سياسةمحليات لبنانية

“خزعبلات” لبناني تائه

في الحرب المقبلة لن أبقى في منزلي، سأتسلل في الظلام و بين الركام لأسرق بنادق الشهداء ولأسرق ما في جيوبهم من مال بما فيه السلاسل الفضيةّ حول رقابهم، وحتى اسماءهم سأسرقها وسأشرب ما تبقى من ماء صامد بقربهم ،وسأركل بقدمي احلامهم بغد افضل ،وبعدها سأتنقل كالخفاش لأرمي الحجارة وسط الشوارع و الزواريب لأعيق مرور سيارات الاسعاف والنجدة .
في الحرب المقبلة سأقف في شارع المصارف كالمسكين والشحاذ والجاسوس العميل ،منتظرا اللحظة المناسبة لأفجر مدخل المصرف لأسطو على مال المودعين والموظفين والمديرين، ولن اعود الى وكري بل سأعبث بعقارب الزمن لتختلط الامور على الناس، ليصبح الماضي حاضرا والمستقبل ماضيا ولتصبح اللحظة ساعات والساعات هنيهات من الوقت.
إن وصل العدو الى أسوار بيروت، سأتسلل كالجرذ أو الفأر لأفتح له باب القلعة ليدخل وليحرق المدينة وليرفع رايات مجده على جثث اهلي وشعبي .
سأسلم العدو كل أسرار الدولة العظيمة من إختراعات ومشاريع وإكتشافات عبقرية حتى سرّ اللون الارجواني الفينيقي سأبيعه لأوّل تاجر لص يمرّ من امامي وّبأرخص الأثمان.
سأنقلب على العدو حتما، سأبيع حديد دباباته المحترقة لأهل هونين، وسأبيع أحذية جنوده القتلى والاسرى والاحياء منهم لأهل بنت جبيل، سأسلب خبزهم لاوزعه على افران أهل النميرية وكوثرية السياد، لن أترك معهم ذهبا، سأبيعه حتما لأخواننا الارمن في كاراكاس ،وإن مدّ لله في عمري سأجلس على كرسي قبالة بناية الاحلام في عين المريسة لأرقب كيف تتحول الاحلام الى واقع مرّ ،وكيف يكفر الانسان بنفسه في عمر سريع جدا لا يتسع لكل هذه الخُزعبلات المفروضة ولهذا الهذيان لقادة واديان وشعوب ورأسمال.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى