محليات لبنانية

قالت الصحف: بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال .. تناقض مصلحي أم توزيع أدوار؟

الحوارنيوز – خاص

بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال .. تناقض مصلحي أم توزيع أدوار؟ تقدم هذا السؤال على ما عداه في ضوء الحركة الدبلوماسية الأميركية وما حملته في جعبتها من أفكار تخدم دولة الاحتلال وأمنها ومصالحها وتوفر لها ثمارا لحربها الخاسرة في غزة، رغم بعض المواقف التي تبدو بأنها حيادية في الشكل.

افتتاحيات صحف اليوم تحاول الإجابة على مثل هذه التساؤلات فماذا جاء فيها؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: “حل ديبلوماسي” على وقع طبول الحرب؟

وكتبت تقول: اذا كانت “عملية” القرصنة الإلكترونية لمطار رفيق الحريري الدولي مساء الأحد زادت الشكوك والمخاوف حيال “إيحاءات” تحضيرية لمخطط حربي إسرائيلي ضد لبنان، حتى لو لم تنكشف بعد أي دلائل وقرائن تكشف الجهة التي تقف وراء الخرق، فان الوقائع الميدانية الجارية “في الميدان” الجنوبي وعبره، زادت هذه المخاوف في ظل التصعيد الذي شهدته ألمواجهات في الأيام الأخيرة ولا سيما مع استهداف إسرائيل امس مسؤولا ميدانيا كبيرا في “حزب الله” انتقاماً لقصف الحزب قاعدة ميرون للمراقبة الجوية الجمعة. ولكن اللافت في هذا المشهد تمثل في تصاعد ملحوظ للكلام عن الحل الديبلوماسي للازمة وسط العد العكسي لانفجار حربي واسع محتمل، وهو مسار مواز للتصعيد الميداني بات يتعين التركيز عليه بقوة في ظل الحركة الديبلوماسية المحمومة التي تشهدها المنطقة بدفع قوي واستثنائي بل بدور قيادي من الولايات المتحدة ولو بمساهمات أوروبية متعددة الامر الذي تجسده الجولة الراهنة الجارية لوزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في المنطقة. ولخص بلينكن نفسه هذا المسار بإعلانه ان ليس من مصلحة لبنان او إسرائيل او “حزب الله” تصعيد الصراع.

وفيما تتصاعد هذه الحركة مجسدة السباق بين الديبلوماسية والمواجهات العسكرية والميدانية في غزة وجنوب لبنان، علمت “النهار” ان السفيرة الأميركية الجديدة المعينة في لبنان ليزا جونسون ستصل بعد غد الخميس الى بيروت للشروع في مهمتها الجديدة فيما سيلي وصولها بسرعة وصول الموفد الأميركي كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت لاستئناف المهمة البارزة التي بدأها في تل ابيب قبل أيام ساعيا الى منع توسع المواجهة الحربية الواسعة من غزة الى لبنان.

ولعل ما جسد بوضوح هذا السباق “المصيري” بين الديبلوماسية والحرب حديث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس عن معالم الحل المطروح لبنانيا كما عن تلقي “عرض” بحل مقترنا بتأكيده لعودة هوكشتاين هذا الأسبوع. وقد صرح ميقاتي في حديث الى قناة “الحرة”: “اننا نعمل على حل ديبلوماسي للوضع في الجنوب ربما سيكون تطبيقه مرتبطا بوقف العدوان على غزة”. وشدد على” أن المطلوب اعادة إحياء إتفاق الهدنة وتطبيقه وإعادة الوضع في الجنوب الى ما قبل العام 1967، وإعادة مزارع شبعا التي كانت تحت السيادة اللبنانية قبل البدء باحتلالها تدريجيا، والعودة الى خط الانسحاب السابق بموجب اتفاق الهدنة”. وكشف ان مستشار الرئيس الاميركي أموس هوكشتاين سيزور بيروت هذا الاسبوع، “وسنبحث معه في كل هذه المسائل”. وقال: “لقد أبلغنا الجميع استعدادنا للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار1701″.

وكشف:”إننا تلقينا عرضا بالانسحاب الى شمال الليطاني، ولكننا نشدد على الحل الشامل ومن ضمنه حل الموضوع المرتبط بسلاح حزب الله”.

ولم يكن خافيا ان حديث المفاوضات لا بد من ان يثير تساؤلات وشكوكا اثارها رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اذ قال امس:”رئاسة جمهورية لبنان لن تكون بدلأً عن ضائع في المفاوضات الإقليمية الحالية. رئاسة الجمهورية في لبنان موضوع مهمّ جدًّا، وموضوع قائم بحدّ ذاته”.

في الميدان

في غضون ذلك سجل تطور ميداني خطير جديد أمس تمثل في مقتل وسام الطويل الذي يوصف بانه من كبار القادة الميدانيين في “حزب الله”. فقد نفذت مسيرة اسرائيلية غارة على سيارة من نوع رابيد على طريق محلة الدبشة في بلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل مطلقة باتجاهها صاروخا موجها، ادى الى جنوحها جانب الطريق واحتراقها، وحضرت الى المكان فرق من الاسعاف والاطفاء من الدفاع المدني وكشافة الرسالة الاسلامية والصليب الاحمر وعملوا على اخماد النيران. وقتل في الغارة المسؤول الميداني وسام الطويل الملقب بـ”جواد”، وشخص ثان. وفيما نعاه “حزب الله” اشارت وسائل اعلام إسرائيلية الى ان الطويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ على قاعدة ميرون الجوية يوم السبت. وذكر مصدر أمني لوكالة الأنباء الفرنسية أن المسؤول المستهدف “كان يتولى مسؤولية قيادية في إدارة عمليات حزب الله في الجنوب وقد قُتل إلى جانب عنصر آخر في حزب الله”. وعرّفت مصادر أمنية أخرى تحدثت لوكالة “رويترز”، بأن المسؤول هو وسام الطويل، وهو يتولى منصب نائب رئيس وحدة ضمن قوة الرضوان. وأكّد أحد المصادر الأمنية لـ”رويترز” أن “هذه ضربة مؤلمة للغاية لحزب الله”، في حين قال آخر إن “الأمور سوف تشتعل الآن”. وتأتي هذه العملية على وقع تصعيد متزايد على جانبي الحدود، لا سيّما أن الخشية من توسّع نطاق الحرب تصاعدت بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” صالح العاروري مع ستة آخرين الثلثاء الماضي بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل “حزب الله”. ووفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس فانه منذ بدء التصعيد عبر الحدود، قتل 181 شخصا في لبنان، بينهم 153 عنصرا من الحزب، وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 14 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.

 

  • صحيفة الأخبار عنونت: هوكشتين: مهمتي لا تشمل مزارع شبعا

وكتبت تقول: في المبدأ، لا ترتيبات سياسية في الجنوب قبلَ وقف الحرب على غزة. خلاصة ليست تحليلية، بل مبنية على الربط الذي أكّد عليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الأخيرة، الجمعة الماضي، وما يسمعه الموفدون الغربيون من الحزب عبرَ وسطاء أو مباشرة، وآخرهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال لقائه النائب محمد رعد. وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لقناة «الحرة»، أمس، إن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتين الذي زار تل أبيب الأسبوع الماضي «سيصل إلى بيروت خلال هذا الأسبوع»، وإن وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ستصل إلى لبنان اليوم. وعلمت «الأخبار» من مصادر سياسية رفيعة المستوى أن «هوكشتين سيستبق زيارته بلقاء مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في إحدى العواصم الأوروبية»، مشيرة إلى أن «التواصل الهاتفي بينهما قائم، وسبقَ أن التقيا قبل مدة في دبي».

الإعلان عن زيارة هوكشتين استوقف الأوساط السياسية نظراً إلى عدم توفر معطيات حول وجود أرضية لأي حلّ سياسي، خصوصاً أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أعلن مع وزير حربه يوآف غالانت، في بيان مشترك أمس، أن «الحرب لم تقترب من نهايتها لا في غزة ولا على الحدود الشمالية» مع لبنان. وربطاً بالقاعدة التي وضعها السيد نصرالله بعدم البحث في أي حلول قبل وقف العدوان على غزة، طُرحت علامات استفهام حول جدوى الزيارة، خصوصاً أن الوسيط الأميركي نُصِح بعدم القيام بها في حال لم تتوافر ظروف الحل. فيما أشارت مصادر إلى أن واشنطن تبدو أكثر اقتناعاً بأن الخيار العسكري لن يكون مريحاً لإسرائيل في أي مواجهة مع حزب الله، وهذا ما يدفعها إلى دعم التفاوض على وضع أسس لاتفاق سياسي قابل للتحقق.

عملياً، سيتلقّى هوكشتين مطالب لبنان وفق الآتي:

أولاً، حسم لبنانية النقطة B1 في رأس الناقورة، ما يعني تعديل السيادة على شريط الطفافات البحرية قبالة ساحلَي لبنان وفلسطين المحتلة. وهو أمر ظل عالقاً بعد التفاهم على الحدود البحرية، إضافة إلى استعادة لبنان سيطرته على كامل نفق الناقورة. والتأكيد على ضمان عدم خرق العدو الخط الأزرق براً أو بحراً أو جواً.

ثانياً، تثبيت لبنانية النقاط البرية المتنازع عليها على طول الخط الأزرق الممتدّ من الناقورة حتى خراج بلدة الماري (الغجر). وهنا تبرز قضية سكان الجانب الشمالي من بلدة الغجر، الذين نقلت استطلاعات رغبتهم بالبقاء في الجانب الذي تسيطر عليه إسرائيل. وبالتالي، يُطرح السؤال عن مصير المباني التي قد يلجأ العدو إلى تدميرها بالكامل، لضمان عدم استخدامها لاحقاً.

ثالثاً: إعادة تفعيل العمل بالتفاهم البحري لناحية إطلاق عمل شركة «توتال» للتنقيب عن النفط والغاز في البلوكات البحرية المحاذية للحدود مع فلسطين.

وفيما يصرّ لبنان على أن يشمل أي تفاهم تثبيت لبنانية مزارع شبعا وانسحاب العدو منها، علمت «الأخبار» أن هوكشتين أبلغ الوسطاء، بأن مهمته محصورة بالخط الأزرق، وأن ملف مزارع شبعا ليس مُدرجاً على جدول أعماله، معتبراً أن الحل بشأنها مسألة لبنانية – سورية.

بناءً عليه، يُمكن القول إن الاقتراح الأميركي باتَ معروفاً ويتصل بالنقاط البرية والبحرية التي لم تُحسم، مع تحييد مزارع شبعا نظراً إلى التشابك مع سوريا، وعودة شركات التنقيب للعمل، وهو اقتراح تعتبره واشنطن أفضل وسيلة لتجنّب الحرب بين لبنان وإسرائيل. لكنّ هذا الحل تربطه مصادر سياسية ليسَ بالحل في غزة، وحسب، إذ لفتت إلى أن «هذه الأمور تحتاج إلى استقرار سياسي داخلي يتصل بملف رئاسة الجمهورية والحكومة والوضع الاقتصادي»، مشيرة إلى أن «النقاش حولها ليس متوقّفاً، بل إنه مفتوح وتتولاه على خط موازٍ اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني».

وفيما سيشهد لبنان حراكاً جديداً يبدأ مع وزيرة الخارجية الألمانية اليوم، تصل إلى بيروت السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون الخميس، على أن تمارس دورها كقائمة بالأعمال إلى حين انتخاب رئيس جديد تقدّم له أوراق اعتمادها، لكنها وفقَ ما نقلت مصادر دبلوماسية «ستبدأ جولة على القوى السياسية في سياق ضبط التصعيد على الجبهة الجنوبية».

  • صحيفة الأنباء عنونت: لبنان في صلب الحرب… خطر ميداني وسيبراني وجنون إسرائيلي

وكتبت تقول: بالتوازي مع الجهود الدبلوماسية الرامية لوضع حد للحرب على غزة وفي الجنوب اللبناني، بعد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها بالقضاء على حماس بما يمهد إلى التوصّل لوقف إطلاق النار شامل ونهائي، وعشية اللقاء المرتقب بين وزير الخارجية الاميركي أنطوني بلينكن ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، كثفت إسرائيل، التي تعيش حالة جنون، من إجرامها ضد القرى الحدودية، ما أدّى إلى استشهاد القيادي في فرقة الرضوان في “حزب الله” وسام الطويل، لكن رد “حزب الله” بالهجوم الصاروخي على مواقع العدو لم يتأخر موقعاً إصابات في صفوف العدو.

مصادر أمنية أبدت خشيتها من “انزلاق الأمور نحو الأسوأ في ظل التطورات الامنية المتصاعدة ومقتل المسؤول في الرضوان”. وحذرت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية من خطر توسيع الجبهة الشمالية، لأن تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير دفاعه لا تبشّر بالخير.

وأشارت المصادر إلى أنه “قد يكون من مصلحة رئيس وزراء العدو الذي سيخضع للمحاكمة في شباط المقبل أن يجر المنطقة إلى حرب شاملة تمنع عنه المحاكمة وتضمن مستقبله السياسي، فهل ينجح نتنياهو بجر المنطقة إلى الحرب وكيف سيكون الموقف الاميركي لردع نتنياهو عن هوسه وإجباره على إسقاط فكرة الحرب بشكل نهائي؟”.

الخبير الاستراتيجي خليل حسين استبعد في حديث إلى جريدة “الأنباء” الالكترونية اندلاع حرب شاملة في المنطقة انطلاقاً من جنوب لبنان، ورأى أن إسرائيل “بدأت تلملم خيباتها، ولو بقبة باط حذرة، لحفظ ماء وجهها لأن التصعيد الذي قام به حزب الله واستهدافه موقع المراقبة الجوية في جبل الجرمق في الجليل وتدميره قاعدة ميرون رداً على اغتيال القيادي في حماس الشيخ صالح العاروري كان بمثابة رسالة واضحة لاسرائيل”.

وتابع حسين: “إن أرادت ان تضرب إسرائيل في العمق اللبناني فان حزب الله قادر على الضرب في العمق الاسرائيلي لأن لدى الحزب القدرة على أن يؤذي اسرائيل بطرق أكثر فعالية وان نتنياهو قرأ الرسالة بشكل جيد، لذلك ستكون ردات فعله منسقة”.

وتوقع حسين ألا يكون الحل “سريعاً لان الحراك خلف الكواليس مختلف كلياً وهو لا يملك تفاصيل حوله لانه يبقى رهن تجاوب الاطراف ومدى القدرة على الاستيعاب”، لافتاً إلى أن “اسرائيل أصبحت بمرحلة خطر وجودي وهي مضطرة لان تقدم تنازلات ولو بالشكل بعد أن وضع حزب الله النقاط على الحروف، ولقد رأينا أن إسرائيل بدأت تتعاطى معه بشكل مختلف حتى ولو كانت تعتبر نفسها أنها ربحت في غزة لكن حماس بالمقابل أعادت احياء القضية الفلسطينية من جديد”، متوقعاً التوصل الى “حل للأزمة في وقت قريب ووضع رؤية جديدة للمنطقة أقلّه لمدة ١٥ سنة وإعادة تركيب قواعد اللعبة لأن إسرائيل مضطرة للقبول بهذا الحل كما ان حزب الله  يجب ان يتعاطى مع المتغيرات بما يتناسب مع المرحلة المستقبلية”.

المخاطر الأمنية على لبنان لم تعد تقتصر على الحرب الميدانية، ليواجه الحرب السيبرانية بعد القرصنة التي تعرّض لها مطار بيروت، والتي تحمل في طيّاتها محاذير كثيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى