سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف:واشنطن ملتزمة مفاوضات الترسيم وسط الجمود الحكومي والتفتيش عن علاج لواقع القطاع العام

 

الحوار نيوز – خاص

تنوعت اهتمامات الصحف الصادرة اليوم بين الترسيم البحري والموقف الأميركي من هذا الموضوع ،إضافة الى الجمود الحكومي والمعالجات المتوقعة لمطالب القطاع العام المستمر في الإضراب.

 

  • النهار عنونت: الدولة تقاطع الدولة… وواشنطن ملتزمة المفاوضات

وكتبت “النهار” تقول: 

بدا واضحا من دورة الأيام الأخيرة في لبنان، ان الدول المعنية برصد أوضاعه قد تقف عند نقطة بالغة الصعوبة في توجيه مطالبها ومواقفها المتصلة سواء بالاستحقاقات الدستورية التي يواجهها، ام في ما يتعلق بالمطالب الإصلاحية التي تحولت الى برنامج دولي ثابت مطلوب تنفيذه كشرط للدعم الدولي، وهي ان التساقط السريع لكل معالم الدولة الراعية لمواطنيها لن ينفع معه أي ضغط خارجي. ذلك ان المشهد الذي يرتسم مع الاهتراء غير المسبوق في واقع معظم القطاعات زاده تفاقما وسوداوية الطلاق الحقيقي البالغ الخطورة بين الدولة والقطاعات العامة والخاصة، بحيث تتعاظم الازمات المعيشية والحياتية والإدارية والاجتماعية والصحية على الغارب ولا من يلتفت الى احد. منذ اكثر من شهر واسبوع، يتسع ويتفاقم اضراب الموظفين في القطاع العام الذي هو الدولة، فاذا بالدولة تقاطع نفسها، والوضع متروك على الغارب على رغم التداعيات والاضرار والخسائر الفادحة التي يرتبها هذا الاضراب على مالية الدولة، كما على مصالح المواطنين ومعاملاتهم الحيوية المشلولة والمجمدة، وعلى مئات الوف الموظفين انفسهم الذين يعانون مرارات الذل المعيشي. اقفل باب المعالجات وتفاقم الوضع الى ذروته الى ان تحدثت المعلومات امس عن اعداد وزير المال لمشروع معالجة لمطالب الموظفين سيعرض في اجتماع وزاري في السرايا ظهر الاثنين المقبل بعد عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال #نجيب ميقاتي من الخارج. ولا يقف الامر عند هذا الاضراب اذ ان واقع الكهرباء ذاهب من سيء الى أسوأ في عز موسم الاصطياف الذي يستقطب يوميا ما يناهز العشرين الف وافد من الخارج. وواقع الخدمات في كل وجوهه لا ينبئ الا بتساقط الدولة وترك الناس لمصائرهم، بدليل ان واقع المستشفيات، الذي عاد الى الأضواء مع استفحال انتشار وباء كورونا مجددا، ينبىء بوضع خطير مع تراجع الامكانات وازدياد الدواء المهرب والمزور.
وتستمر ازمة الخبز والطحين منذ أسابيع وصارت مزمنة مثل ازمتي المياه والكهرباء . ولكن قبسا نسبيا من انفراج سجل في تراجع أسعار المحروقات في اليومين الأخيرين وامس صدر جدول جديد لأسعار المحروقات لحظ انخفاضاً في الأسعار.

اما على صعيد الازمة السياسية الداخلية فلم تسجل في الساعات الأخيرة أي معالم إيجابية ملموسة ولكن تنامت الرهانات على لقاء يرجح ان يعقد مطلع الأسبوع المقبل بين رئيس الجمهورية #ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ربما يطلق نقاشا متجددا بينهما حول التشكيلة الحكومية، ولو ان اوساطا مطلعة لا تبدي تفاؤلا في حلحلة التعقيدات التي تعترض أي اتفاق حول الحكومة الجديدة. وقالت هذه الأوساط ان الامال التي يعلقها بعض الجهات الديبلوماسية والسياسية بإمكان تشكيل حكومة جديدة قبل الأول من اب عيد الجيش، لا تبدو مستندة الى معطيات مطمئنة، اذ ان الأسبوعين الأخيرين شهدا تراجعا حادا في إمكانات تجاوز التناقضات وتقليص الهوة بين بعبدا والسرايا بما يصعب معه التفاؤل بتسجيل اختراق جدي يخرج التركيبة الحكومية العتيدة من عنق الازمة في الفترة الفاصلة عن الأول من أب. والانكى ان ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يشهد تطورات بالغة الأهمية والخطورة تستدعي استنفار الدولة لمواجهتها فيما يثير التخبط السياسي وحال القطيعة بين اركان السلطة الكثير من المحاذير على غرار تداعيات الكلمة الاخيرة للامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله مهولا فيها بالحرب.

ولكن تطورا لافتا سجل امس في هذا السياق وتمثل في اعلان وزارة الخارجية الأميركية أنها “لا تزال ملتزمة تسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بغية التوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية”. وأضافت: “لا يمكن تحقيق التقدم نحو حل إلا من خلال المفاوضات بين الأطراف” مرحبة “بالروح التشاورية للأطراف للتوصل إلى قرار نهائي يؤدي لمزيد من الاستقرار للبنان وإسرائيل”.

قائد الجيش
واطلق قائد الجيش العماد جوزف عون مواقف بارزة امس خلال جولته على المواقع العسكرية على الحدود الشرقية اذ خاطب العسكريين قائلا :”من دونكم، لا مسؤول ولا مواطن يذهب الى عمله، ولا مؤسسات ولا مستشفيات ولا سياحة، بل ستسود شريعة الغاب. فبفضل جهودكم وتضحياتكم عادت مهرجانات بعلبك وبيت الدين”. مؤكداً إيمان الشعب اللبناني بجيشه وقال: “أنتم الركيزة الأساس لهذا الوطن وهو اليوم بحاجة لكم، فكونوا على قدر المسؤولية رغم صعوبة ما تمرون به، وخطورة مراكز انتشاركم في الجرود وعلى الجبال لكنكم بوجودكم هنا تبثون الحياة والروح وتنشرون الطمأنينة بين الناس، وتعملون على حماية الحدود وتمنعون عمليات التهريب بكل أنواعه، وتلاحقون مهربي الممنوعات والبشر.”

وأبلغ العسكريين “أن القيادة تدرك عمق المعاناة التي يمرون بها وتتابع أوضاعهم وتعمل بكل جهد على التخفيف منها، خصوصاً في فصل الشتاء حيث تنخفض درجات الحرارة إلى أدنى مستوى وتحاصر الثلوج المراكز، مشيراً إلى أن القيادة رغم قدراتها المتواضعة سوف تعمل على تحسين أوضاعهم من خلال المساعدات والهبات التي تقدمها دول صديقة وشقيقة والتي نعلن عنها وعن طرق الاستفادة منها بكل شفافية عبر وسائلنا الرسمية”.

كتلة نيابية جديدة
وفي المشهد السياسي أُعلن امس في مؤتمر صحافي تشكيل كتلة نيابيّة جديدة هي “#كتلة التجدّد” وتضمّ النواب أشرف ريفي، وميشال معوض، وفؤاد مخزومي، وأديب عبد المسيح. وأشار النائب أشرف ريفي الى أن “بإعلاننا اليوم ولادة الكتلة، ننتقل إلى مرحلة جديدة لجمع الجهود لمواجهة الواقع، ونطالب بتطبيق الدستور وببسط سلطة الدولة على كافة الأراضي وبتسليم أي سلاح غير شرعي، فسلاح حزب الله فقد أي صفة مقاومة”، معتبراً أنّ “سلاح حزب الله الحامي الأوّل للفساد، ونناضل من أجل استعادة قرار السلم والحرب ونطالب بترسيم الحدود البرية مع سوريا وببسط سلطة الدولة على المعابر كافة ولإنجاز ترسيم الحدود البحرية”.

في المقابل أعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ان “هناك مناسبات اجتماعية يتحدث فيها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع بعضهما البعض وانا أرى ان اللقاء بينهما صار طبيعياً وممكن ان يكون قريباً”. واشار الى ان “فريق الوزير سليمان فرنجية والتيار الوطني الحر هم حلفاء في السياسة والخلاف بينهما اخذ حقه ومصلحة البلد تقتضي ان يكونا معا”. وقال “ان حصل اتفاق بين سليمان فرنجية وجبران باسيل لن يكون اتفاق محاصصة كما كان اتفاق معراب”.

 

  • الجمهورية عنونت: “التأليف العقيم” ينتظر “الفانوس السحري” .. ومخاوف من صعوبات من البرّ إلى البحر

 

  

وكتبت “الجمهورية” تقول: 

ما بين تأكيد رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي عزمهما تشكيل حكومة، وبين معايير وشروط رئيس الجمهورية وتياره السياسي التي نُصبت كمعبر إلزامي لهذه الحكومة، و”اقتناعات” الرئيس المكلّف التي ترجمها بتشكيلة حكومة أفضل الممكن لهذه المرحلة الانتقاليّة، حقيقة ثابتة هي أنّ التعطيل سيّد هذه المرحلة، وانّ الحكومة التي يقولون إنّ حاجة البلد إليها أكثر من ملحّة لتتصدّى لتحدّيات الأزمة وتواكب الاستحقاقات الداهمة وتقدّم ولو الحدّ الأدنى من العلاجات، لن يكون لها وجود في الاشهر الفاصلة عن انتهاء ولاية رئيس الجمهورية آخر تشرين الاول المقبل.
ماتت وشبعت موت!

ورغم الحديث المتكرّر في أوساط الرّئيسين عن أنّ تأليف الحكومة ما زال ممكناً، وأنّ اللقاء المقبل بينهما ليس مقفلاً على إمكان بناء نافذة أمل تفضي إلى خرق ما في جدار التأليف، فإنّ هذه المقولة، وبحسب معطيات المطّلعين على تعقيدات هذا الملف، تجافي الواقع والوقائع.

وفي هذا الإطار، عرض «مصدر مسؤول» لـ«الجمهورية» ما سمّاها رواية «التأليف العقيم» بقوله: «تشكيلة ميقاتي يرفضها عون، وملاحظات عون يرفضها ميقاتي، ولكل منهما أسبابه الجوهرية، ولا اتصالات توفيقيّة بين الرّفْضَين، بل بالعكس توتير سياسي وإعلامي، وهنا تنتهي المسألة. ولذلك لا أحد يتعب نفسه بزراعة آمال كاذبة او وهميّة، فالمسألة لا تحتاج لا إلى تبصير ولا إلى تنجيم، ولا إلى إبحار في التحليلات والتفسيرات، بل تحتاج إلى فانوس سحري يحكّه الحريصون، ليخرج منه مارد أمره مطاع ويفرض تشكيل الحكومة، وهذا الفانوس غير موجود، ولذلك فإنّ الصورة واضحة وقرارهم واضح ومحسوم من البداية، لا يريدون حكومة».

ويجزم المصدر المسؤول نفسه، «أنّ الحكومة ماتت وشبعت موت، وأنا مسؤول عن كلامي»، ويتابع عرضه ما سمّاها «ممهّدات الوفاة» ويقول: «إحتضار الحكومة بدأت تظهر عوارضه في ما إحاط تكليف الرئيس نجيب ميقاتي من مواقف، وصار موت الحكومة يدنو أكثر فأكثر مع الوقائع التي تسارع توتّرها على خطّ رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، من اللحظة التي قدّم فيها ميقاتي تشكيلته الحكومية إلى عون، وما تلا ذلك من تسريبات وإحياء لشروط ومعايير قُدّمت كـ«ملاحظات»، انّما هي في جوهرها مفصّلة على مقاس طرف سياسي معيّن لم يسمّ ميقاتي في الاستشارات الملزمة، وصولاً إلى حرب البيانات ورفدها بتصريحات ومواقف وتسريبات تصبّ الزّيت على النار».

هذا الوضع، يضيف المصدر المسؤول، «أثار في الأجواء علامات استفهام حول هذا المنحى الهجومي، كما جعل الكثيرين يتحسّسون من مراميه، وخصوصاً انّه عكس إصراراً من قِبل طرف سياسي على أن تكون الحكومة بمعاييرنا، او لا تكون. وأكثر من ذلك، فإنّ هذا المنحى الهجومي، استحضر إلى الأذهان فترة تكليف الرئيس سعد الحريري، حيث انّ الوضع السائد اليوم على خط التأليف، وجه الشبه كبير جداً، إن لم يكن مطابقاً، مع الوضع الذي ساد في فترة تكليف الحريري، التي اصطدمت بالمنطق ذاته والمعايير ذاتها، وطافت بالبيانات والهجومات والاتهامات وبالتجريح السياسي والشخصي».

ولكن، هل المُراد دفع الرئيس المكلّف إلى الاعتذار على ما فعل الرئيس الحريري سابقاً؟ يجيب المصدر المسؤول: «قد يكون هذا الامر معششاً في أذهان البعض، تبعاً للمنطق الحاد الذي يواجهون فيه الرئيس المكلّف في الوقت الغلط، ولا أرى له أي مبرّر. ولكن على ما أنا متأكّد منه، أنّ الزمن اختلف، وما كانت تُسمّى «قوة للبعض» في وقت ما، لم تعد متوفرة بالقدر ذاته، على باب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، حتى لا نقول انّها انعدمت، وبالتالي لا أعتقد أنّ الرئيس المكلّف قبل بالتكليف أصلاً لكي يعتذر، ولا أعتقد أنّه «في زمن تراجع القوّة»، في وارد أن يقبل بأن تُنتزع منه ورقة التكليف، أو أن يُسجّل عليه الرضوخ لمشيئة فريق سياسي يريد إفشاله. فإن تألّفت الحكومة وفق التشكيلة التي قدّمها مع محاولة تدوير زوايا ملاحظات عون، خير، وإن لم تتألف، فخير أيضاً، حيث لن يضرّه ابداً الاستمرار في تصريف الأعمال حتى انتهاء ولاية عون وانتخاب الرئيس الجديد للجمهورية».

 

يستطيع أن ينتظر

ما ذهب إليه المصدر المسؤول في روايته، يتقاطع مع ما تبلّغه مراجعو مسؤول كبير على صلة مباشرة بملف التأليف، حيث نُقل عنه تأكيده على انّ اللقاء المقبل بين عون وميقاتي، يشكّل الفرصة الاخيرة والحاسمة لتوجّه البوصلة الحكومية، اما في اتجاه التأليف السريع واما في اتجاه ابقاء الوضع على ما هو عليه من تعطيل.

الاّ انّ المسؤول عينه صارح مراجعيه بقوله: «لم يطرأ حتى الآن ما يبدّل تشاؤمي حيال تأليف الحكومة، بل ازددت تشاؤماً جراء «الخربطة المتعمدة» التي تبدّت في المواقف والتسريبات الاستفزازية في اتجاه الرئيس المكلّف».

وعندما سُئل المسؤول الكبير عن تداعيات عدم تشكيل حكومة، سارع إلى القول: «الأزمة وتفاعلاتها تجيب عن ذلك، فلا شك انّ كل يوم يمضي في ظل هذا الوضع، يعني مزيداً من الشلل والاهتراء، والمواطن يدفع أثمان الأزمة، وثمن عدم وجود إرادة جدّية لكسر هذا التعطيل وتشكيل حكومة تقدّم ولو حداً متواضعاً من العلاجات لأزمة عتّمت حياة اللبنانيين بالكامل».

وحول ما نُسب إلى أحد المسؤولين المعنيين بملف التأليف من أنّ «لا مشكل في عدم تأليف حكومة، والبلد الذي انتظر سنوات لبدء العلاجات والاصلاحات، يستطيع ان يتكيّف مع تصريف الاعمال، وينتظر ثلاثة اشهر بلا حكومة». قال المسؤول الكبير: «إن صحّ هذا الكلام، فهو كلام غير مسؤول، البلد لا يستطيع ان ينتظر دقيقة واحدة. «طار البلد، وما عاد في دولة»، واللبنانيون كفروا، وحياتهم اصبحت خراباً وميؤوساً منها، وماذا يمكن للناس ان تتحمّل من مصائب ومصاعب بعد»؟

التهدئة

إلى ذلك، وفي انتظار انعقاد اللقاء الثالث بين الرئيسين عون وميقاتي مطلع الأسبوع المقبل، دخلت جبهة التأليف في هدنة، بعد التراشق السياسي والاعلامي وتبادل كرة التوتير، الذي سمّم أجواء التأليف، و»شوّش» العلاقة بين الشريكين، الّا انّ المهم في رأي المواكبين لملف التأليف، ان تثمر هذه الهدنة في لقاء الرئيسين المقبل تفاهماً على حكومة، وغير ذلك يعني انّ الهدنة مؤقتة، وسيبقى معها باب التصعيد مفتوحاً على مصراعيه.

وبحسب هؤلاء المواكبين، انّ الخيارات ضيّقة جداً أمام الرئيسين، لأنّ الوقت صار أضيق من أن يتسع لأي مناورات او مماحكات. مشيرة إلى انّ امام عون وميقاتي مجموعة خيارات:

الاول، إمّا السير بتشكيلة ميقاتي كما قدّمها إلى رئيس الجمهورية. وهو خيار رفضه عون.

ثانياً، وإما أخذ الرئيس المكلّف بالملاحظات والمعايير التي قدّمها الرئيس عون على التشكيلة، مع تطعيمها بستة وزراء سياسيين. الّا انّ لميقاتي ملاحظات عميقة على ملاحظات عون ومعاييره.

ثالثاً، وإما التفاهم على إعادة الحياة لحكومة تصريف الاعمال، وتقديمها بأسمائها جميعهم ضمن تشكيلة جديدة، وتصدر مراسيمها على هذا الأساس، وهو الامر الذي يضمن لهذه الحكومة ثقة مسبقة من قِبل مختلف اطرافها.

رابعاً، وإما التفاهم على «فشل حبي»، يتعذّر معه تشكيل حكومة جديدة، ويبقي الحال الحكومي على ما هو عليه من تصريف أعمال حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

مخاوف

في سياق متصل، أبلغت شخصية حزبية وسطية، إلى «الجمهورية» قولها، انّ «مخاوف جديّة تتملكها، على مستقبل المنطقة ومن ضمنها لبنان».

واعتبرت الشخصية المذكورة «انّ زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن إلى المنطقة ليست زيارة عابرة، بل هي زيارة تؤسس لشيء كبير بعدها»، كاشفة عن تلقيها معلومات ديبلوماسية غربيّة، في شقها اللبناني، تشدّد على أن يبادر القادة في لبنان إلى تنظيم واقعهم السياسي بحكومة تمسك بالأزمة، والّا فإنّ فشل الاستحقاق الحكومي سيجر فشلاً في إتمام الاستحقاقات الاخرى، ما يُسقط لبنان ليس في فراغ في الحكومة ورئاسة الجمهورية، بل في ضياع قاتل. واما في شقها الاوسع، فتلفت المعلومات إلى تطوّرات وسيناريوهات سلبيّة متوقّعة على أكثر من ساحة دولية واقليمية جراء الحرب في اوكرانيا».

ورداً على سؤال، حول الوضع الحكومي قالت ما حرفيته: «إفلاس، وجوع، وطارت الدولارات، وطارت الودائع، وأخشى انّ وضعنا ذاهب إلى مزيد من الصعوبة. فيما اصحاب «العقول النيّرة» لا يزالون متلهّين بالحرتقات والولدنات.. ليس صعباً ان تتشكّل حكومة كيفما كان لتكون حاضرة على الأقل لإدارة أزمة البلد، ومواجهة ما قد يتدحرج على هذا البلد من تداعيات، ولكن مع الأسف في نهاية هذا العهد صار البلد ضحية الإفلاس السياسي والجهل بما يجري من حولنا».

ورداً على سؤال حول حجم الصعوبة التي اشار اليها، قال: «أتوقع ظروفاً صعبة وقاسية، ومزيداً من الصعوبات من البرّ إلى البحر. في البر إصرار على التعطيل والفراغ وتغليب الحسابات، واما في البحر، فموضوع ترسيم الحدود البحرية والتهديدات حوله تخيفني جداً، ولا أستبعد شيئاً».

 

قيل له: حتى الحرب؟ فأجاب: «كل شيء وارد، فالاسرائيليون يهدّدون واعلنوا انّهم سيبدأون باستخراج الغاز في ايلول، و»حزب الله» يهدّد، ما جعل هذا الملف مفتوحاً على كلّ شيء. ولقد سمعت من الاوروبيين كلاماً مباشراً بأنّهم خائفون من شهر ايلول، وما قد يحمله من تطورات».

 

واشنطن: تسهيل المفاوضات

إلى ذلك، وفي الوقت الذي أُعلن فيه عن زيارة جديدة للوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى المنطقة، في مهمة مرتبطة بمفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل، وحُدّد موعدها بعد زيارة الرئيس الاميركي إلى السعودية، حيث انّ هوكشتاين يرافق بايدن في زيارته، برز أمس إعلان وزارة الخارجية الاميركية من أنّ «واشنطن ما زالت ملتزمة بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، بغية التوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية».

 

 

  • اللواء : واشنطن تتذكر لبنان:ترسيم الحدود ممكن وملتزمون بتسهيل المفاوضات

 

أولويتان» أمام ميقاتي الإثنين: إضراب القطاع العام ومسودة الحكومة

 

وكتبت “اللواء” تقول:

يعود الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بيروت الاثنين، والخطوة الأوّلي، المتوقع، أو المتفق عليها ان يزور قصر بعبدا، لاستئناف البحث مع رئيس الجمهورية ميشال عون في كيفية تجاوز النقاط العالقة في التشكيلة المعلنة، والمؤلفة من 24 وزيراً، والتي قيل ان الرئيس عون وضعها في الجارور، نظرا لجملة ملاحظات، أبرزها غياب وحدة المعايير، واهمها المطالب بحكومة من 30 وزيرا، باضافة 6 وزراء دولة، يمثلون سياسياً، الطوائف الست الأساسية في البلد، والممثلة في المجلس النيابي، ليكون بالإمكان عندها ان تملء الفراغ الرئاسي، إذا شغر الموقع بعد 31 ت1 (2022) استناداً إلى نص المادة 62 من الدستور: «في حال خلو سدة الرئاسة لأي علة كانت تناط صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة بمجلس الوزراء».

وانطلاقاً من الحاجة إلى حكومة قادرة على ملء الفراغ، ولقطع الطريق على الاجتهادات الدستورية، التي يبيح بعضها ان تمارس الوكالة حكومة مستقيلة، أو حكومة فاعلة، فإن الجهد يتركز على المضي إلى حكومة، ولو بصيغة معدلة، تأخذ مطالب بعبدا بعين الاعتبار، كبقاء وزارة الطاقة مع التيار الوطني الحر، من دون الذهاب إلى الحكومة الثلاثينية لأسباب متعددة.
وفي غمرة تحولات ومتغيرات من شأنها ان تغيّر مسار المنطقة لسنوات بعيدة، تذكرت الولايات المتحدة الأميركية لبنان، الغائب علناً عن جولة الرئيس الأميركي جون بايدن.
فقد أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتسهيل المفاوضات بين لبنان و«إسرائيل» للتوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية، مشيرةً إلى أنه لا يمكن تحقيق تقدم نحو حل إلا من خلال المفاوضات بين الأطراف.
وفي بيان لها عبر موقها الإلكتروني أكدت الوزارة أن الإدارة ترحب بالروح التشاورية والصريحة للأطراف للتوصل إلى قرار نهائي، وأضاف البيان: يمكن أن يؤدي الإتفاق إلى مزيد من الاستقرار والأمن والازدهار لكل من لبنان وإسرائيل وكذلك للمنطقة، وتعتقد الإدارة أن الحل ممكن.
وسط عملية الترقب والانتظار هذه، وبعد ابتعاد باريس عن فكرة عقد مؤتمر لتغيير النظام السياسي والاكتفاء راهناً بإدارة الأزمة في لبنان عبر شخصيات وسطية في الرئاستين الأولى والثالثة، من زاوية منع التلاعب بالتقسيم السياسي في ظل الانهيار المالي والحرب الروسية على اوكرانيا ومسالة استخراج الثروة النفطية هو بمثابة عملية انتحار ستؤدي حكما الى فدرلة الدولة، وبالتالي فان اعتماد السياسة الوسطية في ادارة الازمات السياسية المتلاحقة في لبنان سيحافظ على التوازن السياسي والامني القائم وسيؤدي المطلوب لجهة منع انهيار لبنان بالكامل.
وتتحدث المصادر الدبلوماسية عن انتخاب شخصية وسطية لرئاسة الجمهورية، وهناك معلومات دبلوماسية تتحدث عن تاييد فرنسي لوصول احد وزيري الداخلية السابقين زياد بارود او مروان شربل الى الرئاسة الاولى، في حين تتحدث اوساط داخلية عن العديد من الاسماء نتحفظ عن ذكرها حاليا، وهذا يعني ان التوجه الدولي هو لابقاء الستاتيكو اللبناني كما هو «اي انتخاب وسطي للرئاسة الاولى مع الالتزام باعادة ترشيح رئيس الحكومة الحالي نجيب ميقاتي للرئاسة الثالثة»، لادارة الازمة المالية بما يمنع الانهيار الشامل وتوقيع الاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي والهيئات المانحة ووضع الاتفاقيات الاولى لاستخراج النفط والغاز، ولكن على الرغم من محاولة تسويق اسماء معروفة لتولي منصب رئاسة الجمهورية، الا ان الثنائي الوطني يحتفظ باسم وسطي مغاير لما يطرحه الفرنسيون والمجتمع الدولي، وهو وفقا للمعلومات المسربة شخصية اقتصادية بامتياز لا تتعاطى الشان السياسي وتحمل جنسية اوروبية.
ومع ذلك، أشارت مصادر سياسية إلى انه بالرغم من التصعيد السياسي الذي باشره رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ضد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي بعد تقديم الاخير للتشكيلة الوزارية بمعزل عن المرور بموافقة مسبقة من الاول،فإن الرئيس المكلف ينوي بعد عودته من الخارج مطلع الاسبوع المقبل على ابعد تقدير ،الى لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون للتشاور معه في التشكيلة الوزارية.
واعترفت المصادر بأن أجواء التصعيد بالمواقف الاخيرة سممت الاجواء السياسية، وارخت بعراقيل جديدة على  مسارعملية التشكيل المثقل بجملة تعقيدات وصعوبات، ولكنها اشارت ان كل ذلك، لن يؤدي الى وقف المساعي والجهود المبذولة لتاليف الحكومة، باعتبارها مسألة ضرورية وملحّة، لادارة السلطة واستكمال الخطى المطلوبة لحل الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون حاليا.

واستدركت المصادر قائلة، ولكن الاجواء السياسية والمواقف الضمنية، وخصوصا للتيار العوني، لا توحي بامكانية تحقيق اي اختراق جدي باتجاه تأليف الحكومة الجديدة، بل على عكس ذلك تماما، فإن ما يحكى وراء الجدران، وبين الكوادر الحزبية، ينعي كل المحاولات الخجولة لتشكيل الحكومة الجديدة فيما تبقى من الوقت الفاصل عن بدء المواعيد الدستورية لانتخابات رئاسة المجلس، ما يعني ان ما يحصل هو بمثابة تقطيع الوقت المتبقي بالتراشق السياسي ، بينما انظار كل الاطراف السياسيين مركزة على الانتخابات الرئاسية وشخص الرئيس العتيد.
وحسبما علمت «اللواء»، فإن الرئيس ميقاتي مرتبط بإجتماع وزاري مهم يوم الاثنين مخصص لمتابعة البحث في اضراب موظفي القطاع العام والحلول الممكنة لتلبية مطالب الموظفين.
لكن في هذه الاثناء ينصرف الاهتمام الرسمي والسياسي الفعلي الى زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المملكة العربية السعودية التي بدأت امس، ويشارك خلالها في «قمة جدة للامن والتنمية» التي تضم الدول الخليجية+3 مصر والعراق والاردن، والتي ستبحث شؤوناً مهمة حول اوضاع المنطقة، ومنها الملف النووي الايراني، وامور اقتصادية وتجارية ولا سيما توفير الطاقة لأوروبا بديلاً عن الطاقة الروسية، وتوفير الحبوب بعد شحّها نتيجة الحرب الروسية الاوكرانية، وسيكون الوضع اللبناني من ضمن مواضيع الزيارة ولو لم يكن بشكل مفصل.
كما تتركز الاهتمامات على امكانية قيام الوسيط الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود آموس هوكستين المشارك في الوفد الرئاسي الاميركي، بزيارة لبنان والكيان الاسرائيلي مرة ثانية، بعد انتهاء زيارة بايدن الى المملكة السعودية، حيث وعد بمواصلة الجهود لإستئناف المفاوضات.
في هذه الاثناء، استمرت الحال السياسية على ما هي عليه، على امل تشكيل الحكومة قبل احتفال عيد الجيش في الاول من آب، الذي يترأسه رئيس الجمهورية والذي يقام في ثكنة شكري غانم في الفياضية في حضور رسمي ودبلوماسي وسياسي وروحي، حيث من المقرر أن يلقي كلمة في المناسبة، ثم يسلم السيوف الى الضباط المتخرجين وعددهم هذه السنة 132 ضابطا بين شاب وفتاة.
وتردد ان منسق المساعدات الدولية للبنان السفير بيار دوكان مع وفد مساعد سيصل الى بيروت الإثنين المقبل. وان هدف الزيارة اطلاق الصندوق المشترك الفرنسي- السعودي لمساعدة الشعب عبر الجمعيات والمنظمات الخيرية والمؤسسات غير الحكومية في قطاعات عدة لا سيما تربوية وطبية وغذائية.
كما تردد إن مسؤولا سعوديا عن المساعدات سيصل لبنان بدوره للتعاون والتنسيق في هذا المجال.

 

 

 

  • الأنباء عنونت: لبنان خارج السياق الإقليمي… فرنسا على خط الرئاسة والحكومة مؤجّلة

 

  

وكتبت “الأنباء” تقول:

اختتم الرئيس الأميركي جو بادين جولته في فلسطين المحتلة، مع زيارة بيت لحم ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، حيث طُرحت مسألة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دون الوصول إلى أي أفق حل، ليبقى الملف معلقاً، خصوصاً وأنه ليس بأولوية بالنسبة إلى الإدارة الأميركية التي تضع على رأس سلم اهتماماتها ملف الطاقة. ليتوجّه بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية، برحلة جوية مباشرة بين تل أبيب والرياض، وهي الأولى من نوعها.

إقليمياً، تشهد المنطقة تطورات عدة ومعظم الدول المحيطة تستفيد منها وتشكل جزءا من المباحثات القائمة على أكثر من صعيد، فيما يغيب لبنان المخطوف في لعبة المحاور، وحيث السلطة تُضعف موقع بلاد الأزر أكثر كل يوم مع خوض حروب استنزاف لا نتائج وطنية مرجوة منها، بل أهداف فئوية ضيقة تزيد من عمق الإنهيار الحاصل.

فالملف الحكومي لم يشهد أي تطورات في الأيام الأخيرة، باستثناء حرب بيانات بين قصر بعبدا والبلاتينوم، ملّ منها اللبنانيون بعدما اعتادوا على فصولها سابقاً، وهم يعلمون أنّ هذه المعارك ما هي إلّا لتحصيل المزيد من المكتسبات في عملية تأليف الحكومة. وعادت دوائر الطرفين إلى التهدئة بعد التصعيد، لكن ذلك لا يعني أن انفراجات سيشهدها ملف تشكيل الحكومة، لأن ما من مؤشرات توحي بأن رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه النائب جبران باسيل والتيار الوطني الحر سيتخلّون عما يعتبرونه “ممتلكات خاصة”، كوزارة الطاقة، الثلث المعطل، وغيرها.

وما يعزّز الاعتقاد بأن لا حلول في الأفق، عدم الإعلان عن أي زيارة مرتقبة للرئيس نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا، ولا أي إشارة في بياناته توحي بأنه يقارب نهج تشكيل مختلف، فيما يُصر عون على شروطه، وبالتالي لا حكومة في المدى المنظور، وقد يستمر الحال على ما هو عليه حتى انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، والدخول في الفراغ.

في هذا السياق، فُتحت معركة رئاسة الجمهورية على مصراعيها، وبدأت عمليات طرح وحرق الأسماء، فيما المرشّحون الأساسيون موجودون، لكنهم يحتاجون إلى توافقات سياسية داخلية، تتقاطع مع أجواء إقليمية دولية، للوصول إلى موقع الرئاسة الأولى. وفي الكواليس، تعمل فرنسا على الملف نفسه، ولكن من خارج سياق اللعبة اللبنانية الداخلية، وأوردت تقارير صحافية معلومات عن طرح فريق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأسماء خارج البازار السياسي، تكون جديرة بالموقع، إلّا أن لا تأكيدات رسمية من السلطات الفرنسية، لكن وجودها حاضر على صعيد هذا الملف.

عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك رأى أن “الكرة في ملعب المعارضات المتنوّعة، القادرة أن تشكل أكثرية في حال توافقت وتفرض الرئيس السيادي الذي تراه مناسباً، الرئيس الحكيم القوي الذي يصون الدستور، لا الطائش الذي يعمل وفق مصالحه الفئوية”.

وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، كشف أن “القوات اللبنانية تتواصل مع كافة الأطراف للوصول إلى التوافق المطلوب، وهي تحاول منذ ما قبل الانتخابات تشكيل جبهة أو ائتلاف انتخابي لتغليب العناوين السيادية في الاستحقاقات، لكن هذه المساعي لم تنجح حتى اليوم، وهذه الأكثرية فشلت، فوصل رئيس مجلس النواب ونائب الرئيس من طينة 8 آذار”.

وختم يزبك مشدّدا على وجوب الاتعاظ من التجارب والتكاتف لإكرام أنفسنا والشعب اللبناني برئيس سيادي، وإلّا إهانة أنفسنا والشعب في حال الشرود عن المعركة واتباع الأنانيات”، متخوّفاً من الوصول إلى النموذج الإيراني في حال الفشل.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى