سياسةمحليات لبنانية

العلامة الخطيب في خطبة الجمعة:الحوار هو القاعدة الوحيدة والمنطقية للتوافق..والأولى بلبنان أن يستفيد من كل عناصر قوته

 

الحوارنيوز – محليات

رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب أن “الحوار والتوافق على مصلحة لبنان هو القاعدة الوحيدة والمنطقية للحوار كمعبر وحيد للتوافق، وليس على قاعدة المنتصر والمهزوم الموهومة”.

وقال في خطبة الجمعة إن “الأولى بلبنان في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة أن يستفيد من كل عناصر قوته ،لا أن يرهن نفسه للضعف والوهن الذي يدفع العدو لاستضعافه وابتزازه ورفع وتيرة التنازلات. ونحن في هذا المجال نعوّل على حكمة الرؤساء الثلاثة الذين يمسكون بهذا الملف”.

أدى العلامة الخطيب الصلاة اليوم في مقر المجلس في طريق المطار وألقى خطبة الجمعة التي قال فيها:

  أيها الأخوة،

 قال تعالى: (وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ قَوْلًۢا بَلِيغًا)..

وهو اعتماد النصح وقول كلمة الحق والصدق وخصوصا في تناول الشؤون الوطنية، واهمها القضايا التي تتعلق بمصائر الاوطان وقضايا الإنسانية العامة التي تحتاج الى التجرد عن المصالح الفئوية والذاتية والخروج الى الفضاء الانساني الاوسع على اسس اخلاقية ومنطقية. ومن هذا المنظار فلا يمكن ان تكون المقاربات للأجوبة على الاشكاليات الا متقاربة، وتفضي الى حلول منصفة تحقق الامن والاستقرار والمصالح الوطنية العامة. اما اذا كانت المنطلقات للمقاربات قائمة على الانغلاق على الذات والافق الضيق، فستكون النتائج كارثية، لأنها ستفتقد القواعد الاخلاقية والمنطقية وتبتعد عن الصدق، ويحل معها المكر والخداع والكذب وتنتهي الى تعقيد الامور وابتعاد الحلول وتفضي الى الصراع الذي لن تكون نتائجه الا المآسي والدمار والخراب. 

ولقد شهدنا وعشنا كلبنانيين هذه التجارب وهذه المآسي التي كان منطلقها ضيق الأفق ورفض بناء الدولة العادلة والقادرة التي تتسع لكل ابنائها والاصرار من البعض على الغَلَبة والكسر والانكسار ورفض الآخر والتعالي عليه وسحقه، فأما أن يُحقّق مأربه بالانتصار عليه أو يرفض العيش معه، الامر الذي يستحيل معه بقاء للوطن، رافضاً للحل المنطقي بالاقتناع بالتساوي معه في الحقوق والواجبات الذي معه فقط يتم حفظ الوجود للجميع . 

إنّ الخطاب اللامنطقي الذي يتناول به البعض موضوع السلاح والاصرار منه على أن الحل هو بنزعه،  ولو بالطلب من العدو ومن خلفه، ومن دون تقديم أي تبرير او تفسير منطقي، لا يُفهم الا بهذه الخلفية، خلفية الكسر والانكسار، وبجلافة من يريد إفهام جمهور المقاومة بالهزيمة والتعاطي معها بأنها العدو، من دون من هو العدو الحقيقي للبنان حسب الدستور، يدفع بالامور الى ما لا تُحمَد عقباه، وهو كمن يدعو نفسه للانتحار على طريقة “اقتلوني ومالكا”، وهو ما لا يمكن لنا أن نُوفّر له امكانية التحقق . وسيُفشل العقلاء من اللبنانيين هذا المشروع الانتحاري، ولن يدَعوا أحداً أخذهم الى هذا الجنون. 

وعلى هؤلاء احترام موقفهم الذي عبَّروا عنه بانتخاب فخامة رئيس الجمهورية والالتزام بخطاب القسم، وكان واضحاً في أن موضوع السلاح مسألة داخلية تُحلّ بالحوار لا بالفرض والنزع كما يحلو لهم أن يُعبّروا. فلبنان لن يُحكَم الا بالتوافق، فليكن التوافق على بناء دولة حقيقية عادلة وقادرة على حماية سيادتها وكرامة أبنائها، أمام عدوٍ غاشمٍ متربّصٍ وطامعٍ بأرضه وثرواته وانتزاع دوره وهو ما زال يمارس غطرسته مستبيحاً لبنان أرضاً وجواً مرعداً ومزبداً.  

ولتكن ذكرى مجزرة قانا التي تصادف اليوم عبرة لهؤلاء، إن كانوا ممن يعتبر ويتذكر، وانى لهم التذكر وهم يرون ما يرتكبه هذا الوحش الكاسر من جرائم في مشاهد حية يندى لها جبين الانسانية بحق اللبنانيين والفلسطينين، دونما حاجز من قانون دولي او منظمات دولية ، وخصوصاً في غزة والضفة الغربية اذا كانوا يرون او يسمعون او كان لهم قلب، لذلك فالحوار والتوافق على مصلحة لبنان هو القاعدة الوحيدة والمنطقية للحوار كمعبر وحيد للتوافق، وليس على قاعدة المنتصر والمهزوم الموهومة، فليس هناك من هزيمة سوى  الهزيمة النفسية التي يعيشها هؤلاء ويريدون أن يشاركهم الآخرون هذا الشعور.

فالأولى بلبنان في هذه المرحلة الدقيقة والخطيرة أن يستفيد من كل عناصر قوته ،لا أن يرهن نفسه للضعف والوهن الذي يدفع العدو لاستضعافه وابتزازه ورفع وتيرة التنازلات. ونحن في هذا المجال نعوّل على حكمة الرؤساء الثلاثة الذين يمسكون بهذا الملف. فالتاريخ سوف يُسجّل في صفحاته المواقف في زمن الشدة. فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرةٍ شراً يره .. والسلام عليكم ورحم الله وبركاته.

﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ﴾.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى