سياسةمحليات لبنانية

جورج زريق أحرق نفسه في ساحة مدرسة بكفتين-الكورة.. ووزير التربية يتعهد بتعليم ولديه

 أقدم المواطن جورج زريق على احراق نفسه في ساحة مدرسة بكفتين في قضاء الكورة ،في حادثة تشبه اقدام المواطن التونسي محمد البوعزيزي في تونس على احراق نفسه،والتي كانت شرارة انطلاق الثورة في تونس وبالتالي ما سمي الربيع العربي في عدد من البلدان العربية في العام 2010 .
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من الاخبار حول أسباب الحادثة ،ومنها أن زريق أحرق نفسه احتجاجا لعدم قدرته على دفع الأقساط ،فيما أصدرت إدارة المدرسة بيانا نفت فيه ذلك وقالت انها ستصدر بيانا لاحقا بأسباب الحادث ،في حين تستمر التحقيقات لكشف ذيول هذه القضية .


• شكري زريق شقيق جورج قال تعليقا على الحادثة ان"جميع الناس يمرون بأزمة مادية لكن وضع شقيقي مختلف"،  وأوضح  ان "مدير المدرسة مارس استفززات وضغوطات كبيرة على جورج عبر الهاتف، وأكد له مراراً أنه لن يمنحه الإفادة لنقل أولاده من المدرسة لأنه لم يدفع المبلغ المتوجب عليه".

وتابع :"أخي أكد للمدير أنه سيتوجه إلى المدرسة ويوقع ورقة تعهد يؤكد من خلالها أنه سيدفع المبلغ كاملاً لكن على دفعات إلا أن المدير لم يقبل".

شكري أكد أن جورج "اتصل بالمدير وهدده بأنه إن لن يحصل على الإفادة سوف يذهب إلى المدرسة ويحرق نفسه أمامها، ورغم ذلك لم يحصل على أي تجاوب من قبل المدير.
وشدد شكري على أن جورج كان يدفع في المدرسة أقساطا ومبالغ في كل مرة استطاع من ذلك ،وطالب الجهات المعنية بمحاسبة مدير المدرسة لأن انتحار شقيقه أتى نتيجة استفزازاته.

كما روى شكري كيف أنه "في وقت سابق لم تقبل المدرسة إعطاء إبن أخيه ورقة الامتحان قبل أن يدفع والده مبلغاً من المال، وأرسلوه إلى المنزل يومها.ودان  تصرفات المدير بحق أخيه معتبراً أنها غير منطقية وعرضته لضغوطات كثيرة أدت إلى عدم قدرته على التحمل والانتحار.

وحذر شكري من وجود أشخاص كمدير المدرسة، "لأنه بسبب تصرفاتهم سيشهد المجتمع ضحايا كأخي خصوصاً في ظل الوضع الاقتصادي في البلاد".

وختم شكري مؤكداً أنه سيرفع دعوى بحق المدير لمحاسبته على ما حصل.

• الطبيب النفسي الدكتور أحمد عياش كتب في هذا الاطار مقالة جاء فيها:

أحرق (ج.ز)  العهد القوي و اخواته ومجموعة الطغمة السياسية الحاكمة من أحزاب ومن عائلات تدميرية حاكمة، قبل أن يحرق نفسه و جسده والى جانبهما، ضمير الرأي العام في ساحة مدرسة إبنته في بلدة بكفتين، قضاء الكورة، في شمال لبنان.

لا يفعلها الا من سُدّت به الطرق ومن أصابته الخيبة من كل جانب ومن عزّت عليه طلب  الحاجة ومن قرع الابواب كلها ولم يصدقه أحد ان لامال لديه ليدفعه ولا ثروة لديه ليؤمن لإبنته بديلا.

لا يفعلها الا من شعر  باللاجدوى واللامعنى من بقائه حيّا وسط ذئاب داشرة وكلاب فاجرة تتبادل العواء والنباح كخطة بين النظام والمعارضة وفقا لفنّ الحكم والسيطرة في بلاد اشبه ما تكون بالمزرعة.

لم يشعل النار بنفسه بل أحرقته الناس لعدم نصرتها له وقتلته ادارات مدارس لا تصدق ان الفقر والجوع والعوز تطال اغلبية اللبنانيين بل تختبىء خلف عبارات سخيفة "كل الناس محشايي مصاري ، ليك المطاعم والحفلات ، ما في مطارح "
عبارات يطلقها خبثاء تافهون لا يصدقون ان الناس تعيش من "قلّة الموت".

لن يكون محمد بوعزيزي ولن يكون شرارة انتفاضة الناس ، فالشعب أخصته احزابه الحاكمة بكلاب متذئبة متدربة على ادارة الازمات تدعي حماية مصالحه  وتطلق كمعارضة كلاب جعارية لا تتقن الصيد ولا القتال والمواجهة في مزرعة تسير فيها الناس كالنعاج الى مصيرها المحتوم متأملة بآخرة افضل من دنياها بتشجيع من الكهنة.

اليأس الجماعي يعمّ البلاد، و ما خطة رابطة رجال اعمال الطوائف المسماة" حكومة وحدة وطنية" لزيادة الأعباء الضرائبية على الناس الا زيادة في الاحتقان النفسي الفردي والعام، ولكن و للاسف لن يكون هناك اي ثورة لغياب القائد الوطني الجامع ،بل ستزداد الجريمة وستزداد حالات الانتحار والادمان والاضطرابات النفسية والسطو .

"والله والله مرّتين، لحفر بئر بإبرتين وكنس ارض الحجاز في يوم ريح بريشتين وغسل عبدين اسودين حتى يصيرا ابيضين ونقل بحرين زاخرين بمنخلين لأهون عليّ من طلب حاجة من لئيم يراه سواد عيني*
• وكتب الناشط السياسي سايد فرنجية في هذه الحادثة يقول:
   احرق جورج زريق نفسه وقتلته ادارات المدارس الخاصة الجشعة التي لا يهمها الا الربح و تحصيل المال .
   لم يحرق نفسه الا بعد ان اصابته الخيبة و العوز  لان اصحاب المدارس الخاصة و اهل الحكم لا يصدقون ان الفقر يطال اغلبية اللبنانيين .
    قبل ان يحرق جورج نفسه حرق الطبقة السياسية وضمير  الرأي العام بعد ان خدر بالطائفية و المذهبية و الفساد .
     ليكون الضحية جورج شرارة انتفاضة شعبية ، و لنرفع الصوت لا بل الصراخ في وجه الطبقة السياسية الحاكمة التي تسرق مال الشعب و تتركه في عوز و فقر و جوع .
• و أصدرت ثانوية سيدة بكفتين الارثوذكسية في الكورة، بيانا عن وفاة   جورج زريق، جاء فيه:
"إن ادارة الثانوية تأسف للحادث الأليم الذي وقع أمس على مدخل الثانوية والذي أدى الى وفاة المرحوم السيد جورج فريد زريق الذي نصلي لأجل راحة نفسه وتعزية قلوب ذويه.
ويهم إدارة الثانوية ان تشرح الظروف التي رافقت الحدث الأليم وتبين للرأي العام ولوسائل التواصل الاجتماعي حقيقة ما جرى، لأن ما يتم التواصل به والاعلان عنه لا يمت للحقيقة بصلة، إذ إنه تم التركيز على ان المرحوم، نتيجة مطالبة إدارة الثانوية له بدفع الأقساط المدرسية وعدم التزامه، هددت بطرد ابنته، الامر الذي دفعه الى إحراق نفسه.

إنه لأمر معيب ان يتم تداول هذا الامر بهذه الخفة، إذ ان ادارة الثانوية، وتبعا لأربعة نداءات خطية متتالية، منذ مطلع العام الدراسي الحالي، طلبت من اولياء الطلبة الحضور الى المدرسة لتسوية اوضاعهم المالية والادارية الخاصة بأولادهم، ولم يصدر عنها اطلاقا أي تهديد بطرد اي تلميذ، كما ان ادارة الثانوية، وتوضيحا لما حصل، سوف تكشف ادارة المدرسة ان المرحوم بسبب اوضاعه الاقتصادية تعاطفت معه منذ تسجيل ولديه سنة 2014 – 2015 على اعفائه من دفع الاقساط المدرسية، باستثناء رسوم النقليات والقرطاسية والنشاطات اللاصفية، وعليه فكل ما يتم تداوله هو غير صحيح ولا يمت الى الحقيقة بصلة.

كما تتمنى ادارة الثانوية على جميع وسائل الاعلام توخي الدقة والصدق وعدم زج اسم ثانوية سيدة بكفتين الارثوذكسية قبل مراجعة إدارتها، تحت طائلة تحميلهم كل المسؤوليات".

• وبعد وفاة جورج زريق اثر اضرامه النار بنفسه في باحة مدرسة بكفتين، اعلن وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب أنه "تبلغ بكل أسف الخبر"، موعزاً بفتح تحقيق لجلاء الملابسات المحيطة بالحادثة.

وشدد شهيب في بيان صادر عن مكتبه، على أن "وزارة التربية التي استوعبت خلال العام الحالي في المدارس الرسمية آلاف التلاميذ الذين انتقلوا إليها من التعليم الخاص بسبب صعوبة الظروف الاقتصادية، لم تتوان يوماً عن منح الطلاب الافادات اللازمة للتسجيل في المدارس الرسمية، انطلاقاً من حق الوصول إلى التعليم للجميع".

وتوجه الوزير إلى آل زريق بأحر التعازي، متمنيا على وسائل الاعلام التواصل مع مكتبه للحصول على الوقائع قبل نشرها، كما اعلن انه سيتولى متابعة تعليم ولدي المرحوم جورج زريق وتأمين المنح اللازمة من أجل استكمال تعليمهما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى