سياسةمحليات لبنانية

إعلان عن هبة متواضعة للجيش يطرح تساؤلات

 


كتب محمد هاني شقير
أن يتلقى الجيش اللبناني هبة عسكرية تعزز قدراته الدفاعية ،فهذا أمر طبيعي جدا سبق لقيادة الجيش أن روجت له بالكلمة والصوت والصورة من دون أن يلقى ذلك أي علامة استفهام.
لكن أن تعلن قيادة الجيش في بيان رسمي عن هبة فرنسية متواضعة هي عبارة عن 2108 حصة غذائية قيمتها 60 ألف دولار أميركي لتوزيعها على العسكريين ،فهذا أمر يدعو الى الاستغراب والقلق.
دواعي الاستغراب أن هذه الهبة لا تستأهل الإعلان عنها بهذه الصورة وفي بيان رسمي ،وكان يمكن تحويلها الى أي وحدة عسكرية من دون ضجيج إعلامي .فالستون ألف دولار مواد غذائية هي نقطة في بحر مصروفات الجيش الغذائية.
أما دواعي القلق فمردها الى التساؤل عما إذا كان الجيش فعلا صار بحاجة الى هبات غذائية ليوزعها على العسكريين ،ومن هو السؤول عن وصول الجيش الى هذه الحالة.  
من المسؤول عن وصول المؤسسات العسكرية وأفرادها الى هذا المستوى؟ وما هو مصير  الجيش الذي يعيش افراده على الإعاشات وجنوده على الهبات؟وأي دور ينتظره؟ والأهم من كل ذلك هل بهذه الطريقة نضخ المعنويات في نفوس العسكريين؟ 
ربما كان الأحرى قبول الهبة نقديًا ،ومن ثم توزيعها بما يخدم المؤسسة ومعنويات افرادها، وعدم تعميم صورٍ لمواد غذائية تعكس صورةً لا تشبه الجيش شكلاً ومضمونًا.
في الخلاصة ،ربما تكون قيادة الجيش أرادت من خلال هذا البيان توجيه رسالة الى الطبقة الحاكمة والرأي العام اللبناني ،عن الحالة التي وصلت اليها المؤسسة العسكرية .إلا أن هذا الأمر لا يبرر ما تقدم في هذا المجال.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى