سياسةمحليات لبنانية

ارهاب التلامذة بكاميرات وأشباح فخر الصناعة التقدمية

 

منذ يومين والاتصالات الهاتفية والاستشارات العيادية تتمحور حول تلامذة صف التاسع (البروفيه) الذين يعانون حالياً من عوارض نفسجسدية وخوف وتوتر و قلق عارم ومن أسئلة رعب عن كاميرات مراقبة وضعتها وزارة التربية والفنون الجميلة!!!!!
هؤلاء التلامذة لا تتجاوز اعمارهم ال14 عاما ،اي انهم مصنفون من شريحة كبار الأطفال او من صغار المراهقين ،اي في عمر ما زالوا فيه بحاجة لرعاية الاهل وبحاجة للتشجيع  من اجل التغلب على عثرات الخوف والتردد من اجل المبادرة والاقدام.
هذا العمر بالتحديد بحاجة من وزارة التربية  ان تساعدهم على تجاوز عتبة الخوف والتردد والحيرة والقلق والتوتر وليس لإضافة عامل رعب جديد ، عامل ضغط يخفف من انتباه و تركيز التلامذة  لانشغالهم بالكاميرات وحركتها ومن يجلس خلفها ليراقب كالشبح.  وبما ان ذلك المراقب شبح غير مرئي ومجهول فإن توتر و خوف  التلامذة سيجعلهم يتخيلون وزير التربية شخصيا كمراقب ،مدججا بالمسطرة والعصا والقيود وبانياب كبيرة، يرتدي بذلة شبه عسكرية، ينتظر التلامذة على اي خطأ محتمل او على اي افتراء تربوي…
بحال كانت وزارة التربية لا تثق بمراقبةالاساتذة خلال الامتحانات فكيف لتلك الوزارة ان تثق بتعليم الاساتذة للتلاميذ طوال العام الدراسي!؟
من أراد للاستاذ ان يتحوّل لمطاوع تربوي؟
هل تناول صاحب تلك الفكرة العظيمة بتركيب كاميرات للمراقبة العواقب والارتدادات والانعكاسات النفسية على التلامذة عند ساعات توتر عظمى مثل الامتحانات؟

نابليون الذي خاض اعنف الحروب ، قال انه لا يخاف الا  من الامتحان.

اغلب كوابيس المتعلمين وغير متعلمين تتمحور حول يوم الامتحانات والرسوب وعدم التمكن من إجرائها في المنام!؟

ليس مسموحا لأيّ وزير ان يُسقط شخصيته الامنية  الخاصة به على منهاج تربوي.  فالتربية ليست امتدادا لشخصية الميليشياوي الخارج من حرب اهلية، بل التربية والتعليم امتداد للصحةالنفسية واستقرارها وليس باستفزازها والتلاعب بمكوناتها عبر ارعابها في بلاد يغيب فيها الأمن النفسي للفرد وللعائلة؟!

لا تريدون ذئاباً منفردة لكنكم تتعاملون مع التلامذة والاساتذة كقطيع الأغنام…!

كيف لنقابة اساتذة ان تسمح باستبدال اساتذتها بكاميرات مراقبة، اين كبرياء المعلّم ؟

نتيجة الامتحانات لا تقيّم مستوى فهم واستيعاب ومعلومات وتعبير تلميذ فقط بل ايضا فرصة للدولة لتشعر الجيل الجديد بعطفها وحنانها و رعايتها وسهرها من اجل تفوقه ونجاحه وليست فرصة للارهاب التربوي الداعشي لاثبات حضور وزارة عبر رفع درجة اللؤم وكأن البلاد ينقصها لؤم تربوي-نفسي ؟!

لا يمكن لوزير تقدمي ان يقنع تلامذة صغار بحسن النوايا الوطنية بهدف رفع المستوى والجدية وحُسن التربية وهو الآتي من حزب لا تُعرف عنه اي انتخابات ديمقراطية لانتخاب رئيسه! ؟

التلامذة الآتون من عائلات  تعاني الأمرّين من اجل تعليمهم لا ينتظرهم عمل ولا جامعات مجانية بل تنتظرهم البطالة والشوارعية، الا اذا كان هذا هو الهدف، ان ينضموا للمليشيات ليتبوأوا الوظائف وليس ان يتبوأ الأكفأ الوظيفة ؟
قبل ان ترهبوا الصغار بكاميرات ومجهولين خلف الكاميرات اوجدوا وظائف واعمالا ومهناً لهم الا اذا كانت ايضا تلك الكاميرات من شروط قروض سيدر والبنك الدولي او من شروط العُقد النفسية لبعض المستشارين  الذين لايقيمون وزنا للصحة النفسية ولاعلم لهم بازدياد معدل الانتحار والرديف الانتحاري عند المراهقين والشباب في البلاد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى