سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الحوار المسموح والحوار الممنوع

 

الحوارنيوز – خاص

تابعت صحف اليوم حركة الحوارات الخارجية المتصلة بالملف اللبناني، وكذلك حركة المبعوث القطري وحواراته مع الأفرقاء اللبنانيين، في وقت لا زال الحوار الوطني الداخلي ممنوعا!

  • صحيفة النهار عنونت: تأزّم داخلي تصاعدي وسط تزاحم الوساطات

 

وكتبت “النهار”: لم يعد خافيا ان ما استجمعته الوساطة القطرية “المستجدة” من مناخات واجواء ومواقف جراء عملية الكشف الاستطلاعي التي تولاها الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني عبر لقاءاته في لبنان ولو محاطة بقدر واسع من الكتمان، عكس تفاقم الازمة وازدياد منسوب تعقيداتها قياسا بما كانت خلصت اليه الزيارة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بما اثار مجموعة معطيات جديدة لا تساهم اطلاقا في تزكية التقديرات المتفائلة في امكان “تقاطع” الوساطتين عند بعض المشاركات الأساسية، ولا سيما منها رفع لواء “الخيار الثالث” الذي شكل الرسالة الجوهرية الى جميع الافرقاء اللبنانيين. ذلك ان ثمة جهات مطلعة على معطيات الوساطتين والأجواء الداخلية التي تسود المشهد السياسي في المرحلة الراهنة تخوفت في ظل هذه المعطيات ان تكون القوى الداخلية بمجملها تصلبت اكثر من السابق وتمترست وراء مواقفها وترشيحاتها الثابتة في ظل تلمسها أجواء تستبعد توافق الدول الخمس المنضوية ضمن المجموعة الخماسية على منهج موحد مجددا بعدما اطلق عدم اصدار المجموعة بيانا مشتركا عقب اجتماع ممثلي دولها في نيويورك رسالة سلبية في شأن الملف اللبناني، مهما صدر لاحقا من تصريحات تنفي وجود تباينات بين أعضاء “الخماسية”. وقالت انه على رغم “تقاطع” الاتجاهات الناشئة بين فرنسا وقطر حيال “الخيار الثالث” الذي يشكل مبدئيا الخيار الأنسب والاصح للاتجاه نحو تسوية تخرج الاستحقاق الرئاسي من ازمته التي ستطوي بعد شهر سنتها الأولى، فان هذا التقاطع لم يقترن بعد بمعطيات حاسمة تؤكد او تثبت ان الدول الخمس تتبنى هذا الخيار بما يطلق حينذاك مناخا دوليا ضاغطا بقوة على القوى اللبنانية من شأنه تهديد معطلي هذا الخيار بالانكشاف وتحمل تبعات الخروج عن حالة تسوية لا بد من بلورتها وتقريب موعد اختراق الازمة. وتبعا لذلك تعترف هذه الجهات بان الازمة تجتاز الان مرحلة شديدة الالتباس في انتظار معرفة المسار الذي ستسلكه “الوساطات”. فمع ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان عاد الى التنسيق الثنائي مع المملكة العربية السعودية لم يتبين تماما بعد جدول تحركه المحتمل حيال لبنان وما اذا كان سيمضي ببرنامج سبق ان طرحه لاجراء لقاء موسع في قصر الصنوبر بما يعكس استمرار الوساطة الفرنسية ولو بظروف وحيثيات وطروحات مغايرة عن المرحلة السابقة. كما ان الترقب يسود الجولة التالية للوساطة القطرية لتبين المضمون السياسي والانتخابي لهذه الوساطة وهو ما لم يتضح بعد. وبدا لافتا ان شيئا لم يرشح او يتسرب بعد عن الاجتماع الذي عقد الأربعاء بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان والمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان في الرياض . وكانت المعلومات الرسمية عن اللقاء أفادت انه جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني، والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها. وحضر الاستقبال، المستشار في الأمانة العامة لمجلس الوزراء السعودي نزار بن سليمان العلولا، والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري.

وفي المقابل تفيد المعلومات ان القطريين لم يلمسوا الى الان اي جديد او تبديل في مواقف الافرقاء، لا بل على العكس يظهر ان البعض يزداد تصلبا وعدم تزحزح عن مرشحه للرئاسة ولا القبول بالاسم الذي يخالفه في التوجهات والخيارات.ولكن رغم الطريق الرئاسية الصعبة لم يصل الموفد القطري الى القول انه سيتراجع عن مواصلة مهمته في حال حصر الوساطات بالدوحة بتفويض “خماسي” . وهو ما لا تستبعده مراجع متابعة عن كثب لازمة الرئاسة وترجع اسباب ذلك الى انه لم يعد في امكان باريس القيام بأكثر مما بذلته ولا يعني ذلك تخليها عن لبنان وشجونه المفتوحة. ومن المتوقع ان يبدأ وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي زيارة لبيروت في الايام المقبلة استنادا الى الحصيلة التي يجري تجميعها بهدوء .

 

المشهد الداخلي

في غضون ذلك حافظ المشهد الداخلي على رتابة الانتظار فيما تواصل تسجيل المواقف السجالية حيال الازمة . في هذا السياق اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع امس “ان محور الممانعة والتيار الوطني الحر غير جديرين بالحكم وان هذا المحور “عايش على غير كوكب” اذ ان اهتماماته مختلفة تماما لديه “الشيطان الاكبر والشياطين الصغار” ويصب اهتمامه على كيفية مواجهتها. وعلى سبيل المثال لا الحصر، يطالب هذا المحور برئيس للجمهورية يحمي “ضهر المقاومة” اي يسعى الى الاتيان برئيس يوافق على ما يقوم به، فيما نحن نرغب بانتخاب رئيس للبلاد يهتم بالصناعة والتجارة والزراعة والبنى التحتية وبتطوير كل القطاعات في لبنان”. وأضاف : “اما “التيار” فـ”قصة ثانية”، لها علاقة بكل شيء الا بالشان العام فهذا من آخر اولوياته، باعتبار ان جل ما يهمه مجموعة اولويات ترتبط ببقائه في السلطة والسيطرة عليها وتأمين مصالحه الشخصية”.

وتطرّق جعجع الى مسألة طرح الحوار، قائلا: “صديقنا العزيز الرئيس بري تحدث عن خطة للخروج من الازمة اي القيام بحوار لمدة اقصاها 7 ايام في مجلس النواب، على ان ينتهي مهما كانت النتيجة بالدعوة الى جلسة انتخاب مفتوحة، ولأننا في هذا الظرف الصعب لن ندخل بألاعيب لا جدوى منها، رفضنا الطرح. وفي الامس اعلن رئيس المجلس انهاء طرح هذه المبادرة لأن عددا من الكتل لن يشارك فيه، ما يعني انه على الرئيس بري اعتبار الحوار قد فشل وعليه عندئذٍ، كما قال سابقا، الدعوة الى عقد جلسة بدورات متتالية لا تنتهي الا بملء سدة الرئاسة، ولكنه للأسف ما زال يرفض ذلك”. وأضاف : “ان اتهام الموارنة بالتعطيل على الموضة اليوم، اذ يقوم البعض بذلك حاليا وكأن النواب الموارنة من يخرجون من الجلسات فور انتهاء الدورة الاولى. من الممكن ان نجد قسما من الموارنة “عاطلين او مناح” كما كل الطوائف، ولكن هذا لا يبرر هذه الموضة الجديدة لتنصل الآخرين من المسؤولية”.

  • صحيفة الأخبار عنونت: لودريان للسعودية: أعطوني فرصة ثانية!

وكتبت الأخبار:بعدَ إعطاء الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف – لودريان إشارة الالتحاق بموقف «الخماسية» الخاصة بلبنان، وحثّ اللبنانيين على البحث عن خيار ثالث للخروج وكتبت تقول: من أزمة الانتخابات الرئاسية، توجّهت الأنظار إلى الخطوة الجديدة المنتظرة من الأطراف الخارجية، ولا سيما بعدَ التهديد الذي أطلقه لودريان بإجراءات عقابية، مثل وقف التمويل عن مؤسسات لبنانية رسمية في حال عدم التجاوب.

وجديد الاتصالات، كان لقاء الرياض بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ولودريان بحضور المستشار نزار العلولا وسفير المملكة لدى لبنان وليد بخاري، وهو ما أرادته فرنسا للتأكيد على عودة باريس إلى ركب «الخماسية». لكن مع تبدل في موقفها، والتراجع عن دعمها مبادرة تتبنى انتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل تعيين رئيس حكومة يُسمّيه الطرف الآخر. وقال منشور لوزارة الخارجية السعودية على منصة «X» إنه «جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تكثيف التنسيق المشترك في العديد من المجالات، بالإضافة إلى مناقشة آخر تطورات الملف اللبناني»، وعلمت «الأخبار» أن «الاجتماع استمر حوالي الساعة، وتناول محطات المبادرة الفرنسية وما وصلت إليه»، وقد عبّر الجانب السعودي عن «ارتياحه وسروره لجهة أن باريس اقتنعت بوجهة نظر المملكة في ما يتعلق بالأزمة اللبنانية، وعادت لتتبنّى طروحات الرياض التي تقول بوجوب انتخاب رئيس لا ينتمي إلى أي جهة». وقالت المصادر إن «المجتمعين أكّدوا على طي صفحة المبادرة الفرنسية بالشكل الذي كانت عليه، والذهاب إلى طرح صيغ توافقية بالتنسيق مع الدول الخمس، استناداً إلى نتائج الاجتماع الخماسي الأول في باريس والثاني في الدوحة، وأن لقاء الرياض وفّر مناخاً جديداً وتجاوزاً للتباينات التي ظهرت في اجتماع نيويورك الأخير». ولفتت المصادر إلى أن «باريس ليست مرتاحة لفكرة أن تتولّى قطر دور الوساطة بدلاً منها، وأن الفرنسيين يريدون غطاء السعودية لاستكمال المهمة بالتنسيق مع الدول الخمس، كون فرنسا تريد أن تحافظ على دورها في المنطقة من خلال لبنان».

 

لقاء الرياض تزامن مع استكمال الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني حراكه في بيروت بهدف الاستطلاع حول الخيار الثالث، وتسعى قطر إلى تولي دفة الاتصالات بدل باريس، لكنّ الدوحة تتبنى الوجهة نفسها، بأن تسعى لتأمين «طريق العبور الإلزامي الذي يمثله حزب الله لأي رئيس جمهورية».

 

كما تزامن لقاء الرياض مع إعلان الرئيس نبيه بري تجميده مبادرته لحوار يسبق عقد جلسات انتخاب متتالية، والمواقف العالية للنائب السابق وليد جنبلاط، الذي اتهم القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر «بإجهاض فرصة الحوار». وسبقَ ذلك، نبرة هجومية لجنبلاط ضد السعودية «بعدَ أن شعر بأن السقف العالي لمعراب يأتي بتحريض خفي من المملكة لذا توجه بالسؤال مباشرة إليها عما تريده في لبنان».

في ضوء ذلك، يتوقّع المعنيون في لبنان، بحصول موجة ضغوط جديدة من قبل أطراف اللجنة الخماسية، خصوصاً أن باريس تبنّت موقفاً منسجماً مع أميركا والسعودية وقطر ومصر. ويراهن هؤلاء على دفع حزب الله إلى التخلي عن دعمه ترشيح فرنجية، علماً أن الحزب أكّد للموفد القطري أنه متمسّك بموقفه. وتساءلت المصادر «كيف سيتعامل لودريان الذي استهلّ جولته الأخيرة من عين التينة وختمها كذلك مع الرئيس بري، بعد تراجع الأخير عن دعوة الحوار. فهل سيحاول مجدداً مع قوى المعارضة لإقناعها بضرورة المشاركة، أم سيتولى هو دعوة الكتل النيابية إلى حوار في قصر الصنوبر كما كان مطروحاً سابقاً؟»، علماً أن هذه القوى تتصرف على أنها «انتصرت في الجولة الماضية حيث إن إصرارها على رفض التسوية أطاح بحظوظ فرنجية، وهي تستعد اليوم لجولة ثانية من أجل فرض الدعوة إلى عقد جلسات انتخاب من دون المرور بالحوار وسترفض كل ما يعرضه لودريان أو غيره إذا كان في غير هذا الإطار».

 


* صحيفة الأنباء عنونت: نقاشٌ رئاسي في الخارج وتصلّبٌ في الداخل.. التردّي مسؤولية كل المشاركين في بقائه

وكتبت تقول: مع استمرار المراوحة السلبية في الملف الرئاسي المتنقل بين طاولات البحث في الخارج أكثر منها في الداخل، حيث القوى المعنية في لبنان لا تجد نفسها معنية سوى بمزيد من المواقف المتصلبة على حساب المصلحة الوطنية.

وفي هذا الإطار رأى النائب عبد الرحمن البزري في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن المسعى القطري والجهود التي يقوم بها الأشقاء العرب وبعض الدول الصديقة وخاصة أعضاء اللجنة الخماسية هي جهود مشكورة لأن الهدف منها مساعدة لبنان للخروج من الأزمة، نافياً معرفته بأية تفاصيل عن المسعى القطري وما هي صيغته. لكنه لفت في الوقت نفسه الى أن المساعي التي تولاها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان “اصطدمت بعراقيل كثيرة، ما يمنع دول اللجنة الخماسية من القيام بمبادرة لانتخاب الرئيس وإنقاذ لبنان من أزمته”، ولفت إلى أن “الجهد مستمر على الرغم من عدم صدور بيان عقب اجتماع اللجنة في نيويورك، لكن يبقى الرهان على الحل الدولي والإقليمي ضعيفاً بدون ملاقاته بحراك داخلي”.

البزري شدد على أن “محاولة البعض مقاربة الملفات السياسية بنفس الروحية التي كانت متبعة في مكافحة الفساد ومكافحة الهدر، ما زالت تحول دون الاتفاق على الحل، لأن المطلوب إعادة بناء الدولة على أسس جدية”، داعيا لتعامل داخلي مختلف عما رأيناه في السابق، إذ إن “الحوار هو احد المقاربات، وهناك مقاربات عدة، منها التشاور القائم. فإذا كان هناك من يعترض على الحوار بالشكل فيمكن الاستعاضة عنه بالتشاور والتلاقي، فالمهم أن نبادر وأن لا نبقى مكتوفي الأيدي”.

وبما أنه لا الحوار مقبول من كل القوى، ولا البدائل متوفرة، ولا احتمالات التلاقي على الخيار الثالث قائمة حتى الساعة، فهذا يعني مزيداً من التراجع في مستويات عدة، يترافق ذلك التقهقر الحاصل في مختلف قطاعات وإدارات الدولة، وغياب أصحاب القرار الحكومي عن مبادرات علاجية وإجراءات حقيقية، والمسؤولية تقع على كل من هو مشارك في إبقاء هذا الوضع المتردي بصرف النظر عن نسبة مساهمته بذلك.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى