
هدى سويد – إيطاليا
علمت قبل قراءتي الخبر بعدما ساد الصمت وغاب الجواب بيننا عبر “المسينجر” ..
كنت في المدة الأخيرة قد افتقدت منى وقلمها، لم اعد اقرأ لها شيئا ، بعد ذلك تواصلنا أواخر نيسان .رددتِ على رسالتي الصوتية انك تحبيني أضعاف ما أحبك، وان لي ولنا سويا قيمة في داخلنا ، بصوتك الممتلىء كالعادة حبا بتعابيره الدافئة ، وعلمت منك انك في المرحلة الصعبة، وانك ترسلين لي احاسيسك وكلماتك الغالية بينما الاوكسيجين لا يفارقك.
عملت مع منى الرفاعي في مجلة “الحسناء”. كانت قد سبقتني في المهنة ، عرفتها جميلة أنيقة متألقة دوما ، لم نكن صديقتين بالمعنى الكلاسيكي للكلمة، بحيث لم تمتد الزمالة إلى صداقة سوى بعد سنين.
منذ قرابة العشر سنوات، عندما تقابلنا قبالة بحر بيروت ، تحدثنا عن كل ما مضى وما يحمله لنا الغد ، بقينا على تواصل هاتفي ما بين الحين والآخر. دعتني في مكالمتنا النيسانية للنزول عندها عندما أتوجه إلى بيروت ، كما دعوتها دوما إلى إيطاليا. لم نفكر باي شيء آخر.
يسعدني انها دعتني، يعني لي انها غادرت مليئة بأمل النجاة ، غادرت بحبها الكبير للحياة. منى يصعب علي القول ان التواصل بيننا انتابه سكون الرحيل والغياب . منى يصعب علي انك رحلت ولن اتمكن من رؤيتك في بيروت وأفي بدعوتك لي .اعتقد انك تنامين الان، تحلمين، في صباح الغد سيشع من عينيك ضوء ناعم حنون عندما تفيقين من غفوتك .
الصديقة والزميلة منى الرفاعي.. أحبك.
هدى سويد