رأي

عندما يعود الرئيس.. “الجنرال عون”!

بقلم د. أحمد عياش

توضحت الامور اكثر رغم معرفتنا المسبقة بها. للمرة الاولى ينقسم اللبنانيون الى معسكرين لا ثالث لهما غير الشيطان.

معسكر يريد التدقيق المالي الجنائي لحصد رؤوس اللصوص بالمنجل، ويضم كل الشرفاء والضحايا ،ومعسكر ضده يريد تثبيت زعاماته آلهة الى الابد فوق مزابل التاريخ ويضم كل الفاسدين ومجرمي المال الحرام.

لاول مرة لا تنقسم الناس وفق ألوانها وعناوينها واسمائها وانتماءاتها الطائفية الحاقدة.

هذه هي الفدرالية العقلانية التي نطالب بها بين من يحترم القانون ومن لا يحترمه، بين جلادين وضحايا، بين ناهبين ومنهوبين، بين قتلة ومقتولين، بين ناطقين باسم برجوازيات طوائف و مسحوقين .

حسنا فعل رئيس الجمهورية عندما عاد الليلة الماضية  الى “الجنرال ميشال عون”، ومسح عن نفسه آثار خطايا شخصية جبران باسيل الذي ببعض ممارساته وببعض خطاباته الطائفية وقع في فخ الطائفيين الملوثين  حتى صار يشبههم ولا يختلف عنهم امام الجمهور.

المعادلة واضحة: اي طرح لجبران باسيل من رئاسة الجمهورية يساوي الجنرال ميشال عون الذي تحترمه وتثق به الناس.

رئاسة الجمهورية – جبران باسيل= الجنرال الرئيس (ميشال عون).

نحن الناس نفضل العلاقة مع الجنرال الرئيس.

ما عاد للجنرال الرئيس اي حل آخر غير خوض معركة التدقيق المالي الجنائي الى النهاية حتى آخر لحظة من عهده، لان لأفعى الدولة المالية العميقة عدة رؤوس بعدة انتماءات طائفية وتتكلم عدة لهجات وكل لهجاتها سامة ومميتة.

كان الجنرال الرئيس صادقا الليلة الماضية، ووجه رسالة حارقة خارقة متفجرة لحليفه المتردد حزب الله عندما قال :

من يسرق اموال الناس، يسرق وطناً…هذه المعركة اصعب من تحرير الارض”.

ضع الكلام المناسب في المكان المناسب لتنجح، وما على حزب الله الا ان يحسم امره: اما معارضة وفي المعارضة او سلطة وفي السلطة، لا يمكن لحزب الله ان يكون معارضة في السلطة، وفي المعارضة سلطة.

لا داعي للتذاكي والناس عند حافة الموت، ولا احد لديه حس كبرياء مستعد ان يسعى خلف اي رابط في الاحياء وفي القرى من اجل بطاقة سجاد او توفير ليشتري مع حسم مالي.

نريد اللصوص في السجون، ونريد دحرجة رؤوس خونة الاقتصاد، فإن كان حزب الله لغاية اليوم لم يع ان الانهيار المالي يستهدف المقاومة اولا فهذه مصيبة كبيرة وكبيرة جدا، و ما تجاهل قيادة حزب الله النقاش والدفاع عن اموال المودعين المسروقين في المصارف عن سابق تصور وتصميم، الا خطأ فادحا يضاف لاخطائه الاجتماعية المتراكمة.

في البلاد سارق ومسروق، ولا يمكن لاي شريف ان يقف على الحياد.

لا طائفة لعميل الاقتصاد ولخائن المال، والا فليعد العملاء الهاربون من إسرائيل، فشرّهم اقل بكثير من اجرام الاقتصاد والمال.

من كان واثقا من براءته فليدعم التدقيق المالي الجنائي، ومن لا يدعمه فهو يتهم نفسه بالاجرام بحق الشعب.

ايها الجنرال الرئيس،

 راسل كل دول العالم لتجمد كل اموال اللبنانيين لديها التي حولت منذ ثلاثة سنوات لوجود شبهات عليها.

ايها الجنرال الرئيس،

 ارسل الحرس الجمهوري الى مصرف لبنان وارسل القضاة الشرفاء الى جمعية المصارف.

ايها الجنرال الرئيس ،

ابعد افراد عائلتك عن القصر، فنحن الوطنيين الشرفاء عائلتك في معركتك ضد احتلال امارة المال .

جانب الجنرال الرئيس ،

لا انسى سؤالك لي عندما زرتك مصطحبا شابا جاءك يعتذر لمحاولته اغتيالك بالرصاص امام قصر رئاسة الجمهورية  “لماذا اراد من ارسله قتلي وهم يعرفون ان افكاري قريبة منهم، وقد ساعدتهم بشبابي وفلان x يعرف وفلان y ايضا”.

 آنذاك اجبتك بأن المناخ كان ضبابيا، واصوات المدافع كانت قوية ويصعب فيها السير ،وقد اتضحت الرؤية الان ومع الوقت(حصل اللقاء قبل حرب الوعد الصادق بشهرين).

في خطابك الليلة ايها الجنرال الرئيس بعثت الامل في شعبك انك ما زلت “شيخ الشباب”.فاقتحم قلاع اللصوص، واهدم الهيكل على الرؤوس، يا قاتلا يا مقتولا، فقد افشلوا عهدك فامنع عنهم النوم ليلا ليحيى الوطن !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى