ثقافةرأي
أخر الأخبار

عن اقتحام معرض الكتاب العربي (حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز خاص

يمكنني أن أكون لبنانيا مع حزب الملائكة.
يمكنني أن أكون لبنانيا مع حزب الشياطين أو مع حزب “الملاطين” ..
لكن هل يحق لي أن اقتحم مكانا واعبث به واعتدي بالتكسير على مكان خاص تحت شعار حرية الرأي؟
سلوك يفتح شهية المتعطشين للدم وللإقتتال، فهل هذا هو المبتغى؟
انه معرض الكتاب العربي، هو مساحة حرية وتلاق وحوار، لماذا علينا أن نحولها الى مساحة لا تشبه بيروت: بلطجة وتشبيح يتبعها ضرب وتجريح؟
لقد دأبت دور النشر المختلفة على المشاركة في المعرض، ولطالما كان للسفارات أجنحة تزينها صور رؤساء بلدان مشاركة.
لم يحدث على مرّ الأزمنة ان جاء أحد ليعترض بالصراخ على كتاب أو جناح أو صورة.
وتنوعت دور النشر وتعددت الكتب: منها الديني ومنها نقد الفكر الديني، والأدباء او الكتاب من مشارب متنوعة: المؤمن والملحد وما بينهما، ولا أذكر أن مواطناً لبنانياً اعترض بهمجية مغطاة بما يسمى بالثورة….
هذا النموذج من الثورات يقدم نفسه كونه آحاديا، لا يحترم الآخر ولا يقبل الإختلاف… فهل هذا هو النموذج الذي يسعون اليه ويقدمونه للشعب اللبناني؟
أنا اختلف مع الكثير من القوى السياسية المشاركة في السلطة الآن واختلف مع أحزاب طائفية كانت شريكة بالسلطة وهي الآن خارجها، وقد تموضعت في معكسر المعارضة لأسباب انتخابية، لأنها ببساطة المقلب الآخر لأحزاب مشاركة في السلطة ( وجهان لعملة واحدة)، لكنني لا اسمح لنفسي بأن أكون نموذجا يشبه السلطة وأدواتها القمعية.
نعم، لا تستقيم سلطة وتسيب قضائي مفضوح.
لا تستقيم دولة محكومة من طوائف ومذاهب وكارتيلات ومصارف.
لا تتعايش مقاومة مع فساد، صار خطراً عليها يوازي خطر العدو.

في المقابل، لا تكون ثورة ورأسها تديره خفة مقصودة أو قطبة مخفية.
لا تستقيم ثورة مع خطاب سفيه..
ربما كانت الثورة تحتاج الى دم ليقوى عودها، لكن قبل ذلك تحتاج الى مشروع ورؤية وممارسات مقنعة كي تصنع رأيا عاما ناضجا وحاضنا.
ما قام به أحد الثوار … يخدم أعداء التغيير في لبنان..
أما التغيير الذي أعنيه فهو تغيير للنظام الطائفي الموّلد للفساد والموّلد للأزمات وبوابة تدخلات الخارج في بلدي.
بيروت، كانت وستبقى عاصمة الكتاب والرأي الآخر والحوار، فلا تنزعوا عنها اجمل شواطئها التي نبحر بها نحو فضاءات العلم والحرية.

o

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى