دولياتسياسة

بلينكن وفلويد والحريات الأميركية بطعم الدم(حكمت عبيد)

 

 حكمت عبيد – الحوارنيوز – خاص

ذكّرني انتقاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن امس للحريات الصحافية في دول كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا، بالبيان الذي أصدره كل من ديفيد كاي المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير على الدور الحاسم للصحافة الحرة ،وإيديسون لانزا المقرر الخاص في لجنة الدول الأميركية لحقوق الإنسان المعني بحرية التعبير، على أثر التعرض الدموي لعدد من الصحافيين العاملين في الولايات المتحدة الأميركية من قبل قوات الأمن لمنعهم من تغطية الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، ولوحشية الشرطة في الولايات المتحدة عقب جريمة قتل جورج فلويد، الأميركي من أصول أفريقية، أثناء توقيفه من قبل الشرطة في ولاية مينيسوتا.

  قال بلينكن :”إن الولايات المتحدة تسعى إلى زيادة سبل الحماية لوسائل الإعلام في المنطقة التي تشهد أكبر عدد من جرائم قتل الصحفايين”.

ونقلت وكالة “رويترز” عنه قوله في مؤتمر حول حرية الصحافة قبل قمة الأميركتين، وهي تجمع إقليمي يهدف إلى معالجة المشاكل الاقتصادية والهجرة :” إن حكومات في المنطقة تستخدم تشريعات واسعة النطاق وعمليات مراقبة لقمع حرية الصحافة وترهيب الصحفايين”.

وخص بالذكر كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا ،وهي الدول الثلاث التي استبعدها الرئيس الأميركي جو بايدن من حضور قمة الأميركيتين ،لأنها دول غير ديموقراطية، قائلا إن عمل الصحافة المستقلة يمثل جريمة هناك.

وكان ينقص تصريح بلينكن أن يتضمن تحذيراً لأي صحافي، حول العالم، ينتقد الحصار الإجرامي الذي تنفذه الولايات المتحدة على تلك البلدان وغيرها في انحاء العالم، لأن في عرفه أن ذلك يمس بحرية الولايات المتحدة في فرض عقوبات غير إنسانية وارتكاب المجازر خدمة للحريات الصحافية!

ولعله نسي في تصريحه أن يكيل المديح بجريمة اغتيال الصحفية الفلسطينية  شيرين أبو عاقلة، كنموذج للحريات الإعلامية التي تفاخر بها الولايات المتحدة الأميركية.

في قاموس الولايات المتحدة الأميركية ،تكون حرية التعبير عن الرأي والحريات الإعلامية  في موقعها السليم عندما تخدم مشروعها السياسي وإحداث متغييرات تخدم مشروع الهيمنة على إرادة الناس ومصادرة ثروات البلدان النامية حول العالم.

حسناً فعل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي عرف كيف يروض تصريحات بلينكن ورئيسه الذي سيحل ضيفاً من تحت على المملكة ،بعد أن حاول أن يمارس تنمراً من فوق على خلفية حادثة الصحافي السعودي جمال الخاشقجي.

 

ومن المفيد لذاكرة بلينكن الاشارة الى ما قاله ديفيد كاي وزميله إيديسون لانزا في بيانهما على أثر جريمة فلويد، انه “من واجب قوات إنفاذ الأمن ضمان سلامة الصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات، وضمان حق العامّة في التماس وتلقي المعلومات بشأن هذه التعبئة الاجتماعية. وللصحافة دور رقابي مهم في المجتمعات الديمقراطية”.

ودعا سلطات الولاية الى منح الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام أعلى درجات الحماية حتى يتمكنوا من القيام بعملهم بحرية، والامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها ضد الصحفيين وحماية الصحفيين من أي عنف يمارسه طرف ثالث.

وقال البيان: “إن استهداف العاملين في وسائل الإعلام بالقوة القاتلة أو الأقل فتكا عند القيام بعملهم، محظور بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، ويتعارض مع أفضل معايير الشرطة”، داعيا إلى إخضاع أولئك الذين ينتهكون هذه القواعد للمساءلة والإجراءات التأديبية.

وحثا السلطات العامة على إدانة الاعتداءات على الصحفيين وتعزيز الدور الذي تضطلع به الصحافة، معربين عن القلق العميق من عسكرة الشرطة في الولايات المتحدة “والتي لا تتدخل في الحق بالتجمع السلمي فحسب ،بل تحدّ أيضا من قدرة الصحافة على تغطية الاحتجاجات وتشجع قوات إنفاذ القانون على اعتبار الصحفيين والمتظاهرين محاربين”، ودعيا الخبراء إلى نزع السلاح والاعتماد على المعايير الدولية لإدارة الاحتجاجات.

يقول مثل لبناني: من كان منزله من زجاج لا يرشق بيوت الناس بالحجارة.

ليت بعض أصدقاء بلينكن يتطوعون لترجمة هذه الكلمات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى