العالم العربيسياسة

إلى شيرين.. أيقونة فلسطين(مريانا أمين)

 

مريانا أمين- باريس

فليسقط غرور بائعي الأوطان تحت قدميك الزاحفتين على تراب جنين؛ ليسقط تحت دماء تنزف كرامة ووفاء لفلسطين…

لم ترحل شيرين أبو عاقلة التي رقصت مرات عديدة على أنغام الرصاص، وبقيت خطواتها ثابتة لتحول شجاعتها في قلوبنا بساتين من الكرامة وحدائق من عزة النفس؛ بل باقية في قلوب الملايين..

إجتمع الصليب والهلال اليوم لتوديع شيرين في جنين الواقعه عند سفح تلال جبال النار في نابلس ،هذه المدينة التي رزحت تحت الاحتلال البريطاني ردحا من الزمن، وانتصرت بفضل فلاحيها الذين آمنوا بالثورة رغم  حرق زيتونها وقتل أهلها، وما زالت جنين  تقاوم احتلالا آخر وخبثاً وإجراما آخرين..

 

أُعدمت في جنين لتُدفن في القدس، مسقط رأسها، كي يمتزج الدم القاني ما بين مدينتين جريحتين مغتصبتين..

ستُدفن إمرأة فلسطينية أخرى جسدت كغيرها من المناضلات  صورة المرأة الصادقة والمحترمة، المخلصة لقضيتها.

شيرين عملت اكثر من خمسة وعشرين عاما في ظروف فلسطينية معقدة وحساسة ،وبقيت محافظة على نفس الخط ولم تُحسب على جهة معينة لأنها آمنت بفلسطين كلّ فلسطين..

 

نعم لقد فقد العرب اليوم فارسة عربية تُحب السلام وتعشق الكلمة الصادقة التي  كانت وما زالت هدف الاحتلال الأول..

اعدامها يعيدنا إلى اغتيال كل الصحفيين قبلها في مكاتبهم وفي المروج والمدن والطرقات ..

 

على كل حال اذا كان العدو يعتقد انه سيُسكت الصوت ويلغي الصورة ويخفي الكلمة فهو واهن..

ألم يحن الوقت لوضع حد نهائي لهذه العنجهية ولهذه البلطجة.  

علّ دم شيرين يكون نقطة فاصلة ليستفيق من هم في سبات عميق .

 

أختم الكلام بكلمات لشيرين قالتها مؤخرا :” شو ما صار، جنين معنويات عالية”.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى