رأي

سعدالله مزرعاني في وداع حبيب صادق

 

الحوارنيوز – خاص

ذهب الأستاذ حبيب صادق، ولم يذهب ! سحابة سبعة عقود كان خلالها، بدأب وشغف واصرار، بكفاءة ومبادرات وورش وإبهار، حاضرًا في المشهدين السياسي والثقافي كما لم يفعل احد سواه .

لم يمنعه المرض عن مواصلة مسيرته. وهو تغلّب عليه بالصبر، والإرادة، وبالخضوع لتجارب ريادية دون تردد أو وجل. قارع الإقطاع التقليدي القديم وتصدى لصيغة منه حديثه، أخطر وأخبث : انبثقت من تزاوج مدمِّر، ما بين الإستئثار في الداخل والإستقواء بالخارج ،بالتطييف والتمذهب والتحاصص والنهب…صيغة هي التي قادت الى الفشل والإنهيار والنهب والفساد والفقر والهجرة والضياع واليأس..

تجربته الجنوبية كانت هي الأهم في بعديها السياسي والثقافي، وفي مردودها الحضاري خصوصًا في مواجهة الاستهداف العدواني العنصري الصهيوني. وهو شكل ركنًا صلبًا وفاعلًا من اركان مقاومته على المستويين الثقافي والإعلامي، وفي دعم مقاومته المسلحة التي سجلت انتصارًا غير مسبوق على العدوان الصهيوني وداعميه. كان الاستاذ حبيب شريكاً ورفيقًا دائماً رغم تباينات قليلة، وكان مدرسة في الكفاح ستبقى حاضرة في أجيال الهمتها مسيرته، وفي التاريخ الوطني اللبناني كرائد من رواد الحرية والتقدم والثقافة الوطنية.

 *  يشيع الراحل حبيب صادق الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم الأحد في مدينة النبطية، جبانة روضة الصالحين

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى