع إيران، يُدين الاعتداء الإسرائيلي عليها، مع العلم أن رئيسَي الجمهورية والحكومة أدانا العدوان، وأعربا عن تضامن لبنان الكامل مع إيران. كما يشار إلى أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني شارك في الاجتماع الوزاري، رغم العلاقة السيئة بين الإدارة السورية الجديدة وإيران. وكان البيان الذي صدر عن الاجتماع قد أكّد «ضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية، لما تشكّله من خرق واضح للقانون الدولي وتهديد لأمن المنطقة».
- صحيفة الديار عنونت: الارهاب يقرع أبواب مسيحيي سوريا
المنطقة في المجهول بعد قرار ترامب الانخراط بالحرب
ايران تتجه لاغلاق مضيق هرمز… وتداعيات كارثية مُرتقبة على دول العالم
وكتبت تقول: سرقت سورية يوم امس الاحد الاضواء في المنطقة، بعدما عاد الارهاب ليقرع ابوابها بقوة، بتسلل انتحاريّ الى كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق، قام بتفجير نفسه موقعا عشرات القتلى والجرحى في صفوف المصلين.
الحدث السوري الدراماتيكي أتى ليخلط كل الاوراق، ويعيد طرح سؤال اساسي حول قدرة وارادة النظام هناك على حماية الاقليات، خاصة في ظل تغلغل المتطرفين والمتشددين في اجهزة الدولة، ونهوض «داعش» من جديد، كما في ظل المشاريع «الاسرائيلية» المشبوهة للمنطقة والدافعة لتقسيمها.
والخطِر، ان ذلك تزامن مع تحول كبير في مسار المواجهات «الاسرائيلية»- الايرانية، بحيث قررت الولايات المتحدة الاميركية ليل السبت- الاحد الانخراط في الحرب على طهران، مستهدفة ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.
وبهذا القرار تكون المنطقة دخلت في منعطف هو الاخطر في تاريخها الحديث، اذ تتجه راهنا كل الانظار الى الرد الايراني، شكله وتوقيته، باعتباره سيُحدد اذا كنا نتجه الى الانفجار الكبير او التسوية الكبرى.
وابرز ما تم اعلانه في هذا المجال توصية مجلس الشورى الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، وترك اتخاذ القرار إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، كما اعلان الحوثيين استعدادهم لبدء مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر.
وفي اول تعليق اميركي على التهديدات باقفال «هرمز»، قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن «تعطيل إيران لحركة الملاحة في المضيق، سيكون انتحارا بالنسبة لها».
ويُعتبر هذا المضيق شريان الحياة للعالم الصناعي، ويعبر منه ثلثا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم، ما يعني ان اغلاقه سيؤدي الى تداعيات اقتصادية هائلة على دول العالم.
الرد الايراني
وتقول مصادر واسعة الاطلاع ان الولايات المتحدة الاميركية، تعتبر «ان اللحظة الحالية هي الامثل لدفع ايران مجددا الى التفاوض»، لافتة الى انها متفاهمة مع «اسرائيل» على ان «الوقت حان بعد توجيه ضربات «قاضية» للبرنامج النووي الايراني لوقف هذه الحرب». وتضيف المصادر لـ «الديار»: «لكن ما يريده الثنائي الاميركي- «الاسرائيلي» شيء، وما تخطط له ايران وما تقبله شيء آخر تماما».
وشددت المصادر على ان ايران «لن تسمح بأن يمر العدوان الاميركي عليها مرور الكرام، وتتجه مكسورة الى طاولة التفاوض». واكدت المصادر ان طهران «تدرس راهنا كل خياراتها… وبحسب المعلومات، هناك توجه جدي لاغلاق مضيق هرمز، باعتبار ان ذلك سيؤدي الى ضرر اقتصادي عالمي كبير يصيب الولايات المتحدة الاميركية بشكل اساسي، من دون استبعاد اغلاق مضيق باب المندب ايضا».
وترجح المصادر «الا تتجه ايران راهنا لضرب القواعد الاميركية في المنطقة، وستلعب هذه الورقة في مراحل لاحقة في حال تطورت الامور دراماتيكيا»، مضيفة:»كما انه من المرجح ان يتزامن اغلاق المضائق، مع تكثيف الضربات على تل ابيب».