رأي

في الطريق الى جهنم والجحيم.. مفارق تقود الى النعيم!

 

كتب واصف عواضة:
  كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صريحا ومباشرا وتلقائيا أمس حين رد على سؤال الى أين نحن ذاهبون إذا فشلت المبادرة الفرنسية ،فقال إننا "ذاهبون الى جهنم".وقد حظي كلام الرئيس عون بما يكفي من التعليقات وردود الفعل منذ الأمس عبر وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ،بين من اعتبره جرس انذار ومن رأى فيه كلاما لا يجوز أن يصدر عن رئيس البلاد.
والحقيقة أن الطريق الى جهنم لم يعد طويلا في لبنان في ظل الحالة التي يعيشها البلد ،ولكن ثمة محطات ومفارق كثيرة قبل الوصول الى الجحيم ،يمكن أن تقود الى النعيم،ويمكن للعقلاء أن يتداركوا مثل هذا المصير ،لكن ذلك يحتاج الى خطوات جريئة جدا ،تنقل لبنان من جحيم التسويات الموسمية والمؤقتة الى نعيم الحل الدائم.
وفي هذا الاطار ثمة ثوابت ومسلمات يجب الاعتراف بها قبل الولوج الى طريق النعيم ومنها:
أولا:يجب الإقرار من دون أي شك بأن هذا النظام السياسي الذي نجم مما تم تطبيقه من اتفاق الطائف انتهى،وأن المطلوب نظام سياسي جديد يقوم على المواطنة وإلغاء الطائفية السياسية.
ثانيا:إن الطائف الذي توقف عند المادة الخامسة والتسعين من الدستور لا يمكن أن يبني بلدا أو وطنا كريما لأهله ،وهو من أسوأ ما يمكن أن تنتجه الأنظمة السياسية ،لأن مثل هذا النظام يعيش على المحاصصة الطائفية وتناتش المصالح .وفي ظل هذا الواقع ستبقى مسيرة الدولة مرهونة بالمطالب والفيتوات الطائفية.
بناء على ما تقدم فإن الطريق الأقصر الى ذلك يمكن أن يُبنى على الدستور نفسه من خلال  الخطوات الآتية:
1- الدعوة الى جلسة حوار صريح بين المكونات اللبنانية يصار خلالها الى الاتفاق على تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية بموجب المادة 95 من الدستور.
2-  تبدأ هذه الهيئة عملها فورا بوضع الأسس الثابتة للوصول الى الهدف المنشود.
3- لا يمكن تحقيق الهدف الا من خلال الانتخابات عبر قانون انتخابي متدرج يستلزم أكثر من دورة انتخابية ،والوصول الى قانون انتخابي خارج القيد الطائفي على أساس الدائرة الواحدة ،يرافق ذلك انشاء مجلس للشيوخ تنحصر مهمته بالأحوال الشخصية التي تعني الطوائف.
4-  تجري هذه الخطوات بالتزامن مع دراسة الاستراتيجية الدفاعية بما يضمن تعزيز قدرات القوى العسكرية اللبنانية في مواجهة المخاطر الخارجية.

   قد يبدو في هذه الخطة المتكاملة نوع من الطوباوية في ظل الانهيار السياسي والاقتصادي والمالي الذي تعيشه البلاد،ولكنه بالنتيجة يشكل انحرافا عن طريق جهنم والجحيم نحو الأمل بالجنة والنعيم.وواهم من يعتقد أن مبادرة فرنسية تشكل تسوية مؤقتة يمكن أن تنقذ لبنان وتحيده عن طريق جهنم وبئس المصير.  

         

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى