سياسةمحليات لبنانية

دياب والأبواب العربية الموصدة والمساعي والإحتمالات


           

حكمت عبيد – خاص
منذ اللحظة الأولى لتكليف الرئيس حسان دياب مهمة تأليف الحكومة، وضع الرئيس المكلف آنذاك، ضرورة " طمأنة عدد من الدول العربية لاسيما الدول الخليجية من أن الحكومة المنتظرة لن تكون حكومة طرف لبناني دون آخر، بل حكومة لبنان من خلال هويتها كحكومة إختصاص بالدرجة الأولى".
وبعد التأليف ونيل الحكومة الثقة، بدت الحكومة المطعمة ببعض الوجوه السياسية محكومة بمواجهة ملفات وتحديات كبيرة وخطيرة لاسيما المالي منها والمصرفي، وقد جاء مرض الكورونا ليحول الحكومة الى حكومة معالجة أزمات، "لا وقت لديها للترف"، وأن مدخل الحلول يكمن، أولا في ثقة تستولدها جدية عمل الحكومة ووزرائها وتقديمهم خطة إنقاذية علمية ومقنعة تتضمن معطيات دقيقة ومهل إلتزام، وهو ما تحاول الحكومة جاهدة تنفيذه بالتعاون مع المؤسسات الدولية الشريكة، ويكمن ثانيا بإعادة الثقة بين لبنان والدول العربية لاسيما الخليجية منها بعد أن تراجعت كثيرا  خلال ولاية الحكومة السابقة برئاسة الرئيس سعد الحريري.
عن إستعادة أجواء الثقة اللبنانية – الخليجية تقول مصادر مطلعة ل "الحوارنيوز" أن ما عبرت عنه وزيرة الاعلام منال عبد الصمد أمس بعد جلسة مجلس الوزراء، لجهة تمني الرئيس دياب "بان يقوم بأول جولة عربية في النصف الثاني من شهر آذار" هو توجه جدي للرئيس دياب يعمل عليه من خلال أحد مستشاريه الذي لا زال يحاول فتح أبواب بعض الدول الخليجية لاسيما منها المملكة العربية السعودية التي يعتبرها دياب مفتاح الجولة ونقطة الإرتكاز الأولى والأهم في شبكة علاقاته العربية ،نظرا لما للمملكة من دور محوري عربي بالإضافة الى العلاقات الثنائية التاريخية المميزة بين بيروت والرياض.
لم تؤت المساعي ثمارها حتى الآن، لكن الأجواء توحي ببعض المؤشرات الإيجابية".
وتضيف المعلومات: "لا يرغب الرئيس دياب القيام بالجولة لمجرد الجولة ،فهو حريص على أن يذهب وبين يديه خطة فعلية للنهوض بلبنان وللحاجات المرتبطة بالخطة لاسيما الجانب المالي".
وتتابع:" لقد أبدت دولة قطر كل انفتاح على الحكومة الجديدة، وانسجاما مع مبدأ الحرص على مبدأ التوازن في علاقات لبنان العربية والخارجية يصر الرئيس دياب على استكمال المساعي بإتجاه المملكة العربية السعودية حت الآخر ،منعا لأي استغلال أو فهم خطأ لجولة لا تشمل المملكة".

من هنا أيضا كلامه داخل مجلس الوزراء عن الحرص "على فصل أي زيارة سيقوم بها عن أي حساب سياسي، ولن نكون جزءاً من سياسة المحاور، لأن لبنان نأى بنفسه عنها، لكننا نقف دائماً إلى جانب اشقائنا العرب، كما يقفون دائماً إلى جانب لبنان".
لا شك أن المملكة العربية السعودية تحرص بدورها على استمرار علاقات التعاون مع لبنان ،وهي لا تخفي هواجسها مما تسميه "هيمنة حزب الله" على لبنان، وهو الأمر الذي لم تثبته مجريات وتطورات الأمور الداخلية والإقليمية إلا في ما خص النزاع العربي – الإسرائيلي".
وهنا تختم الأوساط المطلعة بأن "لبنان تمسك سابقا بالمقاومة، وكان للرئيس الشهيد رفيق الحريري موقف ثابت ونهائي من ضرورة التمسك بالمقاومة، وهذا الموقف ناتج عن حاجة لبنان للدفاع عن مصالحه أولا وليس عن مصالح أحد من الدول العربية وغير العربية، وهذا ما نتمنى أن يتفهمه الإخوة العرب".

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى