المحكمة الخاصة

#المحكمة_الخاصة_بلبنان:فريق الدفاع عن عياش: الادعاء قدّم تكهنات دون أدلة.. المحامي عون: هذه هي الوقائع التي تدحض نظرية الادعاء

 

 

"   الإدعاء قدّم تكهنات وأدلة ظرفية لا موثوقية لها، وبالغ في تقديم شهود للخلفية السياسية هربا من الأدلة الجنائية .فهو إستدعى شهودا غير ذي صفة وأهمل بعض الأشخاص كان يمكن لهم أن يفيدوا التحقيق والقضية"..و"حزب الله أيقونة المقاومة ولا يمكن أن يكون إرهابيا".

بهذه العبارات يمكن تلخيص مضمون المذكرة الختامية لفريق الدفاع عن  سليم عياش المتهم الرئيسي في قضية إغتيال الرئيس رفيق الحريري أمام غرفة الدرجة الأولى لدى المحكمة الخاصة بلبنان.
   وفي مقابل التكهنات عرض المحامي الرئيسي في فريق عياش اميل عون أدلة ومعطيات تنقض تكهنات الادعاء وتضعف من روايته السياسية لخلفية جريمة الإغتيال.
   لا شك أن لقضاة غرفة الدرجة الأولى الكلمة الفصل في تحديد النسبة المقبولة لموثوقية الأدلة الظرفية للإدعاء، مقابل أدلّة الدفاع ومستنداته الدامغة، التي قدمها المحامي عون وزميلاه هينيس ومير، لكن الخوف المشروع يبقى قائما من عوارض التسييس المؤسِسة لقيام المحكمة ولبعض إجراءاتها، ولإستنسابية قضاة الغرفة في تقييم الأدلة الظرفية.
    طلب المحامي عون البراءة للمتهم عياش مستندا إلى أن الادعاء " قدم قضيته مستندا إلى الأدلة الظرفية ،وبالتحديد على دليل الاتصالات الهاتفية المجهولة المضمون. وبإسم التبسيط وتعزيز الفاعلية القضائية إختار الإدعاء عدم إستدعاء الشهود الأقرب لعياش، إذ كان بإمكان هؤلاء الشهود تقديم أدلة بخصوص إستخدام الهاتف وعادات السيد عياش، وأمكنة تواجده المعتادة وأنشطته وحالته النفسية خلال المدة ذات الصلة، وكلها قضايا حيّة، محل نزاع في هذه المحاكمة. كما استبعد  الإدعاء عددا كبيرا من الأشخاص الذين كانوا على قائمة شهوده ،وكانوا من اكثر المتصلين بأرقام الهواتف الخلوية الشخصية المزعومة المنسوبة الى عياش من المدعي العام. فبدلا من العثور على الأدلة وتقديمها لدعم الإدعاءات ضد عياش، إختار الادعاء أن يبني قضيته على وجود سلسة من الشهود السياسيين لا علاقة لهم الى حد كبير بأي تحديد لذنب أو براءة عياش والمتهمين الآخرين.
ورأى المحامي عون بهذا التبسيط "محاولة لصرف الإنتباه عن القضايا الحقيقة أمام هذه الغرفة وعن الثغرات الصارخة في قضية الادعاء. والجدير بالذكر أن الادعاء قد أحضر 14 شاهدا سياسيا على قاعة المحكمة . ويسند الادعاء بشكل كامل تورط السيد عياش بمراقبة الرئيس الحريري وتنسيق شراء الشاحنة التي استخدمت في الهجوم وتنفيذ الهجوم على نشاط الهواتف غير المثبت، أي على إتصالات هاتفية مجهولة المضمون ،وهو لم يبرز أي دليل على ان السيد عياش نفسه كان في أي وقت من الأوقات في الأمكنة ذات الصلة.
ويمكن إختصار مرافعة المحامي عون بالتالي:
1- لم يثبت الادعاء أن عياش كان المستخدم الوحيد للهواتف المنسوبة اليه.
2- التأكيد على مبدأ أن أي شك بالأدلة يجب أن يفسر لمصلحة المتهم.
3- الواقعة التي رواها الادعاء لم تثبت بما لا يرقى اليها شك معقول.
4- لا يكفي أن يكون الذنب هو استنتاج معقول من الأدلة.
5- الادعاء يدعي أن ثمة علاقة بين التطورات السياسية وتقدم المؤامرة المزعومة، لكنه فشل بإثبات ذلك.
6- ذهب الادعاء في مذكرته الختامية أبعد مما تضمنه القرار الإتهامي لجهة علاقة أي شخصية سورية.
7- خلافا لما حاول أن يوحي به الادعاء، فالرئيس الحريري كان حليفا لسوريا.
8- بعد الطائف دخل لبنان العصر السوري، والرئيس الحريري تمت تسميته من البوابة السورية (إسوة بسائر الرؤساء).
9- سوريا لعبت دور ضابط الإيقاع بين الفرقاء اللبنايين الذين اعتبروا انفسهم جميعا بأنهم أصدقاء للحكم السوري.
10- ذكر بمواقف الحريري لجهة رفضه أن يترأس أي حكومة إلا اذا طلب منه ذلك الرئيس الأسد.
11- عندما كانت تعلو الصيحات بوجه الوجود السوري في لبنان كان الرئيس الحريري يطلق جملته الشهيرة: "الوجود السوري هو شرعي وضروري ومؤقت".
12- التوترات بين الرئيسين اميل لحود والحريري هي خلاف على السلطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وهذا المشهد الكلاسيكي ليس بغريب عن مشاهد الحياة السياسية اللبنانية التي غالبا ما رأيناه منذ العام 43 وحتى اليوم، بين رؤساء الجمهورية ورؤساء الحكومة في ظل نظام سياسي طائفي بال وغير منتج.
13- بالنسبة لموضوع اجتماع 26 آب 2004 بين الرئيس السوري والرئيس الحريري، بحيث اعتبر أن الأول هدد الثاني بالنسبة للتمديد للرئيس لحود.الادعاء لم يستدع أيا من الشهود ممن كانوا في الاجتماع، وعوضا عن ذلك أحضر عددا من الشهود السياسيين الذين لم يحضروا الاجتماع المذكور، وكل منهم أخبر رواية مختلفة عن الأخرى. وهذا الدليل بقي من الأدلة المنقولة عن الغير.
14- المفاجأة الصدمة التي قدمها الإدعاء هو قوله أن دافع الجريمة هو أن حزب الله نفذ الهجوم بسبب رغبته في المحافظة على الوضع الراهن، والإبقاء على الستاتيكو الذي كان قائما في بدايات 2005.
15- زعم الادعاء أن المتهمين استخدموا موارد حزب الله لتنفيذ الجريمة دون أن يقدم أي دليل.
16- لم يقدم الادعاء طوال هذه المحاكمات أي دليل بشأن مصدر أو منشأ المتفجرات التي استخدمت في الجريمة.
17- يزعم الادعاء بأن امين عام حزب الله أقر بأن الشبكة الخضراء السرية هي شبكة تابعة للحزب يستخدمها جهازه الأمني. هذا الزعم خاطيء. وللتصحيح وبالعودة الى المؤتمر الصحافي للسيد نصرالله تاريخ 9/آب/2010 لم يذكر أي شبكة هواتف ،لكنه أشار فقط الى أن حزب الله لديه مجموعة تلاحق عملاء إسرائيليين.
18- إن ما قاله السيد نصرالله في مؤتمره الصحافي يناقض ما زعمه اللواء وسام الحسن لجهة إقرار السيد بأن الشبكة الخضراء هي شبكة تابعة للحزب، والغرفة أقرت بأن عدم الإستجواب المضاد لحسن يقلل من موثوقية الإفادة.
19- السياق السياسي الذي قدمه الادعاء جاء ناقصا وسطحيا ومنحازا.
20- العلاقة بين السيد نصرالله والرئيس الحريري مميزة. كان الرجلان يتبادلان الإحترام العميق، والرئيس الحريري أصر أن يشارك شخصيا في المفاوضات التي أدت إلى استعادة جثمان الشهيد هادي حسن نصرالله.
21- عندما كان الحريري يزور الضاحية الجنوبية للقاء نصرالله، خصوصا في الفترة السابقة للإغتيال ،كان يقوم بذلك دون المستوى المعتاد من الأمن لأنه كان يثق بأمن حزب الله.( المرجع مصطفى ناصر)
22- ألم يقل الرئيس الحريري للسيد نصرالله انه اذا فاز بالإنتخابات سيثبت بقاء سلاح المقاومة كسلاح شرعي بالنسبة له شخصيا وبالنسبة لحكومته حتى آخر لحظة الى حين توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل؟
23- الم يقل الرئيس الحريري أنه سيقطع أصابعه العشرة ولن يوقع على بيع دم المقاومة وهو كان مقاوما منذ كان طفلا؟
24- الم يقل من دبي في 14 كانون  الأول 2004 "انه لا سجال حول موضوع حزب الله والمقاومة؟.. فموضوع المقاومة لا سجال فيه ولا يوجد إنقسام حول حزب الله".
25- بعد كل هذه المعطيات، أسأل الادعاء: كيف كان الرئيس الحريري يشكل تهديدا لحزب الله وللستاتيكو القائم في 2005؟
26- يغيب عن الأدلة السياسية التي قدمها الادعاء أي دليل ملموس على وجود دافع لحزب الله أو لسوريا لقتل الحريري. بدلا من ذلك تظهر الأدلة علاقة ودية وتعاون بين الرئيس الحريري والسيد نصرالله ،وحوارا مع سوريا حول قضايا مختلفة، في حين أن العلاقة مع سوريا لم تخل من المد والجزر، لكنها لم ترتفع الى مستوى دعم التلميحات الغامضة للدافع غير الشخصي لقتل الحريري.
27- بالنسبة لإتهام حزب الله بالإرهاب، من له أذن صاغية فليسمع: لا يستطيع المدعي العام أن يتهم حزب الله بالإرهاب ،لا مباشرة ولا غير مباشرة، لا مدع عام ولا محلل إتصالات، ولا رئيس دولة عظمى غريب الأطوار ونرجسي النزعة ولا رئيس دولة يسعى لإعادة أمجاد الماضي البعيد، لأن حزب الله هو بكلمتين هو أيقونة المقاومة، شاء من شاء وأبى من أبى وهو المدرسة الحديثة التي تلقن أي محتل دروسا طويلة لا تنسى.
28- نعم، يصبح حزب الله إرهابيا عندما نغير كتب التاريخ ونجعل من ونستون تشرشل إرهابيا وشارل ديغول إرهابيا ومن جمال عبد الناصر إرهابيا ومن ميشال عون إرهابيا.
29- أما بالنسبة لموضوع الحج فإن عياش لم يكن في لبنان بين 15 كانون الثاني 2005 و28 كانون الثاني 2005 ،وتظهر الأدلة المستندية أنه سافر الى المملكة العربية السعودية لتأدية فريضة الحج مع زوجته وإبنته القاصر. وأسهب المحامي عون بشرح آلية الحج والعدد الكبير من الإجراءات الإدارية والأمنية التي تضعف نظرية الادعاء.
30- بسبب غياب عياش لم يكن عياش هو المستخدم الوحيد للهواتف المنسوبة له.
31- قدم عياش مستندات رسمية لبنانية وسعودية تؤكد وجود عياش في السعودية، لا سيما أنه في المملكة يتم التأكد من هوية الحجاج فردا فردا وليس بصورة جماعية.
32- الادعاء لم يقدم أي مستند لتأكيد روايته بأن شخصا مجهولا حل محل عياش في مرافقة زوجته وابنته. لم يقدم لا صورة ولا شريطا مسجلا لكاميرا من مطار بيروت أو من مطار السعودية تؤكد نظريته.
33- سليم عياش كان يعمل كسائق سيارة للدفاع المدني في النبطية، لكنه ترقى ليصبح منسق عملية الإغتيال في القرار الإتهامي، فضلا عن أن الادعاء لم يأت بشاهد ليشهد بأن عياش كان يستخدم 5 هواتف بنفس الوقت وهو أمر كان ليظهر لو كان واقعا.
  ثم عرض المحامي هينيس لما يعتبره فريق عياش ضعفا في قرينة وأدلة الادعاء لجهة دليل الاتصالات والبيانات المتصلة بمواقع الإرسال وعدم وجود "داتا" في تلك الحقبة.
كما عرض المحامي مير لموضوع الإسناد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى