سياسةمحليات لبنانية

بين حضن ماكرون.. وحضن الأرض

 


أكرم ناظم بزي – الحوارنيوز
قد تبدو  مقاربة الصورتين صادمة الى حد ما: في المشهد الأول الرئيس ايمانويل ماكرون يحتضن الفنانة ماجدة الرومي، وفي المشهد الثاني جندي صهيوني يدوس برجله على رأس المواطن الفلسطيني خيري حنون (64) عاما. الأولى رمت بنفسها في حضن "الأب" الحنون، وفي الثانية الأب والمواطن الفلسطيني رُمي في حضن الأرض تحت قدم صهيوني من شذاذ الآفاق، الذين جيء بهم من أصقاع الأرض ليغتصبوا أرضنا. لا فرق عندي بين مستعمر ومستعمر آخر ،كلاهما ينتمي الى مدرسة واحدة، "الاستعمار والاستحمار".
قد يصلح "الاستحمار" في الصورة الأولى وفي الثانية "الاستعمار" بشكله الحقيقي، ما كان هذا الكيان المسخ لولا أمثال "آرثر جيمس بلفور" و"مارك سايكس" و"فرانسوا جورج بيكو"، أي بين المستعمِرِين فرنسا وبريطانيا، كلاهما ينهجان من نفس العقلية ويتبعان منهجية واحدة، بأساليب متعددة، لا يرون في شعوبنا الا مجموعة أرقام أو "غوييم" بالتعبير العبري (بالعربي أي حيوان واجب قتله).
لا يمكن أن ننسى ما فعلته فرنسا في لبنان خلال فترة الانتداب وقتلها للمقاومين الشرفاء أمثال أدهم خنجر وصادق حمزة، ولا  في الجزائر، فمتحف "الجماجم" ما زال لغاية الآن في فرنسا… انتبهوا "متحف الجماجم" جماجم من؟ جماجم الشرفاء والمقاومين من الشعب الجزائري والتي ما زالت لغاية الساعة تحتفظ فرنسا بهم،  وبين قتلة الفلسطينيين الشرفاء في فلسطين المحتلة، ولا فرق عندي بين نعومة ماكرون وخشونة الجندي الصهيوني، فكلاهما ينتميان الى نفس العائلة… عنترة العبسي يقول: إن الأفاعي وإن لانت ملامسها…. عند التقلب في أنيابها العطب.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى