اجتماعياتمنوعات

شبابيك الأرض البعيدة..( أيمن سلامة)

 

أيمن سلامة – الحوارنيوز- خاص

 

لرفيقي نضال*،

الهادئ كجبل صامت، المبتسم دوماً كوردة، الترابي السمرة، الجنوبي القسمات والهوى، الذي طوى عمره اليوم ورحل…

ولكل رفاقه الذين طووا أعمارهم قبله…

 

لم نقرأ الكثير

من كتب الفلاسفة

أن رؤوسنا الطفولية

ما كانت لتهضم، على طراوتها،

كلامهم الحجر

ولم نستمع في الأصل

لتنظير لصوص الدين

ذوي الوجوه الكالحة

في ثياب الملائكة

يبشرون الصابرين بالنصر

إن هم إعتصموا بحبالٍ من وهمٍ

ولم ننتظر مدداً

يأتينا في صناديق الدعم

من أشقاء لم يفلحوا يوما

حقلاً بمحاريث دعساتهم الهادرة

فوق رحى الهضاب

التي حام فوقها غراب الحرب…

كان يكفينا،

أن نفتح في الصباح

الشبابيك التي أُغْلِقت

على عيون أمهاتنا

لنرى الأرض البعيدة

التي إحتلها وحش الخراب

وفوقها دمعتين من دماء

على شكل إقحوانة

وأن نقرأ خطوط القهر

على جباه آبائنا العالية

فتشدنا بحروف من حب

إلى حبة القمح التي

نسوها في الحقل

يوم جرهم أزيز الطائرات

إلى خيم اللجوء البائسة

فصارت سنابلها اليابسة

خريطة على شكل وطن،

لنمتشق أغانيينا الخجولة

أخمسية الطي

الواضحة الدرب

نذخرها برصاص

من لحنٍ حزينٍ

تحديه جداتنا اللواتي

 إتشحنا بسواد الجنائز

ونطلق على المحتل

ما في قلبنا من حقد

فتطير سنونة في الجو

ويرفرف طير حمام

فوق القرى الذابلة في الفجر

وتبكي صبية في السر

أن بعضنا قد عاد

وأن الذي وعدها من بيننا

بخاتم من خزام

في يوم خطوبتها

قد صار أقحوانة في الأرض

وأنه، قد صارت روحه

سنونة تطير في الجو….

*مهداة إلى روح عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني حسن عوالي ( نضال الأسمر) الذي توفي امس بعد مسيرة نضالية حافلة ويوارى الثرى في جبانة بلدته تولين – قضاء مرجعيون غدا الأربعاء.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى