دولياتسياسة

الصاروخ الاستراتيجي اڤانغارد:روسيا وحلفاؤها يغيرون وجه العالم!

 

محمد صادق الحسيني
التهديدات  التي يطلقها الرئيس المهرج دونالد ترامب ووزيره المشعوذ بومبيو ، ضد ايران وقراراتهم بفرض العقوبات يميناً وشمالاً ما هي الا دعايةً انتخابية رخيصة على الطريقة الهوليودية لا تحمل في طياتها اي تأثيرات جدية على موازين القوى الدولية انما هي مخصصة حصراً لانجاح حملة ترامب الانتخابيه …
ومن نافل القول طبعاً ان دعوات ملك السعوديه ، خلال كلمته التي وجهها للجمعية العامه للامم المتحدة  ، لا قيمة لها ولا علاقة لها بالواقع ولا تدل الا على تبعية مطلقة لواشنطن تستند الى اوهام بانها ستحمي العرش السعودي الآيل للسقوط بعدما تخبط في اوحال المستنقع اليمني وامعن في سفك دمه الطاهر وهو يلوذ اليوم بالقاعدة العسكرية المترنحة للامريكيين على اليابسة الفلسطينية ظناً منه انها ستنقذه من الفتح اليمني المبين الذي بات على الابواب  .
ولعل من المفيد في هذا السياق تذكير آل سعود بأن ادارة الرئيس الاميركي جيمي كارتر لم تحرك ساكناً ، لحماية عرش كلب حراستها شاه ايران وهو الذي اعتلى موقعاً اهم  بكثير في مهمات الشرطة الاقليمية، اذ تركته الدولة العظمى  يومها يتساقط كورق الخريف ، وذلك لان واشنطن ليست مستعدة لخوض حروب من اجل احد خاصة الاجراء الرخيصين والصغار ، بل انها ستتركهم يتخبطون في دمهم وعميهم و سريعاً ما تذهب للبحث عن عملاء جدد بدلاً عن اولائك الذين يسقطون، ولا غير …!
ثم ان امريكا مشغولة عنه وعن امثاله في هذه اللحظة التاريخية، وعن المنطقة كلها في معركة من العيار الثقيل على مستوى الحروب الكونية وموازين القوى الدولية في مكان آخر تماماً …!
فهاهم رجالات ترامب منهمكون في تعزيز حشود واشنطن وقدراتها العسكرية ، في المحيطين الهندي والهادئ ، لمواجهة الخطر الصيني الروسي المشترك ، كما يزعمون ، اذ نشرت مجلة ديفينس وان ( Defense one ) الاميركيه تصريحات هامه لضباط ، من قيادة المحيط الهندي والهادئ Indo – Pacific Command ، دون ان تسميهم واهم ما جاء فيها :
١)ان البنتاغون يقوم حالياً باختبار منظومات اتصالات وقيادة وسيطرة متقدمة جدا. ، في قاعدة غوام الجويه البحريه البريه ( تضم ايضاً وحدات من القوات البريه الاميركيه ) . حيث يقوم ضباط من هذه القياده بمساعدة سلاح الجو على اختبار نظام قيادة وسيطرة وادارة عمليات ومعارك ، يسمى Advanced Battle Management System ( ABMS ) .
٢)يجري حالياً ، بين ‪١٥ – ٢٥ / ٩ /٢٠٢٠‬ ، تركيب وتجربة المنصه الثالثه من هذه الانظمه في قاعدة غوام الاميركيه ( غرب المحيط الهادئ ) ، كما اكد احد ضباط سلاح الجو الاميركي ، الذي يشارك في العمليه لمجلة ديفينس وان .‬
٣) اما قائد قيادة المحيط الهندي والهادئ ( INDOPACOM ) ، الادميرال فيل ديفيدسون Phil Davidson ، فقد صرح لمجلة ديفينس وان ، بتاريخ ١٧/٩/٢٠٢٠ ، صرح قائلاً بان قاعدة غوام هي عقدة اتصالات حيويه ولا بد من اقامة قواعد لنظام الدفاع الصاروخي Aegis في هذه القاعده قريباً .
٤)واضاف الادميرال ديفيدسون قائلاً : لهذا السبب ( اهمية القاعده ) فان قاعدة غوام ستكون اول قاعدة تجري فيها تجربة انظمة الاتصالات ( JACD 2 ) وهذا هو مختصر الاسم الانجليزي لمنظومة القياده والسيطره الشامله : Joint All Domain – Command and Control .
٥)اما عن طبيعة هذه القياده فهي عباره عن غرفة عمليات يتم فيها تجميع كافة المعلومات الاستخباريه ، التي تصل الى الجيش الاميركي وسلاح الجو وسلاح البحريه وسلاح المارينز وكافة فروع القوات المسلحه الاميركيه الاخرى ، لتتم معالجتها الفوريه ، من قبل الانظمه المشار اليها اعلاه والضباط الذين يديرونها ، وذلك بهدف تحليل المعلومات واتخاذ القرار العملياتي النهائي بشأنها ، وابلاغه فوراً للقوات المكلفه بالمهمات القتاليه ، في كافة صنوف القوات المسلحه الاميركيه ، حسب ما قاله الادميرال ديفيدسون للمجله .
٦)واضاف الادميرال ديفيدسون قائلا. : ان القدرات / الامكانيات الاستخباريه والاستطلاعية المدمجة ( التي يتم جمعها ووضعها بتصرف مركز قياده موحد ) سيكون لها اهمية قصوى ، في المناوره بالقوات ، انطلاقاً من غوام ، سواءً كانت تلك قوات جوية او بحرية او من سلاح المارينز . وهذا ما سيساعد القوات البريه ، العامله في المناطق القريبه من القاعده ، في تعزيز قدراتها الميدانيه ، خاصة وان قاعدة غوام ستكون أولى القواعد الاميركيه المستهدفه ، في حال وقوع المواجهه .
٧)وفِي معرض استعجاله نصب قواعد الاتصالات المدمجة هذه ، الى جانب انظمة الدفاع الصاروخي ، فان الادميرال ديفيدسون يتابع قائلاً ، وفِي نفس التصريح الذي ادلى به لمجلة ديفينس وان ، يتابع قائلاً ان نظام الدفاع المدمج ( المشار اليه سابقاً باسم نظام القياده والسيطره المدمج ) ضروري جداً لمنع العدو من اخراجنا من المعركة ( هزيمتنا التي لا يقولها مباشرة ) بسرعة وبسهولة ودون تكلفة .
٨)بعد ان تم نصب المنصه الثانيه لنظام AMBS ، اي لنظام القيادة والسيطره وادارة العمليات ، بداية هذا الشهر فانه اصبح من الممكن رصد مجموعه من الصواريخ المجنحة وقدرة القيادة الميدانيين من التعامل معها واسقاطها / ابطال مفعولها ( To take it out ) ، بواسطة مدافع عملاقة ، كما وصفه ضباط الميدان هناك .
٩)الا ان الادميرال ديفيدسون اصر ، في التصريح الذي ادلى به للمجلة ، ان نظام الاتصالات المدمج ، المذكور اعلاه ، اساسي جدا لاية عمليات هجوميه ( تنطلق من القاعده ) . خاصة وان هدفنا هو ، في نهاية الامر ، ان نكون قادرين على مواجهة اية وسائل استطلاع او اسلحة هجومية معادية تستهدف القاعدة ، وذلك بالاعتماد ، يوماً ما ، على دعم الذكاء الصناعي ، الذي سيكون يعمل بشكل وثيق مع الطاقات البشريه ( اي مع ضباط الاستخبارات الذين يعملون في غرفة العمليات المشتركه المذكوره اعلاه ) وذلك بشكل يسمح بتزويد الجهات المعنيه وفي الوقت المناسب لصياغة نتيجة العمل المشترك ( يريد القول : لتمكين القياده العسكريه في التصدي للعدو بنجاح ) .
اي النجاح في تحقيق الاهداف التي ذكرها الادميرال اعلاه .
اذاً من جديد تريد واشنطن التاكيد على مواصلة  حشودها الاستراتيجيه ، ضد روسيا والصين ، على المدى البعيد ، وضد إيران على المدى القريب والمتوسط . وهو الامر الذي تؤكده عقوبات ترامب المتواصله وتصريحاته وتصريحات مسؤوليه المتعاقبه في هذا الشأن كما ذكرنا اعلاه .
ولكن ماذا اعد ثلاثي القوة العالمية الصاعدة بقيادة روسيا من اسلحة خارقة ونادرة وقاصمة لكل موازين القوى التقليدية !؟
انه الصاروخ الاستراتيجي الفرط صوتي اڤانغارد(الطليعة) والذي كرم بوتين مصنعه قبل يومين في برنامج تلفزيوني علني معلناً عصر هيمنة السلاح الروسي وحلفائها على العالم الجديد..
فماذا نعرف عن اڤانغارد..؟
– اسمه بالانجليزيه هو : Avangard .
– اعلن الرئيس الروسي عن وجوده ، الى جانب خمسة اسلحه جديده اخرى لاول مرة ، بتاريخ ١/٣/٢٠١٨ .
– تصنيف هذا الصاروخ : صاروخ حربي استراتيجي ، يسمى بالانجليزيه : Intercontinental balletic missile ( ICBM ) .
– طبيعة هذ الصاروخ : بعيد المدى مخصص لحمل رؤوس نوويه بقوة ٢ ميغان ( ميغاطن يعني مليون طن ) ، اي ان القوه التفجيريه لهذا الرأس النووي الذي يحمله صاروخ أڤانغارد تساوي تفجير مليوني طن من مادة TNT .
– وزن الصاروخ ٢ طن وطوله خمسة امتار واربعين سنتمتراً .
– سرعته تتراوح بين ٢٠ – ٢٧ ضعف سرعة الصوت ( يتم تحديد السرعة من قبل قيادة الصواريخ الاستراتيجيه حسب الهدف الذي سيتجه اليه الصاروخ ) . وهذا يعني ان سرعته تتراوح بين ٢٤،٦٨٠ كم – ٣٣،٣١٨ كم في الساعه ( ثلاثة وثلاثون الفاً وثلاثمائة وثمانية عشر كيلو متراً في الساعه ) .
علماً ان المسافة بين موسكو والساحل الشرقي للولايات المتحده ( يعني بوسطن / نيويورك / واشنطن / ميامي ) تبلغ حوالي ٨٠٠٠ كم ( ثمانية آلاف ) . بينما تبلغ المسافه بين موسكو والساحل الغربي للولايات المتحده ( يعني لوس انجيلوس / سان فرانسيسكو / سياتِل – مصانع شركة بوينغ – حوالي ٩٠٠٠كم ( تسعة آلاف كم ) .
– بتاريخ ٢٧/١٢/٢٠١٩ دخل اول فوج ، من صواريخ أڤانغارد ، الخدمة القتالية في قوات الصواريخ الاستراتيجيه الروسيه . كما تم تجهيز فرقة الصواريخ الاستراتيجيه الثالثه عشره ، ومقرها مدينة ياسني Jasny ( الواقعه على بعد ٥٠٠ كم من مدينة أورينبورغ Orenburg وهي عاصمة المقاطعه التي تحمل نفس الاسم . علماً ان هذه المدينة تقع على بعد حوالي الف وخمسمائة كيلو متر الى الجنوب الغربي من موسكو .
– مدي الصاروخ : قادر على الوصول الى اي نقطة في العالم .

اما الاسلحه الاخرى التي تحدث عنها الرئيس الروسي ، سنة ٢٠١٨ ، فهي :

١)صاروخ بوريڤيستنيك النووي Burivestnik باللغة الروسيه وتعني طير النوء / او النورس / ( يعمل بالطاقه النوويه ) وبامكانه التحليق في الاجواء لمدة سنوات . ويسمى في لغة الناتو SSC – X – 9 Skyfall .
٢)صاروخ كينجال ( Kinjal ) ، وهو صاروخ جو / ارض / ، يطلق من الطائرات الحربيه .
وزن الصاروخ : اربعة اطنان .
طول الصاروخ : سبعة امتار وقطره متر كامل ( يعني عيار ١٠٠ سم ) .
تسليحه : اما رأس نووي او رأس حربي تقليدي متشظي ، زنة / ٥٠٠ كغم / .

سرعته : فرط صوتي تصل سرعته الى اثني عشر الفاً وثلاثمائة واربعين كيلومتراً ( ١٢،٣٤٠ كم ) في الساعه . وهو قادر على تنفيذ كل انواع المناورات ، التي يمكن تخيلها ، لتفادي الدفاعات الجويه المعاديه ، خاصة في المرحله الاخيره ، قبل وصوله الى الهدف .
توجيهه : يتم توجيهه من خلال نظام توجيه ذاتي / داخلي مدمج في الصاروخ / ومن خلال نظام الاتصالات الروسي بالاقمار الصناعيه المسمى غلوناس ( GLONASS ) .
مدى الصاروخ : الفي كيلومتر .

٣)صاروخ تسيركون ( Zirkon ) ويطلق عليه حلف الناتو اسم : SS – N – 33 Zirkon .
طبيعة الصاروخ : فرط صوتي ويطلق من البوارج الحربيه على اهداف بحريه .
سرعة الصاروخ : فرط صوتيه وتصل الى تسعة آلاف وثمانمائة واثنين وسبعين كيلو متراً في الساعه .
مدى الصاروخ : يبلغ مداه بين ٢٥٠ – ٥٠٠ كم في الساعه .
الرأي الحربي : يمكن تسليح الصاروخ برأس حربي تقليدي ، يحتوي على ٣٠٠- ٤٠٠ كغم من المواد شديدة الانفجار ( يتم تحديد وزن المواد المتفجره حسب الاهداف التي يراد تدميرها ) ، كما يمكن تسليح هذا الصاروخ برأس نووي .
الخدمه القتاليه : المعلومات الاستخباراتيه الغربيه تدعي انه لم يدخل الخدمه القتاليه حتى الآن وانه سيصل هذه المرحله مع نهاية العام الحالي ، الا ان مصادر اخرى تؤكد دخوله الخدمه القتاليه منذ بضعة اشهر .
٤)صاروخ سارمات ( Sarmat ) الاستراتيجي العابر للقارات ، الذي يسميه حلف الناتو : SS- X – 30 Satan 2 .
وزن الصاروخ : خمسة عشر طناً .
مدى الصاروخ : سبعة عشر الف كيلومتر .
تسليحه : هذا الصاروخ مسلح بسلاح نووي يحمل ١٥ عشر رأساً نووياً يتجه كلاً منها الى هدف مختلف عند انفجار الرأس الاساسي .
٥)نظام الليزر المسمى : بيريسڤيت( Perespvet ) .
استخداماته : يستخدم هذا النظام ، حسب تصريح لرئيس اركان الجيش الروسي ڤالاري غيراسيموڤ ، في حماية صوامع اطلاق الصواريخ الاستراتيجية . كما يستخدم في اعتراض الاجسام الذائقه ، بمختلف انواعها واحجامها ، وتدميرها قبل ان تصل الى اهدافها .
المعلومات المتوفره عن هذا السلاح : لا معلومات استخباريه ، لدى الولايات المتحده والدول الاوروبيه ، عن هذا السلاح حتى الآن .
منصات الاطلاق : حتى الآن يتم اطلاق هذا السلاح من محطات اطلاق ارضيه ثابته لكنه سيصبح نظاماً متحركا في القريب العاجل ، حيث يجري تطويره كي يصبح قائلاً للاطلاق من المسيرات والمروحيات والطائرات الحربيه والعربات العسكريه المدولبة .
٦)الغواصات النوويه المسيره ، بوسايدون ( Poseidon) .
– غواصه مسيره تعمل بالطاقة النوويه .
– قدرتها على الغوص : تصل الى الف متر تحت سطح البحر .
– مداها : يبلغ مدى هذه الغواصه عشرة آلاف كيلومتر .
– طولها ٢٤ متر وسرعتها ٢٠٠ كم في الساعه .
تسليح هذه الغواصه : يضم تسليح هذه الغواصه المسيره رأسين نوويين بقوة خمسين او مائة كيلوطن ( الكيلوين يساوي الف طن من مادة TNT الشديدة الانفجار ) .
– طريقة استخدام هذا السلاح : يستخدم هذا السلاح عن بعد ، حيث تكون الغواصه اما راقدة / نائمة / قرب الهدف المعادي ، كالقواعد البحريه او المنشآت الاستراتيجيه القريبه من السواحل ، او يتم توجيه هذه الغواصات الى اهدافها خلال الحرب . وعندما تلتقط ايا من هذه الغواصات ، الجو جميعها ، الامر باطلاق سلاحها على الهدف / الاهداف / فانها تنفذ ذلك فوراً ويتم التفجير بطريقة تحدث امواج تسونامي عاتية جداً تصل الى عشرات الكيلومترات داخل ارض العدو وتدمر كل شيء في وجهها .
اما النوع الاسد فتكاً من اسلحة هذه الغواصه فهي القنابل ، التي يطلق عليها اسم القنابل المُمَلَحَهْ ( Salted Bomb ) ، وهي قنابل اشعاعات نووية تلوث مساحات شاسعة جداً ، من اراضي العدو ، ولزمن طويلٍ للغاية .

علماً ان جميع هذه الاسلحة الاستراتيجية الروسية ، التي لا ولن يكون هناك مثيلاً لها في العالم حتى نهاية هذا القرن ، قد صنعت بعد انسحاب الولايات المتحده الاميركيه من اتفاقية الحد من انظمة الصواريخ المضادة للصواريخ ( او الدرع الصاروخي ) ، التي تسمى باللغة الانكليزية : Anti – Ballistic Missile Treaty ( ABM) ، التي كانت قد وقعت ، بين الاتحاد السوڤييتي والولايات المتحده الاميركيه ، بتاريخ ٢٨/٥/١٩٧٢ .
وقد انسحبت الولايات المتحده الاميركيه من هذه الاتفاقيه ، بعد حادثة تدمير برجي التجاره في نيويورك ، بتاريخ ١١/ ٨ /٢٠٠١ ، بحجة ضرورة صناعتها لصواريخ استراتيجيه جديده او جيل جديد من الصواريخ لحماية اراضيها كما ادعت ، وكأن عملية التدمير نتجت عن قصف معادٍ بصواريخ استراتيجيه عابره للقارات .

بينما كان الهدف الحقيقي ، من وراء الانسحاب ، هو صناعة جيل جديد من الانظمة الصاروخيه العابره للقارات ، مستغلةً الضعف الذي كانت تعاني منه روسيا آنذاك ، بهدف اخضاع روسيا للشروط الاميركيه ، تمهيداً لتجريدها من اسلحتها بالقوة ، طبقاً للسيناريو الذي طبقته واشنطن في العراق منذ ١٩٩٠ ( تدمير القوه العسكريه كخطوةٍ اولى تمهيداً للغزو والاحتلال ) ، كي تمهد الطريق لاحتلال الاراضي الروسيه والسيطرة عليها عسكرياً وتسليم ثرواتها الطبيعية ( تبلغ ٤٠ ٪؜ من الثروات الطبيعيه في العالم بأسره ) للشركات الاميركيه العابره للقارات ، وتكريس الهيمنة الاميركي على العالم اجمع نتيجةً لذلك .

اذن فهذه هي الاسلحة الخارقه ، التي تجعل صاروخ ترامب الخارق ، الذي اسماه بالانجليزيه : Super Duper Missile ، وهو ليس الا الصاروخ الاميركي من طراز AGM – 183 ARRW ، الذي قال عنه الخبير العسكري الروسي الشهير ، ڤيكتور موراخوفسكي ، ان المهندسين الاميركيين عاجزون عن السيطرة على هذا الصاروخ ، الذي يدعي ترامب ان سرعته تصل الى حوالي عشرين الف كيلومتر في الساعه .
كما علق رئيس المؤسسه الفضائيه الروسيه روس كوسومس ، ديميتري روغوزين ، على ادعاءات الرئيس الاميركي ساخرًا بالقول : ما العمل ؟ اننا جاهزون للاستلام .

في ضوء ما تقدم ، مضافاً اليه ما هو قريب منه في صنوف الاسلحة الصينية ، وما تمتلكه ايران من قوةٍ صاروخيةٍ وبحريةٍ وقوات برية قادرة ، وان بحدود  الصعيد الاقليمي، فان النتيجة الموضوعية الوحيدة لتقييم هذا التفوق التسليحي الهائل ، الى جانب التفوق التكنولوجي في صناعة الصواريخ في كل من روسيا والصين ، التي تعتبرهما الولايات المتحده ، حسب تصريحات وزيري الحرب والخارجية الاميركيين ، الخطر الرئيسي عليها ، نقول ان نتيجة التقييم الموضوعي الوحيده تقول :

ان هذا هو السبب الرئيسي ، الذي يجعل من انسحاب القوات الاميركيه ، من جميع مناطق "الشرق الاوسط" ، امراً واقعاً مع وقف التنفيذ ، الى ما بعد الانتخابات الرئاسيه الاميركيه ، وذلك لان مواجهة ما تزعمه واشنطن من خطر روسي صيني استراتيجي يحتم عليها اعادة النظر في انتشار قواتها العسكريه في العالم اجمع ويجعل وجود هذه القوات في "الشرق الاوسط" عديم الفائدة تماماً ، خاصةً في حال حصول نزاع عسكري دولي سيجعل وضع هذه القوات اشبه بوضعية اقراص الفلافل داخل شطيرة ( ساندويش ) الفلافل ، وذلك بسبب سهولة حصارها من الجنوب ( مضيق باب المندب ومضيق هرمز ) ومن الشمال الغربي ( مضيق جبل طارق الذي ستغلقه القوات البحريه والجويه الجزائريه ) ، بالاضافة الى بعد هذه القوات عن مسرح العمليات المفترضة ، بين الصين والولايات المتحده ، والذي سيكون بشكل اساسي في المحيط الهادئ وشرق المحيط الهندي .
عالم يتراجع ويتساقط وينحدر نحو الفناء
وعالم يتقدم وينهض ويتجه لولادة جديدة
وجه العالم يتغير رويداً رويداً ومحور المقاومة جزء لا يتجزأ من عالم النهوض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى