الرئيسيةرياضة و شباب

انتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية:السياسة أقفلت أبواب التوافق وأطاحت بجهاد سلامة

تصوير عدنان الحاج علي

    

  كتب سليم عواضة

السؤال الاكبر الذي يشغل الرياضة اللبنانية الآن هو ماذا بعد انتهاء انتخابات اللجنة الأولمبية اللبنانية، بخسارة احد رموز واقطاب الحركة الرياضية المحاضر الاولمبي والدولي جهاد سلامة لمعركته على رئاسة اللجنة .

 

التوافق السياسي الذي كان غالبا يؤدي الى عدم حصول تصويت فعلي في الانتخابات غاب عن هذه الجولة، فانقسم الفرقاء على نحو حافظ على المناصفة الطائفية وتوزيع المذاهب بسبعة اعضاء مسيحيين ومثلهم مسلمين اثر مواجهة قاسية كانت على 28 صوتاً.

 

فبعد ان كانت استطلاعات الرأي نظريا تقول إن ١٤ اتحادا يؤيدون سلامة مقابل ١٤ يدعمون منافسه بطرس جلخ، اتضح فعليا ان ٣ اتحادات على الاقل غير ملتزمة كليا مع سلامة ،والدليل ان آخر مرشح على لائحته مهند دبوسي نال ١١ صوتا فقط ،وبعده جاسم قانصوه ١٢ صوتا ،على ان تمسك سلامة بهذين الإسمين ،وهما من المسلمين، كان السبب المباشر لحصول المعركة.

ما اوصل الامور الى الاحتكام لديموقراطية الصندوق الانتخابي ، أن الطرفين كانا على ثقة بأن الفوز حليفهما، فنجحت حسابات طرف بامتياز وخابت ارقام الخاسر على نحو فادح.

من الثوابت في هذه العملية كانت حركة الخداع التي جرّت سلامة الى المعركة ،مع عدم افصاح بعض الاتحادات عن اصطفافها الفعلي على نحو متعمد.

وإذ غاب التوافق السياسي، فإن الخلفيات لم تستبعد، والدليل هو الصورة التي التقطت بعد اقل من ساعة على انتهاء الانتخابات في بيت الوسط وجمعت الرئيس المكلف لتأليف الحكومة سعد الحريري مع منسق عام الرياضة في تيار المستقبل فيصل قلعاوي ومسؤول الرياضة في حركة امل د. مازن قبيسي، اللذين دعما اللائحة الفائزة ضد مسؤول قطاع الرياضة في التيار الوطني الحر جهاد سلامة.

 

رئيس اتحاد الرماية بطرس بيار جلخ وهو عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب نال (16 صوتاً)، والى جانبه رئيس اتحاد كرة القدم هاشم حيدر (22 صوتاً)،  رئيس اتحاد الكانوي كاياك مازن رمضان (21 صوتاً)، رئيس اتحاد “مواي تاي” سامي قبلاوي (26 صوتا)، نائب رئيس اتحاد الكرة الطائرة أسعد النخل (16 صوتا)، رئيس اتحاد رفع الاثقال خضر مقلد (20 صوتا)، رئيس اتحاد الملاكمة محمود حطاب (20 صوتا)، رئيس اتحاد اليخوت ربيع سالم (16)، رئيس اتحاد القوس والنشاب جاك تامر (16)، رئيس اتحاد التجذيف العميد المتقاعد حسان رستم (16)، رئيس اتحاد الجمباز ولاعب كرة السلة الدولي السابق وليد دمياطي (16)، نائب رئيس اتحاد الكرة الطاولة رافي ممجوغوليان (17)، رئيس اتحاد ألعاب القوى رولان سعادة (14)، ورئيس اتحاد المبارزة جهاد سلامة (14).

ونظرا لأن لائحة التوافق الرياضية كما اطلق عليها بعض مؤيديها تضم ١١ مرشحا فقط ،فإن سلامة وعضوين آخرين من لائحته هما سعادة وممجوغليان دخلا اللجنة التنفيذية، واولى التداعيات كانت استقالة سلامة وسعادة وبقاء ممجوغليان حتى الساعة.

والثابت ان سلامة لن يقف مكتوف الأيدي ما يؤشر الى انسحاب تداعيات هذه المعركة على الكثير من الاتحادات التي جاءت بتوافق سلامة مع قبيسي وقلعاوي.

وقد اشار اكثر من مرشح خاسر الى  أن ما حصل “سيدمر ما تبقى من رياضة في لبنان”، وان ما جرى ليس بالأمر الصحي، لكن هذا قرار الاتحادات وينبغي احترامه”.

 

ورأى سلامة ان الاتحادات قررت وهو يحترم قرارها ،مستبعدا ان تؤثر النتيجة على الحركة الرياضية. واشار الى انه كان ينبغي ان تحصد لائحته أصواتا إضافية وأن ثمة أشخاصا لم يلتزموا بالاتفاقات المعقودة.

وكان سلامة قبل نحو شهرين مرشحاً لا منافس له لتبوأ المنصب استنادا الى التفاهمات في انتخابات الاتحادات، لا سيما الكبرى منها على غرار كرة السلة والكرة الطائرة،لكن لاتفاقات تلاشت.

وعن امكانية التعاون مع اللائحة الفائزة رأى سلامة انه “سابق لأوانه.”

ومع انه رفض الاعتراف بأنه مرشح لرئاسة اللجنة الأولمبية التي  من المتوقع ان يترأسها جلخ (69 سنة) لأربع سنوات خلفاً للرئيس السابق جان همام الذي عزف عن الترشح للعمل الرياضي ،بعدما أمضى زهاء 50 عاماً تنقل فيها من ملاعب الكرة الطائرة وصولاً الى أعلى الهرم الرياضي اللبناني.

 

وقال جلخ: “لا يمكن لأي انتخابات تجرى في لبنان وفي كل القطاعات ان تكون بمعزل عن التدخل السياسي، لكن المهم بالنسبة إلينا ألا تفسد السياسية الرياضة، ولا يمكن تحويل الرياضة الى قطاع سياسي”، وتابع: “ما يهمنا ان تزدهر الرياضة اللبنانية، من خلال مساعدات الدولة وتضافر جهود الجميع”. وأضاف: “هذه الانتخابات أصبحت خلفنا وأمد يدي لنتعاون كعائلة رياضية واحدة”.

 

اما هاشم حيدر الذي سيستمر في منصب نائب الرئيس فقال ان “الانتخابات ديمقراطية وجرت في جو عائلي ،والمناصب التي يتبوأها مطلق شخص هي تكليف وليست تشريفا، وأدعو الجميع الى التكاتف حتى ممن لم يحالفهم الحظ”.

في خلاصة لما جرى يظهر بما لا يدع مجال للشك ان قرارا كبيرا اتخذ بإنهاء ظاهرة جهاد سلامة أكثر المسؤولين الرياضيين حنكة ،والذي يملك كتلة كبيرة جدا ،والدليل ان كل ابواب التوافق اقفلت وضرب اصحاب القرار بعرض الحائط كل التداعيات المفترضة، فهل تنتهي الامور على هذا النحو؟

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى