الحق في الصحة والعدالة الاجتماعية بين مؤسستي عامل وأنترناشيونل أليرت
نظمت مؤسسة "عامل" الدولية بالتعاون مع منظمة "انترناشونال أليرت" مؤتمراً في بيروت، حول "الصحة والحماية، لتحقيق الاستقرار الاجتماعي" الذي تنفذه في مراكزها الصحية – الاجتماعية المنتشرة في لبنان، بحضور ممثلين محليين ودوليين ومنظمات الأمم المتحدة، وذلك من أجل الاستفادة من الدروس المستقاة من التجارب الميدانية والتركيز على أفضل الممارسات والخبرات فيما يتعلق بتوفير التدخلات المتعلقة بالصحة والحماية والاستقرار الاجتماعي في لبنان.
وكانت عامل قد قامت بمبادرة إنسانية وإنمائية، تستجيب لاحتياجات الصحة والحماية لأكثر من 25000 لبناني وفلسطيني وسوري سنويًا، بالشراكة مع "انترناشونال أليرت" و"ساموسوسيال" Samusocial International، بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD).
وقد حضر المؤتمر الدكتور وليد عمار، المدير العام لوزارة الصحة العامة اللبنانية، والسيد تيري ليسيا نائب مدير الوكالة الفرنسية للتنمية AFD؛ والسيدة ريبيكا كروزييه المدير الإقليمي – أوروبا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا لمنظمة "انترناشونال أليرت" (EMENA) ؛ ود. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية ومنسق عام تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان.
استهل المؤتمر بكلمة ترحيبية للدكتو عمار، الذي اعتبر أن مساهمات عامل في القطاع الصحي اللبناني هامة جداً وضرورية وهي من أوائل المؤسسات التي اخذت على عاتقها النهوض بهذا القطاع. ". بدورها أكدت السيدة ريبيكا كروزييه مديرة منظمة International Alert في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن "بناء أنموذج لتعزيز التماسك الاجتماعي، من خلال توفير الحق بالصحة والحماية على المستوى العالمي، أمر ضروري لضمان استقرار لبنان وهو أمر يحتاج إلى الدعم من جميع الجهات المعنية".
من جهته، أكد السيد تيري ليسيا نائب مدير الوكالة الفرنسية للتنمية في لبنان، أن "هذا المشروع، يقدّم خدمات نوعية في مجال الصحة والحماية لكل إنسان، بغض النظر عن الجنس أو الجنسية أو الانتماء، مع التركيز بشكل خاص على اتباع نهج وأدوات تحسس النزاع التي ساعدت في تعزيز التماسك الاجتماعي بين البيئات والمجتمعات المختلفة".
وقد كانت مداخلة للدكتور كامل مهنا أكد فيها على حرص المؤسسة لتنفيذ مشاريع تنموية تساهم في نهضة المجتمع وخلق ثقافة جديدة ايجابية ومد الجسور بين الناس، معتبراً أن الوصول إلى الصحة والحماية هو حق عالمي لجميع الناس، وأن كرامة الإنسان يجب أن توجه عمل منظمات المجتمع المدني وشركائهم في كل أنحاء العالم.
كما أشار إلى أن مؤسسة عامل التي تواصل مسيرتها منذ 40 عاماً، تحاول اليوم عبر 25 مركزاً و6 عيادات نقالة ووحدتين تعلميتين وأخرى مختصة برعاية أطفال الشوارع و800 متفرغاً، تعمل على تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته الدينية أو السياسية أو الثقافية.
وتحدث عن الحالة الاقتصادية – الاجتماعية التي تعصف بلبنان داعياً إلى تأطير الجهود في نداء دولي للعاملين بالشأن الإنساني لتأمين الدعم اللازم للبنان في محنته ولتحفيز مبادرات التضامن الداخلية، بالتوازي مع السعي إلى تعزيز التعاون مع منظمات المجتمع المدني للعمل على بناء دولية مدنية وإنسان مواطن، والنضال من أجل أن يكون العمل الإنساني ملتزماً مع الفئات الشعبية، فلا يمكن الحديث عن ديمقراطية من دون تنمية، ولضرورة مناصرة قضايا الشعوب العادلة وفي المقدمة قضية فلسطين، ورفض ازدواجية المعايير بين الشرق والغرب، والعمل على توزيع عادل للثروات، عبر بناء دولة العدالة الاجتماعية بحيث يكون القطاع العام مشرفاً على القطاع الخاص الذي يبغي الربح، ويشكّل دور منظمات المجتمع المدني قوة ضاغطة من أجل تصويب السياسات لما فيه مصلحة الفئات الشعبية.
وقد شهد المؤتمر مداخلات لعدد من المشاركين من مختلف القطاعات حول الدراسة الميدانية التي أجري بالتعاون بين مؤسسة عامل و"انترناشونال أليرت" ضمن مشروع "الصحة والحماية، لتحقيق الاستقرار الاجتماعي"، الذي تنفذه عامل، وتم نشرها خلال المؤتمر وهي تتناول قضية الصحة والأمن الاجتماعي وتبيّن سبل تعزيز الاستقرار بين السكان المتأثرين بالأزمات من خلال الوصول إلى الحقوق الأساسية. كما أجاب ممثلو الجهات المانحة عن اسئلة المشاركين اقتراحاتهم خصوصاً لجهة تكرار هذه التجربة في أماكن وقطاعات مختلفة. وتستكشف هذه الدراسة الإجراءات والسبل التي تمكّن مراكز الرعاية الصحية المجتمعية من استثمار خدمات الصحة والحماية بطريقة تعزز الاستقرار الاجتماعي، وتستنتج أن دمج هذا المفهوم وحساسية النزاع ضمن الخدمات يساهم في تخفيض التوتر بين المجموعات المختلفة على مستوى البيئات المحلية.
من الجدير ذكره، أن الدراسة الميدانية التي أطلقت خلال المؤتمر، سيتم نشرها على نطاق واسع لضمان دعم وتكرار المبادرات الهادفة إلى التي تعزيز الوصول إلى حقوق الإنسان مع ضمان الاستقرار الاجتماعي، وفي المقدمة حق المواطن في الصحة.