سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف: وصايات في أشكال جديدة

 

الحوارنيوز – خاص
تتجاوز مروحة الاتصالات اللبنانية، العربية والدولية مبدأ مساعدة لبنان في تجاوز محنته السياسية ولاقتصادية والنقدية، فبعض المواقف العربية والإقليمية والدولية يمكن إدراجها في سياق المساعدة، إلا أن مشهد الاتصالات المكثفة يظهر بأن بعض المواقف العربية والدولية يأتي في سياق شروط وأولويات وأجندات سياسية لا يمكن تفسيرها بغير محاولات فرض وصاية جديدة!

• صحيفة "النهار" عنونت:" مصر والإمارات على خط الدفع بالمبادرة الفرنسية" وكتبت تقول:" مع ان كلام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شأن الازمة الحكومية في لبنان لم يتضمن ما يشبه المفردات اللاذعة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في حق الطبقة السياسية اللبنانية، فان الرسائل السياسية المباشرة التي وجهها السيسي والمسؤولون المصريون الأخرون في هذا السياق، اكتسبت دلالات بارزة حيال النظرة الشديدة السلبية التي تغلب على العالم العربي كما الغربي، حيال تعطيل تشكيل الحكومة. وبدا واضحا ان زيارة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري للقاهرة، والجولات المتعددة لمحادثاته مع الرئيس المصري ووزير الخارجية سامح شكري والمدير العام للمخابرات المصرية، وكذلك مع الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والإحاطة الدافئة التي حرصت القاهرة على اظهارها في استقبال الحريري رسمت شكلا ومضمونًا اطار الدعم المصري القوي للرئيس المكلف وحضا قويا على تسهيل مهمته في تشكيل الحكومة العتيدة وتجاوز الاشتراطات والتعقيدات التي تحول دون استكمال هذا الاستحقاق الملح.


زيارة الرئيس المكلّف سعد الحريري الى مصر وحفاوة استقباله من الرئيس المصري السيسي تعكس دخول مصر بقوة على دعم المبادرة الفرنسية، بعد دولة الامارات التي سيتوجه اليها مجدداً الرئيس الحريري عشية زيارته المرتقبة الى باريس. وتشير المعلومات الى ان الحريري وبانتظار الاتفاق الداخلي على تأليف حكومة المهمة من المستقلين عن الاحزاب، قرر التحرك خارجياً لملاقاة المبادرة الفرنسية بشقها الخارجي من حيث تأمين الحشد المطلوب عربياً وخليجياً ودولياً للمساعدات التي ستقدم للبنان بعد تأليف الحكومة. وأفادت معلومات ان الحريري يطرح تشكيل مجموعة دعم عربية للبنان وإمكان انشاء صندوق عربي لتوفير المساعدات المالية. كما تشير المعلومات الى ان كلاً من مصر والامارات تعملان مع باريس على ملاقاة المبادرة الفرنسية ان باتجاه القوى السياسية في لبنان او باتجاه الدول الخليج ولا سيما المملكة العربية السعودية.


واذا كان الدعم المصري المعلن بشكل واضح لتشكيل الحريري حكومة مستقلين اتخذ بعده الداخلي من خلال التغطية المصرية أيضا للموقف الذي اعلنه قبل أيام قليلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فان مجمل الخلاصات التي انتهت اليها زيارة الحريري للقاهرة عكست الالتقاء الواضح بين الدور المصري الدافع نحو تشكيل الحكومة والمبادرة الفرنسية التي تحركت مجددا في الفترة الأخيرة. وليست هذه المرة الأولى التي تبرز فيها ملامح التنسيق الفرنسي المصري حيال الوضع في لبنان، اذ ان المراحل الأولى من إطلاق المبادرة الفرنسية في آب الماضي كانت شهدت تناغما مماثلا بين باريس والقاهرة حيال لبنان، ولو ان التساؤلات ستتركز الان على المسالك التنفيذية لترجمة إعادة تفعيل التنسيق والتكامل بين ادوار الدول الداعمة لاستعجال تشكيل الحكومة، وهل سيجدي الضغط التصاعدي لهذه المواقف في كسر جدار التعطيل؟ وتشير المعطيات الى ان أي مؤشر إيجابي لم يطرأ في الداخل بعد، لكن يبدو ان الفترة المقبلة ستشهد بداية عودة الاهتمامات الخارجية بالملف اللبناني سواء من خلال التخوف على استقراره الأمني والاجتماعي او من خلال تحرك الملفات الإقليمية ذات التأثير على واقع لبنان.
• صحيفة "الجمهورية" عنونت:" مصر للتوافق والتزام الدستور وماكرون يستعين بالسعودية" وكتبت تقول:" صاغَت التحركات السياسية، التي تسارعت في الساعات الماضية في الداخل والخارج، سؤالاً على المستوى العام: هل انّ في هذه الحركة بركة، من شأنها أن تُحدث خرقاً في جدار تأليف الحكومة الفاصل بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري؟

ظاهِر الأمور المحيطة بالملف الحكومي يوحي وكأنّ عجلة التأليف قد بدأت تتحرّك بسرعة وعلى عدة خطوط، إلّا أنّ التعمّق في هذا الملف يُظهر أنّ كل ما يجري من تحركات واتصالات، يطوف حول "سطحيات" الخلاف العقيم الذي ما زال مُستحكماً بين شريكي التأليف، ولا يقاربه في العمق. وبحسب المعطيات المتوافرة حول هذا الامر، فإنّ الحديث عن تقدّم، ولو كان طفيفاً على هذا الصعيد، ليس مبنيّاً على معطيات جدية، بقدر ما هو مبني على رغبات وتمنيات لا أكثر.

لحظة رحمانية!
وعلى ما تؤكد الوقائع المرتبطة بملف التأليف، فإن فرضيّة حصول تأليف وشيك للحكومة ليست واقعية حتى الآن، فالمسألة على ما يقول مرجع مسؤول لـ"الجمهورية" تحتاج الى "لحظة رحمانية" توقِف "حرب المُكاسرة" القائمة بين عون والحريري ومن خلفهما "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، وتأذن بإعادة بناء الجسور المهدومة بالكامل بينهما.

واذا كان المشهد الداخلي قد انضبطَ في الأيام الاخيرة على إيقاع المبادرة الفرنسية من جديد، بعد الحضور المباشر للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على الخط الحكومي، وأُضيف اليه في الساعات الماضية الدخول المصري على الخط من خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للرئيس المكلف سعد الحريري، الّا انّ المعطيات المتوافرة لدى معنيين بشكل مباشر بالملف الحكومي، تُقارِب كل هذا الحراك من زاوية انّ كل ما يجري يساهم في تحريك المياه الراكدة على الخط الحكومي، الّا أنّ هذا الحراك لم يصل بعد الى لحظة الأمل بانفراجٍ وشيك، يسهّل الابحار في هذه المياه نحو تأليف الحكومة في المدى المنظور. في ظل الشروط والمطالب المحسومة، التي لا يبدو انها غير قابلة للتراجع عنها، سواء لدى رئيس الجمهورية او الرئيس المكلف، فكلاهما لم يقدّما حتى الآن، لا للوسطاء الداخليين ولا للاصدقاء الخارجين، ايّ اشارة حول استعدادهما للتراجع عن مطالبه أو حتى تعديلها بشكل طفيف. وعليه، يبقى الحديث عن انفراج حكومي وشيك كفرضية معاكسة لواقع الخلاف المُستحكم بين الرئيسين والتيارين.

خلاصات
وتِبعاً لذلك، فإنّ مصادر سياسية واسعة الاطلاع تعرض لـ"الجمهورية" صورة النقاشات الجارية في الصالونات المعنية بمطبخ التأليف، والتي تعكس ثبات هذه الصورة عند ما يلي:

– أولاً، انّ الحضور المصري المتجدّد على الخط الداخلي، لا يعدو أكثر من عاملٍ داعم من بعيد لمسار تأليف الحكومة، خصوصاً انّه لا توجد له في الداخل اللبناني ما يمكن تسميتها بـ"المُتَّكآت" التي يستند اليها لممارسة ضغط على هذا الطرف أو ذاك، ما خَلا مواقف معنوية داعمة لتأليف حكومة بالتوافق بين اللبنانيين. ومن هنا، فإن زيارة الرئيس المكلف تشكل في جوهرها غاية لتعزيز الحضور والمعنويات.

– ثانياً، انّ الحضور الفرنسي، وكما تعكس خلفيات تحرّكه في الآونة الاخيرة، يسعى الى حكومة مهمة سريعة وفق مندرجات المبادرة الفرنسية، وبرئاسة سعد الحريري. وعلى هذا الاساس يواكب الفرنسيون حضورهم المتجدد تجاه لبنان بتحرّك موازٍ، خصوصاً في اتجاه دول الخليج، وعلى وجه الخصوص في اتجاه السعودية، سعياً الى حشد دعم لحكومة برئاسة الحريري.
الى السعودية
وبرز في هذا السياق ما نقلته وكالة الانباء الالمانية عن مصادر دبلوماسية غربية في العاصمة السعودية الرياض، من أنّ ماكرون يعتزم زيارة المملكة منتصف الشهر الحالي، ولقاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

وبحسب المصادر، فإنّ محادثات الطرفين ستتناول الجهود لإنجاح المبادرة الفرنسية بشأن لبنان وأهمية الدعم السعودي لها لإخراج لبنان من أزمته والدفع بتشكيل حكومته بعيداً عن الإملاءات الإقليمية والمصالح الحزبية من خلال التناحر على الحصص الحكومية"، لافتة في هذا السياق إلى نداء ماكرون الذي وجّهه إلى القيادة السعودية مؤخراً بـ"ألّا تتخلى عن لبنان وتتركه لمصيره".

• صحيفة "اللواء" كتبت تحت عنوان:" السيسي يدعم حكومة مستقلة" تقول:" سياسياً، وصفت مصادر سياسية زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى القاهرة بانها تأتي في اطار سلسلة الزيارات التي اعلن الحريري نيته القيام بها منذ مدة لعدد من الدول الصديقة والشقيقة لحشد الدعم العربي والدولي للمساعدة في حل الازمة التي يواجهها، وبداها بزيارة اسطنبول ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك بهدف التداول بالأوضاع ومسار التطورات في لبنان خصوصا والمنطقة عموما.

ولاحظت المصادر ان مستوى اللقاءات التي عقدها الحريري مع كبار المسؤولين المصريين بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تعكس مكانة الرئيس المكلف لدى القيادة المصرية واهتماهها الملحوظ بمقاربة المواضيع والملفات التي يحملها الحريري، انطلاقا من حرص هؤلاء المسؤولين على احاطة لبنان بكل دعم ومساعدة أخوية لكي يتمكن من الخروج من الازمات السياسية والاقتصادية التي يواجهها حاليا.

واشارت المصادر إلى ان هدف الزيارة كان لشرح معاناة الشعب اللبناني جراء الازمة السياسية الحادة التي تعصف به جراء تداخل عوامل محلية واقليمية، وتدور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فيه، والتباحث في كيفية مساعدة مصر للبنان انطلاقا من موقعها كأكبر دولة عربية ومن خلال علاقاتها المؤثرة اقليميا ودوليا.

بالمقابل، علقت أوساط على التحرك الخارجي في الملف الحكومي فأشارت إلى أنه لا يزال في بداياته لأن في مرحلة الاستماع وجس النبض قبل الشروع بأي مسعى. وأفادت الأوساط أن لا نتائج ملموسة قبل ان يتبلور الحل المنتظر في حال كان قائما مشيرة إلى أن العقبات داخلية وما يمكن أن يتوقع من أي توسط خارجي هو التشديد على الإسراع في تأليف الحكومة.?


وفهم أن مصر وفرنسا تتشاركان الرغبة في هذا المجال. وأوضحت أن الدولتين على استعداد للقيام بما يجب من أجل وضع الملف الحكومي على السكة الصحيحة في اقرب وقت ممكن ورأت أنه في حال قام لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف بعد عودة الأخير من زياراته الخارجية فذاك يعني أن هذه المياه الراكدة بدأت بالتحرك، الامر الذي لا يخفي انزعاج بعبدا من تحرك الحريري.


اما مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية فأكدت لـ"اللواء" أن الرئيس عون ينتظر رئيس الحكومة المكلف من أجل التشاور في تأليف الحكومة وهذا ما بات معروفا لدى الجميع مكررة القول أنه يؤيد المساعي الهادفة إلى التشكيل ومن هنا كان تأكيده على أهمية المبادرة الرئاسية الفرنسية.
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى