سياسةمحليات لبنانية

قالت الصحف:الحكومة تنطلق لمواجهة الأزمات هذا الأسبوع..الأولوية للمحروقات والكهرباء وتعويل على دور فرنسي في الخارج

الحوار نيوز – خاص

تنطلق الحكومة في عملها هذا الأسبوع ويعقد مجلس الوزراء أولى جلساته بعد الثقة الأربعاء،وبحسب الصحف الصادرة هذا الصباح فإن الأولوية للأزمات المعيشية وفي طليعتها المحروقات والكهرباء ،في حين يبدو الرهان واضحا على دور فرنسي في الخارج لتأمين المساعدات للبنان.

  • وكتبت صحيفة “النهار” تقول: تقلع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هذا الأسبوع في خطواتها العملية الأولى وسط ظروف بالغة التعقيد والصعوبة سواء على صعيد “شبكة” واسعة من الازمات الحياتية والخدماتية والاجتماعية التي تطبق على الدورة اليومية للبنانيين او على مستوى الواقع السياسي الداخلي اذ بدو لافتا ان توقيت ولادة الحكومة وما اثارته أحيته من رهانات متجددة على مرحلة مهادنة او استقرار سياسي لم يؤد الى تحقيق هذا الهدف. ذلك أن إقلاعة الحكومة يفترض ان تكون ببرمجة عملها في الاتجاهات الأكثر الحاحا من خلال الانكباب أولا على معالجة أزمات المحروقات وإزالة ظاهرة الطوابير واستدراك خطر التعتيم الشامل الذي حذرت من بلوغه مؤسسة كهرباء لبنان في أواخر أيلول الحالي.

    أما الموسم الدراسي فبدا انه سبق انطلاقة الحكومة اذ أصدر وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي قرارًا يتعلق بتعديل القرار رقم 385/م/2021 لجهة تأجيل بدء التدريس العام الدراسي 2021/2022 في المدارس والثانويات الرسمية لغاية 11/10/2021، وذلك “إفساحا في المجال لمتابعة الحوار البناء مع ممثلي المعلمين”.

    وسيواكب هذه الأولويات التي لا تحتمل أي ارجاء بدء الاعداد لانطلاق مفاوضات لبنان مع صندوق النقد الدولي حول الخطة الإصلاحية للحكومة وخطة التعافي الاقتصادي. واذا كانت الايحاءات الإيجابية التي تركتها زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لباريس ولقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ومواقف الأخير من تجديد دعمه المتواصل للبنان ساهمت في تعبيد الطريق لانطلاقة “منشطة” بجرعة الدعم الفرنسية لميقاتي وحكومته فان ذلك لم يحجب تكاثف الغيوم في فضاء هذه الانطلاقة خصوصا في ظل معطيين لافتين من ركني التحالف السلطوي العهد العوني و”حزب الله ” . فالعهد الذي يبدو على أهبة تنفيذ اجندته الخاصة في السنة الأخيرة من ولايته يتوزع الأدوار مع تياره الحزبي في وضع أولويات سيحاولان فرضها على الحكومة وبدأ “التيار الوطني الحر” يركز عليها كأولويات للحكومة. أما “حزب الله” فبدا لافتا اعتماده خطابا تصعيديا يواكب خطوته المتدحرجة في توزيع المحروقات الإيرانية وتوظيفها علنا في اهداف سياسية لمصلحة محوره “الممانع” بحيث لم يعد الحزب يتوانى عن الإفصاح عنها. ولعل أكثر ما بدا لافتا في الساعات الأخيرة اقحام الحزب لاستحقاق الانتخابات النيابية في هجماته على “الأعداء ” اللبنانيين والخليجيين بذريعة كلاسيكية هي التخوين وكأنه يحاول اقحام استحقاقات الحكومة في التسخين السياسي والانتخابي من الآن. ولذا ستكون الحكومة من اليوم امام بدء الاختبارات الصعبة وربما الشاقة في إطار دائري واسع وستكون الأنظار مشدودة الى مدى قدرتها على الاستجابة السريعة للمطالب الدولية الملحة لترجمة التزاماتها في بيانها الوزاري التي كررها ميقاتي في لقائه مع الرئيس الفرنسي.

    ويعوّل المقرّبون من الرئاسة الثالثة على دور أساسيّ لفرنسا في المرحلة المقبلة على صعيد مواكبة سير الإجراءات الاصلاحية. وتعبّر مصادر الرئيس ميقاتي عن عناوين عريضة سيتمّ العمل عليها بعد الزيارة الفرنسية، التي بدت ناجحة في الشكل من حيث حفاوة الاستقبال وما ذكره الرئيس ماكرون عن مساعدة لبنان ومواكبته اقتصاديّاً من خلال مؤتمرات داعمة للبلاد وتسريع عملية منحه السيولة من أجل ضخّها في الشرايين الاقتصادية. وتعتبر الاصلاحات ممرّ دعم إلزامي لأي صيغة للبنان في وقت يبقى الهامش ضيّقاً ولا بدّ من معرفة كيفية صرف الأموال التي ستحصل عليها البلاد من صندوق النقد الدولي، بعدما توقّف التفاوض في ظلّ حكومة تصريف الأعمال وتأليف حكومة جديدة تتمتّع بكامل الصلاحيات. ويطلب صندوق النقد مجموعة إصلاحات على مستوى آلية العمل المصرفي والمفاوضات ومعرفة من سيتمتّع بالقدرة لوضع كلّ الأمور في المسار الصحيح.

    أما الواقع السياسي الداخلي فبدا مشوبا بكثير من الغموض مع تصاعد تفاعلات تصعيد “حزب الله” لعراضات توظيف إدخاله النفط الإيراني الى لبنان التي يراد لها توسيع نفوذ إيران وذراعها على حساب الانتقاص المتعمد من السيادة اللبنانية واستغلال حالة الاستسلام التي تطبع موقف العهد ومعظم القوى السياسية من هذا الاتجاه.

    “حزب الله”

    وفي هذا الإطار أعلن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أنّه “في حال لم تتحرّك الشركات ومصرف لبنان لتأمين حاجات البلاد من المحروقات سنستمر بإدخال المواد النفطية”، واكد أنّ “حزب الله على استعداد لإدخال المازوت عبر المعابر الحدودية المعروفة ولكنّ البعض في البلد يخاف من أميركا وعقوباتها”. وأشار إلى أنّ موازين القوى هي التي أتت بالمازوت الإيراني إلى لبنان، وأي اعتداء إسرائيلي على لبنان سيقابله ردّ من حزب الله حتى لو جرّ إلى حرب.

    ولم يقف الامر عند حدود كلام قاسم عن انتصار موازين قوى بل ان رئيس كتلك الحزب النيابية محمد رعد فتح مبكرا ملف الانتخابات النيابية من باب اعتبارها معركة حاسمة مع “تسلط الأعداء واعتقادهم وتوهمهم أن الفرصة سانحة للانقضاض على بيئة المقاومة من أجل الفصل بينها وبين المقاومين” . كما اعتبر “ان هؤلاء زحطوا جميعا بالمازوت وانكشفت المؤامرة وبانت قدرة المقاومة على التحدي والمواجهة والصمود، أكبر بكثير مما يظن المتآمرون ومفتعلو الأزمة”.

    وأضاف: “عادوا للتمسكن وشكلوا حكومة نواكبها من الداخل والخارج، ويهيئون الآن الفرصة من أجل خوض الانتخابات النيابية التي هناك شبه إجماع بين الكتل النيابية على موعد الانتخابات في 27 آذار المقبل، بسبب تزامن نيسان مع شهر رمضان المبارك”. وسأل “ماذا يريدون من هذه الانتخابات؟ يريدون الحصول على الأكثرية النيابية ويحضرون كل العتاد والعدة وسنشهد ضغوطا كبيرة على المرشحين من الذين يؤيدون نهج المقاومة، وسيمنعون إذا استطاعوا أن تكون هناك تحالفات وسيضغطون على سحب عدد من المرشحين الذين يمكن أن ينجحوا ويكونوا في صف المقاومة. سيضغطون عليهم إما بالتهديد بمصالحهم خارج البلاد وإما بتهديدهم بعقوبات ستفرض عليهم، وبخاصة إذا كانوا يعملون ولهم مصالح خارج البلاد، وسيحاولون شراء الذمم ودفع أموال باهظة من أجل ان يعدلوا موازين القوى ويسيطروا على الاكثرية المقبلة في المجلس النيابي. كل ذلك توهم منهم بأنهم يستطيعون أن يغيروا المسار السياسي في هذا البلد ويأخذوه الى حيث أخذوا بعض دول الخليج لمصالحة العدو الاسرائيلي وتطبيع العلاقات معه.”

    جعجع

    وفي المقابل أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية ” سمير جعجع ان مسألة المازوت الإيراني تحوّلت إلى عمليّة تدخّل مباشرة وسافرة في السياسة اللبنانيّة الداخليّة من قبل إيران مطالبا الحكومة الجديدة بإيجاد الحلول لهذا الأمر. واعتبر ان المطلوب من الحكومة الجديدة سهل جداً، فهي تريد المساعدات من السعوديّة ودول الخليج وفي الوقت ذاته المكوّن الأساسي وراء هذه الحكومة هو حزب الله وحلفائه. وتابع: مهما قلت سأكون مقصراً، انه عهد الخراب والوبال”.

    ولفت الى إن “شيطنة القوات ليست أمرًا جديدًا إنما بدأت منذ الثمانينات مع صعود الرئيس بشير الجميل، وبدأتها وقتها القوى الوطنية والتقدمية ثم تبنّت هذه السياسة أجهزة الاستخبارات السورية وكأنهم كانوا يجلسون في غرفة واحدة مع غوبلز وعلّمهم إياها، ثم أخذها الجنرال عون والتيار الوطني الحر عن الاستخبارات السورية وغوبلز وما زالوا يكملون بها حتى اليوم”. واعتبر أن “جزءًا كبيرًا من أزمة رئيس الجمهورية أنه يريد أن يضع الجميع عند جبران باسيل وكل ما يحصل اليوم هو أن رئيس الجمهورية يحاول أن يؤمّن الولاية من بعده لجبران باسيل وهذا لن يحصل”. ورأى أن “إيران أعطت المحروقات لحزب الله ليس ليحل المشكلة إنما لتحقيق مكاسب حزبية”. وأضاف: “كل قصة المازوت الإيراني أصبحت عملية تدخّل إيراني مباشر بالسياسة اللبنانية الداخلية”.

    قضية البيطار

    الى ذلك ينتظر ان تشهد الساعات المقبلة تطورا حاسما في المواجهة بين المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار والمسؤولين السابقين الذين ادعى عليهم اذ تترقب الأوساط المعنية مصير التحقيق اذا تبلغ البيطار اليوم طلب النائب نهاد المشنوق رد المحقق البيطار عن التحقيق بما يوجب تعليق مهمته. وفي هذا السياق لفت موقف للوزير السابق أشرف ريفي اذ وجه تحيّة إلى القاضي طارق البيطار محذرا من ان “المجرم يحاول إلغاء التحقيق والسلطة منبطحة عند “حزب الله” ونخشى قيام هذا الحزب بمحاولات لعرقلة التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت”. وقال: “لا مسؤولية لحسان دياب في استيراد نيترات الأمونيوم وتخزينها وعليه المثول أمام القضاء للكشف عمّن طلب منه إلغاء زيارته إلى المرفأ وهروبه هو بقرار من “حزب الله”. وعبّر ريفي عن استغرابه لـ”تحويل دار الإفتاء إلى منبر لعرقلة العدالة والمسؤول الأول عن انفجار المرفأ هو رئيس الجمهورية ميشال عون بخلفيّته العسكريّة”.

  • وكتبت صحيفة “الأخبار” تقول: النتائج الأولى لزيارة الرئيس نجيب ميقاتي لباريس ضرورية وإن لم تكن كافية، تبعاً لبعض التوقعات المغالية التي سبقتها. لم يكن منتظراً أكثر ممّا عاد به. مقدار ذهابه إلى هناك بنيّات، عاد منها أيضاً بنيّات. بيد أن الأصل هو مَن يبدأ أولاً

    ما سمعه الرئيس نجيب ميقاتي في باريس الجمعة قاطع: على الحكومة اللبنانية التي يترأس، المبادرة فوراً إلى برمجة الإصلاحات البنيوية المدرجة في برنامج صندوق النقد الدولي. عنى ذلك أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقرن نيّاته الإيجابية بالمساعدة والدعم، بشروط واجبة لا يسع لبنان إلا استجابتها، إذا كان يريد فعلاً إخراج نفسه من القعر، ويعوّل على حبل باريس لسحبه من أسوأ ما خبره هذا البلد.

    سمع ميقاتي من الرئيس الفرنسي مطالب ومواقف أساسية، منها:

    1 – مباشرة التفاوض مع صندوق النقد الدولي بوفد لبناني رسمي موحّد، يحمل وجهة نظر واحدة لا تكرّر ما خبره الصندوق في المفاوضات السابقة التي أجراها في لبنان، إبان حكومة الرئيس حسان دياب، عندما وجد نفسه أمام وفد لبناني منقسم على نفسه، تتجاذبه وجهتا نظر متناقضتان، إحداهما كانت تمثّل الحكومة والأخرى مصرف لبنان، ما تعذّر معه الاتفاق.

    2 – على نحو جازم، قال الرئيس الفرنسي إن لا مساعدات للبنان، أياً يكن حجمها ومستواها ومبرّرات الحاجة إليها، ما لم يُقدم، بحكومته وبرلمانه، على وضع إصلاحات حقيقية في نظاميه الاقتصادي والمالي، ومباشرة تطبيقها. من ثمّ بعد التأكد منها، تصل المساعدات تباعاً.

    3 – لا يزال في وسع لبنان التعويل على قروض كان قدّمها إليه البنك الدولي في ما مضى، ولم يصر إلى الاستفادة منها. بحسب باريس، لا تزال أموال القروض المخصصة للبنان متوافرة، يمكن الاستعانة بها في مرحلة لاحقة لانطلاق الإصلاح وتلمّس نتائجه.

    4 – وضع الفرنسيون بضع أولويات لمباشرة برنامج الإصلاح، هي الكهرباء وخصوصاً تأليف الهيئة الناظمة، وإدخال إصلاحات جوهرية في القطاع المصرفي كما في النقد ومالية الدولة، ناهيك بمصرف لبنان. عوّلوا أيضاً على دعم الجيش اللبناني والأسلاك العسكرية الأخرى من أجل حماية أدوارها في البلاد.

    5 ـ أظهر الفرنسيون اهتمامهم بإعادة إعمار مرفأ بيروت، خصوصاً في الجزء غير المتصل بالإهراءات، كما بالكهرباء على أن يشرف البنك الدولي على إعادة تأهيل الكهرباء في البلاد.

    6 ـ بدا مثيراً للانتباه توقّف باريس عند الوزيرين الشيعيين اللذين سمّاهما حزب الله في الحكومة وهما وزير الأشغال العامة علي حميّة ووزير الزراعة عبّاس الحاج حسن. أراحها أنهما يحملان الجنسية الفرنسية ما يتيح التعاون معهما، خصوصاً أن الفرنسيين ينظرون بتوجّس إلى محاولة ألمانيا تولي إعادة إعمار المرفأ، مع علمهم أن دون المحاولة هذه عقبات صعبة التذليل إذا كان لا بد من الأخذ في الاعتبار أن ألمانيا أدرجت حزب الله في لائحة المنظمات الإرهابية، والحريّ أن لا يوافق الحزب ولا الوزير الذي سمّاه، وزير الأشغال العامة المعني بالمرفأ، على منح مهمة كهذه لها.

    خلافاً للألمان، حافظ الفرنسيون على تواصل مع حزب الله، وعلى حوار متقطع من خلال قنوات مباشرة وغير مباشرة. أبرز مؤشراته العالية التأثير وليس آخرها، وجود نائب الحزب ورئيس كتلته محمد رعد إلى طاولة ماكرون في قصر الصنوبر في الأول من أيلول 2020، أضف حواره وإن المقتضب معه.

    أما في المواقف السياسية ذات الدلالة التي لمسها ميقاتي من الرئيس الفرنسي أو سمعها، فثلاثة:

    أولها، دعوته إلى غداء عمل رسمي في الإليزيه في اليوم الرابع لنيل حكومته الثقة في البرلمان. ضاعف اهتمام الرئيس الفرنسي بضيفه قصر المحادثات عليهما وعلى مستشاريهما الخاصين، رغم الإشارة السلبية إلى تغيّب وزيريْ الخارجية المعنيين مباشرة بالعلاقات الثنائية التي تناولها الرئيسان، كما بمضمون المحادثات نفسها. مع أن اجتماع باريس كان أول تحرّك يجريه ميقاتي كرئيس للحكومة خارج البلاد قبل أن يمرّ بالسعودية ومصر في أحسن الأحوال، إلا أن أهمية الحدث أنه أول تحرّك رسمي حيال دولة كبرى لمسؤول لبناني رفيع منذ حكومة دياب، بدا لبنان خلال الفترة المنصرمة كأنه محاصر من الغرب والشرق في آن، مقاطع ومحظّر التواصل معه.

    ما بَانَ في محادثات باريس ودلالاتها، أن أياً من دول الغرب والشرق لا يقاطع هذا البلد الذي يمتنع عن استجابة ما يلحّ عليه المجتمع الدولي لمساعدته ونجدته من أزمته الخانقة، ناهيك بإهدار 13 شهراً بلا حكومة وسلطة إجرائية تتحدّث إلى الخارج أو تتفاوض معه. قال الفرنسيون إن أحداً في المجتمع الدولي لا يريد للبنان الانهيار. أما المضاف، المكمّل لبداية انفتاح الخارج، الذي تكشّف في الساعات الماضية، فهو زيارة مسؤول أميركي لبيروت هذا الأسبوع هو آموس هوكشتاين كان سبق له أن جال بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية ما بين البلدين قبل المفاوضات غير المباشرة. هي إشارة إضافية إلى مقاربة جديدة للبنان في ظلّ حكومته الجديدة، وإن بملف منفصل تماماً عن مهمة رئيس الحكومة.

    ثانيها، إبداء الرئيس الفرنسي استعداده للمساعدة على ثني دول الخليج العربي عن مقاطعة لبنان والابتعاد عنه، والطلب منها الوقوف إلى جانبه ودعمه. بيد أنه استثنى السعودية من هذه المحاولة. استثناء كهذا مع الدولة الخليجية الأولى ذات التأثير الحاسم في جيرانها، أفصح مجدّداً عن إخفاق فرنسي لا يزال مستمراً في إقناع الرياض لإعادة النظر في موقفها من لبنان، والانفتاح عليه مرّة أخرى. كانت باريس بذلت جهوداً مضنية تولاها ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإنهاء قطيعته المزدوجة مع الدولة اللبنانية والرئيس المكلف آنذاك سعد الحريري، فلم يلقَ تجاوباً من جرّاء تشدّده في إدارة الظهر للبنان في الوقت الحاضر، واعتبار الحريري من الماضي.

    ثالثها، لباريس حذر حيال المهمات الصعبة التي تنتظر حكومة ميقاتي. منوط بها مسؤوليات أكبر من العمر القانوني المرسوم لها، وينتهي بإجراء الانتخابات النيابية العامة ربيع 2022. في تقديرها أن نصف الأشهر الثمانية في عمر الحكومة ستأكله انتخابات الربيع، ما يجعل الوقت ضيّقاً للغاية أمامها لإتمام الكثير المستحق أمامها من الإصلاحات، وبعض هذه يُعوِّل بنتائجه على عامل الوقت أولاً وأخيراً. حذر الفرنسيين يقودهم إلى ما هو أبعد، وهو خشيتهم من فشلها.

  • وكتبت صحيفة “اللواء” تقول: مع عودة الرئيس نجيب ميقاتي إلى بيروت، بعد أوّل جولة خارجية، بدأت بلقاء مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وشملت زيارة إلى لندن، حيث استقبل الوزير البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا جيمس كفرلي. من المفترض ان تنطلق العملية العلاجية للملفات المعيشية والحياتية، على وجه، لا يحتمل التأجيل، وفي الواجهة مسألة المحروقات، والحؤول دون توقف مؤسسة كهرباء عن العمل، وانفصال الشبكة كما تحذّر دائماً المؤسسة، فضلا عن انعكاس أزمة المازوت على قطاعات التعليم والانتقال وإعادة تفعيل الإدارة، وتوفير عمل المستشفيات والأفران.

    وفي الواجهة أيضاً، العمل على إعادة النظر بوضع الرواتب والأجور، بعدما أدى أمتناع الأساتذة والمدرسين عن افتتاح العام الدراسي إلى قرار وزير التربية بتأجيل العودة إلى المدارس، في ضوء مدى قدرة الحكومة على الاستجابة لطلبات المعلمين في ما خص توفير المحروقات، والكهرباء، والانترنت.

    وإذا انعقد مجلس الوزراء بعد غد الأربعاء، فان الورشة رسمياً ستنطلق، وبالموازاة بدأ الوزراء ورشات عمل، وتحركات عملية للاضطلاع بما يتعين عليهم فعله في وزاراتهم.

    هذا الاسبوع يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود خلال جلسة مجلس الوزراء المرتقبة الاربعاء، ولو ان على جدول اعمالها توقيع الوزراء الجدد على مراسيم وموافقات استثنائية وإحالات لمشاريع مراسيم بالمئات من ايام حكومة الرئيس حسان دياب، لكن توجه الجلسة العملية الاولى سيكون بمثابة دليل على مسار الحكومة لاحقاً.

    و توقعت مصادر وزارية، ان تبدأ وتيرة عمل الحكومة الجديدة بسرعة، مع عودة الرئيس ميقاتي من زيارته الى باريس ولقائه المهم مع الرئيس الفرنسي ماكرون، لترجمة نتائج هذا اللقاء عمليا، استنادا الى الالتزامات التي قدمها ميقاتي لتنفيذ جدول الاصلاحات المرتكز للمبادرة الفرنسية.

    وتوقعت المصادر ان يستهل رئيس الحكومة باكورة اجتماعاته اليوم، بايلاء الشؤون الاقتصادية والمعيشية اليومية، الاهتمام اللازم والمباشرة مع الوزراء المعنيين في اعادة تفعيل عمل الوزارات والادارات والمؤسسات العامة، لتكون قادرة على مواكبة عمل الحكومة لوقف الانهيار والبدء بعملية الانقاذ على جميع المستويات.

    واشارت المصادر إلى ان التركيز بالاجتماعات، سيتناول الاجراءات والتدابير اللازمة، لمعالجة الأزمة المالية وتشكيل الوفود واللجان التي ستبدأ عملها على الفور لوضع الخطط التي ستفاوض صندوق النقد الدولي والهيئات الدولية.

    وستركز الاجتماعات أيضا على دراسة العديد من الافكار والطروحات، لحل ازمة الكهرباء التي لم تعد تحتمل التأخير او التأجيل وتأليف لجنة مختصة لانجاز التصور المطلوب، كما ستتناول الاجتماعات ايضا، اتخاذ سلسلة اجراءات، لحل ازمة المحروقات، بكل تفرعاتها، بعدما باتت تضغط على الحياة العامة وتهدد بتداعيات خطيره، تطال ايضا الدورة الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية كلها.

    ولاحظت المصادر ان الرئيس ميقاتي، يولي موضوع البطاقة التمويلية اهتماما خاصا، لعلاقتها بتحسين الوضع المعيشي لشريحة كبيرة من اللبنانيين في ضوء التدهور الاقتصادي والمعيشي وغلاء المعيشية على نحو غير مسبوق.الا انها، استبعدت ان تتخذ الاجراءات المطلوبة، للمباشرة بالعمل بالبطاقة المذكورة قريبا، بعدما تبين استحالة العمل فيها، لوجود ثغرات ونواقص عديدة، تنظيمية وتمويلية، الامر الذي يتطلب، اعادة النظر فيها، ووضع آلية جديدة، لسد جميع النواقص، وتسهيل استفادة المحتاجين الفعليين من كل المناطق والشرائح، من دون استثناء وان تطلب الامر مزيدا من الوقت.ولم تستبعد المصادر ان يتولى رئيس الحكومة شخصيا تولي امر وضع الالية الجديدة للبطاقة مع وزير الشؤون الاجتماعية وعدد من المستشارين والخبراء المختصين.

    في المعلومات أن مجلس الوزراء ينعقد بعد ظهر الأربعاء في القصر الجمهوري. وهذه الجلسة الأولى لحكومة معا للأنقاذ تضم جدول أعمال. وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ”اللواء” أن الجلسة تشهد مواقف لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف عن العمل الحكومي المقبل واولويات المهمات التي تنطلق من شؤون الناس.

    ولفتت المصادر إلى أن بنودا كثيرة تنتظر الحكومة وتحمل شقا يتصل باجراءات إصلاحية أخرى من البيان الوزاري للحكومة وابرزها مفاوضات صندوق النقد مؤكدة أن ثمة مواضيع ستعرض ولاسيما موضوع الكهرباء فضلا عن أخرى عاجلة.

    وقال النائب نقولا النحاس ان همّ الرئيس ميقاتي تأمين 14 ساعة كهرباء يومياً، خلال أسابيع، وهذا الأمر ينشغل عليه، من أجل النّاس والاقتصاد، رافضا الكشف عن الخطة التي يجري العمل عليها في الشهرين المقبلين.

    وقال: عدد المعامل هو تفصيل، والمهم كيفية تأمين 2400 كيلواط في المرحلة المقبلة، وهذا سيكون من اختصاص لجنة تؤلف في مجلس الوزراء.

    ودعا إلى انتظار جلسة مجلس الوزراء، لمعرفة ما تمّ التوصّل إليه بين الرئيس ميقاتي ووزير الطاقة.

    ودعا إلى الثقة من أجل السيطرة على تقلبات سعر صرف الدولار.

    ضغوطات على المجلس

    نيابياً، مع الدورة العادية لمجلس النواب التي تفتتح حكماً في 19 ت1 المقبل، تحتشد على الأجندة النيابية، مع العلم ان نص المادة 32/د واضح لجهة ان الجلسات تخصص للبحث في الموازنة والتصويت عليها قبل أي عمل آخر، وتدوم مُـدّة هذا العقد إلى آخر السنة.

    ومن أبرز المواضيع الخلافية، إدخال تعديلات على قانون الانتخاب، في ما خصَّ اقتراع اللبنانيين في بلاد الاغتراب، والبطاقة الممغنطة.

    ومن المتوقع، ان يخرج تكتل “لبنان القوي” بعد خلوة يعقدها لايام، بمواقف يخشى ان تؤثر على العمل الحكومي، في ضوء اصراره على مشاريع تتعلق بالخطة المالية والاقتصادية التي اعدها رئيس لجنة المال والموازنة النيابية إبراهيم كنعان، بما في ذلك رفع سقف سعر صرف الدولار في المصارف من 3900 ليرة لبنانية إلى رقم آخر، لم يتفق عليه بعد.

    المحروقات.. انفراج ولكن!

    نفطياً، وبدءاً من اليوم الاثنين، تفتح المحطات بمعظمها أبواب خراطيمها امام السيّارات ايذاناً باختفاء الطوابير من الشوارع، خلافاً للمازوت، حيث لم تتوفر هذه المادة بعد للمحطات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى