سياسةمحليات لبنانية

كرنفال النار..

 


نار في المشرف ونار في عكار، الغيم غاضب لا يُمطر والجوّ في البلاد  كحرارة الأنفس والارواح ،جافّ و حارّ.

سياسيو لبنان يجتمعون، سفراء اجانب يتشاورون، اقتصاديون ومصارف يتآمرون . وحدها الطبيعة في النهاية، بعد إذن من الله، تقرّر.

اشجار الوطن جنود محاربة ، يباس الارض بيئة متعاونة، جفاف بشرة الوجوه و الافكار القاحلة  وقودا لنار مشتعلة في النيات و في الخفاء منذ زمن بعيد .

لسنا ضدّ تدخّل إله النار،انما نسأل من استدعاه الى بلاد  سبقه اليها امراء عسكر الحرب و تجار اقتصاد السلام ، ربما  دعاوى الايتام والمسروقين والمخدوعين والشرفاء مستجابة من دون  رفع صلاة في معبد ومن دون تظاهر في ساحة . دعوة المقهور مستجابة فالنار  غالباً لا تطفئها الا النار.

لا اظنّ النار اميركية ،فلون عينيها في الدبية كان بنيّا. لا اظنّ النار إسرائيلية ، فلا قلنسوة على راسها في بشامون. لا اظنّ النار روسية في زغرتا ،فالنار هنا  اجمل من ناتاشا ونادجدا وإليانا.

كانت جهنم  وكالة حصرية للربّ،لا فرع آخر لها، مذ صار للدنيا أرباب كُثر كأرباب الرأسمال وارباب المصالح. توسعت تجارتها وانتشرت فكان لها فروع واصول وممثلون ومندوبون على شاكلة عملة نقدية وعلى شاكلة مرض مخفيّ ،وعلى صورة كلام طائفيّ وتجاريّ وسياسي ومخابراتي . نار تحرق  الاخضر واليابس وجيوب المحرومين، وتحرق الاسعار والقيم والمبادىء والشرف والدول والاوطان.

اجمل السهرات، سهرة حول النار.

افرطتم ايها الحكام في اطلاق الاسهم النارية في اعراس ابنائكم وافراحكم ،وافرطتم في اطلاق النار على بعضكم البعض. حركاتكم هذه جلبت لنا اله النار شخصياً ،نيران أفعالكم اتت بإله النار  فتفضلوا واستقبلوه وفاوضوه فانتم واياه حال واحد، اصحاب نار واهل الجحيم.

نار في المشرف ونار في عكار، الغيم غاضب لا يُمطر والجوّ في البلاد كحرارة أنفس وارواح الناس جاف وحارّ.

حمى الله الناس  وانقذ عيالهم.
 
 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى