سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف:أجواء سوداوية تهدد بمزيد من الانهيارات

الحوار نيوز – خاص

بقيت أجواء الصحف في شأن الأزمة اللبنانية ترسم صورة سوداوية في ظل الجمود الحكومي وتصاعد الأزمات المعيشية ما ينذر بمزيد من الانهيارات في شتى المجالات.

  • صحيفة “النهار ” كتبت :على مسارين موازيين تسير فصول الكارثة المتسارعة نحو انهيار ما تبقى من معالم صمود اللبنانيين امام اعتى ظروف حياتية واقتصادية واجتماعية مرت في تاريخ لبنان . مسار الانسداد القاتل على الصعيد السياسي الذي يترجم في استعصاء حال ويحول دون تشكيل الحكومة. ومسار توالد الازمات الحياتية والخدماتية وتعاظمها يوما بعد يوم بحيث باتت الخشية من انفجار اجتماعي وامني عارم مسألة شبه محسومة وبدأ العد العكسي للانفجار يتسم باقصى درجات الجدية والخطورة . وفيما تسود التساؤلات الملحة والكثيفة حول ماذا سيلي التحرك الذي قام به الفاتيكان من اجل لبنان بدفع مباشر وشخصي من البابا فرنسيس وهل يمكن ان يسفر هذا التحرك الاستثنائي عن نتائج عملية تدفع بعملية تشكيل الحكومة الى حيز الخروج من الجمود القاتل بدا مثيرا للغرابة الكبرى ان يبدأ التخوف أيضا من ذهاب الجهود الفاتيكانية عرض الرياح امام تعنت الجهات القابضة على قرار تعطيل تشكيل الحكومة . وزادت موجة التسريبات الجديدة والمكررة التي حفلت بها الساعات الأخيرة حول اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري الشكوك حيال استجابة الجهات المعطلة لتشكيل الحكومة النداءات والمواقف الفاتيكانية ولا سيما منها تلك التي صدرت عن البابا فرنسيس مباشرة وشخصيا اذ بدا واضحا ان هذه التسريبات ارادت اعادة احتواء الوضع الداخلي على خلفية استئناف الصراع وليس على قاعدة البحث الجدي والسريع عن حل يستولد الحكومة . وبدا واضحا ان الانزلاق نحو كارثة اجتماعية بدأ يسبق بأشواط تداعيات الازمة السياسية اذ ان أي ازمة حياتية او خدماتية سواء ازمة المحروقات او ازمة الكهرباء او ازمة الاستشفاء او ازمة الدواء لم تشهد أي حلحلة بما ينذر بمضاعفات بالغة القتامة شعبيا وربما امنيا .

    وفي غضون ذلك ظلت الاتصالات مقطوعة بين المعنيين بالتأليف، والسجالات على حالها بما عكس حقيقة ان السلطة غير آبهة بكل النداءات الخارجية، وآخرها ما اتى مدوّيا من الفاتيكان .

    وفي هذا السياق نقلت قناة “الحدث” عن سفير الاتحاد الأوروبي في مصر كريستيان برجر قوله: ” لقد بدأنا مسارا قانونيا لفرض عقوبات على معرقلي العملية السياسية في لبنان، مشيرًا الى “أن العقوبات وسيلة لتحسين الأوضاع وهدفها المساعدة وليس العقاب”.وأضاف: “النظام السياسي بحاجة ماسة إلى شرعية جديدة”.

    وإذ أفادت معلومات ان الرئيس المكلف سعد الحريري الذي لا يزال خارج لبنان ولكن تتاكد المعلومات التي تحدثت عن زيارته القاهرة .وقال نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش ان الولايات المتحدة وفرنسا تحاولان منع سقوط لبنان. وعن اعتذار الحريري، قال “لا معطيات كافية لمعرفة ما اذا كان الحريري سيعتذر ام سيشكل الحكومة”. واضاف: “العقبة الوحيدة امام تشكيل الحكومة هي فريق رئيس الجمهورية”.

    واعلن “التيار الوطني الحر” بعد اجتماع مجلسه السياسي برئاسة النائب جبران باسيل “تحسّسه المشاكل اليومية التي يعانيها اللبنانيون في ظلّ أزمة غير مسبوقة وتفهمه لكل غضب شعبي ويؤكد أنه لن يترك أي وسيلة تشريعية كما فعل في موضوع البطاقة التمويلية أو أي وسيلة عمليّة كترشيد الدعم، لتثبيت صمود الناس”، وأضاف “وبالمناسبة يدعو التيار الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة للعودة الى لبنان وتحمل مسؤوليّاته بالإسراع بتأليف حكومة قادرة على تحقيق الإصلاح والنهوض… كما اكد التيار “حق اللبنانيين بمعرفة الحقيقة كاملةّ حول إنفجار مرفأ بيروت الذي مضى أحد عشر شهراً على وقوعه، ومع إحترامه لإستقلالية التحقيق يرى التيار أن الهدف الأساس هو معرفة من أدخل النيترات ومن إستعمله وكيف تفجَّر وذلك لتحديد هوية مرتكب الجريمة ومحاكمته وتبرئة الموقوفين ظلماً. ويلفت التيار الى أن جريمة المرفأ ليست فقط في الإهمال الوظيفي على أهميته، ولكنها، أهمّ من ذلك، في الفعل الجرمي الذي أودى بحياة الأبرياء ودمّر قسماً من العاصمة وترك في النفوس وفي المجتمع جروحاً يصعب شفاؤها”.

    وكانت اصداء ملاحقات القاضي بيطار القضائية ترددت بقوة وأكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن “القرارات التي أصدرها القاضي طارق البيطار أمس هي نقطة بداية جدية للكشف عن ملابسات جريمة انفجار مرفأ بيروت وتوقيف المجرمين وإحقاق الحق”. وأضاف: نحن من جانبنا سنضع كل جهودنا لعدم ترك أي أحد أو جهة تعرقل مسار العدالة.

    وفي موقف يُعكس مرونة رئيس مجلس النواب نبيه بري من طلب رفع الحصانة النيابية عن ثلاثة نواب ، غرّد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قاسم هاشم على حسابه عبر “تويتر” : عندما يعلن النائبان علي حسن خليل وغازي زعيتر استعدادهما للمثول امام المحقق العدلي مع الحصانة أو بدونها إلتزاما بالوصول للحقيقة وتحقيق العدالة فلا حاجة لبعض المزايدات، وتطبيق القانون وحقيقة ما حصل يجب أن يكون منطلق أي إجراء أو قرار”.

  • وكتبت صحيفة الديار تقول: بعد مرور 11 شهرا على انفجار مرفأ بيروت واستقالة حكومة الرئيس حسان دياب، لا يزال الشعب اللبناني دون حكومة فعلية تعمل على معالجة الأزمات التي تسببت بها سياسات تراكمية للطبقة السياسية الحاكمة منذ اتفاق الطائف حتى يومنا هذا. الشعب اللبناني المعذّب يتيم، فلا سلطة تنفيذية ترعى شؤونه وتخفّف عن كاهله ثقل الأزمات المعيشية والصحية والاقتصادية والمالية التي يعاني منها يومياً. حكومة حسان دياب المستقيلة لا تجتمع، فهي لا تعتبر أن طوابير المواطنين في سياراتهم وهم ينتظرون لساعات لتعبئة مادة البنزين من محطات الوقود وحصول اشتباكات مسلحة مسألة ضرورية وتتطلب تصريف الأعمال. وحكومة حسان دياب لا تجتمع لتناقش أزمة الكهرباء، فانقطاع التيار الكهربائي ووصول التغذية الكهربائية لساعتين أو ثلاث في اليوم، واستغاثة المستشفيات حفاظاً على أرواح مرضاها، ليست بالمسألة الضرورية. وانقطاع الأدوية في الصيدليات وتعريض حياة آلاف المواطنين لخطر الموت لا يجعل الحكومة تجتمع لتسيير شؤون الناس والأمن الصحي والإجتماعي.

    المسؤولية لا تقع فقط على حكومة حسان دياب، ففي الوقت ذاته ارتأى النواب تسمية الرئيس سعد الحريري رئيساً مكلفاً لتشكيل حكومة حسب المبادرة الفرنسية منذ أكثر من 8 أشهر، وحتى اللحظة لم يقم الحريري بتشكيل الحكومة بالاتفاق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والحال أن الطرفين يتحملان مسؤولية التأخير والتعطيل، حيث طغت المصالح الفئوية والشخصية والحسابات الحزبية والطائفية و”الرئاسية” على عملية تشكيل الحكومة بدل أن يكون الهدف الأساس من عملية التشكيل خدمة المصلحة العامة وانتشال البلاد من القعر والانهيار اللذين وصل اليهما على كل الأصعدة والذي بات يهدد وجود لبنان كدولة وتمساكه ووحدة أراضيه.

    عزيزي القارئ، لن نقول لك اليوم ما تتداوله مصادر قصر بعبدا ومصادر بيت الوسط أو مصادر هذه الجهة أو تلك بشأن تشكيل الحكومة العتيدة، فكلها تصبّ في خانة رمي المسؤولية على الطرف الآخر، بينما الجميع يتحمّل مسؤولية التعطيل و”البهدلة” التي يعاني منها الشعب اللبناني يومياً، والكل ساهم بذلك بأدوار وأحجامٍ مختلفة. لم يعد يجدي نفعاً الاتصال بهذه المصادر، فليس لديها من جديد سوى تكرار ما أصبح معلوماً من قصة الوزيرين المسيحيين وسعي بعبدا للحصول على الثلث المعطل أو أن الحريري لا يريد التشكيل كي لا يغضب السعودية ويحاول الاستحواذ على “حقوق المسيحيين” في السلطة.

    كذلك عزيزي القارئ، لا تهتم لتباكي بعض رجال الدين اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب على الدولة او لخطاباتهم الرنانة عن مكافحة الفساد، فهم شركاء هذه الطبقة السياسية وحماتها منذ تأسيس لبنان، فلا تنسى من وضع الخطوط الحمراء أمام محاكمة الفاسدين من رؤساء حكومات ووزراء ومدراء عامين وغيرهم من موظفي الفئة الأولى بحجة حماية الطائفة أو المذهب وتحت عنوان “الحقوق والمكاسب” الطائفية على حساب الدولة ومصالح الناس.

    ما عليك أن تعرفه عزيزي القارئ أن أزمة المحروقات مستمرة، وأن الطوابير أمام محطات الوقود ستستمر طالما ان أصحاب الشأن يعملون على التخزين للبيع بسعر أعلى عند الرفع التام للدعم، وطالما مصرف لبنان لا يفتح الاعتمادات التي وعد بها لتفريغ البواخر الراسية أمام الشاطئ اللبناني، ولا تصدق أن التهريب الى سوريا هو السبب الرئيسي باذلالك اليومي أمام محطات الوقود، اذ ان التهريب جزء من المشكلة وليس كل المشكلة. فهل يصدق أن صهاريج تخرج من بيروت وصيدا وجونية والمتن وبعبدا لكي تهرب الى سوريا؟ قد يسبب التهريب شحاً بالمحروقات في المناطق المحاذية للحدود السورية كالبقاع والهرمل وعكار أما في الداخل اللبناني فلا مجال لتهريب المحروقات الا بكميات قليلة، ما يؤكد أن المواطن يخدع من قبل مافيا البنزين والمازوت التي تحتكر هذه المواد بغية تحقيق ارباح غير مشروعة عبر بيعه بالداخل “بالسوق السوداء” أو تخزينه لمعرفتهم ان التعرفة الحالية لن تطول وان الرفع الكلي للدعم آتٍ لا محال، خاصةً ان البطاقة التمويلية اقرّت ويعمل الآن على تحديد التمويل الخاص بها.

    أما عن أزمة الدواء وانقطاعه في الصيدليات، فقد بات واضحاً أن مافيا منظمة من المستوردين وأصحاب المخازن وبعض الصيدليات تستغل وجع المواطن اللبناني للضغط على الدولة وعلى مصرف لبنان لدفع مستحقات قديمة تصل قيمتها الى 600 مليون دولار أميركي بحجة أن الشركات المصدرة الى لبنان ترفض تسليم أي شحنة جديدة قبل دفع المبلغ المذكور آنفاً. ويعمد البعض منهم الى الاحتفاظ بالدواء في مخازنه لبيعها في السوق السوداء على سعر صرف السوق الموازية أو بالدولار “الفريش”. كل هذا يحصل والدولة غائبة لا تقدم على خطوة جريئة تضع فيها حدا لجشع هؤلاء التجار اللذين جنوا أرباحاً طائلة من عملية الدعم على عقود من الزمن، حيث وصل طمع البعض منهم الى وضع ارباح تتجاوز الـ 400% كما بدا في احدى الفيديوات يوم اجرى وزير الصحة الدكتور حمد حسن “كبسة” على مخازن احد التجار. ما يعني أن جزء كبير من مبلغ ال 600 مليون دولار الذي يطالب به مستوردي الدواء هو بالحقيقة أرباح غير مشروعة لهؤلاء على حساب ودائع الناس التي تستنفذ في مشروع الدعم.

    صندوق النقد: 900 مليون دولار للبنان؟

    وفي ما نقل عن وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني أن صندوق النقد وافق على اقراض لبنان ما قيمته 900 مليون دولار أميركي، يؤكد خبير اقتصادي للديار فضل عدم الكشف عن اسمه، ان الأمر مبالغ فيه وما يحكى عن دعم للبنان من قبل الصندوق يدخل ضمن مبادرة عالمية لتحفيذ بعض الاقتصادات النامية المتعثرة ومن ضمنها لبنان، كما ليس بالمؤكد أن لبنان قد يحصل على هذا القرض خاصة وأن الثقة الدولية بالسلطة الحاكمة معدومة حالياً وفي حال لم يتجاوب لبنان مع مطالب المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية فلن يقدم الصندوق على وضع امواله في “سلة مثقوبة”.

    انفجار المرفأ: استدعاءات عبر الاعلام؟

    هذا وبرز في الـ 48 ساعة الأخيرة “الصدمة القضائية” التي بثها عدد كبير من وسائل الإعلام اللبنانية بما خص الملاحقات القضائية في قضية انفجار مرفأ بيروت نقلاً عن مصادر قريبة من التحقيق الذي يقوم به المحقق العدلي القاضي فادي بيطار، حيث ابدى مرجع قضائي فضل عدم الكشف عن اسمه في حديث لـ “الديار” استغرابه لما حصل، “حيث حتى الان لم يصدر اي بيان رسمي عن اي جهة قضائية ينفي او يؤكد الخبر، وبالطبع بما ان القاضي بيطار لم ينف ما يتم تداوله اصبحت المعلومات بحكم المؤكدة”. ويشير المرجع القضائي الى ان احدهم تقصد تسريب الخبر لغايات غير معروفة حتى الان كما اضاف ” الخطورة في الأمر تسريب دقائق التحقيق مع التواريخ والاستدعاءات بالأسماء، دون ان يعلن القاضي بيطار عن اي اجراء لكشف الأفراد الذين سرّبوا هذه المعلومات”. وسأل المرجع القضائي “على أي أساس تناقلت وسائل الاعلام الخبر دون الحصول على اي تأكيد من الجهات المخوّلة، خاصة ان جميع المستدعين قالوا جهارةً أنهم تبلغوا عبر وسائل الاعلام وليس عبر القنوات الرسمية”. “هنالك أمر غريب في الموضوع” يقول المرجع، ويضيف “أن يصرح الوزراء والنواب أنهم تبلغوا عبر الاعلام فهذا يعكس نيّة مبيتة ربما لتفخيخ مسألة الحضور أمام القاضي بيطار بصفة المدعى عليهم”.

    “كورونا”: اللقاحات تحمي من “متحور دلتا”

    على صعيد وباء كورونا، أكدت وزارة الصحة أمس الأول عن وصول متحور دلتا لوباء كورونا الى لبنان وتسجيل عدة حالات رسمياً، وفي هذا الاطار لفت أمس رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، إلى “أن العيّنات التي فحصت من فيروس “دلتا” المتحور من “كورونا” ليست عينات حديثة بل عينات عمرها اسابيع”، مضيفاً “ان هذا ما يؤكد ان فيروس دلتا سيصبح الفيروس الاساسي الذي سينتشر في العالم”.

    وأوضح البزري ان “من تلقى جرعتين من لقاح استرازينيكا او فايزر لديه مناعة كافية من هذا الفيروس”، مشيرا “إلى أن المعلومات المتوفرة عن فعالية وسلامة المزج بين اللقاحات مطمئنة”.

    وفي تغريدة له عبر “تويتر”، كتب البزري: “المزج بين اللقاحات ممكن علمياً ولكن السياسة المتبعة عالمياً هي بإعطاء الجرعة الأولى والثانية من النوع نفسه”.

    أضاف “المعلومات المتوفرة عن فعالية وسلامة المزج بين اللقاحات مطمئنة وتعطي البرامج اللقاحية بعداً جديداً لزيادة فعاليتها وقدرتها للوصول الى شريحة أوسع من المواطنين.

  • وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: بعد ثلاثة أيام على الزيادة الخيالية لأسعار المحروقات والوعود بإغراق السوق بمادتي البنزين والمازوت، يبقى مشهد طوابير السيارات أمام محطات المحروقات على حاله لأن معابر التهريب مفتوحة في الاتجاهين، والسلطات المعنية بهذه الأزمة تعيش بمنأى عن هذا الأمر وكأنه ليس من صلاحياتها اتخاذ الاجراءات اللازمة لضبط الحدود ووضع حد لهذا الاستنزاف لأموال اللبنانيين، الأمر الذي يبقي أبواب الأزمة مفتوحة وكذلك معاناة الناس التي ستطول أكثر فأكثر في ظل فلتان الأسعار والاستمرار بارتفاع سعر الدولار.

    في هذا الوقت، خرقت المشهد اللبناني مطالبة القاضي العدلي طارق البيطار برفع الحصانة عن مسؤولين وأمنيين ليتسنى له استجوابهم في قضية انفجار مرفأ بيروت، ما يعني أن السلطة السياسية أمام امتحان صعب وخيار من اثنين، إما الاستجابة لطلب المحقق العدلي ما قد يلحق الضرر ببعض المنتمين لها أو رفض الطلب ما قد يهدد مرة جديدة مهمة القاضي البيطار ومسار التحقيق برمّته.

    توازياً، يبقى الملف الحكومي على حاله من الجمود وكأن القوى السياسية المعنية تشكيل الحكومة مسلّمة بالأمر الواقع بأن لا حكومة في المدى المنظور رغم تأكيد مصادر عين التينة عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية استمرار مبادرة الرئيس نبيه بري من دون الكشف عن الاتصالات التي يجريها في هذا السياق، في حين يتابع الرئيس المكلف سعد الحريري جولته الخارجية التي بدأها من دولة الامارات مرورًا بتركيا وصولًا الى مصر للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.

    مصادر بيت الوسط أشارت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية الى ان لا تبديل في مواقف الحريري وأن فكرة الاعتذار عن التأليف في الوقت الحاضر غير واردة، والجولات العربية والاقليمية التي يقوم بها حتى اليوم محورها لبنان وتأمين الدعم ما أمكن لهذا البلد ماليا واقتصاديا وصحيا.

    من جهتها، تحدثت مصادر سياسية مطلعة عن 3 ملفات يحملها الحريري في جولته الحالية، الأول يتعلق بموضوع الكهرباء وكيفية مساعدة لبنان لإنقاذ هذا القطاع المتهالك واخراج البلد من العتمة والكلفة الباهظة التي يتكبدها اللبنانيون جراء التقنين الحاد للكهرباء وارتفاع فاتورة المولدات.

    أما الملف الثاني فيتعلق بالعمل على فتح خط بين لبنان والدول العربية وبالتحديد المملكة العربية السعودية، والثالث يتعلق بالتشجيع على الاستثمار في لبنان واستثمار اللبنانيين في الدول العربية.

    وأكدت المصادر عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية ان خيار الحريري لا يزال تشكيل حكومة مهمة تتولى إنقاذ لبنان، وهو رغم كل العراقيل التي واجهته يصرّ عليها لأنها الخيار الوحيد لانقاذ البلد، ادراكًا منه ان الاعتذار سيعقد الأمور اكثر وينهي بذلك كل بارقة أمل بقيام الدولة وهو ما لا يريده.

    على خط اخر، وفيما يتعلق باللقاء الروحي الذي عُقد في الفاتيكان من أجل لبنان بدعوة من البابا فرنسيس، أعادت مصادر عليمة التذكير بييان مجلس المطارنة الموارنة الشهير في ايلول من العام 2000، والذي لم يكن يتيما يوم ذاك، حيث لم يأت موقف البابا يوحنا بولس الثاني في ذلك الوقت من العدم لأنه أعطى الاشارة للبدء بمعركة الاستقلال الذي تجلّى باللقاء التاريخي الذي عقده الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مع الرئيس الأميركي جورج بوش الابن، ولقاء الفاتيكان اليوم جاء بعد التمهيد له من قبل البطريرك مار بشارة بطرس الراعي من خلال تصريحاته المتكررة ومطالبته بالحياد وذلك بعد التوأمة القائمة بين الكنيستين الكاثوليكية والاورثوذكسية.

    المصادر لفتت عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية الى ان ما حصل في الفاتيكان هو بداية للمسار التصاعدي المطالب برفع اليد عن لبنان، معتبرة ان قوة الفاتيكان بدبلوماسيته وليس عبثًا ان يُعيَن السفير البابوي في معظم دول العالم عميدًا للسلم الدبلوماسي، فللفاتيكان موقعه واحترامه وهالته على المستوى العالمي أجمع، كاشفة عن حراك سيتبع لقاء الفاتيكان إن كان على مستوى لقاءات البابا المرتقبة مع عدد من قادة العالم والتي سيكون لبنان حاضرا فيها، او على مستوى لقاءات البطريرك الراعي التي سيقوم بها.

    وأشارت المصادر الى ان هذا الحراك سيحرص على عدم تغيير النظام في لبنان إنما التشديد على الدستور وضرورة تطبيقه.

  • صحيفة “الشرق الأوسط” كتبت عن أزمة المحروقات في لبنان تقول:يهدّد استمرار أزمة المحروقات وشح مادة المازوت في لبنان عدداً من القطاعات الحيويّة، لا سيّما الأفران والمستشفيات التي حذّرت من أنّ مخزونها وصل إلى الحافة، ما يضع حياة مئات من المرضى في خطر، خصوصاً مع استمرار التقنين القاسي لتغذية كهرباء الدولة.

    وحذّر نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون من أنّ مخزون المستشفيات من المازوت بات قليلاً جداً، ووصل إلى الحافة، وأنّ المستشفيات تشتري المازوت بشكل يومي من دون أن يكون لديها المخزون الكافي لأكثر من يومين، في حين أنه يجب أن يكون لأسبوعين في الظروف الطبيعية، فكيف في ظلّ التقنين القاسي لكهرباء الدولة؟ مشيراً في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أنّ عدم تأمين المازوت يعرّض حياة المرضى للخطر.

    وأوضح هارون أنّ المستشفيات تضطر إلى شراء المازوت من السوق السوداء في بعض الأحيان، وأنها تواصلت مع وزارة الطاقة التي وعدت بحلحلة الأمور.

    بدوره، اعتبر مدير مستشفى بيروت الحكومي فراس أبيض أنّ الهم الرئيسي وبالنسبة لمعظم المستشفيات في لبنان ليس متحور كورونا «دلتا» ولا نقص الإمدادات، بل تأمين الكهرباء الذي تحول إلى مصدر القلق الرئيسي، إذ من دونها لا يمكن تشغيل المعدات الطبية.

    وأوضح أبيض في تغريدة له أنّه لا يمكن للمولدات القديمة الاستمرار في العمل من دون توقف، وعندما تنهار، ستكون الأرواح في خطر.

    وكانت شركة كهرباء لبنان أعلنت أنها ستعمد إلى توقيف معملي دير عمار والزهراني بالتتابع، ما سيخفض القدرة الإنتاجية الإجمالية بنحو 150 ميغاواط، وذلك بسبب عدم توافر كميات الفيول أويل الكافية، ما يعني تراجع تغذية الكهرباء إلى ساعتين فقط في النهار.

وتستمر أزمة المحروقات المتمثلة بشح مادتي المازوت والبنزين على الرغم من رفع وزارة الطاقة أسعار المحروقات أكثر من 40 في المائة خلال الأسبوع الحالي في إجراء يهدف إلى حلحلة الأزمة.
وجاء قرار رفع الأسعار استكمالاً لقرار الحكومة اللبنانية خفض دعم المحروقات لمدة ثلاثة أشهر، إذ رفعت قيمة دولار استيراد المحروقات الذي يدعمه مصرف لبنان من 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد (السعر الرسمي) إلى 3900 ليرة.
وفي الإطار نفسه، حذّر نقيب الأفران علي إبراهيم من أنّ مخزون المازوت لدى الأفران يكفي ليوم غد (الاثنين) فقط، مطمئناً بأنّ الأفران ستفتح أبوابها اليوم (الأحد)، وستكون هناك كميات من الخبز، وذلك بعدما قدّم الجيش اللبناني جزءاً من مخزون المازوت لديه للأفران، فيما عمدت أفران أخرى إلى شراء المازوت من السوق السوداء حتى لا تتوقّف عن العمل.
وشدّد إبراهيم في حديث مع «الشرق الأوسط» على أنّه في حال عدم توافر المازوت يوم الاثنين، ستكون الأفران أمام مشكلة كبيرة وسيفتح من يتوافر عنده المازوت، فيما سيقفل العدد الأكبر كما حال محطات الوقود.
ويؤكّد مصدر في وزارة الطاقة أنّ باخرة من المازوت قد أفرغت حمولتها في منشأتي النفط التابعتين للدولة بعد فتح اعتماد لها من مصرف لبنان، مضيفاً في حديث مع «الشرق الأوسط» أنّه سيصار إلى توزيع المازوت الذي سيصبح متوافراً يوم الاثنين مع إعطاء الأولوية للمستشفيات ولهيئة «أوجيرو».
وكان مدير عام هيئة «أوجيرو» عماد كريدية كشف أنّ مولدات الكهرباء في الشركة أنهكت لتعوّض النقص في انقطاع التيار الكهربائي، وأنه ما دامت الاعتمادات متوفرة لتأمين المازوت ستستمر الشركة بالعمل وبتأمين الإنترنت من خلال طاقتها الذاتية، مستبعداً فكرة وجود ما يُسمّى «تقنين إنترنت»، لأن الإنترنت إما أن يكون موجوداً أو لا يكون.
ويعود سبب أزمة شح المازوت إلى تأخر مصرف لبنان بفتح الاعتمادات المخصصة لاستيراد المحروقات، فضلاً عن تخزين هذه المادة، إما بهدف تهريبها أو بيعها في السوق السوداء.
وفي الإطار، داهمت قوى الأمن أمس، مستودعاً يقوم بتخزين المازوت وبيعه في السوق السوداء بمنطقة العمارة شمال لبنان. وضبطت في المستودع خزّاناً سِعة 40 ألف لتر، وخزانات حديد سِعة 15 برميلاً، و16 غالوناً سِعة 10 لترات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى