سياسةمحليات لبنانية

أيهما أولى وأفعل في الإصلاح : السياسي أم الإقتصادي؟(عماد عكوش)

 

بقلم د.عماد عكوش

         يعتقد معظم اللبنانيين ان الإصلاح الإقتصادي والمالي له الأولوية ،وهو محق في ذلك ، لكن عندما نعلم ان الإصلاح الإقتصادي أمر غير ممكن في ظل هذا النظام ، وسندور في حلقة مغلقة ولن يتم الإصلاح لأسباب سياسية، والأمثلة كثيرة ، فنقاط الإصلاح الإقتصادي بحسب معظم الخطط الموضوعة تتركز على النقاط الآتية:

١– ملف الكهرباء

هذا الملف يفترض للإصلاح عدة أمور :

– إعادة هيكلة المؤسسة، بمعنى تخفيض الكلفة فيها ،وهذا سيؤدي الى تخفيض عدد الموظفين، وهذا الملف يستحيل حله بالإقتصاد في ظل هذا النظام السياسي .

– وقف السرقة. وهذا ملف سياسي بالدرجة الأولى. فلصوص الكهرباء هم من كبار السياسيين لمنتجعاتهم وقصورهم .

– فوترة الكهرباء وتحصيلها من كل مخيمات الأجانب المنتشرة على الأراضي اللبنانية، وهذا الأمر مستحيل في ظل هذا النظام السياسي .

– خصخصة القطاع، وهو أمر مستحيل ايضا .

– تشكيل الهيئة الناظمة.. وتشكيلها دونه أسباب سياسية .

٢– ملف استعادة المال المنهوب

هذا الملف هو من سابع المستحيلات في ظل هذا النظام السياسي الذي يحوّل ناطور الحرش الى خط أحمر، فكيف ستتمكن أي خطة إقتصادية من استعادة مال منهوب من أحزاب طائفية ومن زعماء طائفيين . هؤلاء يمكن ان يحولوا لبنان الى ساحة معركة عند تعرضهم لأي ضغط سياسي يهدف الى نزع بعض المصالح الإقتصادية عنهم .

٣– ملف تنظيم العمل المصرفي

ان تنظيم العمل المصرفي بشكل شامل ضرورة لإعادة الثقة بالنظام المصرفي، وهذا ما فعلته معظم الدول التي عانت من نفس المشكلة ، لكن للأسف النظام السياسي لن يسمح بذلك على أمل ان تبقى الأمور تسمح لهذا النظام الضغط على المصارف لتحصيل ودائعه الخاصة بالطبقة السياسية .

٤– ملف تخفيض كلفة القطاع العام

ان هذا التخفيض سيطال السياسيين والحاشية في الصميم ، وستقع المشكلة بين الطبقة السياسية لتحديد أين يمكن التخفيض، وسندخل في متاهة أي مؤسسة وأي وزارة. فكل وزارة لها حماتها في لبنان ، وكل وزارة وكل مؤسسة عامة هي دولة خاصة ببعض السياسيين وبعض الطوائف ، لذلك سنتوه في تحديد هذه المؤسسات ولن نجد وسيلة لتخفيض هذه الكلفة .

٥– ملف تخفيض كلفة الدين العام

هذا الملف هو سياسي بامتياز ، فخدمة الدين العام ستصيب القطاع المصرفي في أرباحه بالدرجة الأولى ، ومصرف لبنان بالدرجة الثانية ، وأرباح مصرف لبنان والمصارف التجارية الناتجة عن فوائد الدين العام كانت تدخل الى جيوب المصارف التجارية وبدورها تذهب أرباحا موزعة على المساهمين الأساسيين في هذه المصارف ، وكلنا يعلم من هم المساهمون الأساسيون في المصارف التجارية .

٦– كلفة النزوح المخيمات

 لن يجرؤ المشروع الإقتصادي على الإقتراب منها ، وهذا الملف يكلف الدولة اللبنانية أكثر من ملياري دولار سنويا ، ولن يجرؤ أي رئيس حكومة على الإقتراب من هذا الملف .

بعد هذا الطرح المستفيض في الاقتصاد، هل من يعتقد أنه يمكن حل هذه المشاكل الإقتصادية في ظل هذا النظام ، وهل من العقل الإصرار على حل هذه المشاكل في ظل هذا النظام، وكلنا يعلم ان الإصرار على ذلك يعني خسارة المزيد من الوقت ؟

 فلنذهب الى حل المشكلة الأساسية أولا وهي مشكلة النظام السياسي. ومهما طالت المفاوضات على حل مشكلة النظام السياسي يبقى أقصر بكثير من الوقت الذي سنصرفه على المشكلة الإقتصادية ولن نصل في محاولة حلها الى أي نتيجة .

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى