سياسةمحليات لبنانية

الثورة كما يراها الفنان مرسال خليفة


     

الثورة تندلع في كل لبنان.
وكان لا بُدَّ من هذه الثورة كي تستطيب الأرض غَدَها .
في لبنان اليوم يتملكك الإحساس بأنك على العالم تُطلّ من عَلٍ .
هنا ترى كل شيء في عيون الناس ترفع الى الأعلى شارة الحب ووردٌّ تسقيه اجمل الامهات على تراب الورد .
الساحات ممتلئة بالناس . فيض خرافيٌّ من المدهش : الطفل المرأة الحب القلب الفقراء الشعراء الوردة النخلة وقوت يومهم .
صامدون هنا !
لا أحد يستطيع أن يوقف هذه الهتافات .
إصرار وجرأة وإرادة في أعين الناس . حياة تتدفق . وجع يعبّر عن نفسه بفرح الصرخة . ألم يرقص . استمرار . إندفاع . وعي مدهش . حياة جديدة منبعثة من صرخة ثائر للحياة الحرّة .
صدقوني إنها ثورة لبنان الجميل .
تهدم الطائفية والاستبداد وتهزّ أركان النظام الذي استكان الى التقسيمات الطائفية وفتح الباب على مصراعيه الى دولة مدنية مبنية على المواطنة والحريّات السياسية والفكريّة .
ثورة على غياب العدالة الاجتماعية ولا الإبقاء على حكومة تمثّل مصالح رموز الفساد والاستغلال والقهر الاقتصادي .
المقاومة تنبعث من جديد بين حشود الوطن الثائر .
السلطة لا تصدِّق ماذا يحصل وكيف ظهرت هذه الجموع متحدّة في كل لبنان ومن أين جاءت ؟
لا لم تخرج الثورة عن مسارها كما قال قائل .
لا لم تقع الثورة تحت نفوذ السفارات .
لا يستطيع أحد أيّاً كان أن يقف ضد الثورة  الشعبية  .
ومن يضع نفسه في صف الطبقة المهيمنة  تعرضه لعزلة قد لا ينقذه منها أحد : لا اللجوء الى حشد الطائفة ( أي طائفة )
لن تقبل الثورة هذا النهج الذي يحمي الفساد ولن تسكت عن القهر الطبقي واستمرار الطائفية السياسية . ولن تقبل بعنصرية الأحزاب اليمينية ضد اللاجئين الفلسطينيين والسوريين .
لا يستطيع احد أياً كان استعداء النبض الشعبي ضد الطائفية والنيوليبرالية الاقتصادية .
صرخة الثورة تدفع لبنان  الى وضع أسس دولة مدنية تحررية .

الصورة  لجمال السعيدي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى