سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: استهداف الطواقم الاعلامية وجعبة اللهيان ومفاجأة البلوك رقم 9

 

الحوارنيوز – خاص

ثلاث قضايا اساسية ابرزتها صحف اليوم: استهداف مباشر للطواقم الاعلامة أمس ما ادى الى استشهاد الزميل عصام عبدالله من وكالة رويترز واصابة عدد من الزملاء ونجاتهم من مجزرة مؤكدة، نتائج ومعطيات جولة وزير الخارجية الإيراني في المنطقة، ومفاجأة البلوك رقم 9 ،فماذا في التفاصيل؟

 

  • صحيفة النهار عنونت: الصحافة تدفع شهادة الدم في ترددات الإنذار المجنون

وكتبت تقول:

على وقع الانذار الإسرائيلي “المجنون” لمليون فلسطيني في غزة للانتقال الى جنوب القطاع وما اثاره من مزيد من تداعيات متفجرة عسكريا وديبلوماسيا، وفي “جمعة النفير العام ” تضامنا مع الفلسطينيين في الكثير من البلدان ومن بينها لبنان، دفعت الصحافة اللبنانية مجددا مساء امس ضريبة الدم عند خطوط المواجهة المتصاعدة تدريجا على الحدود الجنوبية، وقد اصيب الصحافيون بقصف إسرائيلي اجرامي مباشر وموصوف استهدف سيارات وتحركات طواقم الاعلام خلال تغطيتهم لمواجهات دارت في خراج علما الشعب. شهيد صحافي شاب هو المصور في وكالة رويترز عصام عبدالله سقط في القصف الإسرائيلي كما أصيب الزميلان ايلي براخيا وكارمن جوخدار من فريق محطة “الجزيرة” ، كما أصيبت الزميلة كريستينا مصطفى عاصي المراسلة لوكالة الصحافة الفرنسية إصابة بليغة في القدمين واليدين، ومراسل وكالة الصحافة الفرنسية ديلن كولينز، والمراسل العراقي لرويترز ثائر زهير كاظم ، وزميله العراقي ايضا ماهر نزيه عبد اللطيف في حصيلة دامية طاولتهم ونقلوا الى المستشفى اللبناني الإيطالي في صور. هذا التطور الخطير بدا إنذارا باستفحال الوضع الميداني جنوبا بحيث باتت الصحافة والاعلام هدفا لإسرائيل من دون تمييز فيما اشتعلت على اثر قصف علما الشعب المواجهة واعلن “حزب الله” شن هجمات على عدد من المواقع الإسرائيلية . واثار الاستهداف الإسرائيلي للصحافيين موجة ردود نقابية وصحافية وإعلامية وسياسية غاضبة وواسعة كما استتبع هذا العدوان بتجمع للصحافيين والمراسلين والإعلاميين مساء امام المتحف الوطني . وأفادت رويترز في بيان عن الحادث “نشعر بحزن شديد لمعرفة نبأ مقتل مصور الفيديو عصام عبد الله”. وقالت “نسعى بشكل عاجل للحصول على مزيد من المعلومات، ونعمل مع السلطات في المنطقة، وندعم عائلة عصام وزملاءه”.

وعلق البيت الأبيض على الحادث فقال أن “العمل الذي يقوم به الصحافيون محفوف بالمخاطر وحادث اليوم يذكر بذلك، ونأمل أن يتماثل الصحافيون المصابون للشفاء العاجل”.

 

وعلق رئيس مجلس النواب نبيه بري على الجريمة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق الإعلاميين في منطقة علما الشعب وقال: “هل يحتاج المجتمع الدولي الى دليل بأن إسرائيل ومستوياتها السياسية والعسكرية يريدان ممارسة إجرامهما وعدوانيتهما من دون شهود على الحق والحقيقة؟”. واعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “إن استهداف العدو الاسرائيلي الصحافيين مباشرة في عدوانه المستمر على الاراضي اللبنانية وصمة عار جديدة تضاف الى سجله الاسود في القتل والعدوان”.كما اعتبر وزير الإعلام زياد المكاري ان “إسرائيل اضافت إلى جرائمها الكثيرة جريمة جديدة من خلال استهدافها لإعلاميين في بلدة علما الشعب، حيث دفع الإعلام مرة جديدة ثمن إجرامها المتمادي”.

 

عودة لودريان

ومع تصاعد المخاوف من انفجار الجبهة اللبنانية – الإسرائيلية نقلت مراسلة “النهار” في باريس رنده حيدر عن مسؤول فرنسي رفيع توقعه ان يزور المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودرين لبنان في غضون اسبوعين لأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يرى ان الازمة الحالية في المنطقة والخطر من توسيع الحرب الى لبنان هي فرصة لتوحيد موقف القيادات اللبنانية لانتخاب رئيس باسرع وقت . وأشار المسؤول الفرنسي الى ان ماكرون يرى انه من الضروري تجنيب لبنان امتداد الحرب الاسرائيلية الفلسطينية اليه. وكان خلال اتصاله برئيس الحكومة نجيب ميقاتي اكد له ضرورة تحذير “حزب الله” من الدخول في الحرب الى جانب “حماس”.

 

 

  • صحيفة الأخبار عنونت:عبداللهيان: حماس لم تُخرِج بعد كل ما عندها

وكتبت تقول:

بعد وزير الخارجية الايراني، نظيرته الفرنسية في بيروت الاثنين، ومن بعدها نظيره التركي. الزائران الجديدان سيحملان معهما السؤال نفسه الذي يتنقل به بخشية وقلق السفراء الغربيون بين المسؤولين اللبنانيين: ماذا سيفعل حزب الله؟ وما يجب ان لا يفعله.

سرّ وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان حمله معه في ليلة وصوله الى بيروت الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. ليس بين المسؤولين اللبنانيين مَن يتوهّم ان الرجل يأتمنهم سرّه. المعتاد عند عبداللهيان، كما من قبله اسلافه وغالبيتهم يحطّون في بيروت ليلاً، ان تكون المقابلة الاولى مع نصرالله بعد هبوطهم او الاخيرة قبيل مغادرتهم. سرّ كل زيارة لهم فيه هو. اما المقابلات الرسمية وما يوصف بمحادثات رسمية فليس سوى الفرع من الاصل.
مع ذلك سمع المسؤولون اللبنانيون عبداللهيان يدلي بكمٍّ من المعطيات استنتجوا منها:

1 – محاولته ملء الفراغ الناجم عن تعذّر وجود موقف عربي جامع من احداث غزة يقف الى جانب حماس في حربها مع اسرائيل. اقترح عقد اجتماع لوزراء منظمة التعاون الاسلامي. ادرج جولته في نطاق التشاور مع قادة المنطقة حيال المرحلة المقبلة وخياراتها، والاصرار خصوصاً على التوصل الى وقف للنار، معوّلاً على أهمية الاتصال الهاتفي الذي اجراه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بالرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، وهو الاول في تواصلهما الشخصي رغم ما دار اخيراً من اجتماعات بين مسؤولي البلدين.

2 – بحسب قوله «لم تُخرِج حماس سوى جزء مما تملكه في ترسانتها المسلحة ويكاد يكون يسيراً مما لديها، وما ستظهره سيفاجىء الجميع»، جازماً بأن في وسعها المضي في المواجهة مع اسرائيل «شهوراً اخرى». لمّح بذلك الى اسلحة متطورة لدى حماس لم تستخدمها بعد تباغت العالم بها «غير معلوم وجودها لديها».
3 – اذا تجاوزت اسرائيل الخطوط الحمر فإن المنطقة «مفتوحة على احتمالات لا حدّ لها». ما بدا قاطعاً لديه ان القرار الاسرائيلي بدعم اميركي بهجوم بري على غزة «لا تراجع عنه». الا ان فيه الخطر الحقيقي على المنطقة برمتها.
4 – جولته على المنطقة ترمي الى التأكيد لحماس وغزة كما للخارج انهما ليستا متروكتين. وهي الرسالة نفسها الى حلفاء حماس.
5 – رامَ توقيت الزيارة الى الموازاة بينها وتلك التي يقوم بها نظيره الاميركي انتوني بليكن، كلٌ على بلدان محوره، للتأكيد ان الجمهورية الاسلامية حاضرة بدورها في المنطقة وفي ما يجري في اسرائيل وغزة ومعنية بهما.
6 – خلافاً لما شاع وتردد اكثر من مرة اخيراً كما في اليوم الاول لانفجار الحرب، اكد عبداللهيان ان حكومته لم تكن على علم بتوقيت بدء حماس حملتها العسكرية في اسرائيل. اكد «التنسيق المسبق معها» ومعرفة طهران، اضف دورها في دعم حماس والاتصالات المستمرة معها. ما قاله ايضاً ان التواصل بقيادة حماس في القطاع متواصل وسمع منها اكثر من تأكيد ان مقاتليها «قادرون على المضي في المواجهة». المهم في ما ذكره عبداللهيان ان ما حدث «كان يجب ان يحدث بعد معاناة الفلسطينيين جميعهم من اسرائيل». الا انه سارع الى انتقاد رد الفعل الغربي المعادي بحسب رأيه لحماس وتأييده الاعمى اسرائيل، قبل ان يخلص الى ان عملية طوفان الاقصى «غيّرت كثيراً في معادلة المنطقة».

 

7 – لم يستبعد توسّع نطاق الحرب الدائرة في غزة في حال اصرت اسرائيل على الاستمرار فيها وارتكاب المجازر.
8 – ما استخلصه المسؤولون اللبنانيون ان القياس الفعلي لاستقرار جنوب لبنان هو ما ستؤول اليه العمليات العسكرية في غزة بالذات، المقتصرة في الوقت الحاضر على تدمير القطاع من الجو توطئة لهجوم بري واسع النطاق. في اليومين الاخيرين، الخميس والجمعة، هدأ الجنوب الى حد دونما ان يكون مؤشراً دائماً الى ثبات الاستقرار. وهو الموقف غير الرسمي وغير المعلن الذي حصلت عليه السلطات الرسمية من حزب الله في طريقة مقاربته ما يجري وراء الحدود اللبنانية: يتعامل حزب الله مع ما يدور في اسرائيل بالقطعة، بالاستناد الى الفعل ورد الفعل لتأكيد استعداده وتأهبه في اي لحظة للمواجهة الشاملة اذا حان أوانها. وهو مغزى الاحداث المتنقلة بين القطاعات الثلاثة جنوباً: الغربي والاوسط والشرقي. كل حادث يصير الى تقدير رد الفعل عليه تبعاً لوقوعه ولحظته.

لم يتوقع المسؤولون اللبنانيون مبادرة عبداللهيان الى الكشف عن موقف حزب الله في المرحلة المقبلة حيال تطور الحرب في غزة، رغم يقينه ان حكومته وحلفاءها في المنطقة لن يسمحوا بتجاوز الخطوط الحمر. لم يتخطَّ تكرار ما اكده مرتين، في السرايا اولاً ثم في وزارة الخارجية، ان الاستقرار والامن سيسودان جنوب لبنان ما لم يحدث ما ليس في الحسبان، دونما اقتران الموقف هذا بأن ضمان او تطمين جدي. الموقف نفسه يسمعه المسؤولون في السرايا وفي وزارة الخارجية من السفراء الغربيين الذين يزوروهما وهم يطرحون السؤال بتهيّب، كل بطريقته وبصيغه لكنهم يتقاطعون من حوله: «ماذا يعتزم ان يفعل حزب الله او سيفعل؟»، و«حاولوا معه ان لا يتدخل؟».
بعض السفراء الغربيين لم يتردد في القول: «دعوا اسرائيل وحماس يصفيّان حساباتهما من دون ان يتدخل حزب الله بينهما». لم يُرِد اي من السفراء هؤلاء ايلاء اي اهمية للدولة اللبنانية والسلطات حيال الموقف المطلوب منها، ما خلا الاستعانة بها لايصال رسائل حكوماتهم الى حزب الله بتجنب الانخراط في المواجهة.

 

 

الجمهورية عنونت: توتر على الحدود.. عبد اللهيان: حضرتُ للتهدئة.. «حزب الله»:سنواجه حسب خطتنا

 وكتبت صحيفة “الجمهورية” تقول:

إسرائيل ماضية في حربها التدميريّة على قطاع غزة، واجتمعت مستوياتها السياسية في حكومة طوارىء لهدفٍ مُعلن هو تصفية حركة «حماس»، مُودِعة تِبعاً لذلك، رصيداً اضافياً في بنك الاحتمالات الدراماتيكية التي تلوح في أفق منطقة الشرق الاوسط برمتها.

واذا كانت دول المنطقة قد انقسمت بين مُنخرطة سراً او علناً مع الحشد الدولي الداعم لإسرائيل الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية في ما تعتبره حقّها في الدفاع عن نفسها، وحربها ضد حركة «حماس»، أو منخرطة في المحور الداعم لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة العدو وتحرير أرضه، فإنّ لبنان يواكب هذه الحرب بأعصاب مشدودة، وتتجاذبه مخاوف متزايدة على كلّ المستويات من أن تتدحرج كرة النّار إليه، في الوقت الذي يعاني فيه فقدان الحد الأدنى من المناعة والتحصين الداخلي والقدرة على تحمّل ما قد يتأتى عن هذا الاشعال.

فالحدود الجنوبية خاضعة لما يبدو انها لعبة مدّ وجزر، وتتأرجح بين الهدوء والتوتر، أمّ العمليّات الحربية على الحدود الجنوبية فقد حافظت على وتيرتها المحدودة نسبياً، مُرخية على المنطقة حالاً من التوتر الشديد، تفاقمه تعزيزات عسكريّة في المستوطنات، التي تبدو فيها حركة المستوطنين شبه معدومة. في وقت افيد فيه بأن قوات «اليونيفيل» تواصل اتصالاتها مع الجانبين اللبناني والاسرائيلي لتجنّب اي خطوات تساهم في تأجيج التوتر وتدهور الوضع على الحدود.

 

إتصالات لتلافي التفجير
وبالتوازي مع تأكيد لبنان الرسمي على اولوية الاستقرار الامني، والسعي لتجنيب لبنان تداعيات ما يحصل، وعلى الالتزام بمندرجات القرار 1701، والتشديد على دور الجيش في حماية الامن والاستقرار، والتعاون مع قوات اليونيفيل، تتوالى الإتصالات من اكثر من مستوى دولي وتشدّد على القيادات المسؤولة العمل على إبقاء لبنان بمنأى عن الحرب الدائرة في غزة وعدم الإنخراط فيها، وضمن هذا السياق تحرّك الأميركيّون في اتجاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ووفق معلومات «الجمهورية» تلاهم مسؤولون في الامم المتحدة، وكذلك الفرنسيون الذين تحركوا على اكثر من مستوى داخلي مشددين على تجنّب اي خطوة من شأنها أن تمدّد ما سمّاه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون النزاع الدائر في المنطقة، الى لبنان. وضمن هذا السياق، تندرج زيارة مرتقبة لوزير الخارجية التركية هاكان فيدان الى بيروت قبل نهاية الاسبوع المقبل، يُرجّح ان تحصل يوم الخميس.

 

الحزب: سنواجه ضمن خطتنا
الواضح الوحيد هي «حرب الدمار الشامل» التي تسعى اسرائيل من خلالها الى تحويل قطاع غزة الى ما يشبه «مقبرة جماعية»، فيما باقي الجبهات المصنّفة من ضمن المحور الداعم للمقاومة، تُجمع القراءات والتحليلات على ضعف احتمالات اشتعالها، ما خلا جبهة الجنوب اللبناني التي باتت على درجة عالية من الغموض القلق، مما تخبئه الأيام المقبلة من تطورات فيها، سواء من الجانب الاسرائيلي الذي دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة الى المستوطنات القريبة من الحدود، واتبعها بإعلان مستوطنة المطلّة منطقة عسكرية، أو من قبل «حزب الله» الذي اعلن مع بداية الحرب على لسان رئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين انه ليس على الحياد في هذه المعركة، واستهدف بالقصف مواقع عسكرية اسرائيلية، ويمارس في الوقت ذاته تعتيماً كاملاً حول ما قد يُقدم عليه، تبعاً لتطورات الميدان في غزة.
وضمن هذا المنحى جاء اعلان نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، امس، انّ «حزب الله» معني بمعركة المقاومة ونحن مؤيدون لمعركة «طوفان الأقصى» ونفتخر أنّ «في أمتنا شعبا فلسطينيا مضحيا وحرا وشريفا». وقال خلال تظاهرة نظمها الحزب في الضاحية دعماً لغزة: «حزب الله» يعرف واجباته تمامًا، ونحن حاضرون وجاهزون بجهوزية كاملة ونتابع لحظة بلحظة، ولن تؤثر الاتصالات التي جرت في الكواليس من أطراف دولية لضمان عدم تدخلنا في المعركة».
وتوجه الى الاسرائيليين بالقول: نحن في زمن الانتصارات ولسنا في زمن الهزائم وتوقعوا كل شيء». واضاف: «نحن كـ»حزب الله» نساهم في المواجهة وسنواجه فيها ضمن رؤيتنا وخطتنا، نتابع خطوات العدو ولدينا جهوزية كاملة، ومتى يحين وقت أيّ عمل سنقوم به». واكد أن «عمليّة «طوفان الأقصى» كشفت أنّ إسرائيل ضعيفة»… وتوجّه الى داعمي اسرائيل قائلاً: «لا تهمّنا بوارجكم ولن تخيفنا أسلحتكم وسنكون لكم بالمرصاد وسنواجه لتبقى المقاومة».

 

مخاوف
واذا كانت التطورات الميدانية التي شهدتها منطقة الحدود في الأيام الأخيرة، والتراشق المتبادل بين الجيش الاسرائيلي و»حزب الله» سواء بين المواقع العسكرية أو ما تسمّى «المناطق المفتوحة»، لم تخرج عن انضباط الجانبين ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها بينهما منذ حرب تموز في العام 2006، ما بَدا كأنه اعلان غير مباشر من قبلهما بعدم الرغبة في الذهاب الى تصعيد اكبر والدخول في مواجهة واسعة، الا انّ القراءات الامنية والسياسية تتقاطع عند اعتبار منطقة الحدود على درجة عالية من الهشاشة الامنية القابلة للاشتعال وتجاوز تلك القواعد، فأمن الحدود بات معلّقاً بشعرة رفيعة على الحدود مهددة بأن تنقطع مع بروز ايّ تطور غير عادي.

 

مصدران للاستدراج
وكانت لافتة للانتباه في هذا السياق التأكيدات المتتالية للرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الذي تمنّى على «حزب الله» التنبّه واحباط اي محاولة لاستدراجه الى الحرب، من ايّ جهة أتت. وقد برز في موازاة ذلك ما ورد في تقرير حول الجبهة الحدودية، أعدّه مركز دراسات استراتيجية، ورد فيه ما حرفيته: «يمكن وصف الوضع بالحذر جداً على الخط الحدودي الممتد من الناقورة في القطاع الغربي الى القطاع الشرقي وصولاً الى مزارع شبعا، وثمة نشاط ملحوظ للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل. والعمليات العسكرية التي حصلت بعد عملية «حماس» في ما يسمّى «غلاف غزة»، بَدا جلياً انها كانت في إطار محدود ومحصور، ويستخلص من ذلك عدم وجود رغبة او توجّه الى تجاوز هذا الحدّ. 

الا أنّ ذلك لا يلغي الخشية من عوامل اخرى تبدو معها منطقة الحدود في ما يسمّى «هدوء ما قبل العاصفة»، ومن شأنها ان تستدرج أمن الحدود الى الاشتعال من مصدرين: الاول، أن تدخل على الخط من الجانب اللبناني، بعض الجهات خارج اطار المقاومة، والتي اصطلح على تسميتها «مجموعات الصواريخ المشبوهة» وتستهدف عمق المستوطنات الاسرائيلية، وتستدعي عمدا ردا اسرائيليا على عمق البلدات اللبنانية. امّا الثاني، فهو الأخطر، ويتمثّل في ان يغامر العقل الاسرائيلي الجهنمي بأن يعتبر الدعم الدولي الذي حشدته اسرائيل معها بعد عملية حماس، فرصة سانحة لها لإشعال جبهة لبنان ضد «حزب الله»، وهو الامر الذي قد لا تحصر ناره على الحدود، بل قد يأخذ كل المنطقة الى المجهول».

 

سيناريوهات مخيفة
مضمون هذا التقرير يتقاطع مع مخاوف جدية يُبديها مسؤول كبير، حيث ابلغ الى «الجمهورية» قوله: «هناك جهد كبير يُبذل على اكثر من مستوى خارجي لتجنّب اشعال الجبهة الجنوبية، لكن رغم ذلك، أشعر بقلق كبير، لا بل بخوف عظيم من أن تتدحرج الأمور في أيّ لحظة، خصوصاً انّ اسرائيل في حربها هذه لا تسعى فقط إلى تصفية حركة «حماس»، كهدفٍ أعلنه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، بل إلى فرض قواعد جديدة في المنطقة، وهذا الامر يَنصُبُ أمامنا سيناريوهات مخيفة».

وسط هذه الاجواء، برزت امس زيارة وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان الى بيروت، التي تأتي غداة الاتصال الذي وصف بـ»المهم» بين الرئيس الايراني الشيخ ابراهيم رئيسي وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان. وأجرى عبداللهيان محادثات حول تطورات الوضع في غزة، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب. وكذلك التقى الامين العام لـ»حزب الله» االسيد حسن نصرالله، في حضور مساعد ‏وزير الخارجية الايرانية مهدي شوشتري والسفير ‏الإيراني في بيروت مجتبى أماني. وخَلص اللقاء الى بيان مقتضب جاء فيه انه «جرى استعراض للأحداث والتطورات ‏الأخيرة في المنطقة، خصوصًا بعد عملية «طوفان الأقصى»، كما جرى تقييم الأوضاع والمواقف الدولية ‏والإقليمية والنتائج المحتملة. كذلك حصل التشاور حول المسؤوليات الملقاة على ‏عاتق الجميع والمواقف الواجب اتخاذها تجاه هذه الأحداث التاريخية والتطورات ‏الخطيرة». 

ولفت في السرايا الحكومية، اعلان وزير الخارجية الايرانية «انّ المهم بالنسبة إلينا هو أمن لبنان والحفاظ على الهدوء فيه، وهذا هو هدف زيارتي، وأقترح عقد اجتماع لقادة المنطقة للبحث في الأوضاع». الا انه حذّر من امتداد الأحداث الجارية في غزة إلى مناطق أخرى في المنطقة إذا لم يوقِف نتنياهو حربه المدمرة ضد القطاع، معتبراً انّ ما قامت به حركة حماس كان ردًا على سياسة نتنياهو وجرائم اسرائيل».

وفي وزارة الخارجية، قال عبداللهيان بعد اللقاء مع بوحبيب: «كان لدينا اتفاق في وجهات النظر حول ضرورة الوقف العاجل لجرائم الحرب التي يرتكبها نتانياهو بحق المدنيين الفلسطنيين»، مشيراً الى ان «الجانب الاميركي يدعو الاطراف للالتزام بضبط النفس لأنه قلق من توسيع نطاق الحرب، لكن الامر المضحك في هذه المسألة هو انّه في حين توصي أميركا الاطراف بضبط النفس فإنها تسمح للمجرمين في الكيان الصهيوني بقتل المدنيين في غزة».
وقال: «ما نشهده اليوم في غزة هو جريمة حرب يرتكبها الكيان الصهيوني ضد النساء والاطفال والمدنيين». ويمكن تصوّر اي سيناريو اذا لم تتوقف الجرائم في غزة بشكل عاجل. واذا كانت اميركا تسعى الى عدم توسع الحرب في المنطقة فإنه يتعيّن عليها لجم اسرائيل».

 

هدوء… وتوتر
وكان الوضع على الحدود الجنوبية قد شهد في فترة النهار حالاً من الهدوء، ترافق مع تحركات تضامنية ومسيرات في مختلف المناطق تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتلبية لدعوة «جمعة النفير العام» التي وجّهتها «حماس» منذ ايام. الا انّ الوضع شهد توترا ملحوظا في فترة ما بعد الظهر والمساء، تخلله قصف اسرائيل على خراج بلدات العديسة والضهيرة وعلما الشعب. وأفيد عن استهداف موقع العباد الاسرائيلي بالقرب من بلدة حولا، كما استهدف العدو برج مراقبة للجيش اللبناني، واعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي عن 

قصف الاراضي اللبنانية رداً على انفجار عند السياج الحدودي في حنيتا. كما تردّد في هذه الاجواء انّ هناك محاولة تسلل لمسلحين من محيط بلدة علما الشعب واشتباكهم مع قوة اسرائيلية. ونقلت وكالة رويترز ان الجيش الاسرائيلي يحذّر من تسلل مسلحين من القطاع الغربي للحدود مع لبنان.

واعلن «حزب الله» عن مهاجمة المواقع العسكرية في العباد ومسكفعام وجل العلم ورامية بالاسلحة المباشرة والمناسبة وتحقيق اصابات دقيقة. وجاء ذلك ردا على الاعتداءات الاسرائيلية عصر أمس على محيط عدد من البلدات الجنوبية.

 

إصابة صحافيين
واستهدف القصف الاسرائيلي فرَق الاعلاميين الذين يتولّون تغطية الاحداث في المنطقة، حيث ادى القصف في علما الشعب الى استشهاد صحافي في وكالة «رويترز» يُدعى عصام بسام العبدالله من بلدة الخيام، واصابة 4 صحافيين آخرين بجروح.

 

بري: اجرام
وعلّق رئيس مجلس النواب نبيه بري على الجريمة التي ارتكبتها قوات الإحتلال الإسرائيلي بحق الإعلاميين في منطقة علما الشعب بالقول: هل يحتاج المجتمع الدولي الى دليل بأنّ إسرائيل ومستوياتها السياسية والعسكرية تريد ممارسة إجرامها وعدوانيتها من دون شهود على الحق والحقيقة؟ أحر التعازي للإعلام الدولي والعربي واللبناني ولذوي الشهيد، باستشهاد المصوّر الصحافي في وكالة «رويترز» عصام العبد الله والشفاء العاجل للاعلامية في قناة «الجزيرة» كارمن جوخدار وزميلها المصور إيلي براخيا، ولسائر الجرحى الذين كانوا برفقتهما من مراسلين ومصوّرين.

 

«حزب الله» يُدين

وأصدرت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» بياناً أدانت فيه «الجريمة النكراء التي أقدم عليها العدو ‏الصهيوني بإستهداف عدد من الإعلاميين على الحدود اللبنانية أثناء قيامهم بتغطية ‏الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان ما أدى إلى إستشهاد الزميل الصحافي عصام ‏العبد الله وإصابة عدد منهم». ‏
واعتبرت أن ما أقدمت عليه قوات الإحتلال الإسرائيلي هو إستكمال لعدوانها الإجرامي على ‏المؤسسات الإعلامية في غزة وتدمير مقرّاتها ومراكزها وقتل عدد كبير من ‏العاملين فيها بهدف منع نقل الجرائم وصور العدوان الوحشي على المدنيين ‏والأبرياء.
وجاء في البيان : إننا نتقدم من وكالة «رويترز» في لبنان، ومن قناة الجزيرة، ومن وكالة الصحافة ‏الفرنسية في لبنان، ومن سائر الإعلاميين الأحرار ومن عائلة الشهيد المظلوم ‏عصام العبد الله بالتعازي، ونسأل الله أن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل. و ‏إننا نطالب جميع المؤسسات الإعلامية والإنسانية والقانونية بإدانة العدوان ‏الصهيوني على لبنان وإدانة الانحياز الصارخ والأعمى لمؤسسات ما يسمى بالعالم ‏الحر إلى جانب القتلة والمجرمين والمعتدين». ‏
واكد البيان «أن هذه الجريمة النكراء بقتل المواطنين اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية ‏وأي اعتداء على أمن شعبنا وسلامة بلدنا لن يمر دون الرد والعقاب المناسبين».

 

الإقتصاديون يحذّرون
وسط هذه الاجواء، حذرت الهيئات الاقتصادية، في بيان امس، من «أن لبنان الذي يرزح منذ 4 سنوات تحت وطأة أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة أكلت الأخضر واليابس، لا يمكنه على الإطلاق تَحمّل حصول حرب جديدة على أرضه». ولفتت الى أن «لبنان اليوم مُنهك على مختلف المستويات، والدولة شبه مفككة ومتحللة ومفلسة في ظل فراغ رئاسي وشلل حكومي ونيابي وانقسام واشتباك حاد بين القوى السياسية وأزمات كارثية تطال كل الجوانب الحياتية وليس آخرها عبء النزوح السوري، فيما فاتورة الحرب كبيرة وباهظة الثمن، ولبنان لا يقوى على تحمّلها بتاتاً في الظل الظروف التي تَحكُم المرحلة الراهنة، والتي تختلف كلياً عن مرحلة العام 2006».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى