سياسةمحليات لبنانية

سقوط الأوهام: مصطفى أديب الى برلين..وحسان دياب الى السراي

 

كتب واصف عواضة:
يعود مصطفى أديب الى برلين الأسبوع المقبل سفيرا للبنان في ألمانيا، بعد أن قدم اعتذاره عن مهمة تشكيل الحكومة ،فيما يعود حسان دياب الى السراي لممارسة مهمته كرئيس حكومة تصريف الأعمال،الى أن يمنّ الله على لبنان برئيس مكلف جديد وحكومة جديدة تدير شؤون البلاد والعباد.
هذه المعادلة قد تطول أو تقصر قياسا الى قدرة القوى السياسية اللبنانية على اجتراح تسوية جديدة تخرج البلاد من أزمتها الراهنة ،لكن الأجواء لا توحي بالتفاؤل قياسا الى الأجواء التي سبقت ورافقت تكليف مصطفى أديب تشكيل الحكومة الجديدة ،ما يعني مزيدا من التأزم السياسي والاقتصادي والإجتماعي خلال الأسابيع المقبلة.
خلال الأسابيع الماضية حفلت الساحة السياسية اللبنانية بمجموعة من الأوهام التي ثبت عقمها ،ووقع البنانيون في حفلة من الغش ،استندت الى اندفاعة فرنسية قادها الرئيس ايمانويل ماكرون بنفسه ،فكانت المبادرة التي فهمها كل طرف على هواه.
ومن هذه الأوهام:
1- محاولة تشكيل حكومة مستقلة في نظام برلماني غالبيته المطلقة من الأحزاب والقوى السياسة،متجاهلة المجلس النيابي وكتله ومرجعياته.
2-  اختيار رئيس مكلف ثبت بالوجه الشرعي أنه لا يملك من زمام أمره قرارا يمكنّه من التصرف ،وقد كان بيان الرئيس سعد الحريري أكبر شاهد على ذلك ،فضلا عن موقف رؤساء الحكومات السابقين.
3-  محاولة الإيحاء بأن رئيس الحكومة المكلف هو صاحب القرار الأول والأخير في تشكيل الحكومة ،في وقت يملك رئيس الجمهورية دستوريا حق الشراكة في التشكيل انطلاقا من وجوب توقيعه مرسوم تشكيل الحكومة.
4-  الرهان على المبادرة الفرنسية كأمر واقع مفروض على لبنان ،من دون الالتفات الى الواقعين الداخلي والخارجي وتشابكهما ،بين ما تريده الإدارة الأميركية في هذه المرحلة ،وما تمارسه من ضغوط لعزل حزب الله عن القرار اللبناني وتحقيق مصالح إسرائيل لغايات انتخابية أميركية قبل أسابيع عدة من الانتخابات الرئاسية الأميركية.
5-  توهم البعض بأن الفرصة سانحة لعزل المقاومة وتهميش حلفائها ،استنادا الى المبادرة الفرنسية والضغوط الأميركية.
6-  التوهم بأن العقوبات الأميركية ستلوي ذراع "الثنائي الشيعي " وحلفائه ،فيما هي عقدت الأمور أكثر فأكثر وأطاحت بالرئيس المكلف والمبادرة الفرنسية.

وماذا بعد؟
لعله من المبكر استقراء المستقبل القريب والبعيد ،وإن كانت المؤشرات لا توحي بالتفاؤل.لكن الرؤية الضبابية لا تخفي احتمال استمرار الأزمة الحكومية في لبنان الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية الضاغطة باتجاه تسريع المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية لترسيم الحدود البحرية والبرية ،حتى لو تم تكليف رئيس جديد للحكومة في وقت قريب كما توحي أجواء الرئاسة اللبنانية.
غير أن لبنان الذي اعتاد على انتاج التسويات، قادر على التعاطي مع هذا الاستحقاق بهذه الروحية ،من دون الولوج الى الحلول المنطقية التي لا مناص منها ،وهي الإقرار بأن هذا النظام السياسي القائم انتهى أجله ،ولا بد من التفتيش عن نظام جديد يليق بلبنان وشعبه المظلوم بالنظام الحالي.  

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى