سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:الأزمات المختلفة تتفاقم في ظل انسداد الأفق أمام الحلول

الحوار نيوز – خاص

تحدثت الصحف الصادرة اليوم عن تفاقم الأزمات السياسية والمعيشية والصحية في ظل انسداد الأفق أمام الحلول والمحاولات الجارية لمعالجة هذه الأزمات، ولكن من دون جدوى.

  • كتبت صحيفة النهار تقول: مع ان لبنان ليس بعيدا عن ذعر متحور “اوميكرون” جديد سلالات جائحة فيروس كوفيد 19 الذي عاد العالم يرزح تحت وطأته عند مشارف الأعياد في استعادة للسنة الماضية، فان هاجس وصول “اوميكرون” الى لبنان لم يكن الهم الوحيد طبعا ولم يتقدم الهواجس والهموم الأشد ضغطا وإخافة على اللبنانيين من كورونا ومتحوراته في ظل التفاقم الآخذ في التدحرج لمختلف أنواع ومشتقات الازمات والانهيارات التي يعاني منها اللبنانيون .

 واما المفارقة التي باتت تطغى تباعا على المشهد الداخلي في ظل تفاقم الازمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية فلا يبدو انها آيلة الى تبديل او تغيير قريب وهي مفارقة ذوبان السلطة المسؤولة بكل ما لهذا الغياب والتغييب من دلالات بالغة السؤ والسلبية اذ يكاد دور المسؤولين على مختلف مستويات المسؤولية يكون منعدم الوجود ويقتصر مشهد الرئاسات والمؤسسات على شكليات بالية لم تعد تكفي لستر عراء الدولة ويتم اللبنانيين .

ولا تظهر في الأفق أي معالم او ملامح جدية لاعادة احياء جلسات مجلس الوزراء خصوصا بعد الهجوم الحاد المتجدد الذي شنه الأمين العام ل” حزب الله ” السيد حسن نصرالله مساء الجمعة الماضي على القضاء على خلفية ضغطه المتواصل لتنحية المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار والذي أضاف اليه هجوما يرقى الى التهديد المبطن بعمليات ثأر في ملف احداث الطيونة .وبذلك بات مستبعدا تماما ان يجد ما ذكر عن اعتزام رئيس  الحكومة نجيب ميقاتي توجيه دعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء في الأسبوع الطالع اذ ان سخونة موقف الثنائي الشيعي من الملف القضائي ستمنع ميقاتي مجددا على الأرجح من توجيه الدعوة . وسيعود ميقاتي اليوم الى بيروت فيما تردد انه سيغادرها مجددا الى مصر وتركيا . كما من المتوقع ان يزور الرئيس ميشال عون قطر في 29 الجاري ويعود في 1 كانون الاول المقبل للمشاركة في احياء قطر احتفالا ضخما باستضافتها بطولة العالم لكرة القدم في السنة المقبلة .

وتحدثت معطيات عن مسعى بعيد من الاضواء يقوم به “حزب الله” بين الرئيس نبيه بري و”التيار الوطني الحر” لمحاولة تسوية العلاقة المتدهورة بن الطرفين من ضمن مقايضة تقوم على احالة محاكمة الرؤساء والوزراء الى محكمة خاصة مقابل موافقة بري على السير بالقانون الانتخابي وفق ما يريد التيار ومن ضمنه انشاء الميغاسنتر الذي يطالب به ويضغط في سبيله المجتمع المدني.

ولكن وزير الصناعة جورج بوشكيان اعتبر امس أن “الحكومة بخير والعمل جار على عقد جلسة في أسرع وقت وإزالة كل المعوقات التي تحول دون ذلك”. ونفى ما يشاع عن “استقالة الرئيس نجيب ميقاتي لان الحكومة أتت بمهمة معينة عليها تنفيذها وهي الحفاظ على البلد وتحريك الاقتصاد وبناء أطر جديدة له”، مشددا على ان “الحكومة لاتزال حكومة انقاذ وان الوزراء يعملون باندفاعة اكبر بعد الازمة الاخيرة”.

في المواقف السياسية من التطورات شنت الهيئة السياسية في “التيار الوطني الحر” هجوما عنيفا على حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ودعت الى استقالته او اقالته ، كما دعت “الى فك أسر الحكومة وتحريرها من الاعتبارات التي تعطّل عملها، ويعتبر الاستعصاء الحاصل تجاوزًا للدستور والمنطق وهو ظلم بحق اللبنانيين. وعليه يطالب التيار بعقد جلسة لمجلس الوزراء وفقًا ‏للأصول الدستورية، تأخذ القرارات المطلوبة لتسيير مرافق الدولة وتسهيل حياة الناس من البطاقة التمويلية المتعثرة الى موازنة سنة 2022 إلى حالة التعافي المالي إلى الأوضاع المعيشية والاجتماعية الكارثية نتيجة التفلّت المقصود في سوق الصرف وأسعار المحروقات، فضلًا عن القرارات المتعلقة بالعملية الانتخابية. كل ذلك يتطلب من الحكومة ان تجتمع وتتحمّل مسؤوليتها والا فإن التيار يدعو المجلس النيابي إلى جلسة مساءلة للحكومة عن اسباب عدم اجتماعها”. ورأى التيار “أن المكان الأنسب لمعالجة أي مشاكل في قضية التحقيق العدلي في انفجار المرفأ هو مجلس النواب والهيئات القضائية المعنية.

في المقابل لفت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في لقاء حزبي في اقليم الخروب الى انه “فجأة يغيب الكلام حول الغاز المصري والكهرباء الأردنية الذي رحبنا به والذي يؤدي إلى زيادة التغذية الكهربائية”. وأضاف: “لست أدري لماذا يغيب الإصلاح ولم نعد نسمع شيئا عن البطاقة التمويلية؟ هل هناك أوساط في الحكومة لا يريدونها أم أن ليس هناك تمويل؟” وسأل جنبلاط: “هل الشؤون الإجتماعية أحصت عدد العائلات الأكثر فقراً اليوم؟ بقعة الفقر توسعت ولا بد من إحصاء جديد من أجل الوصول الى معرفة من هم المحتاجون”.

وحول موضوع الإنتخابات قال: “لا يمكن أن نخرج من التحالف التاريخي مع المستقبل وبالرغم من كل شيء نقول للشيخ سعد إن لبنان بلده وغيابه عن الساحة لا يفيد”. وتابع جنبلاط: “اذا سلمنا كل البلد للمحور السوري الايراني تكون غلطة فادحة، لا أستطيع بمفردي المواجهة السلمية وأن نقول كفى”.

في جانب آخر نفّذت “المجموعات السيادية اللبنانية” وقفة رمزيّة أمام صخور نهر الكلب، في ذكرى الاستقلال تحت شعار “مهما تأخّر جايي”. والقيت كلمة ابرز ما جاء فيها: “تاريخنا مقاومة وطنيّة ونحن سنكمل المسيرة وجئنا إلى هنا لنزيد لوحة على لوحات الجلاء. لبنان تحت الاحتلال الإيراني المباشر من خلال هيمنة حزب الله. نعاهدكم اليوم ومن أمام لوحات الجلاء أنّنا سوف نقاوم وإياكم مقاومة مدنيّة حتى جلاء هذا الاحتلال كما تمّ جلاء كلّ الاحتلالات السابقة. ونتوجه للمحتلّ الإيراني ونقول إرفعوا إرهابكم وسلاحكم عن لبنان الدولة والشعب، ولن تستطيعوا تغيير هوية لبنان ولا تنفيذ مشروعكم الفارسي ولن يكون لبنان، مهما حاولتم، مقاطعة من ولاية الفقيه وسينهض وينبعث من جهنّم التي وعدتمونا بها وأوصلتمونا إليها ليسترجع موقعه الريادي والحيادي كجسر حضارة بين الشرق والغرب”. وقام المشاركون في الوقفة بإزاحة الستار عن لوحة الجلاء التي تبشّر بـ”جلاء الإحتلال الإيراني” وكتب عليها: “إعلان المقاومة المدنيّة للإحتلال الإيراني للبنان واستعادة سيادة واستقلال لبنان، وطن الحرية والانفتاح، لبنان الرسالة والحياد”.

وليس بعيدا، عقد لقاء في بيت مري لمُناقشة تداعيات “عزل لبنان عن مداه العربي”، اعتبر خلاله المجتمعون ان “ما يحصل اليوم هو أخطر حملة تُشَنّ على لبنان وانتمائه العربي وهناك خلل كبير في موازين القوى والمعركة ليست مجرّد الدفاع عن عروبة لبنان بل عن الهويّة العربيّة”. ورأوا ان “لبنان لا يعرف العزلة أو التقوقع وعروبته هي مداه الاستراتيجي وصمّام أمانه وهذه المعادلة تصون حقيقته وهويّته ومعناه والبلد ليس مجرّد رقعة جغرافية بل كيان أصيل والحياد ليس انسحاباً من أيّ التزام تجاه القضايا العربية بل هو فعاليّة وقوّة وليس ضعفاً وتخاذلاً”. وختموا: “كان لبنان أوّل مَن أطلق النهضة الفكرية والأدبية عربيًّا ليلبّي تحوّلات العالم وأوّل مَن كسر حاجز القطيعة بين الشرق والغرب وأوّل مَن مدّ جسور التفاعل العربي”.

  • وكتبت صحيفة الديار تقول: حالة التأزم السياسي السائدة شرّعت ابواب جهنم ونارها لتحرق اللبنانيين في معيشتهم وحياتهم في ظل فلتان قلّ ما شهدته البلاد من قبل.

وفي ظل هذا الوضع المتدهور والخطير ماذا ينتظر اهل الحلّ والربط لاجتراح الحلول للازمات التي تفاقمت اصلا نتيجة خلافاتهم الصغيرة والكبيرة؟

ألا يكفي ان اكثر من نصف اللبنانيين صاروا فقراء او تحت خط الفقر؟

الا يشكل الانهيار الخطيرة لليرة والتلاعب الاجرامي في سعر الصرف عاملا مضافا لفتح ثغرة في جدار الازمة الحكومية المستمرة منذ حوالى اربعين يوما؟

هل انسدت السبل والافاق لحل هذه الازمة ومعالجة اسبابها بعيدا عن المناكفات والتحديات والحسابات الضيّقة؟ ام ان المخارج ما تزال ممكنة ومتاحة؟

محاولة حل عبر المجلس

المعلومات المتوافرة لـ «الديار» من مراجع مطلعة تفيد بأن هناك محاولة جديدة يتوقع ان تجري الاسبوع المقبل لمعالجة ازمة عدم انعقاد الحكومة بعد ان اسقطت القرارات القضائية الاخيرة الخيار القضائي في حل معارضة ثنائي حركة»امل» وحزب الله لمسار تحقيق القاضي طارق البيطار في انفجار المرفأ.

وتضيف بأن الرئىس نجيب ميقاتي الذي كان يستعجل للدعوة الى انعقاد مجلس الوزراء يفضل التريث سعيا الى سلوك خيار اخر يشكل الحل الناجع والمقبول للازمة الحكومية. وانه لن يدعو الى جلسة من دون التوصل لحل لانه حريص على عدم زيادة التشرذم والتأزم.

ماذا حصل في لقاء بعبدا؟

ووفقا للمعلومات فإن اللقاء الرئاسي الثلاثي الذي انعقد في بعبدا يوم الاستقلال كان جيدا وايجابيا بشهادة مصادر بعبدا وعين التينة والسراي وقد تركز البحث فيه بشكل اساسي على موضوع ازمة عدم انعقاد مجلس الوزراء. وطرحت خلاله ثلاثة خيارات: الخيار الاول باستقالة القاضي بيطار وهو امر استبعد تلقائىا ،الخيار الثاني ان يصدر الحل عن القضاء اخذا بعين الاعتار موقف الثنائي الشيعي ،اما الخيار الثالث فهو في ان يكون الحل عن طريق مجلس النواب واحالة قضية الرئيس دياب والوزراء علي حسن خليل ونهاد المشنوق وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس الى هيئة محاكمة الرؤساء والوزراء.

وفضّل الرئيس بري خلال اللقاء اعتماد الخيار الثاني عبر القضاء لافتا الى ان محاولة جرت سابقا لكي يكون الحل من خلال مجلس النواب الا ان النصاب لم يؤمن بسبب تغيب تكتل لبنان القوي وكتلة الجمهورية القوية.

وتقول المعلومات ان الرئيس عون ابدى تفهما لموقف الرئيس بري وألمح في الوقت نفسه الى ان نواب تكتل لبنان القوي قد يحضروا مثل هذه الجلسة رغم معارضتهم وتصويتهم ضد هذا المسلك.

واتفق الرؤساء الثلاثة على انتظارالقرار القضائي في شأن طلبات الرد المقدمة ضد بيطار ففي حال قبلت الردود يكون الحل قد حصل وتفتح الابواب امام عودة اجتماعات مجلس الوزراء تلقائيا. اما في حال رفض القضاء طلبات الرد وهذا ما حصل فعلا فإنه يصار الى التوجه للخيار الثالث اي خيار مجلس النواب.

وفي هذا السياق لم تستبعد المصادر سلوك هذا الخيار خصوصا بعد الاشارة التي صدرت اول امس من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في حديثه لـ»الديار» حيث اعرب عن استعداد التكتل النيابي الذي يرأسه عن حضور جلسة مجلس النواب لبحث موضوع محاكمة الرؤساء والوزراء في حال «تمت الدعوة وفق الاصول» موضحا في الوقت نفسه ان التكتل لن يبدّل موقفه بأنه ضد الفكرة.

وينتظر ان يزور الرئىس ميقاتي بعد عودته الى بيروت الرئيسين عون وبري في اطار تحريك هذا الخيار لكن المراجع المطلعة لم تؤكد ما اذا كان هذا الحل قد بات محسوما ام لا لكنها قالت انه يبدو الحل المرجح بعد ان فقد الامل تقريبا من الحل عبر الجهات القضائية.

جلسة للمجلس

وفي السياق نفسه علمت «الديار» ان الرئيس بري بصدد الدعوة الى جلسة عامة للمجلس في الاسبوع الاول من كانون الاول المقبل او ربما في الاسبوع الثاني منه. وستخصص الجلسة لمناقشة واقرار سلسلة من مشاريع واقتراحات القوانين المهمة منها قانون الكابيتال كونترول الذي سيكون على جدول اعمال اللجان المشتركة يوم الاربعاء المقبل وكذلك القانون المتعلق بشبكة الامان الاجتماعي بالاضافة الى البطاقة التمويلية التي طالبت الحكومة بإضافة بعض التعديلات على قانونها.

مصادر عين التينة

وفي هذا الاطار اكدت مصادر عين التينة ان موقف الثنائي الوطني امل وحزب الله من القاضي بيطار ليس موقفا من شخصه وانما انسجاما مع المواقف الثابتة التي اكد عليها الرئيس بري في كثير من الاوقات والمناسبات وتنطلق من «ان الحقيقة والعدالة هما من المقدسات لكن المدخل او المسلك يبقى في اطار احترام الدستور والاصول الدستورية والقانون».

واضافت المصادر ان لا احد يستطيع ان يزايد على الرئيس بري في مناصرة ودعم القضاء، وان الجسم القضائي يعرف ذلك جيدا، لافتة الى عبارته الشهيرة «اعطونا قضاء عادلا وخذوا دولة»، لكن المسار القضائي يجب ان يكون وفق الاصول والدستور الذي هو الاول والاخير، فالمسألة ليست تطيير هذا القاضي او ذاك كما يصور البعض، بل تتعلق بالحفاظ على مسار صحيح لا يتجاوز الدستور ويؤدي الى تحقيق العدالة وكشف كل الحقيقة حول الجريمة الكبرى المتمثلة بانفجار مرفأ بيروت.

وحول ما ألت اليه الامور قالت مصادر عين التينة «لا شيء جديدا حتى الان»، لكنها اشارت الى ان هناك كلاما عن استئناف المساعي في الايام القليلة المقبلة.

ميقاتي لن يستقيل

من جهة اخرى قال مصدر مطلع لـ «الديار» مساء امس ان الحديث عن نيّة الرئيس ميقاتي الاستقالة بسبب انسداد افاق الحلول امام عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد هو كلام غير صحيح وليس في محله، وان الرئيس ميقاتي لا يفكر في الاستقالة ومستمر في تحمل مسؤولياته والعمل بكل جهده ليس من اجل استئناف جلسات مجلس الوزراء فحسب بل من اجل تفعيل عمل الحكومة في كل المجالات لمواجهة التحديات ومعالجة الملفات المهمة والحيوية والتصدي للازمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تضرب البلاد.

وفي هذا المجال نفى وزير الصناعة جورج بوشكيان ما يشاع عن استقالة الرئيس ميقاتي «لان الحكومة اتت بمهمة معينة عليها تنفيذها وهي الحفاظ على البلد وتحريك الاقتصاد وبناء اطر جديدة له».

وقال «ان الحكومة بخير والعمل جار على عقد جلسة لها في اسرع وقت وازالة كل المعوقات التي تحول دون ذلك».

تشدد سعودي يسبق زيارة ماكرون

على صعيد آخر، لم يطرأ اي جديد على صعيد الازمة مع السعودية، وقال مصدر وزاري لـ «الديار» ان الرئيس ميقاتي تناول هذا الموضوع في اتصالات اجراها مؤخرا على غير صعيد، وان هناك جهات ودولا تهتم في المساعدة على حلحلة هذه الازمة وفي مقدمها فرنسا.

ولفت الى ان الجهات اللبنانية المسؤولة تعوّل على زيــارة الرئيس الفرنسي ماكرون الى الســعودية، مشــيرة الى انه مهتم في الســعي لدى القيادة الســعودية الى فتح جدار في الازمة القائمة والتراجع عن القرارات الديبلوماسية والاقتصادية التي اخذتها تجاه لبنان.

وكشف المصدر ان ما كرون ابلغ الرئيس ميقاتي انه يولى اهتماما خاصا في هذا الموضوع نظرا لانعكاساته وتداعياته،مؤكدا انه سيكون من بين المواضيع التي سيبحثها مع القيادة السعودية خلال زيارته للريــاض.

ووفق للمعلومات المتوافرة فان القيادة السعودية ما زالت تبدي تشددا في موقفها، وانها لا يبدو انها ستعدل هذا الموقف في الوقت الراهن.

ورغم العلاقات القوية التي تربط الرياض بباريس، فانه من المستبعد ان تسفر مساعي الرئيس ماكرون عن نتائج ايجابية.

هل يضبط المركزي فلتان الدولار؟

على صعيد آخر بقي الدولار محلقا بعد موجة الصعود الجنوني التي سجلت في الايام الاخيرة، لكنه سجل امس تراجعا طفيفا ليبقى دون سقف الـ 25 الف ليرة الذي كان تجاوزه يوم الخميس.

وقال مصدر مطلع انه بعد كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومطالبة الدولة ان تتحمل مسؤولياتها تجاه انفلات الدولار، ينتظر من الجهات المسؤولة ان تقدم باجراءات وتدابير من شأنها العمل على وقف هذا الانفلات وتخفيض سعر الدولار خصوصا بعد بيان مصرف لبنان الذي اكد بان السعر المتداول عبر المنصات الالكترونية هو سعر غير حقيقي ويخضع للغايات السياسية والتجارية.

ولم يستبعد المصدر ان يكون لمصرف لبنان تحرك وتدخل معين لمكافحة هذا الفلتان وضبط السوق قدر الامكان، لكنه اشار في الوقت نفسه الى انه لن يتدخل في السوق او خارج المنصة الرسمية التي يرعاها.

التيار الوطني

وعلى صعيد المواقف السياسية، دعا التيار الوطني الحر في بيان له بعد اجتماع الهيئة السياسية فيه الى «فك اسر الحكومة وتحريرها من الاعتبارات التي تعطل عملها»، مجددا المطالبة بعقد جلسة لمجلس الوزراء «وفقا للاصول الدستورية تأخذ القرارات المطلوبة لتسيير مرافق الدولة وتسهيل حياة الناس من البطاقة الانتخابية المتعثرة الى موازنة سنة 2022 الى حالة التعافي المالي الى الاوضاع المعيشية والاجتماعية الكارثية نتيجة التفلت المقصود في سوق الصرف واسعار المحروقات فضلا عن القرارات المتعلقة بالعملية الانتخابية. كل ذلك يتطلب من الحكومة ان تجتمع وتتحمل مسؤوليتها، والا فان التيار يدعو المجلس النيابي الى جلسة مساءلة للحكومة عن اسباب عدم اجتماعها».

ورأى « ان المكان الانسب لمعالجة اي مشاكل في قضية التحقيق العدلي في انفجار المرفأ هو مجلس النواب والهيئات القضائية المعنية».

جنبلاط

وقال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كلمة له في اقليم الخروب «انه بالرغم من العقبة المصطنعة والمخربة التي صدرت بعد تصريح احد الوزراء حول حرب اليمن، لست ادري لماذا يغيّب الاصلاح ولم نعد نسمع شيئا عن البطاقة التمويلية؟ هل هناك اوساط في الحكومة لا يريدونها ام ان ليس هناك تمويل؟».

وحول موضوع الانتخابات قال انه «لا يمكن ان نخرج من التحالف التاريخي مع المستقبل، وبالرغم من كل شيء نقول للشيخ سعد الحريري ان لبنان بلده، وغيابه عن الساحة لا يفيد».

  • وكتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: الأزمة المعيشية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان، وانعكاساتها المأساوية على حياة اللبنانيين الذين أصبحوا بمعظمهم تحت خط الفقر، إلى تفاقم. فما يزيد عن 70 في المئة من المقيمين في لبنان يُصنّفون في خانة الفقراء بعد أن أصبحت رواتبهم ومدّخراتهم لا تساوي شيئاً أمام ارتفاع الدولار وجشع التجار والمافيات المتحكّمة بمصير البلاد ورقاب العباد من دون أن يحرّك المعنيّون بمعالجة الأزمة ساكناً، فيما المواطن اللبناني اليوم متروك لقدره، ولا أحد يسأل عنه لا محلياً ولا إقليمياً ولا دولياً، الأمر الذي دفع برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، إلى السؤال عن الإصلاحات الموعودة، وأين أصبحت عملية التفاوض مع صندوق النقد الدولي، والبطاقة التمويلية، وغيرها من الأمور التي وعدت الحكومة بتحقيقها.

عضو اللقاء الديمقراطي، النائب بلال عبدالله، أشار في حديثٍ مع “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّه، “في ظل هذه الأزمة الاقتصادية والصحيّة والمعيشية الخانقة، من حقّنا كفريق سياسي، ومن حق رئيس الحزب بما يمثّل أن يسأل عن البطاقة التمويلية، وعن الإصلاحات التي وُعدنا بها، وعن المفاوضات مع صندوق النقد، فكلّها مسائل بديهية، ومن حقّنا أن نسأل أين أصبحت لمواجهة هذه الأزمة”، مذكّراً “أنّنا كنّا أول من طالب برفع الدعم عن السلع الأساسية، لإدراكنا أنّ هذا الدعم كان يذهب إلى جيوب التجار والمهرّبين، لكنّنا في الوقت نفسه طالبنا أن يتزامن رفع الدعم مع برامج إصلاحية، وفي مقدّمها إقرار البطاقة التمويلية، وتنفيذ الشروط المطلوبة من البنك الدولي ليقدّم لنا المساعدات المطلوبة. وكان رئيس الحزب متخوفاً بالفعل من عدم تنفيد هذه المشاريع، فأصبح الشعب بغالبيّته تحت خط الفقر”، مطالباً بإعادة دراسة الإحصاءات للعائلات الأكثر فقراً بعد أن أصبح معظم اللبنانيين تحت خط الفقر.

عبدالله لفت إلى أنّ، “جنبلاط شدّد على ضرورة معالجة الوضع الاقتصادي والصحّي والاجتماعي، وفي نفس الوقت تطرّق إلى دعوة الرئيس سعد الحريري للعودة إلى لبنان، وبالأخص في هذه الظروف، على أبواب الاستحقاق الانتخابي الذي سيكون من ضمنه تحالفنا معه، فمن الضروري أن يكون موجوداً”.

وتعليقاً على مطالبة جنبلاط الحريري بالعودة إلى لبنان، كشف عضو كتلة المستقبل، النائب بكر الحجيري، في حديثٍ لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أنّ الحريري يريد بالفعل أن يدعوه  أحد من القوى التاريخية المتحالف معها  للعودة إلى لبنان للقيام بعمل مشترك في الانتخابات، خاصةً وأنّ هناك تحالف قديم يجمع وليد بك مع بيت الحريري من أيام الشهيد رفيق الحريري، مروراً بالشيخ سعد، فهناك تحالف قديم تنطبق عليه الأرض، والسماء، والجغرافيا.

الحجيري كشف أنّ الحريري بصدد إعادة افتتاح تلفزيون المستقبل وجريدة المستقبل لمواكبة مسيرته السياسية، لأنّه ليس عنده وسيلة إعلامية يطلّ منها، فكل المحطات مسيّسة، وبالتالي يجب التحضير ليكون هناك منبر إعلامي خاص به، واصفاً الوضع في لبنان بأنّه من سيّء إلى أسوأ، ومن ضيّق إلى أضيق.

وقال: “لسنا فقط في جهنّم، بل في قعر قعر جهنم التي وُعدنا بها”، واصفاً خيارات الثنائي الشيعي بالصعبة، واضعاً شرط ضبط الحدود ووقف التهريب من أجل التغيير الجذري، مضيفاً “كنّا بدولة أصبحنا بدولتين، واللّه يستر”.

وبالعودة إلى موضوع البطاقة التمويلية، والتي لا تزال في مهبّ المماطلة، ومحاولات تحميل الرئيس نبيه بري مسؤولية تعطيلها، رفضت أوساط عين التينة في اتصالٍ مع “الأنباء” الإلكترونية تحميلها أية مسؤولية فيما خصّ البطاقة التمويلية التي يُفترض أن تنفذها الحكومة اليوم قبل الغد. فإذا كان الموضوع يتطلب تشريعات بمكان ما، فالرئيس بري جاهز لدعوة النواب إلى جلسة عامة لمناقشة هذه الأمور، وما عدا ذلك فلا يجوز تحميل المجلس أي تقصير قد يصدر عن الحكومة أو غيرها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى