ثقافة

انطباعات عن فيلم “باربي” :لا يستأهل الضجة!(مريانا أمين)

 

مريانا أمين – الحوارنيوز باريس

بعد الضجة التي أثيرت في لبنان حول فيلم باربي؛ أخذني الفضول لمعرفة حقيقه هذا الأمر وقررت مشاهدته في احدى الصالات الفرنسية حيث أقيم هذه الفترة،خاصة أن الأصوات ارتفعت من مسؤولين وغير مسؤولين وإعلاميين وغير إعلاميين بضرورة حجبه عن المشاهد اللبناني، وبكل ما حملته من مواقف متناقضة من هنا وهناك حول الحجب أو السماح بعرض الفيلم في الصالات اللبنانية .
ذهبت لمشاهدته متخيلة أن الصاله ممتلئة لأكتشف أن الشخص الموجود على باب السينما لم ينتبه إلى اسمه فعند سؤالي عن الفيلم وأي صاله بالتحديد؟ ذهب الموظف ليبحث في الكمبيوتر وبلائحة ورقية كي يتأكد من المعلومات كلها.
أما الاعلان على باب السينما فكان عبارة عن صورة صغيرة موجودة بين كل اعلانات الأفلام الأخرى، بينما يوجد لافتات كبيرة لعدة أفلام ولم يضعوا صورة كبيرة لباربي.

أخيرا دخلنا الصاله لاتفاجأ أن عدد الحاضرين لا يتجاوز الثلاثين مشاهدا وأغلبهم من الجزائريين ،لان فيلم باربي ممنوع عرضه في الجزائر كما في لبنان، فحذوا حذو اللبنانيين في أوروبا وذهبوا لمشاهدته علّهم يكتشفون سبب منعه في بلادهم.

خلال الفيلم كنت أنتظر محتارة؛ هل فعلت صوابا بمجيئي!
وهل مشاهدته هي خيانه للوطن الأم؟
أو هل سأتفاجأ بمشهد يخدش مشاعري ولا يليق بتربيتنا الشرقية المحافظة!؟
لكنني لم أرَ ولا أي مشهد يثير الرعب في النفوس ولا يثير الاشمئزاز.
بل هو عبارة عن فيلم كباقي الأفلام الأخرى، فليم عادي جدا تعبّر فيه باربي ورفيقاتها عن استيائهم من سيطرة الرجل على المجتمعات في عالمنا الحقيقي، بينما تعيش هي في مجتمع خيالي تكون فيه المرأة موجودة في مصادر القرار وتتحمل مسؤولية أعلى المناصب والمراكز.
وخلال الفيلم يعرضون صورة لرئيس الولايات المتحدة السابق كلينتون كدلاله على سيطرة الذكورية على الرئاسة بشكل متواصل، فهذا دليل على عدم وجود أي أمرأة كرئيسة لاميركا عبر التاريخ.
إنه فيلم يتكلم عن حق المرأة بالوصول إلى أعلى المراكز وليس دائما الرجل، بغض النظر عن شكل باربي ولباسها وشكل صديقاتها واصدقائها الذي يعكس صورة حقيقية عن جزء من مجتمعاتنا الغربيه والشرقية في آن.

أما الأسئلة المطروحه من خلال فيلم باربي:
هل هذا الفيلم يستدعي حجبه عن المشاهد اللبناني!؟
هل يستدعي كل هذا الهرج والمرج بين مختلف الاطراف من حيث منعه وعدم منعه؟
وهل فعلا من أصدر القرار وطالب بمنع الفيلم كان قد شاهده فعلا!؟
واذا كان قد شاهده! هل استوعب مضمونه!؟

ألا يجب علينا مشاهدة الفيلم قبل أن نتخذ قرارات
كي لا نستمر في جدالات متتالية!؟
على كل حال عند عرض الفيلم في لبنان سيأتي آلاف من المشاهدين لرؤيته بسبب الدعاية التي أحدثتها الضجة الاعلامية وعمليات الاخذ والرد؛ بدون مقابل.
أشارك وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى بأن التشجيع على المثلية خطأ، لكنني لم أر ما يشجع على المثلية في فيلم باربي وقد يكون عرض الفيلم ونقاش مضمونه بعقلانية يفيد وجهة نظر الوزير الذي احترم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى