سياسةمحليات لبنانية

حكم الرجال..والرجال قليل!

 

لم تنجح أمة يوما في ظل حكم أنصاف الرجال ، ولم تنجح أمة يوما في ظل حكم الخائفين على أنفسهم وليس الخائفين على شعوبهم ، وكيف تطلب من الخائف على نفسه أن يأخذ القرار وهو يعتمد قاعدة حفظ الرأس أولا، والأنكى من ذلك هو أن يخاف على نفسه ويجعل مقياس سياسته شخصه ، فشخصه هو البلد ، ويهون كل البلد لقاء شخصه وحماية شخصه .
نعم التصدي للقيادة تحتاج الى رجال وهذا مفقود . أحسد الشعب الأيراني على قياداته ونوابه ووزرائه ،  فمن تجرأ على قصف قاعدة أميركية بالصوارخ من قبل إنتقاما لكرامته ، ومن تجرأ على خرق حصار لدولة تحاصرها أميركا حفاظا على العدالة الدولية وحقوق الأنسان  ، ومن تجرأ على توقيف سفن حربية أميركية وبحارتها لدى دخولهم الى مياههم الأقليمية للحفاظ على السيادة ؟
نعم تحتاج القيادة الى رجال وهذا ما نفتقده ، فنحن غير قادرين حتى على الصراخ وجعا ، نحن نخنق وغير مسموح لنا حتى التنفس ، الأفعى تلتف حول رقبة لبنان وغير مسموح له حتى الصراخ ، هذا كله بسبب بسيط ، ان معظم نوابنا  ووزرائنا  وقادتنا يخافون على قول كلمة "لا لن نسكت عن المطالبة بحقوقنا ،  خوفا على مصالحهم الشخصية والعائلية، وخوفهم من تسجيلهم على اللائحة السوداء في أميركا . وحقوقنا كثيرة ، تبدأ بثمن تواجد اللاجئين الفلسطينيين على أرضنا منذ أكثر من سبعين عاما نتيجة لظلم كبير تعرضوا له من قبل الصهاينة وحلفائهم ، ونحن كنا ممن دفع ثمنا باهظا نتيجة هذا الحدث التاريخي  . ولا ينتهي بتواجد النازحين السوريين على أرضنا منذ عشر سنوات نتيجة لمؤامرة كبيرة قادتها بعض الدول لأسقاط النظام السوري غير المستسلم لأسرائيل ،وقد كانت كلفته المباشرة علينا ٣٠ مليار دولار  ، وإلى تكلفة محاصرة سوريا والتي أجبرنا عليها والثمن الذي دفعناه في الزراعة والصناعة والتجارة ، ومحاصرة العراق ،  ولبنان وحده من دفع كلفة هذا كله من حروب ومن بنيته التحتية بلغت أكثر من ٥٠٠ مليار دولار . فإلى متى السكوت عن حقوقنا ، وإلى متى الرضوخ والخوف ، ونحن ممنوعون من تطوير حتى بنيتنا التحتية إلا تحت رعايتهم وسمسراتهم ، ونحن ممنوعون من الأستفادة من مواردنا إلا إذا كانت من خلال شركاتهم ، وإذا لجأنا الى الأستفادة من إستثمارات خارجية وبدون ان نتكلف أي دولار لجأو الى معاقبتنا لمنعنا من تطوير حياتنا وبنيتنا التحتية ؟
تريد أميريكا من لبنان أن يبقى بلد السمسرات وبلد التخلف والممسوك والمخنوق بديون فوق طاقته ، وفي حال تمرد على إرادتها هددت طبقته السياسية بالويل والثبور وعظائم الأمور ، وآخر هذه التهديدات قانون قيصر الذي حرم كل الشركات اللبنانية من المشاركة في أي عملية بناء لسوريا ، وبالتالي التخفيف ولو قليلا من العبء الأقتصادي الذي تتحمله هذه الشركات في لبنان . إنهم يريدون بقانون قيصر خنق لبنان بكل بساطة ، والمؤسف أننا ما زلنا نسمع من بعض رعاياها في لبنان أنه يجب الخضوع ، فما هو المطلوب حتى ترضى عنا أميركا ؟ 
هل المطلوب الأنتحار لنرضي أميركا ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى