قالت الصحف: الجيش ينتشر وحزب الله متعاون والعدو يعرقل .. البيطار يواصل تحقيقاته وسلام يطالب بقتلة الجميل ويتجاهل قتلة كرامي

الحوارنيوز – خاص
عدة ملفات داخلية تصدرت افتتاحيات صحف اليوم ابرزها مضمون جلسة مجلس الوزراء أمس لجهة انتشار الجيش في جنوب الليطاني ..
ماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: ملف جنوب الليطاني: الجيش ينتشر وإسرائيل تعرقل
احتواء الاعتراض العراقي ووفد قطري للكهرباء
وكتبت تقول: يُتوقع أن تشهد مرحلة ما بعد عطلة الفصح تزخيماً لجهود إطلاق الحوار حول سلاح الحزب، علماً أن الاخير لا يزال يطرح اشتراطات لا تثير الارتياح حيال اتجاهاته الحقيقية
شكّل حضور قائد الجيش العماد رودولف هيكل حيّزاً من جلسة مجلس الوزراء أمس في قصر بعبدا وتقديمه عرضاً مفصلاً بالخرائط والوقائع عن انتشار الجيش في جنوب الليطاني والواقع الميداني بمجمله، بداية مقاربة جدّية للسلطة السياسية ممثلة بمجلس الوزراء مجتمعاً حيال الأولويتين الأكثر سخونة وإلحاحاً في المرحلة الحالية، وهما: استكمال تنفيذ القرار الدولي 1701 وإثبات صدقية لبنان حيال هذا التنفيذ بما يدعمه دولياً للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للنقاط الخمس الحدودية في الجنوب، والمضي قدماً وبتدرج في معالجة ملف سلاح “حزب الله”. وإذ تدخل الدولة اليوم في إجازة الجمعة العظيمة والفصح حتى الثلاثاء المقبل، تشير المعطيات المتصلة بملف سلاح الحزب إلى أن موضوع الحوار الثنائي الحصري بين رئيس الجمهورية وقيادة “حزب الله” قد يشهد خطوات تمهيدية بعيدة عن الاضواء لتأمين انطلاقة جدية وعملية لهذا الحوار والمضي في مراحله المتعاقبة من دون تاخير. ذلك أن الأيام الأخيرة، على ما تكشف هذه المؤشرات، عكست صعود حالة من التوتر في صفوف الحزب على خلفية المواقف المتعاقبة التي أطلقها الرئيس جوزف عون وأن الحزب كما نقل كان يُفضّل إبقاء هذا الملف طي الكتمان والنأي به بعيداً عن تفاعلات وردود فعل القوى السياسية الأخرى، وهو ما يفسر كثافة التصريحات والمواقف التي أطلقها نواب الحزب في اليومين السابقين واتّسمت بالكثير من التشدّد في الرد على منتقدي الحزب وخصومه والمطالبين بجمع سلاحه. وإذ يتحفظ أركان السلطة عن التاكيد أن معالم الحوار الثنائي ستنطلق قريباً أم لا. ويعكس ذلك التباعد “الطبيعي” بين الاتجاهات المختلفة لدى كل من العهد والحزب لإنهاء ملف السلاح بحيث لن يكون انطلاق الحوار سهلاً في ظل الضغوط الكبيرة التي تمارس على لبنان لإنهاء ملف السلاح تاماً. كما أن المعطيات نفسها تشير إلى أن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لمس بقوة ومجدداً مدى تاييد الدول الأكثر تاثيراً في الواقع اللبناني لدوره في وضع نهاية لسلاح “الحزب”، بالسرعة الممكنة وبلا التسبب بأزمات جديدة قد تستغلها إسرائيل للعودة إلى التصعيد، وهذا التأييد سمعه من أمير قطر الأمير تميم الذي وسّع إطار الدعم الفوري للجيش عبر مبلغ 60 مليون دولار للمساهمة في رواتب العسكريين، ومنحة إضافية بأكثر من 120 آلية عسكرية للجيش. ولذا يُتوقع أن تشهد مرحلة ما بعد عطلة الفصح تزخيماً لجهود إطلاق الحوار حول سلاح الحزب، علماً أن الاخير لا يزال يطرح اشتراطات لا تثير الارتياح حيال اتجاهاته الحقيقية.
وفي جلسة مجلس الوزراء أمس التي أدرجت مراجعة تنفيذ القرار 1701 بنداً أولاً على جدول أعماله، تناول الرئيس عون “دور الجيش والصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجهه، سواء بالظروف أو بالعديد والعتاد، وهو دور متعاظم جداً قياساً على إمكاناته والحاجات المطلوبة منه”. وأعطى الكلام لقائد الجيش الذي حضر الجلسة، وعرض ملخصاً عن الوضع والإجراءات الأمنية المتخذة، خصوصاً في الفترة بعد الترتيبات المتعلقة بوقف الأعمال العدائية التي التزم بها لبنان وجيشه “خلافاً لإسرائيل، ما أثر سلباً على استكمال انتشار الجيش اللبناني وبسط سلطة الدولة رغم الجهود والنتائج الملحوظة المبذولة لذلك، لا سيما لناحية التطويع والانتشار الذي يحول الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته المتكررة فقط، دون استكماله في جنوب الليطاني، وليس أي جهة أخرى في الداخل” كما ورد في المعلومات الرسمية عن عرض قائد الجيش. وأشار إلى أنه لم يعد بالإمكان اجتياز شمال الليطاني إلى جنوبه إلا عبر المرور بحواجز الجيش اللبناني، فضلاً عن الحواجز الداخلية ونقاط التفتيش، وأيضاً جرى عرض ضبط ومصادرة أي معدات أو أسلحة او ذخائر عسكرية. وافادت المعلومات الرسمية التي أعلنها وزير الإعلام بول مرقص أن العرض كان دقيقاً من حيث الوقائع والأرقام والإحصاءات الموثقة التي تثبت جهود الجيش الذي نفذ آلاف المهمات، علماً ان ثمة 2740 خرقاً إسرائيلياً منذ الترتيبات التي ذكرتها، وقد سقط لنا 190 شهيداً فضلاً عن 485 جريحاً مذذاك. وتم التنويه بالدعم الذي يتلقاه الجيش من الدول الشقيقة والصديقة، وتم شكر هذه الدول. وكان هناك أيضاً عرض مفيد ومهم جداً، نال استحساناً كبيراً، من قبل قائد الجيش عبر الصور والخرائط والمعلومات الدقيقة التي تثبت جهود الجيش”.
وفي السياق قرر مجلس الوزراء الموافقة على تمديد ولاية اليونيفيل.
وأكد رئيس الجمهورية أن لقاءه مع أمير قطر في الدوحة كان مثمراً وممتازاً، كاشفاً أن وفداً قطرياً قد يزور لبنان الأسبوع المقبل للبحث في موضوع الكهرباء. وشكر مديرية المخابرات والأمن العام على توقيف بعض أعضاء خلية إطلاق الصواريخ من الجنوب، معرباً عن أمله في تفكيك الخلية التي ضبطت في الأردن أخيراً.
أما رئيس الحكومة نواف سلام، فأشار من جهته، إلى أن وزير العدل أنجز مشروع قانون استقلالية السلطة القضائية، وسيتم إدراجه على جدول أعمال مجلس الوزراء في جلسته المقبلة. وعن زيارته لسوريا، أكد أن البحث تناول أربعة ملفات أساسية: مسألة ضبط الحدود اللبنانية السورية وصولاً الى ترسيمها، ومسألة المفقودين اللبنانيين في سوريا، ومسألة المطلوبين اللبنانيين الموجودين في سوريا، ومسألة السجناء السوريين في لبنان. ولفت إلى أن الموضوع الأبرز الذي تم التطرق إليه أيضاً هو عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وأهمية رفع العقوبات عن سوريا لتسهيل هذه العودة.
وأعلن وزير الصناعة جو عيسى الخوري أن وزراء “القوات اللبنانية” أثاروا في الجلسة موضوع وضع جدول زمني لتسليم السلاح غير الشرعي، اللبناني وغير اللبناني في خلال ستة أَشهُر، واعتبر أنه يمكن البدء بالمخيّمات الفلسطينية.
وفي إطار احتواء الاعتراض العراقي على كلام الرئيس عون حول “الحشد الشعبي”، جرى اتصال هاتفي أمس بين الرئيس عون ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، جرى خلاله تأكيد “متانة العلاقات اللبنانية- العراقية وعمقها، بعيدًا عن أي عوامل قد تؤثر فيها، وشدّدا على الرغبة المشتركة في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات”.
شروط “الحزب”
في مقابل هذه الاجواء، مضى “حزب الله” في تحديد شروطه العلنية والضمنية لأي بحث في ملف تسليم سلاحه، وفي هذا السياق، أعلن أمس عضو كتلة الحزب النائب حسن فضل الله أن “ثمة مجموعة من الأولويات اليوم على رأسها ما يتعلق بملف المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات وتحرير الأرض وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار، وعندما تنجز هذه الملفات وعندما تقوم الدولة بمسؤولياتها كاملة في هذه الملفات، وعندما لا يعود دم شعبنا مستباحاً ولا أرضنا محتلة ولا بيوتنا مهدمة نأتي لمناقشة القضايا الأخرى بما فيها الاستراتيجية الدفاعية”. وقال: “نحن منفتحون على مثل هذا الحوار وكنا سبّاقين إليه وقدّمنا وجهة نظرنا على طاولات الحوار التي عقدت، في حين أن الحوار لا يكون إلا مع الذين يؤمنون بأن إسرائيل عدو وبأن سيادة لبنان متقدمة على أي شروط خارجية كانت، أميركية أو إسرائيلية أو غير ذلك، ونحن لا ندعو إلى حوار مع الذين يضللون الرأي العام ويثيرون الانقسامات ويهاجمون المقاومة، فنحن نتحاور مع الذين يؤمنون بهذه القواعد والمبادئ للوصول إلى استراتيجية دفاعية تحمي سيادة لبنان”.
تحقيقات البيطار
على صعيد قضائي، أجرى المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار أمس، استجوابا للوزير السابق نهاد المشنوق الذي أوضح لدى مغادرته الجلسة أنه “حضر كمواطن يحترم القضاء ويحترم رغبة أهالي الشهداء الذين يعتقدون أن الغياب عن الجلسة موجّه ضدهم، أكثر مما هو إصرار على اتّباع النص الدستوري المتعلق بمحاكمة الروساء والوزراء”. وأشار إلى أن “الجلسة كانت مريحة والتحقيق دقيق ومفيد وجرى توضيح الأمور المتعلقة بالتقرير الذي تسلمته في شهر نيسان 2014 حول وجود باخرة في المياه اللبنانية”. من جهته، اعتبر وكيله المحامي نعوم فرح أن “هدف المشنوق من الحضور هو تقديم أي معلومة يطلبها المحقق العدلي من أجل الوصول إلى الحقيقة”. وحدّد البيطار جلسة للاستماع إلى رئيس الحكومة السابق حسان دياب في 25 نيسان الحالي.
- صحيفة الأخبار عنونت: قائد الجيش في مجلس الوزراء: «حزب الله» متعاون جداً والعقبة هي إسرائيل
وكتبت تقول: مُفارقتان لافتتان سُجّلتا أمس خلال انعقاد جلسة الحكومة: أُولاهما، أن مجلس الوزراء الذي اجتمع في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية جوزيف عون كانَ الحضور الكبير لمُسيّرات العدو فوق العاصمة وفوق القصر الجمهوري حيث يستمِع المسؤولون إلى تقرير وزير الدفاع بشأن إجراءات الجيش في الجنوب وتلف سلاح المقاومة، والثانية تمثّلت بـ«الحوار الهادئ والودّي» الذي أثمر عن اتفاق بين وزير الصحة ركان ناصر الدين والوزير جو عيسى الخوري على «رحلة» إلى الهرمل وتفقّد الحدود مع سوريا معاً.
وتقاطعت مصادر وزارية عندَ «انتهاء الجلسة التي استمرّت نحو 4 ساعات من دون تسجيل أي تصادم كلامي أو نقاش مُحتدِم، بل على العكس»، مشيرة إلى أن «الحيز الأكبر أعطيَ لقائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي قدّم عرضاً مفصّلاً عن الوضع والإجراءات الأمنية المتّخذة، خصوصاً في الفترة بعد الترتيبات المتعلقة بوقف الأعمال العدائية التي التزمها لبنان وجيشه خلافاً لإسرائيل».
تجاهل رئيس الجمهورية طلب «القوات» تحديد جدول زمني لنزع سلاح المقاومة في كل لبنان
وقالت المصادر إن «هيكل أبرعَ في عرضه ووصف بدقّة كل ما يتعلّق بتطبيق القرار 1701 الذي التزم به لبنان ولا تزال إسرائيل تخرقه كل يوم»، مشيرة إلى أنه «أصرّ خلال حديثه على تعاون القوى الموجودة على الأرض معه، كذلك السكان، مسمّياً حزب الله وكل الأحزاب التي لها تواجد سياسي في قرى جنوب النهر».
وشدّد هيكل، بحسب المصادر على أن «الجيش اللبناني يقوم بكل مهامه وما هو مطلوب منه من دون أن يواجه أي عوائق داخلية، وبأن العائق الوحيد هو وجود إسرائيل في بعض النقاط واحتلالها لها، والخروقات التي تقوم بها وتؤدّي إلى قتل عناصر من الجيش كما حصل في منطقة وادي العزية – صور قبلَ أيام».
ولفت هيكل إلى أن «إمكانات الجيش غير كافية، وكذلك عديده»، مؤكداً أن «الأمور في جنوب الليطاني ميسّرة، لكن هناك 2740 خرقاً إسرائيلياً، وقد سقط منذ بدء تنفيذ ترتيبات وقف إطلاق النار نحو 190 شهيداً فضلاً عن 485 جريحاً».
وتضمّن عرض هيكل الكثير من الأرقام والمواقع، حيث أكّد «إنهاء الشق المتعلق بجنوب النهر»، موضحاً أنه «لم يعد بالإمكان اجتياز خط شمال الليطاني إلى جنوب الليطاني إلا عبر المرور بحواجز الجيش اللبناني، فضلاً عن الحواجز الداخلية ونقاط التفتيش».
أما في منطقة شمال النهر، فلفت قائد الجيش إلى أن «عناصر الجيش يدخلون حين يقتضي الأمر، وأن الجيش دخل إلى عدد من القرى وصادر ذخائر وأسلحة في مراكز غير شرعية تعود إلى قوى فلسطينية، كما دخل إلى مناطق أخرى في جدرا والبقاع».
وبعد انتهاء قائد الجيش من شرح الوضع، طرح الوزراء بعض الأسئلة غير الجدلية، باستثناء سؤال من وزراء «القوات» الذين تحدّثوا عن فترة زمنية لسحب السلاح، وطالبوا بالإعلان عن هذه الفترة، إلا أن عون تجاوز السؤال وانتقل إلى نقاش آخر.
وكان عون أطلع المجتمعين على نتائج زيارته إلى الدوحة، وقال إنّ وفداً قطرياً قد يزور لبنان الأسبوع المقبل للبحث في ملف الكهرباء، وأكّد أن لقاءه مع أمير قطر كان «ممتازاً، وقد أكّد لي دعم قطر للمؤسّسة العسكريّة وزيادة استثماراتها في لبنان». أما رئيس الحكومة نواف سلام فشدّد على وجوب إجراء التشكيلات القضائيّة في أسرع وقت ممكن.
سلام يريد حبيب الشرتوني
قالت مصادر مطّلعة على نتائج زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى العاصمة السورية، إنه حمل من جملة ما حمله، سلسلة مطالب ذات طابع أمني. وهو أبلغ مجلس الوزراء أمس بأنه بحث ملفّ ضبط الحدود ومكافحة التهريب كما ملف المفقودين في السجون السوريّة. كما طلب إلى الرئيس السوريّ أحمد الشرع معلومات حول انفجار مرفأ بيروت.
لكنّ المصادر أشارت إلى أن سلام كانت لديه طلبات أخرى لم يكشف عنها أمام الوزراء، وتتمثّل في مطالبة العاصمة السورية بتسليم لبنان المناضل حبيب الشرتوني لـ«محاكمته بجريمة اغتيال الرئيس بشير الجميل» كما قال سلام، إضافة إلى «تسليم قتلة كمال جنبلاط من المخطّطين والمنفّذين، وبعضهم صار موقوفاً لدى السلطة السورية الجديدة». كما طلب سلام «تسليم دمشق لعدد من المتهمين بالمشاركة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري» الذين تفيد معلومات رئيس الحكومة بأنهم «يعيشون في سوريا كما هو حال الشرتوني».
تُرى، هل يهتم الرئيس سلام بالوصول إلى قتلة الرئيس رشيد كرامي الذين يجلس ممثّلون عنهم إلى جانبه في الحكومة؟ أو هل سأل سلام الشرع عن السوريين الذين ينتمون الآن إلى هيئة تحرير الشام، وسبق أن قتلوا عناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في عرسال وعلى الحدود الشرقية مع لبنان… أم أنها ليست قضايا وطنية!
الخوري يلبّي دعوة ناصر الدين
كما تطرّق الوزراء في النقاش إلى وضع الحدود على الجبهة الشرقية الشمالية، وطالبوا بجلسة ثانية يشرح فيها قائد الجيش بالتفاصيل ما يحصل هناك، وقد وافق رئيس الجمهورية على الطلب.
وهنا دخل الوزير جو عيسى الخوري على الخط، مقترحاً إرسال عناصر من «اليونيفل» إلى الحدود مع سوريا للمساعدة في ضبط الحدود، لكنّ رئيس الجمهورية قال إن هذا «الإجراء غير متاح الآن وإنه بحاجة إلى عدد كبير من العناصر»، ناصحاً إياه «بالذهاب إلى المنطقة ومعاينتها». قبل أن يطلب وزير الصحة ركان ناصر الدين الكلام، عارضاً على الخوري «الذهاب إلى هناك معاً لمعاينة الوضع على الأرض»، فأعلن الخوري موافقته.
- صحيفة الديار عنونت: عون يتجاهل الجدول الزمني «وينفّس الاحتقان» حول السلاح
قائد الجيش «يضع النقاط على الحروف».. و«الثنائي» مرتاح
سباق بين الديبلوماسية والمواجهة وجنبلاط يحذّر من الحرب
وكتبت تقول: قبل ساعات من دخول البلاد عطلة عيد الفصح، حرصت بعبدا على تنفيس اجواء الاحتقان المفتعلة من قبل بعض الجهات حيال مسألة سلاح المقاومة. ويمكن الجزم ان النقاش حول حصرية السلاح في جلسة الحكومة أمس كان مجرد «فشة خلق» لوزراء «القوات اللبنانية» للتعبير مجددا عن مطلب «معراب» بتحديد مهلة زمنية لإقفال هذا الملف، بدليل ان رئيس الجمهورية جوزاف عون لم يتوقف عند هذا المطلب وجرى تجاوزه دون نقاش حيث افردت المساحة الاهم لقائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي عرض لإنجازات الجيش جنوبا، مشيدا بتعاون حزب الله مع وحداته، محملا العدو الاسرائيلي المسؤولية المباشرة عن عدم تنفيذ القرار 1701. هذا المناخ انعكس ايجابا على «الثنائي الشيعي» الذي اعتبر مواقف الرئاسة الاولى حكيمة وواقعية وتضع في اولوياتها المصلحة الوطنية.
الحَراك الاقليمي
هذه الحكمة في التعامل مع ملف شديد الحساسية، ينطلق من فهم حقيقي ومسؤول من قبل طرفي الحوار، الرئيس عون وحزب الله، لدقة المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة، التي شهدت خلال الساعات القليلة الماضية جملة تحركات ديبلوماسية تمحورت بين موسكو وطهران والرياض، حيث نقل وزير الخارجية الايرانية عباس عرقجي رسالة من المرشد السيد علي خامنئي الى الرئيس فلاديمير بوتين، فيما كان لافتا الزيارة الاولى منذ نصف قرن لوزير الدفاع السعودي الى ايران حيث التقى السيد خامنئي. في مقابل تسريبات استخبارتية عن خطة اسرائيلية لضرب ايران في ايار جمدها الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وذلك عشية الجولة الثانية من المفاوضات السبت بين الاميركيين والايرانيين.
جنبلاط والحرب
وفي هذا السياق، حذر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط من أن الحرب آتية ولا تستطيع إسرائيل بمفردها أن تشعل الحرب، إنما أميركا وإسرائيل تشعلان الحرب معًا وستكون حربا طويلة، وترامب يفرض خوة على كلّ الناس. وقال ان «المنطقة دخلت في العصر الإسرائيلي قبل السابع من تشرين الأول 2023، وجزء منها دخلها عندما احتل الأميركيون العراق الذي كان حاجزاً كبيرًا، ومنذ تلك اللحظة اسرائيل تتمدد».
ضرب ايران؟!
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية، أنّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أوقف هجومًا إسرائيليًا على إيران، كان سيحصل في شهر أيار المقبل. ووفق معلومات استخبارتية فان «اسرائيل» وضعت خططًا لمهاجمة منشآت نووية في إيران، وذلك بهدف تعطيل قدرة إيران على تطوير سلاح نووي لمدة عام على الأقل. وكشفت ان سفر نتنياهو الأخير إلى الولايات المتحدة الأميركية كان لمحاولة إقناع ترامب بتنفيذ الهجوم، ولا سيما أنّ الخطة الإسرائيلية تحتاج مشاركة أميركية في الهجوم، لكنّ محاولات الإقناع فشلت. ورأى ترامب ومسؤولون في إدارته، بعد أشهر من النقاش، أن يعطي فرصة للديبلوماسية مع إيران في المحادثات الجارية. وبحسب «نيويورك تايمز»، فإنّ مسؤولين أميركيين بارزين، من بينهم مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ونائب الرئيس جي دي فانس، أبدوا تحفّظهم، محذرين من خطر انزلاق واشنطن إلى مواجهة إقليمية لا ترغب بها.
وفي هذا السياق، قال موقع «أكسيوس»الأميركي، ان ترامب عقد اجتماعاً في البيت الأبيض الثلاثاء، حضره كبار مسؤولي الأمن القومي والسياسة الخارجية، لمناقشة المفاوضات الجارية مع إيران وموقف واشنطن من الجولة المقبلة من المفاوضات.
مقاربة ملف السلاح
ووفق مصادر مطلعة، لا شك في جدية الرئيس جوزاف عون في مقاربة هذا الملف، لكنه لا يريد التسرع كيلا يصل الحوار الى «حائط مسدود» اذا لم تكن المقدمات جدية لنجاحه، ولهذا يصر في اتصالاته مع الولايات المتحدة على عدم الضغط على الدولة اللبنانية التي تحتاج الى التعامل بواقعية مع هذا الملف لانه ليس سهلا الدخول في حوار مع حزب الله، باعتباره طرفا مهزوما، كما يروج البعض، لان الامور ليست بالبساطة او السذاجة التي تتعامل بها بعض الجهات السياسية. وهو يحاول بدعم فرنسي اقناع واشنطن بهذه السردية لانه يضع نصب عينيه الاستقرار الداخلي.
ماذا يريد عون؟
وفي هذا الاطار، تستبعد مصادر وزارية الوصول الى نتائج سريعة حول هذا الملف، خصوصا ان المشكلة الرئيسية تبقى في بقاء قوات الاحتلال في الاراضي اللبنانية، واستمرار اعتداءاتها اليومية، دون اخفاء نياتها العدوانية التوسعية في لبنان والمنطقة. كما ان حسم هذا الملف ينتظر حتما تبلور المفاوضات الايرانية الاميركية وما ستؤول اليه من تفاهمات او مواجهة، وليس منطقيا ان يتم عزل لبنان عن هذا المسار. واذا كان ثمة قوى سياسية مستعجلة في الداخل لحرق المراحل خوفا من تطورات قد لا تكون في مصلحتها، فان احدا من المعنيين الجديين في معالجة هذا الملف لن يستدرج الى قرارات قد تفجر البلد.
ماذا يريد حزب الله؟
اما حزب الله العارف بمعادلات المنطقة وموازين القوى الراهنة، فان التطورات المتلاحقة سواء في غزة او سورية، وما يجري من عدوان على اليمن، يجعله اكثر توجسا في هذه المرحلة وليس مستعدا للتخلي عن قدراته العسكرية التي تجعله مكشوفا امام «العاصفة» العاتية في المنطقة، ولهذا يقارب الملف بكل واقعية ولم يتخل عن استراتيجية البحث في ملف سلاح المقاومة انطلاقا من تعزيز حماية لبنان والاستفادة من قدرات المقاومة. وهذا يعني حتما ان كل الدعاية الممنهجة التي تحاول الايحاء ان الامر حسم بانتظار الآلية الفضلى لسحب السلاح، ليست الا «بروباغندا» غير واقعية ولا تمت الى الحقيقة بصلة. وفي هذا السياق، جرى تبادل «رسائل» ودية مع الرئيس عون لقطع الطريق على كل من حاول «الاصطياد في الماء العكر» خلال الساعات الماضية من خلال الايحاء ان التصعيد في موقف مسؤولي حزب الله هدفه التصويب على الرئيس.
حزب الله وتوقيت الحوار؟
من جهته، تناول عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله ما يثار حول الحوار، فاعتبر أن «ثمة مجموعة من الأولويات اليوم على رأسها ما يتعلق بملف المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ووقف الاعتداءات وتحرير الأرض وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار، وعندما تنجز هذه الملفات وعندما تقوم الدولة بمسؤولياتها كاملة في هذه الملفات، وعندما لا يعود دم شعبنا مستباحاً ولا أرضنا محتلة ولا بيوتنا مهدمة نأتي لمناقشة القضايا الأخرى بما فيها الاستراتيجية الدفاعية، ونحن منفتحون على مثل هذا الحوار وكنا سبّاقين إليه وقدّمنا وجهة نظرنا على طاولات الحوار التي عقدت، في حين أن الحوار لا يكون إلا مع الذين يؤمنون بأن إسرائيل عدو وبأن سيادة لبنان متقدمة على أي شروط خارجية أكانت أميركية أو إسرائيلية أو غير ذلك». وقال» قيادة هذه المقاومة لا تفرط بنقطة دم من دماء شهدائنا ولا بعنصر قوة من عناصر قوتنا، وأن علينا في لبنان أن نستفيد من كل عناصر القوة التي نمتلكها، ولا يجوز لأحد أن يسعى إلى التفريط بعناصر القوة في الوقت الذي توجد دماء على أرض الجنوب.
الجلسة الحكومية
فبعد عودة رئيس الجمهورية جوزاف عون الى لبنان من قطر، ترأس جلسة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، بدأت بتقديم قائد الجيش عرضًا عن الوضع الأمني في جنوب لبنان ومسار تطبيق القرار 1701، معتبرا ان اسرائيل هي التي تعيق تنفيذ القرار وتحدث عن «تسجيل 2740 خرقا إسرائيليا منذ اتفاق وقف اطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، مشيدا بتعاون حزب الله، خصوصا ان وحدات الجيش قد دخلت نحو 500 موقع عسكري دون اي اشكال، ونفذت 90 في المئة من مهامها في جنوب الليطاني، وال10 في المئة لم تنفذ بسبب قوات الاحتلال.
ارتياح «الثنائي»
وفيما عبر وزارء «الثنائي» عن الارتياح لكلام قائد الجيش، اعاد وزراء «القوات اللبنانية» المطالبة بوضع جدول زمني من 6 اشهر لتسليم السلاح، وطرح وزير الصناعة جو عيسى الخوري البدء بالمخيمات الفلسطينية، لكن رئيس الجمهورية تجاوز كلامه ولم يتعامل معه كمادة للنقاش. وقد اشار الوزير محمد حيدر الى ان الجيش يقوم بمهامه في جنوب الليطاني وشماله، اما المهلة الزمنية فهي مرتبطة بجهوزية الجيش وانسحاب الاحتلال الاسرائيلي، فيما اعتبر وزير الصحة ركان ناصرالدين ان النقاش كان غير مباشر حول السلاح، والمشكلة الحقيقية هي احتلال النقاط الخمس والاعتداءات الاسرائيلية التي تعيق تطبيق القرار1701.
لا توافق على التعيينات
في هذا الوقت لم يحصل خلال الجلسة توافق على ما تبقى من التعيينات خصوصا منصب المدعي العام المالي. وأكد وزير الإعلام بول مرقص أن «التشكيلات الديبلوماسية والقضائية يجب أن تتم في أسرع وقت، وسيتم إدراج قانون استقلالية القضاء على جدول أعمال الجلسة المقبلة». وتابع: «الرئيس نواف سلام لفت الى ان زيارته الى سورية تطرقت الى تسليم منفذي تفجير المسجدين في طرابلس واغتيال كمال جنبلاط». وأشار الرئيس عون الى أن «وفدا قطريا قد يزور لبنان الاسبوع المقبل للبحث في ملف الكهرباء». وقرّر مجلس الوزراء تمديد ولاية اليونيفيل.