رابطة اصدقاء كمال جنبلاط: شرط التطبيع الالتزام بالمبادرة العربية ودولة فلسطين عاصمتها القدس
الحوارنيوز – خاص
أصدرت رابطة أصدقاء كمال جنبلاط موقفا من تنامي ثقافة التطبيع مع العدو الاسرائيلي على حساب فلسطين والحق الفلسطيني ورأت "ان ما يميز هذه الاتفاقات عن سابقاتها ، انها لم يقتصر الترحيب بها على السلطات الرسمية ، بل رافقها صمت وعدم اعتراض شعبي وانفتاح فوري على الصعيد الرسمي للتعامل والتطبيع مع اسرائيل في مختلف المجالات، كما ايدتها بعض الدول العربية التي قد تقدم مستقبلاً على عقد اتفاقيات مماثلة مع اسرائيل".
وجاء في بيان للرابطة :
"في خطاب له في ذكرى نكبة 15 ايار 1947، القاه في 15 ايار 1976 في مهرجان التضامن مع الشعب الفلسطيني ، اعلن كمال جنبلاط:
"في تاريخ هذه الامة العربية كنا نواجه المؤامرات من القوى المعادية، الا ان ما نواجهه اليوم هو بحق ينذر بحدوث اخطر هذه المؤامرات. في الماضي كانت الجماهير العربية تقاوم هذه المؤامرات، وتحول دون تنفيذها، اما اليوم فاننا نواجه مؤامرة من نوع جديد، هي مؤامرة مصالحة اسرائيل والاعتراف بشرعية احتلالها واقامة دولتها على ارض فلسطين، عن طريق تمرير الحل الاستسلامي (السلام مقابل السلام)، ونسيان حق العودة واقامة الدولة الفلسطينية. ان ما يحصل اليوم هو مؤامرة تشترك فيها اكثر من دولة ونظام وقوى عربية، والهدف اسدال الستار على الحق الفلسطيني والقضية الفلسطينية."
في هذا الاعلان كان كمال جنبلاط ، ببصيرته ورؤياه المستقبلية يستشعر في القادم من الايام، المسار العربي التنازلي ، والاستسلام للمشاريع الاميركية – الاسرائيلية التي ستعرض على العرب والفلسطينيين مشفوعة بوسائل الترهيب والترغيب. وهذا ما حصل ويحصل وفقاً للشريط الزمني التالي:
• في العام 1979، اي بعد استشهاد كمال جنبلاط (16 آذار 1977) بسنتين فاجأ الرئيس المصري انور السادات الامة العربية بزيارة القدس والاعتراف بإسرائيل وعقد معاهدة صلح معها برعاية اميركية (اتفاق كامب ديفيد) ، واسترجع سيناء للسيادة المصرية – وكان الرد العربي على هذه الخطوة عنيفاً مما ادى الى مقاطعة النظام المصري ونقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة الى تونس. كما ان الشعب المصري لم يستجب لهذا التطبيع، وبقيت العلاقات بين مصر واسرائيل مقتصرة على السلطات الرسمية في البلدين.
• وفي عقد التسعينات، وقّع الملك حسين اتفاقية وادي عربة للصلح مع اسرائيل، ولم يرض ذلك الشعب الاردني الذي بمعظمه جذوره فلسطينية . الا ان الرد العربي الرافض لهذا المسار كان خجولاً لمجرد رفع العتب. كذلك شهد عقد التسعينات توقيع اتفاق اوسلو بين القيادة الفلسطينية والسلطة الاسرائيلية برعاية اميركية. ونتج عن ذلك اعتراف فلسطيني باسرائيل مقابل قيام سلطة وطنية فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، منقوصة السيادة.
• وفي قمة بيروت للزعماء العرب المنعقدة سنة 2002 تبنى المجتمعون المبادرة العربية التي اطلقها العاهل السعودي الملك عبدلله بن عبد العزيز، والتي تربط الاعتراف باسرائيل بالانسحاب الاسرائيلي الكامل حتى حدود 4 حزيران 1967 لتقوم عليها دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف. الا ان رفض اسرائيل التعهد بتنفيذ الانسحاب الكامل من الاراضي الفلسطينية عطّل الاتفاق واستمرت الامور عالقة على حالها. فيما شهدت الساحة الفلسطينية انقساماً حاداً كان من نتائجه قيام سلطة خاصة لقطاع غزة.
هذه المراحل الرسمية من التطبيع لم تكن الوحيدة على ارض الواقع. فعدد من المسؤولين في دول عربية في المشرق والمغرب العربي اقامت علاقات غير رسمية مع اسرائيل، وتبادلت الزيارات معها.
ان رابطة اصدقاء كمال جنبلاط الوفية لمسيرة المعلم كمال جنبلاط كانت قد اعلنت وقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني والحق الفلسطيني، في رفضه "لصفقة القرن الاميركية" التي اعلن الرئيس ترامب تفاصيلها خلال شهر كانون الاول 2019، مع اعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة ابديةلاسرائيل. ورأت الرابطة في هذه الصفقة الثنائية بين الولايات المتحدة واسرائيل، ان خلفيتها انتخابية لصالح بطليها ترامب ونتنياهو، واهدافها تثبيت الكيان العنصري الاسرائيلي، وتوسيع رقعته الجغرافية. واستخدام مختلف وسائل الترهيب والترغيب لتحقيق هذه الاهداف. وقد نجحت هذه الاساليب التي استطاعت مؤخراً حمل دولتين عربيتين خليجيتين على توقيع معاهدة صلح مع اسرائيل على اساس مبدأ رفعه نتنياهو: "السلام مقابل السلام" عوضاً عن المبدأ الذي اعتمدته المبادرة العربية "الارض مقابل السلام".
ان ما يميز هذه الاتفاقات عن سابقاتها ، انها لم يقتصر الترحيب بها على السلطات الرسمية ، بل رافقها صمت وعدم اعتراض شعبي وانفتاح فوري على الصعيد الرسمي للتعامل والتطبيع مع اسرائيل في مختلف المجالات، كما ايدتها بعض الدول العربية التي قد تقدم مستقبلاً على عقد اتفاقيات مماثلة مع اسرائيل.
من الواضح ان الولايات المتحدة الاميركية بقيادة الرئيس ترامب سوف تستمر ببذل اقصى الجهود وتعرض شتى الاغراءات على الدول العربية والاسلامية التي تبدي استعداداً لسلوك طريق التطبيع التي سلكتها دولة الامارات العربية ودولة البحرين ، خاصة ان ترامب لديه قناعة راسخة بأن هذه "الخطوات – الانجازات" تخدم حملته الانتخابية الرئاسية التيستجري مطلع تشرين الثاني القادم.
ان الواجب والالتزام القومي يفرض علينا التذكير بأن شرط القيام بأية خطوة في اتجاه التطبيع او السلام مع اسرائيل هو التزام مندرجات المبادرة العربية لقمة بيروت التي طرجها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والتي اقرتها الدول العربية بالاجماع: "الارض مقابل السلام" ودولة فلسطينية عاصمتها القدس.