قالت الصحف:الاحتجاجات تتصاعد في زمن الكورونا والجمود الحكومي
الحوار نيوز – خاص
استأثرت الاحتجاجات والعصيان في الشارع باهتمام الصحف الصادرة هذا الصباح لا سيما ما جرى في طرابلس، وتعددت التحليلات حولها،خاصة في مرحلة الاقفال العام بسبب جائحة كورونا،وفي ظل الجمود الحكومي الذي لم يخرج من دائرة السجالات اليومية.
• وكتبت صحيفة " النهار " تقول : بدا السباق مخيفا مساء امس بين تصاعد عدد الوفيات بسبب الانتشار الوبائي لكورونا مسجلا للمرة الأولى رقما مرعبا بلغ 73 حالة وفاة في يوم واحد، والمخاوف المتصاعدة من انفجار احتجاجات الشارع على الاقفال العام منذرة بدورها بتفاقم الاخطار الوبائية والاجتماعية والأمنية التي ستنتج عن التفلت الكبير. ووسط الملهاة المأسوية التي تشوب المشهد السياسي والحكومي و"تفرغ" القيمين المسؤولين عن تعطيل تشكيل الحكومة لتسديد الكرة ورميها في مرمى خصومهم وغسل ذممهم من التبعات البالغة الخطورة للمضي في تعطيل ولادة الحكومة، عاش لبنان امس وخصوصا في ساعات المساء والليل أخطر تفش لعدوى التفلت والعصيان على الإجراءات المفروضة ضمن حالة التعبئة والطوارئ الصحية والاقفال العام، فسقط قرار منع التجمعات والتظاهرات والتجول امام اتساع حالة العصيان الاحتجاجية من وسط بيروت الى الجنوب الى الشمال والبقاع خصوصا بعدما بدت الحركة الاحتجاجية العنيفة في طرابلس بمثابة إشارة الانطلاق لاشعال عدوى الاحتجاجات وقطع الطرق والشرايين الرئيسية في معظم المناطق اللبنانية. هذا التطور بدا محسوبا لمعظم المعنيين والمراقبين مذ بدأت معالم الاحتجاجات تتسع في اليومين الأخيرين، ولكنه اثار مخاوف متعاظمة من ان يؤدي الى تفاقم كبير وخطير في تداعيات الوضع الكارثي الداخلي على ثلاثة مستويات. الأول وبائي اذ يخشى ان تؤدي تجمعات المحتجين في الساحات العامة وعلى الطرق الرئيسية ومن ثم اشتباكاتهم واختلاطاتهم مع القوى الأمنية والعسكرية الى ازدياد كبير في اعداد المصابين بكورونا بما يجهز عمليا على الامال المعلقة على الاقفال الممدد في تخفيف الكارثة التي تشهدها مستشفيات لبنان. والثاني امني من خلال تحول ازمة الاختناقات الاجتماعية التي تفجر الاحتجاجات الى مواجهات عبثية بين المواطنين المحتجين والقوى الأمنية والعسكرية من دون أي مبادرات رسمية سريعة لنزع هذا الفتيل عبر نظام رعائي فعال لمساعدة العائلات الأكثر حاجة للدعم خلال فترات الاقفال. والثالث سياسي اذ يبدو واضحا ان التخبط الكبير الذي تتسم به الازمة الحكومية سيكون عرضة لمزيد من الغرق في سجالات وتقاذف للمسؤوليات والتبعات لانفجار الشارع الغاضب.
سخونة الشارع تصاعدت بقوة واتساع امس وشهدت مناطق عدة من طرابلس الى الجية مرورا بكورنيش المزرعة ووسط بيروت وتعلبايا وشتورا وصيدا، حركة قطع طرق احتجاجا على الاوضاع المتردية، ولرفع الصوت اعتراضاً على تمديد التعبئة العامة وعدم تقديم مساعدات انسانية للعائلات المحتاجة والمياومين وغيرهم من المواطنين الذين تأثرت أعمالهم ومصالحهم بالاقفال العام.
وشهدت ساحة النور في طرابلس لليوم الثاني جولة عنف جديدة بعدما اشعل المحتجون النار أمام مدخل سرايا طرابلس وقطعوا الطريق، وسط انتشار كثيف لعناصر قوى الأمن الداخلي . وعمدت مجموعات من الشبان الى رمي الحجارة بشكل عشوائي على باحة السرايا، وحضرت وحدات من الجيش إلى أمام سرايا طرابلس ودارت جولات محتدمة من الكر والفر اتسعت ليلا الى مناطق ابعد من ساحة النور في احياء التل وساحة النجمة والأسواق الداخلية. وأدت المواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية الى وقوع عدد من الجرحى فاق العشرين واحتراق سيارة.
تجدد السجالات
على ان هذه الأجواء المحمومة لم تحل دون مضي "تكتل لبنان القوي" في هجماته التصعيدية ضد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في حين يدأب قصر بعبدا على نفي شراكة العهد ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في الازمة الحكومية. وفي هجومه الجديد على الحريري قال التكتل امس " لم يعد اللبنانيون يفهمون الأسباب الكامنة وراء جمود رئيس الحكومة المكلف وإمتناعه عن القيام بواجبه الدستوري بتشكيل الحكومة بالإتفاق مع رئيس الجمهورية. وإزاء هذا الموقف فإن التكتل يطرح تساؤلات جدّية حول ما إذا كان رئيس الحكومة المكلّف يريد فعلًا تشكيل حكومة أم أنه يحتجز التكليف في جيبه الى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا" .
ورد المستشار الإعلامي للرئيس الحريري حسين الوجه على التكتل فقال: "لم يعد اللبنانيون يفهمون الأسباب الكامنة وراء تهرب رئيس الجمهورية وإمتناعه عن القيام بواجبه الدستوري بتسهيل تشكيل الحكومة والتوقيع على مراسيم التشكيل بالإتفاق مع رئيس الحكومة المكلف. وإزاء ذلك يطرح اللبنانيون تساؤلات جدّية حول ما إذا كان رئيس رئيس الجمهورية يريد فعلًا تشكيل حكومة أم أنه يحتجز التأليف في جيبه، كما احتجزوا الانتخابات الرئاسية لسنتين ونصف السنة".
في المقابل شدد نائب الأمين العام لـ"حزب الله " الشيخ نعيم قاسم في لقائه الوداعي مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، على "موقف الحزب الداعي الى الإسراع في تشكيل الحكومة من أجل التفرغ لمعالجة القضايا والتحديات"، وعبر عن "تمسك الحزب بممارسة مسؤولياته على كل الصعد، الى جانب أهله وشعبه خصوصا في هذه الظروف الصعبة".
جولة شيا
وحضرت كل الملفات في جولة السفيرة الاميركية دروثي شيا امس على كل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري تمهيدا لرفعها تقريرا متكاملا لإدارتها الجديدة مع بدء ولاية الرئيس الاميركي جو بايدن.
وعلم ان السفيرة الاميركية عبرت عن اهتمام بلادها باستئناف اجتماعات التفاوض على ترسيم الحدود البحرية وبضرورة استمرارها دون ان تتطرق الى الخط المفترض اعتماده في عملية الترسيم. وفي هذا الاطار، اكد الرئيس عون معاودة اجتماعات التفاوض انطلاقا من الطروحات التي قدمت خلال الاجتماعات السابقة.
فيما شدد رئيس المجلس من جهته على أهمية استئناف المفاوضات بزخم نظراً لأهمية النتائج المتوخاة منها للبنان ولتثبيت حقوقه السيادية وإستثمار ثرواته.
وسألت السفيرة الاميركية عن مسار التأليف الحكومي واستمعت الى وجهة نظر رئيس الجمهورية في هذا الاطار . وتطرق البحث الى تداعيات الازمة الخانقة التي يعاني منها لبنان والى موضوع الفساد وضرورة مكافحته والى التدقيق الجنائي. واكد لها الرئيس عون ان الاتصالات تستأنف مع شركة "الفاريز اند مارسال" للعودة الى العقد معها.
سقف قياسي
اما على صعيد الازمة الوبائية فاتسمت نسبة الاصابات بكورونا امس بسقف قياسي مخيف في عدد الوفيات اذ سجلت وزارة الصحة 73 حالة وفاة و3505 إصابات. وسيصار إلى اطلاق الخطة الكاملة لعملية التلقيح اليوم من السرايا الحكومية حيث سيتم تفصيل المراكز والفئات التي ستحصل على اللقاح على مراحل، في حين أن اطلاق المنصة سيحصل غدا الخميس من وزارة الصحة.
• وكتبت صحيفة "الأخبار " تقول:بلغت الاحتجاجات في طرابلس يوم أمس ذروتها، في اليوم الرابع من الاعتراض على قرار الحكومة يوم الخميس الماضي تمديد الإقفال العام حتى الثامن من شباط المقبل، ما أعاد إلى الأذهان مشاهد حركة الاحتجاج الواسعة التي تصدّرتها عاصمة الشمال بعد 17 تشرين الأول 2019.
وكما في الأيّام الأربعة السابقة، ينزل المحتجّون مع دنوّ ساعات العصر إلى الشوارع والطرقات ويبدأون بقطعها، تدريجياً، بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات والحجارة وكل ما يصادفونه في طريقهم، فيقطعون أوصال طرابلس ويسدّون مداخلها، ما يجعل التجوال فيها بالسيارة، أو الخروج منها والدخول إليها، مغامرة محفوفة بالمخاطر.
شرارة انطلاق الاحتجاجات بدأت في الأيّام الأربعة الماضية من منطقتَي المنكوبين والبداوي، عند المدخل الشمالي لمدينة طرابلس، عندما تجمّعت نسوة مع أطفالهن في المحلّتين احتجاجاً منهنّ على تردّي الوضع المعيشي لعائلاتهن بسبب قرار الإقفال. وامتدت الاحتجاجات تباعاً إلى بقية المناطق في طرابلس، وخصوصاً القبة وتقاطع المئتين وعزمي والمصارف، وصولاً إلى ساحة عبد الحميد كرامي (النور). كذلك وصلت إلى مدينة الميناء وكورنيشها البحري.
ساحة كرامي (النّور) شهدت طوال الأيام الأربعة السابقة، ليلاً على وجه التحديد، المواجهة الأبرز والأعنف بين المحتجّين من جهة، والجيش والقوى الأمنية من جهة أخرى، إذا ما قورن الأمر بما حصل في بقية مناطق طرابلس وفي المناطق اللبنانية الأخرى.
ليلة أمس، بلغت المواجهة بين الطرفين ذروتها، بعدما تجمّع محتجّون أمام مدخل سرايا طرابلس المتاخمة للساحة، مطالبين بالإفراج عن محتجّين جرى توقيفهم من قبل الجيش والقوى الأمنية أول من أمس، بعدما سدّوا منافذ الساحة التسعة بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات والحجارة، قبل أن يتوجّهوا إلى مدخل السرايا الرئيسي ويرشقوا بوابته الحديدية بالحجارة، ويضرموا النار في إطارات سيارات أشعلوها أمامه وفي حاوية نفايات جرى وضعها عند المدخل.
انكفاء القوى الأمنية إلى داخل السرايا شجّع المحتجّين على الدخول إلى غرفة التفتيش عند مدخل السرايا وغرفة الحرس المقابلة لها، فعبثوا بمحتويات الغرفتين بعد تسلقهما وإزالة السياج الحديدي الشائك من فوق سقفهما، ما أثار مخاوف من أن يقتحم المحتجون السرايا، والعبث بها، وهو أمر كان سيؤدي لا محالة إلى مواجهة مباشرة بين المحتجين والقوى الأمنية الموجودة داخل السرايا.
هذا السيناريو المحتمل عمل الجيش بتدخّله على تفاديه، بعد استقدام تعزيزات لهذه الغاية، فقام بإبعاد المحتجّين أولاً عن المدخل الرئيسي للسرايا، ومن ثم إبعادهم من ساحة كرامي (النور) باتجاه الشوارع والأزقة المجاورة لها، مستخدماً لهذه الغاية قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ومطلقاً الرصاص الحيّ في الهواء.
انسحاب المحتجّين من الساحة لم يدفعهم إلى توقيف تحركهم، فبعدما قاموا بحرق سيارتين في محيط الساحة، إحداهما تابعة لقوى الأمن الداخلي وأخرى لعنصر أمني ركنها في مكان قريب، توجّهوا نحو مخفر التل حيث أضرموا الإطارات المشتعلة أمام مدخله، بعدما عجزوا عن اقتحامه، بالتزامن مع تدخّل الجيش الذي أبعدهم من المكان، قبل أن يُسيّر دوريات راجلة ومتحركة ويضع نقاطاً ثابتة ومتحركة في الأحياء الساخنة في المدينة، تحسباً لتمدد الفوضى والخروج عن السيطرة، وسط دعوات من محتجين للنزول إلى الشارع، وعدم الخروج منه حتى تحقيق مطالبهم.
أبرز هذه المطالب هو العودة عن قرار الإقفال ومساعدة أهالي مدينة يقيم فيها أكثر من نصف مليون نسمة، أكثر من 55 في المئة منهم يعيشون تحت خط الفقر، اعتادوا تاريخياً أن يعترضوا على السلطة المركزية وقراراتها التي يرون أنها تستهدفهم، بينما هم يقتاتون ممّا يجنونه من أعمالهم البسيطة يوماً بيوم.
أحد المشاهد على هذا الاعتراض تمثّل بصراخ أحد المحتجّين بأعلى صوته في وجه مواطنين احتجزوا داخل سياراتهم عند تقاطع شارع المصارف، بعد سدّه بالإطارات والحجارة وحاويات النفايات: «سكّروا البلد حتى ما عدنا قادرين نجيب علبة بنادول. أولادنا جيعانين. خلصنا».
الاحتجاجات في طرابلس التي بدأت قوى سياسية وأمنية تبحث في إمكان وجود محرّكين لها، وسط حديث عن دور للمنتديات التابعة لبهاء الحريري في إشعال شرارتها، امتدّت إلى عدد من المناطق، وخاصة في تعلبايا بقاعاً ومفرق برجا على طريق بيروت ــــ صيدا. كذلك قطع محتجّون طريق المطار لبعض الوقت. وقالت مصادر أمنية إنه لم يظهر بعد وجود فريق واحد يحرّك المحتجين في المناطق المختلفة، بل «عدوى» تنتقل نتيجة الوضع المعيشي الكارثي، وخاصة في ظل الإقفال العام وغياب المساعدات الجدية من قبل الحكومة للعائلات الأكثر فقراً. لكن المصادر نفسها أكدت أنه في طرابلس، بدأت شرارة الاحتجاجات بدفع من جهات سياسية، وتحديداً من قبل أشخاص محسوبين على بهاء الحريري، إلا أن استمرارها لم يعد حكراً على «جماعة بهاء»، إذ انضم إليها كثيرون، سواء كمجموعات أو أفراد يعبّرون عن غضبهم مما آلت إليه أحوالهم.
• وكتبت صحيفة " اللواء " تقول :لا شيء أبلغ من صرخات الشارع في طرابلس، التي تشهد أعلى حالة فقر وبطالة في لبنان، امتداداً إلى صيدا، التي طالبت أحد نائبيها بتنظيم التعبئة العامة، لمساعدة المعوزين والفقراء، من باب التكافل الاجتماعي، مروراً بالعاصمة بيروت، وعلى طول الخط الساحلي، إذ اغلق المحتجون كورنيش المزرعة، واماكن أخرى، احتجاجاً على البطالة، وعدم توفير فرص الغذاء والدواء، مع اشتداد الاختناق المالي والنقدي وارتفاع الأسعار واستمرار انهيار الليرة..
وبصرف النظر عن محاولات "التسييس الخبيثة"، من قبل الفريق المعطل لتأليف الحكومة، فإن الثابت ان جماهير الفقراء، سجلت أوّل تمرُّد شعبي على قرارات الاقفال العشوائية، وخرجت جماهير فقراء طرابلس والمدن اللبنانية الأخرى إلى الشارع، تتحدى الاقفال ومفاعيله، وتطالب بالخبز والعمل.
ومع ذلك، لم تستبعد بعض المصادر المتابعة انعقاد مجلس الدفاع الأعلى، إذا تفاقمت الأوضاع على الأرض.
وأعربت عن تخوفها من صدام مع القوى الأمنية، إذا ما استمرت التطورات على الأرض في ظل تفشي الوباء، والعجز عن إيجاد حلول ممكنة سواء اللقاحات أو التقديمات الاجتماعية.
ووصفت مصادر متابعة للاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة الجديدة الادعاءات المزيفة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل بالصاق تهمة تعطيل تشكيل الحكومة الجديدة بالرئيس المكلف سعد الحريري، بانها تأتي في اطار الأساليب المرفوضة لاعفاء رئيس الجمهورية ميشال عون من مسؤولية التعطيل المتعمد لتشكيل الحكومة بعدما انكشفت محاولاته لتجاوز الدستور ورفضه المتواصل للبت بالتشكيلة الوزارية التي سلمه أياها الحريري خلال جلسات التشاور ال14 التي عقدت بينهما.
واشارت المصادر الى ان هذه الادعاءات المضللة لن تخفي سلسلة المواقف التي صدرت عن الرئاسة الاولى ورئيس التيار الوطني تحديدا والتي تشير الى ان التشكيلة الوزارية معلقه لدى الرئاسة الاولى وكل محاولات التملص من هذا الامر لن تبدل الوقائع على الأرض ولن تعفي رئيس الجمهورية من مسؤوليته المباشرة لانهاء مسلسل تعطيل الحكومة المتواصل منذ اشهر واقوى دليل على هذه المسؤولية الانتقادات الحادة الموجهة والدعوات المتكررة للبطريرك الماروني بشارة الراعي لرئيس الجمهورية لتسريع الخطى لتشكيل الحكومة الجديدة.
على صعيد آخر كشفت مصادر ديبلوماسية فرنسية عن استمرار الجانب الفرنسي بالمبادرة التي طرحها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمساعدة على إنهاء الازمة المالية والاقتصادية التي يواجهها لبنان،برغم التعثر الحاصل بتنفيذها ومحاولات بعض الأطراف للانقلاب والتملص منها.
واشارت الى ان مسؤولية تنفيذ المبادرة تقع على عاتق الأطراف السياسيين الذين ابدوا موافقتهم عليها علنا امام الرئيس الفرنسي ولكن بعضهم مايزال يرفض تنفيذها لاعتبارات مصلحية سياسية وارتباطات خارجية معروفة وهذا ما يعطل تشكيل الحكومة الانقاذية المنبثقة عن المبادرة الفرنسية ويؤدي على مزيد من تدهور الاوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية للبنانيين. وتشدد المصادر إلى ان مسؤولية تشكيل حكومة جديدة تبقى من مسؤولية اللبنانيين اولا واخيرا وان فرنسا لن تتوانى عن تقديم الدعم والمساعدة لتحقيق هذا الهدف.
ومع تسجيل انسداد الآفاق، كانت مجهولة في الماضي، وفي الوقت الذي أكّد فيه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم استمرار مساعيه، لحلحلة ما يمكن حلحلته من عقد وزارية، بعدما دخلت أزمة الثقة بين الرئيسين ميشال عون والمكلف سعد الحريري حداً، ليس من السهل تجاوز ارتداداته السلبية، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن أكثر من سؤال يطرح عما إذا كان الحديث عن تدخل فرنسي في الملف الحكومي بغية تحريكه جدي ولفتت إلى أن الجمود الحاصل لا يمكن خرقه? حتى أن من هو في الداخل لم يحن تحركه بعد مؤكدة ان لا مؤشرات جديدة لا بل يمكن اعتبارها سلبية. ورأت أن مقاربة رئيس الجمهورية لموضوع التأليف لا يزال هو نفسه مستغربة الحديث عن الاتهامات التي تساق ضده ولاسيما احتجازه تشكيل الحكومة مع العلم انه حدد الإشكالية ولفت إلى اعتماد المعايير الموحدة والتوازن لا أكثر ولا أقل.
ولكن، لم يسجل أي جديد لجهة تأليف الحكومة، مع استمرار التسريبات عن ان زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبنان واردة، لكن لم يُعرف ما اذا كانت ستتم قريباً ام انها متروكة لمزيد من التواصل بين ماكرون والرئيس الاميركي جو بايدن حول الوضع اللبناني.
وأكد اللواء ابراهيم في موقف له ان "المساعي والاتصالات التي يقوم بها مع سائر الفرقاء المعنيين بتشكيل الحكومة ما زالت مستمرة ولم تتوقف". إلا انه اشار في الوقت نفسه، إلى أن "كل ما ينشر في وسائل الإعلام عنها، او عن زيارات قام بها، غير صحيح، ما لم يصدر عنه شخصيا".
أما في المواقف، فقد عقد لقاء بين نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، الذي زاره مودعا. وأفاد بيان لدائرة العلاقات الاعلامية في الحزب أن البحث تناول الأوضاع على الساحتين المحلية والإقليمية بما في ذلك المساعي الهادفة الى التعجيل في تشكيل الحكومة، إضافة الى الأوضاع الصحية والإقتصادية في ظل التفشي الواسع لوباء كورونا والتردي المعيشي الذي يعاني منه اللبنانيون".
وشدد قاسم على موقف "حزب الله" "الداعي الى الإسراع في تشكيل الحكومة من أجل التفرغ لمعالجة القضايا والتحديات، وعبّر عن تمسك الحزب بممارسة مسؤولياته على كل الصعد، الى جانب أهله وشعبه خصوصا في هذه الظروف الصعبة". وأكد أن "حزب الله بما يمثل من مقاومة، جزء لا يتجزأ من إرادة اللبنانيين في مقاومة الإحتلال الاسرائيلي للأراضي اللبنانية ومنع التعديات والانتهاكات الاسرائيلية في البر والبحر والجو".
واستهل تكتل لبنان القوي بيانه بعد إجتماعه الدوري إلكترونياً برئاسة النائب جبران باسيل بالقول: لم يعد اللبنانيون يفهمون الأسباب الكامنة وراء جمود رئيس الحكومة المكلف، وإمتناعه عن القيام بواجبه الدستوري بتشكيل الحكومة بالإتفاق مع رئيس الجمهورية. وإزاء هذا الموقف فإن التكتل يطرح تساؤلات جدّية حول ما إذا كان رئيس الحكومة المكلّف يريد فعلًا تشكيل حكومة أم أنه يحتجز التكليف في جيبه الى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولا.
لم يتأخر الرد على تصعيد التكتل، فجاء في بيان لحسين الوجه المستشار الإعلامي للرئيس سعد الحريري:?لم يعد اللبنانيون يفهمون الأسباب الكامنة وراء تهرب رئيس الجمهورية وإمتناعه عن القيام بواجبه الدستوري بتسهيل تشكيل الحكومة والتوقيع على مراسيم التشكيل بالإتفاق مع رئيس الحكومة المكلف".
وتابع "وإزاء ذلك يطرح اللبنانيون تساؤلات جدّية حول ما إذا كان رئيس رئيس الجمهورية يريد فعلًا تشكيل حكومة أم أنه يحتجز التأليف في جيبه، كما احتجزوا الانتخابات الرئاسية لسنتين ونصف السنة".
التحركات
وعبرت صيحات المحتشدين في الشوارع عن ان الكورونا وإن كان يخيف ويقتل، فالحاجة والفقر تخيف، وتقتل أكثر..
قالها بائع الخضار في طرابلس: يخيفني ان يمرض اولادي، ولا أجد لهم دواء في الصيدليات..
وشهدت طرابلس مساء أمس تحركات احتجاجية مع خروج شبان غاضبين رفضاً للاغلاق العام. وأفادت مراسلة فرانس برس عن مجموعات تضم العشرات توزعت في أنحاء المدينة، حاول بعضها اقتحام السرايا. وألقى ملثمون قنابل مولوتوف ومفرقعات على قوات الأمن في محاولة لافتعال الشغب.
وقال عبدالله البحر (39 عاماً) وهو أب لثلاثة أطفال بغضب لفرانس برس "لا أتمكّن من احضار كيس خبز إلى المنزل.. سنموت إما من الجوع وإما من كورونا". وأسفرت احتجاجات تطورت الى مواجهات مع قوات الأمن ليل الإثنين عن إصابة أكثر من ثلاثين شخصاً بجروح، غالبيتها طفيفة.
وأحرق محتجون بعضهم لم يكن يضع حتى كمامة، إطارات في وسط الشوارع، ورشقوا القوى الأمنية بالحجارة، فردّ عناصر الأمن باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. ويشرح محمّد البيروتي (65 عاماً) الناشط في لجان تتولى متابعة شؤون الفقراء في طرابلس لفرانس برس أن "معظم الذين لا يلتزمون بقرار الإقفال هم من المياومين، أي أنّهم في اليوم الذي لا يعملون فيه لا يأكلون". ويحذّر من أنّ "الوضع المعيشي مقبل على انفجار شعبي، وما حدث ليلًا ليس إلا مقدمة". وجاء تزايد تفشي الوباء ليفاقم تداعيات انهيار اقتصادي في لبنان بدأ منذ أكثر من سنة. وبات أكثر من نصف السكان في لبنان يعيشون تحت خط الفقر وربعهم تقريباً في فقر مدقع، وفق الأمم المتحدة. وتقدّر وزارة العمل أن المياومين يشكلون نحو 50 في المئة من اليد العاملة اللبنانية. ولا يستفيد هؤلاء من أي تقدمات اجتماعية أو صحية.
وأبدت منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذي تشيلدرن) قلقها "العميق" من تداعيات الإغلاق التام على العائلات والأطفال الذين يعانون أساساً من أوضاع اقتصادية هشّة، ما لم يتم دعمهم بشكل فوري. وتحدثت مديرة المنظمة في لبنان جنيفر مورهاد في بيان في منتصف الشهر الحالي، عن "واقع قاتم للغاية"، مشيرة الى أن "البقاء على قيد الحياة بات مهمة يومية لملايين الأطفال وأسرهم" في لبنان.
ويبدو ان قرار التحرك إتخذ بالتنسيق بين مجموعات الحراك ليشمل كل المناطق. حيث افيد عن قطع طريق الملا نزلة الحص في بيروت، كما قطع السير جزئياً على نفق سليم سلام?باتجاه الوسط التجاري.?كذلك، عمد عدد من المحتجين إلى قطع طريق كورنيش المزرعة بالاتجاهين بمستوعبات النفايات احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية?خلال فترة الاقفال العام. وعلى الأثر، توجهت قوة من مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي نحو جامع عبد الناصر فأزالت المستوعبات والعوائق وفتحت الطريق بالاتجاهين بالقوّة. وأصرّ المحتجون على البقاء في الشارع لحثّ المعنيين على التراجع عن قرار الاقفال العام.?
ومساء افيد عن قطع الطرقات في ساحة الشهداء وقرب بيت الكتاب في الصيفي.
وقطع محتجون السير نهاراً عند مفرق تعلبايا بالاتجاهين، وقطع آخرون اوتوستراد شتورا زحلة عند مفرق المرج بالاتجاهين. ومساء تم قطع اوتوستراد شتورا عند مفرق المرج وآخر طريق قب الياس محلة عرب الحروكز
كذلك، قطع محتجون نهاراً طريق الجية بين صيدا وبيروت، ثم ما لبث ان أعاد الجيش فتحها.?
وشمالاً، وعند الخامسة عصراً، تداعى المحتجون للتجمع في ساحة النور، وتم إقفال الساحة النور باتجاه السرايا، وتطور الوضع مساء حيث جرى تحطيم سيارة وإشعالها بالنيران أمام سرايا طرابلس.وحصل اشكال بين الجيش والمحتجين أمام سرايا طرابلس وسقط جريح في صفوف المتظاهرين.بعدما اشعل المحتجون النار امام مدخلها واطلقوا المفرقعات النارية والحجارة باتجاه عناصر قوى الامن داخل السرايا.وبقي التوتر ساعات الليل.
كما قطع محتجون أوتوستراد البداوي الدولي في الإتجاهين، وقاموا بوضع إطارات السيارات وحاويات النفايات والحجارة وسطه. ثم جرى مساء قطع طريق القبيات – البيرة في عكار بالحجارة والعوائق. ?
وتوازياً، نفذ شبان اعتصاما امام مدخل سرايا طرابلس احتجاجا على توقيف عدد من رفاقهم خلال احتجاجات امس الاول، وردد المحتجون هتافات تطالب باطلاق الموقوفين وتندد بالفاسدين.?
وفي جل الديب والزوق تحرك عدد من المحتجين الساعة الخامسة عصراً تحت عنوان لقمة عيشك خط احمر.
• وكتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : ثورة الجياع على الأبواب وقد اندلعت شرارتها من أحياء طرابلس وصيدا لتنذر المعطيات الميدانية بغليان متزايد تحت رماد الغضب الشعبي في مختلف المناطق بعدما بلغ العوز أشده بين الناس خلال فترة الإغلاق التام. أما عدّاد وفيات الوباء فيواصل التحليق بأرقام قياسية نحو تسجيل مئويته اليومية الأولى، ولا تزال رحلة استحضار اللقاح تتأرجح على حبال تناتش المسؤولين، بين السراي ووزارة الصحة، صدارة المشهد الإعلامي في عملية إطلاق "منصة" تلقيح اللبنانيين… ولو بعد حين!
عملياً، كل المؤشرات الحيوية والحياتية والصحية في البلد تسير بخطى متسارعة إلى الحضيض، ولعبة "ليّ الأذرع" مستمرة بين العهد العوني ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وسط تراشق متواصل بين الضفتين يحمّل كل منهما الآخر مسؤولية "احتجاز التأليف في جيبه"، حتى أضحى الجميع متيقناً من أنّ الملف الحكومي بلغ حائطاً داخلياً مسدوداً وينتظر "كلمة سرّ" خارجية يحملها موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، مستشاره لشؤون الشرق الأدنى باتريك دوريل، في ضوء خلاصات التشاور الهاتفي الذي جرى بين ماكرون والرئيس الأميركي جو بايدن، سيما وأنّ "العهد الغريق" بات متعلقاً بقشة بايدن ويقف على "إجر ونص" رهن إشارة منه، وسط رهانات عونية بأن يساهم انفتاح الإدارة الأميركية الجديدة على طهران في تحقيق الغلبة الحكومية لكفة حلف "التيار الوطني الحر" مع "حزب الله"، وصولاً إلى التعويل على دور إيراني مساعد في طيّ صفحة العقوبات على جبران باسيل من ضمن أوراق التفاوض على "الورقة اللبنانية".
وفي هذا الإطار، احتلت زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا أهمية أمس على جدول لقاءات قصر بعبدا باعتبارها تحمل نكهة مغايرة عن زمن إدارة دونالد ترامب. ونقلت مصادر مواكبة لأجواء دوائر القصر أنّ "المراجع الرسمية التي جالت عليها السفيرة الأميركية تبلّغت بأنّ لبنان أخذ حيزاً مهماً في المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الأميركي والفرنسي، بخلاف ما أشيع بأنّ الكلام عن لبنان كان عابراً من الجانب الفرنسي فقط، إنما اتضح أنّ هناك اهتماماً أميركياً بتشكيل حكومة لبنانية تواكب التطورات في المنطقة".
وعليه، رأت المصادر أنّ "الجميع ينتظر ترجمة الاهتمام الرئاسي الفرنسي المتجدّد بالملف اللبناني عبر حراك عملي بزخم أميركي مساند"، متوقعةً "أن يتم تسخين الخطوط بين الإليزية ولبنان، والأكيد هو توجّه الرئيس ماكرون لإرسال موفده الشخصي إلى لبنان باتريك دوريل، غير أنّ توقيت الإعلان عن إيفاده لم يُحدد بعد ولم يُعرف ما إذا كان الرئيس الفرنسي سيستبق هذه الخطوة بجولة اتصالات هاتفية تمهّد للزيارة".