سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: قراءات في توسع العدوان وتداعياته

 

الحوارنيوز – خاص

ابرزت افتتاحيات صحف اليوم توسيع العدو لرقعة اعتداءاته وبلوغه منطقة بعلبك، فكيف قرأت الصحف هذا المعطى الجديد سياسيا وعسكريا؟

  • صحيفة الأخبار عنونت: تصعيد متبادل ضمن السقوف المتحرّكة للمعركة حزب الله يبدّد رهانات العدو: التفوّق الجوي ليس مطلقاً

 

وكتبت تقول: في البعد السياسي، جسَّد إسقاط المقاومة مُسيّرة «زيك – هيرمس 450»، أمس، رداً موضوعياً على تهديدات العدو، وخصوصاً وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، بمواصلة العدوان على لبنان حتى لو هدأت جبهة غزة، استناداً بشكل أساسي إلى التفوّق الجوي للعدو. وهي تهديدات تكشف عن حقيقة المشهد الميداني في الوعي الإسرائيلي، إذ تدرك قيادة العدو أن هدوء جبهة لبنان بعد هدوء جبهة غزة سيعني أن الجبهة تحرّكت عندما حرَّكها حزب الله، وهدأت عندما أراد الحزب ذلك. وهذا ما يضع جيش العدو والكيان كله في موقع ردّ الفعل، ويساهم في مزيد من تقويض صورة الردع والهيبة التي يحاول ترميمها، وينطوي على رسالة إلى المستوطنين الذين يعلنون أنهم لن يعودوا قبل أن يشعروا بالأمان، بأن جيشهم ليس في موقع من يملي المعادلات.

وكشف رد الفعل الإسرائيلي، ميدانياً وسياسياً، على إسقاط المُسيّرة عن إدراك قيادة العدو لمخاطر نجاح حزب الله في استهداف هذا المستوى من الطائرات، وتداعيات هذا الاستهداف على حرية عمل سلاح المُسيّرات في الأجواء اللبنانية، خصوصاً أن «هيرمس 450» هي من الأكثر تطوراً في سلاح الجو الإسرائيلي، وشكّلت ركيزة أساسية في المعركة الحالية، وتلعب دوراً رئيسياً في الاغتيالات في لبنان وفلسطين وغيرهما، وتتمتّع بهامش واسع في الكشف والاستهداف والمناورة، وتتميّز بتقلّص الفترة الزمنية بين الكشف الاستخباري والاستهداف العملياتي. كما يشكّل إسقاطها رسالة أخرى تكشف عن قدرة عملياتية لدى حزب الله على اختراق المنظومة التكنولوجية التي وفّرت قدراً من الحصانة لحرية عمل سلاح الجو، بعدما راهن العدو على أنه تمكّن من فرض هيمنة جوية أطلقت يده في مستوى الحركة والاستهداف. وهو ما دفعه للتأكيد في أكثر من مناسبة على أن هذا الاستهداف سيتواصل بعد الحرب، إضافة إلى كونه إحدى صور الانتصار التي كان يراهن أن تُختتم المعركة بها.
لذلك، أظهر ردّ الفعل التصعيدي حجم مخاوف العدو من أن يشكّل الحدث مؤشراً إلى كسر المعادلة الجوية التي توهم بأنه نجح في فرضها، بعد خمسة أشهر من القتال ومراكمة نتائج تكتيكية، وهو ما عبّرت عنه التعليقات بوصف ما حصل بأنه «خطير جداً» و«يعطي صورة سيئة جداً عن الجيش الإسرائيلي وعن سلاح الجو الأقوى في الشرق الأوسط». كما أن هذا الحدث يبدّد الرهانات على «التفوّق الجوي» بالتأسيس لمعادلة مضادّة، أخطر ما فيها أنها ستمتد إلى ما بعد الحرب. أضف إلى ذلك، أن إسقاط المُسيّرة تجسيد عملي للمسار التصاعدي لحزب الله، في وقت يحاول العدو – عبر الميدان والرسائل التهويلية – كبح هذا المسار وتغيير اتجاهه. فضلاً عن أنه يكشف عن إرادة سياسية تستند إلى قدرة عملياتية قادرة على توسيع نطاق الاستهدافات، في الجو كما في البر، حتى لو اعتبر العدو ذلك تجاوزاً لبعض قواعد الاشتباك التي ظن أنه فرضها.
وباعتبار الحدث الجوي حلقة في سلسلة متواصلة، لها ما قبلها وما بعدها، فإن العدو يرى في التأسيس لتقويض حريته العملياتية، مع ما حقّقه حزب الله في فرض «حزام أمني» في الأراضي الإسرائيلية من دون حتى أن يقوم بمناورة برية، إضافة إلى تهجير أكثر من 100 ألف مستوطن، بحسب المعلّق العسكري أمير بوحبوط، ترجمة وتطويراً لموقع حزب الله في القواعد التي تحكم حركة الميدان. وهو ما دفع وزير الأمن السابق أفيغدور ليبرمان إلى رفع الصوت محذّراً من أن الحزب «تهديد استراتيجي حقيقي، وإذا لم نغيّر المعادلة فلن يبقى سكان في الشمال».

أظهر ردّ الفعل التصعيدي حجم مخاوف العدو من أن يشكّل إسقاط المُسيّرة مؤشراً إلى كسر المعادلة الجوية

على هذه الخلفية، حرص العدو على تصعيد ردّه بعد إسقاط المُسيّرة بتوجيه ضربات في العمق اللبناني وصولاً إلى محيط مدينة بعلبك وغيرها. وقد هدف من وراء ذلك إلى تسجيل رد ميداني وتوجيه رسالة بأنه مستعد للذهاب إلى أبعد مدى عبر تجاوز خطوط لم يسبق أن تجاوزها، وملامسة سقوف أشد خطورة. إلا أنه من الواضح أن الاعتداء الجديد، وإن كان ارتقاء مدروساً، يندرج ضمن السقوف المتحرّكة للمعركة على طرفَي الجبهة، ولا يؤشر حتى الآن إلى خروجه عن سيطرة أيّ من الطرفين. وهو ما أشار إليه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء يعقوب عميدرور، بالقول إن كلاً من الطرفين يضرب على يد الآخر عندما يرى أنه تجاوز المربّع الذي تدور ضمنه المعركة، في إشارة إلى حرص الطرفين على تجنّب التدحرج نحو حرب شاملة مدمّرة. وقدّم مثالاً عملياً على ذلك باستهداف حزب الله الجولان، أمس، بعشرات الصواريخ كونها تقع «خارج اللعبة». لكنه عاد وأكد أن المبادرة في كل هذا المسار بدأت من قبل حزب الله. وشدّد عميدرور على أنه «سيكون من الغباء البدء بحرب في لبنان لأن الأمر يتعلق بمصير الدولة (…) قبل أن تتخذ قراراً عليك أن تتأكد بأن الطرف الثاني يدرك المخاطر التي ينخرط فيها. (ولذلك) أحياناً تهدّد ولا تنفّذ». ودعا إلى عدم التوقف عند ذرائع من نوع «أننا قلنا كذا وحزب الله قال كذا… هذا ببساطة أمر غير عميق»، لافتاً إلى أن أيّ حرب ستنشب «ستكون فظيعة.»

 

  • صحيفة الديار عنونت: حزب الله يهز «عرش» التفوّق الجويّ «الإسرائيلي»… ويتلاعب بـ«مقلاع داود»
    ساعات من «حبس الأنفاس» بعد توسّع الجبهة… وواشنطن على خط التهدئة
    «إسرائيل» تضغط لفرض وقف النار… والورقة الفرنسيّة لم تجد من «يشتريها»!

وكتبت تقول: هل هو تصعيد الامتار الاخيرة قبل هدنة غزة؟ أم كادت الامور تخرج عن السيطرة بالأمس وتدخل الجبهة اللبنانية في حرب شاملة؟ لم ينتظر الاميركيون الجواب، وتحركوا عبر وسيطهم عاموس هوكشتاين الذي أجرى مروحة اتصالات، شملت كافة الاطراف في المنطقة على نحو مباشر وغير مباشر، وصفتها مصادر ديبلوماسية لـ «الديار» بالاستثنائية، لضبط التصعيد الذي كاد يطيح كل الجهود الاميركية، لمنع الانزلاق نحو مواجهة قاسية تهدد منطقة الشرق الاوسط بالاشتعال. ولهذا كان التركيز الاميركي على «لجم» التصعيد «الاسرائيلي»، الذي تبين لاحقا انه لم يكن بداية حرب شاملة، وانما رفع لمستوى المواجهة لمحاولة فرض وقف للنار…

وقد عاشت الجبهة الجنوبية ساعات من «حبس الانفاس»، بعد تطورات ميدانية نوعية بدأتها المقاومة صباحا، بإدخال سلاح متطور مضادا للطائرات، اسقطت من خلاله «ايقونة» المسيّرات الإسرائيلية «هرمز 450»، ولم يقف الامر عند هذا الحد بل الحقت «الهزيمة» بصاروخ «مقلاع داود» وثمنه مليون دولار، إثر فشله باعتراض الصاروخ الذي استهدف المسيرة، وهو امر رأت فيه وسائل اعلام «اسرائيلية» تطورا خطرا. عندئذ «جن جنون» قيادة الاحتلال، فشن الطيران غارات جوية على البقاع للمرة الاولى منذ الثامن من تشرين الاول، لترد المقاومة بعدها باستهداف مقر قيادة فرقة الجولان في نفح ب60 صاروخا، فخرج وزير الأمن السابق وعضو «الكنيست» أفيغدور ليبرمان عن طوره، واكد ان حزب الله تهديد استراتيجي حقيقي، وإذا لم نغيّر المعادلة لن يبقى سكان في الشمال.

  المخاوف الاميركية

ووفقا لمصادر ديبلوماسية غربية، ثمة خشية اميركية جدية من اقدام رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتانياهو على خطوة متهورة ضد لبنان، لمحاولة تنفيس الضغوط التي يتعرض لها على طاولة التفاوض في باريس والقاهرة والدوحة، للمضي قدما بهدنة في غزة. فهو يحاول التملص منها بشتى الوسائل الممكنة، ولهذا كان التحرك سريعا للجم التدهور، الذي برره «الاسرائيليون» لاحقا بارتفاع نسق العمليات النوعية من قبل حزب الله، الذي ادخل سلاح الجو- ارض الى مسرح العمليات العسكرية، وهو ما اعتبره «الاسرائيليون» تجاوزا خطرا «للخط الاحمر»، الذي لا يمكن السكوت عنه. وقد حصل الاميركيون مجددا على تأكيدات «اسرائيلية» بعدم وجود قرار بعد بتوسيع رقعة الاشتباك، لكن دون ان يلتزموا باي ضوابط!

ما اسباب التصعيد؟

في المقابل، رأت اوساط سياسية لبنانية بارزة، ان ما حصل من ارتفاع لنسق المواجهة العسكرية بالأمس، سببه المباشر التقدم الحاصل في المفاوضات لهدنة في غزة، لا يريد «الاسرائيليون» ان تنسحب على الجبهة اللبنانية، وفقا للقواعد السابقة التي سادت خلال الهدنة السابقة. وهم الآن عبر رفع الضغط السياسي من خلال تصريحات وزير الحرب يوآف غالانت، الذي أعلن عدم نفاذ الهدنة على الجبهة الشمالية، وكذلك من خلال الضغط الميداني، يحاولون فرض اتفاق نهائي مع لبنان، وليس هدنة مؤقتة تكون اليد العليا فيها لحزب الله، حيث لا يمكن اعادة المستوطنين المهددين بخطر تهجير جديد، في حال انتهاء هدنة غزة.

 مفاجآت حزب الله

وبما ان «اسرائيل» تحاول الضغط سياسيا وفي الميدان، جاء رد حزب الله على «التحية» بأحسن منها بالأمس، من خلال اسقاط الطائرة المسيرة بصاروخ «متطور» أمس، في «رسالة» ردع واضحة مفادها ان حجم المفاجآت لن يقف عند اي حدود، ولا قيمة لأي تهديد «اسرائيلي» بالتصعيد، لأنه سيواجه على نحو غير مسبوق اذا حاولت حكومة الحرب استغلال هدنة غزة لرفع مستوى المواجهة جنوبا، او محاولة فرض تفاهمات نهائية قبل التوصل الى وقف نهائي للنار في غزة.

تفاوض «بالنار»

ولهذا تصف تلك الاوساط ما جرى بالأمس، بانه تفاوض بالنار وتبادل «رسائل» ميدانية، تهدف من خلالها المقاومة الى منع حصول حرب شاملة عبر الكشف عن المزيد من قدراتها الردعية، كيلا تخطئ قيادة الاحتلال بالحسابات، بينما تحاول «اسرائيل» زيادة منسوب الضغط لفرض وقف نهائي للنار، يبدو متعذرا في الظروف الراهنة.

المأزق «الاسرائيلي»

وفي تعبير واضح عن المآزق التي تواجه حكومة الاحتلال، التي تطالب بإرجاع حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، أكد محلل الشؤون السياسية في «القناة 13الإسرائيلية» رفيف دروكر، أنّ «إسرائيل» غير قادرة على إبعاد حزب الله إلى ما بعد الليطاني وضمان عدم عودته. في المقابل اعتبر محرر الشؤون العسكرية والأمنية في صحيفة «هآرتس الإسرائيلية» يوسي ميلمان، انّ أيّ حربٍ شاملة ضد حزب الله يمكن أن تعرّض «إسرائيل» لخطر وجودي.

ماذا عن الهدنة «اسرائيلياً»؟

من جهتها، اشارت صحيفة «هارتس الاسرائيلية» الى ان وقفاً طويلاً لإطلاق النار، الذي سيتم التوصل إليه في غزة سيؤدي إلى وقف إطلاق النار على الحدود مع لبنان. هذا افتراض معقول يستند إلى سلوك حزب الله بوقف إطلاق النار السابق، الذي انضم إليه كجزء من الربط الذي خلقه بين الحرب في غزة ولبنان. وقالت ان وقف إطلاق النار تنتظره بصبر مجموعة الدول الخمس المعنية بإنقاذ لبنان من الأزمة السياسية والاقتصادية: السعودية وقطر ومصر وفرنسا والولايات المتحدة، التي لم تتمكن حتى الآن من صياغة خطة متفق عليها لإنهاء الصراع بين «إسرائيل» وحزب الله، وعدم قطع العلاقة بين الجبهة في قطاع غزة والجبهة في لبنان.

الورقة الفرنسية؟

في هذا الوقت، أعلن وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب بعد اجتماع مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي انه جرى البحث في الرد على المقترح الفرنسي. وقال: «نهيئ الرسالة التي اتفقنا عليها والنقاط التي سنتناولها، والرد سيكون لدى الفرنسيين الأسبوع المقبل. وقال ردا على سؤال «موقفنا معروف ونريد تطبيقا كاملا وشاملا للقرار1701، ومن ضمنه شبعا وكفرشوبا.» وقال «نرحب بالدور الفرنسي، ولقد أعطانا الفرنسيون هذه الأفكار لأنه يهمهم لبنان وسلامة لبنان.

  لم يشتر أحد «بضاعة باريس»!

وفي هذا السياق، قالت صحيفة «هآرتس الاسرائيلية» ان الاقتراح الفرنسي يشمل وقفاً لإطلاق النار، وانسحاب قوات حزب الله إلى مسافة 10 كم عن الحدود «الإسرائيلية»، ونشر 15 ألف جندي لبناني على طول الحدود، وبعد ذلك تجري الدولتان المفاوضات حول الترسيم النهائي للحدود بينهما. ولكن اقتراح فرنسا، الذي لم يتم تنسيقه كما يبدو مع الولايات المتحدة، لم يجد من يشتريه. حزب الله تمسك بالموقف الذي يفيد بأن أي مفاوضات أو أي عملية سياسية وعسكرية، مشروطة بوقف إطلاق النار في غزة. «إسرائيل» تطلب انسحاباً كاملاً إلى ما وراء الليطاني كما ينص قرار مجلس الأمن 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية. وثمة موقف مختلف للولايات المتحدة.

الخلاف الفرنسي- الاميركي؟

ونقلت «هآرتس» عن مصادر سياسية مطلعة على مناقشات الاتفاق قولها، ان المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين يعتقد أنه لن يكون بالإمكان البدء في المفاوضات مع الحكومة اللبنانية بدون وقف إطلاق النار في غزة. هذا مقابل موقف فرنسا الذي يرى أنه يمكن تحقيق وقف منفصل لإطلاق النار بين «إسرائيل» ولبنان، حتى قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وأن النقاشات حول الحدود غير ملحة. وحسب هوكشتاين، يجب أن تتركز المفاوضات على ترسيم الحدود البرية، لأنه في ذلك تكمن احتمالية تحييد طلبات حزب الله والحكومة اللبنانية ضد «إسرائيل»، وإجبار الحكومة اللبنانية على نشر الجنود على الحدود المتفق عليها لـ «فرض سيادتها على كل الأراضي اللبنانية».

حزب الله قادر على «المناورة»

ووفقا للصحيفة، فان الخطة الأميركية أيضاً لم تقدم بعد أي إجابة على الطريقة، التي يمكن بواسطتها إجبار حزب الله على الانسحاب إلى ما وراء الليطاني، وتفكيك قواعده الموجودة قرب الحدود، لأن جزءاً من هذه القوات انسحب في السابق، حسب زعمها. اما الاختلاف بين موقف أميركا وفرنسا، الذي لا يخلو من اعتبارات المنافسة السياسية والمكانة، وامتناع السعودية عن «دخول صاخب» إلى داخل السياسة اللبنانية، وعجز مصر عن القيام بدور مهم، فتعطي، بحسب «هارتس»، حزب الله هامش مناورة سياسياً.

الحادث الخطر!

وصفت وسائل إعلام «إسرائيلية «إسقاط حزب الله المسيّرة «هرمز 450» فوق الأراضي اللبنانية، بانه حادث خطر جدا، ورأت «ان المطلوب رد صارم جدا»، ولفتت الى ان «الجيش الاسرائيلي فعل كل شيء من أجل تدميرها، حتى لا تكون المسيّرة في أيدي حزب الله لإجراء بحوث عليها».

من جهتها قالت «القناة 14 الاسرائيلية» أنّ «حزب الله اعترض طائرة من دون طيار ومسلّحة فوق سماء لبنان»، مضيفةً: «هذه ليست غزة، لدى نصر الله قدرات، وهذا تحدٍ».

  • صحيفة الأنباء عنونت: تصعيدٌ ميداني غير مسبوق… ومبادرات الحوار تسعى لكسر الجمود الداخلي

وكتبت تقول: تصعيد غير مسبوق شهده لبنان بداية هذا الأسبوع، تمثّل بقصف العدو الإسرائيلي لمنطقة بعلبك، وهي المرّة الثالثة التي يتم فيها استهداف منطقة خارج النطاق الجغرافي للجنوب، بعد الاعتداءين في الضاحية وجدرا، وذلك منذ بدء العدوان في الثامن من تشرين الأول، وهو ما يشي بأن الضوابط الموضوعة ليست ذات اي اعتبار ومرجحة للتفلت.

 

قصف بعلبك جاء بعد إسقاط “حزب الله” مسيّرة إسرائيلية من نوع “هرمز” بصاروخ أرض جو، وبالتالي فإن نوعية الاستهدافات ونطاقها الجغرافي تطوّرت في الأيام الأخيرة، مع استمرار عمليات الاغتيال التي تنفّذها إسرائيل، وكان آخرها استهداف قيادي في الحزب في المجادل.

 

“حزب الله” رد على استهداف بعلبك، لكنه في الآن عينه حافظ على سقف الاشتباك نفسه، وقصف مقر قيادة جيش العدو في الجولان المحتل بستين صاروخ كاتيوشا، إلى جانب القصف المتبادل الذي حصل عند الحدود الجنوبية.

 

وفي سياق متصل، توقعت مصادر أمنية في اتصال مع جريدة “الأنباء” الالكترونية استمرار حماوة المواجهات الميدانية بين “حزب الله” واسرائيل قبل اتفاق الهدنة التي أُعلن عن التوصّل إليها بين “حماس” وإسرائيل ومدّتها ستة أسابيع قد تصبح قيد التنفيذ قبل حلول رمضان، والني سينتج عنها إطلاق أكثر من مئتي أسير فلسطيني مقابل إطلاق عدد من المحتجزين الإسرائيليين لدى “حماس”.

 

ولفتت المصادر إلى أن “المواجهات الميدانية بين “حزب الله” وإسرائيل قد تشهد تزخيماً غير مسبوق في محاولة مكشوفة من العدو لإلحاق أكبر نسبة من الأضرار ضد لبنان رغم ما يبديه “حزب الله” من إصرار على عدم خروج الأمور عن قواعد الاشتباك، والاكتفاء بالتعامل بالمثل في رده على الاعتداءات الاسرائيلية، لكن ذلك لا يلغي جهوزية الحزب للرد على هذه الاعتداءات.

 

في الشأن السياسي المحلي، وفي سياق المبادرة الرئاسية التي تقوم بها كتلة الاعتدال الوطني ولقاءاتها مع الكتل النيابية، أشار عضو الكتلة النائب أحمد الخير في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن المبادرة تتركز على ثلاث نقاط:

 

الأولى، أن يتداعى النواب الى لقاء تشاوري تحت قبة البرلمان على أن يحضر هذا اللقاء ممثلون عن كل الكتل النيابية، شرط ألا يقل عدد الحضور عن الثلثين أي 86 نائباً، وألا يكون لهذا اللقاء رئيس ولا مرؤوس باعتباره لقاءً للتشاور فقط.

 

الثانية، أن يتم البحث بالأسماء الأساسية المرشحة للرئاسة للاتفاق على اسم المرشح المقبول.

 

الثالثة، إبلاغ رئيس مجلس النواب بما تم الاتفاق عليه والطلب إليه فتح جلسة مفتوحة لانتخاب الرئيس العتيد.

 

وفي هذا السياق، نقل الخير عن رئيس المجلس نبيه برّي وعده بإيفاد نائبين من كتلة “التنمية والتحرير” لحضور اللقاء التشاوري، معتبراً ذلك “مؤشراً إيجابياً جداً”.

 

وبناء عليه، فإن الرهان الداخلي الآن يتركّز على نجاح مبادرة كتلة الاعتدال في ظل حالة الجمود التي لا تزال تسيطر على الوضع السياسي من جهة، وفي الوقت نفسه على تجنّب “حزب الله” لتوسيع الصراع من جانب الحدود اللبنانية من جهة آخرى، وعلى حكمة المعنيين بتجنيب البلاد الحرب وانتخاب رئيس للجمهورية

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى