دولياتسياسة

“الحوار نيوز” تلقي الضوء على الانتخابات الأشرس في تاريخ تركيا: أردوغان.. أم أوغلو ؟

 

الحوار نيوز – خاص

   تستعد تركيا لخوض ما يصفه المراقبون “أشرس سباق انتخابي في تاريخها” ،حيث يتوجه الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد المقبل في 14 أيار/مايو الجاري، للمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والتي توصف بأنها الأشد تنافسية في تاريخ البلاد الحديث.

 ولأول مرة سيجد الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يحكم البلاد منذ عام 2002 ،منافسة شرسة من المعارضة التي وحدت صفوفها ودفعت بزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ومرشحين أقل حظوظا هم رئيس حزب البلد محرم إنجه، ومرشح تحالف الأجداد سنان أوجان.

 

 

 

  وينص القانون الانتخابي على عتبة انتخابية تصل إلى 7% من أصوات الناخبين،بحيث يستبعد أي حزب أو تحالف لا يحقق هذه النسبة من أصوات المقترعين.

 وتتنافس في هذه الانتخابات الأحزاب والتحالفات الآتية:

 

تحالف الشعب

تحالف سياسي تركي تشكل بين حزب العدالة والتنمية المحافظ وحزب الحركة القومية عام 2018، تمهيدا لخوض انتخابات 24 يونيو 2018 التي حظي فيها بأغلبية مقاعد البرلمان ومقعد الرئاسة، وحكم التحالف البلاد منذ ذلك الحين.

جاء تأسيس تحالف الجمهور أو ما يعرف أحيانا باسم “تحالف الشعب” في 20 فبراير 2018، تتويجا للتقارب الواضح الذي بدأ بين حزبي العدالة والتنمية الحاكم والحركة القومية عقب انقلاب 2016 الفاشل.

وكان تقاربا تحول إلى تحالف غير معلن بين حزب حاكم وآخر كان محسوبا على المعارضة، اتفقا على تحويل نظام الحكم في البلاد من برلماني (الذي كان معمولا به منذ عقود) إلى رئاسي، وتم هذا الأمر بعد تمرير التعديل في 2017.

وأعلن حزب “الاتحاد الكبير” لاحقا دعمه لتحالف الشعب في جميع المحطات الانتخابية دون الانضمام إليه رسميا.

وفي الانتخابات الحالية وسع التحالف صفوفه بضم حزب الرفاة الجديد.

كما رشح حزب العدالة والتنمية على قوائمه مرشحين لحزب هدى بار “كردي إسلامي”، وحزب حزب اليسار الديمقراطي.

تشير استطلاعات الرأي، إلى أن تحالف الجمهور سيكون له أكبر عدد من النواب، ولكن دون تحقيق الأغلبية البرلمانية.

 

 تحالف الأمة

تم تشكيل تحالف الأمة المعارض خلال الانتخابات الأخيرة بين كل من حزب الشعب الجمهوري وحزب الخير وحزب السعادة والحزب الديمقراطي، قبل أن يضم حزبين جديدين هما حزب المستقبل بزعامة أحمد داود أوغلو، وحزب الديمقراطية والتقدم بزعامة علي باباجان، وهما من القيادات السابقة في حزب العدالة والتنمية.

ويسعى التحالف إلى الفوز في الانتخابات القادمة ووضع حد لحكم العدالة والتنمية المستمر منذ عام 2002، وتبدو حظوظه قوية هذه المرة وفق استطلاعات الرأي.

تمكن التحالف من لملمة صفوفه وتجاوز خلافاته الداخلية قبل اختيار المرشح الرئاسي للتحالف.

يدخل التحالف الانتخابات بقائمتين الأولى تضم حزب الشعب الجمهوري ومعه أحزاب أخرى، بينما يدخل حزب الخير بقوائم منفصلة.

تشير استطلاعات الرأي إلى أن عدد نواب التحالف سيشهد طفرة في الدور القادمة، ولكن عليه التحالف مع نواب حزب الشعوب الديمقراطي لتحقيق الأغلبية البرلمانية.

 

 تحالف العمل والحرية

أعلنت أحزاب سياسية ومنظمات مدنية كردية في تركيا، في أكتوبر الماضي، الاتحاد تحت مظلة تحالف شامل يمثل الأكراد.

يضم التحالف حزب الشعوب الديمقراطي، وحزب العمل، وحزب الحركة العمالية، وحزب عمال تركيا، وحزب الحرية المجتمعية، وحزب اتحاد الجمعيات الاشتراكية.

يدخل التحالف الانتخابات تحت شعار حزب “اليسار الأخضر”، خوفا من القضايا التي كانت مرفوعة ضد حزب الشعوب الديمقراطي تطالب بحله.

يدخل التحالف بقائمتين في الانتخابات الأولى لليسار الأخضر والثانية لحزب العمال التركي.

تشير استطلاعات الرأي إلى أن التحالف سيحصل على نوايا تصويت بين 9و12% وتزيد نسبة التصويت له في الولايات ذات الغالبية الكردية.

 

 تحالف الأجداد

  • هو تحالف للأحزاب اليمينية وتضم أحزاب “حزب الظفر، حزب القويم، حزب العدالة وحزب دولتي”.
  • أعلن عن سنان أوجان، كمرشح رئاسي عن التحالف.
  • تحالف قومي متطرف، يستهدف المهاجرين غير النظاميين والأجانب، ولا سيما السوريين والأفغان، وأجندته ترتكز على ترحيل الأجانب.
  • يعد بالتوقف عن الاحتفال بعيد استقلال اليونان، ويؤكّد أنّ تركيا يجب أن تولي اهتماماً خاصاً للدول التركية، وأذربيجان وكازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان.
  • تشير استطلاعات الرأي إلى أن التحالف لن يتمكن من الدخول للبرلمان بسبب عدم قدرته على اجتياز العتبة الانتخابية التي تصل إلى 7%

 

 

              تحديات تواجه أردوغان

 

 

 يواجه الرئيس أردوغان لأول مرة منذ منذ وصول حزبه، العدالة والتنمية، الى الحكم في انتخابات عام 2002، منافسة قوية من داخل المعارضة، التي يصطف معظمها هذه المرة خلف مرشح موحد، هو كمال كليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري.

موقع “سكاي نيوز عربية” رصد أبرز  التحديات أمام الرئيس الحالي، وصداها في استفتاءات التصويت:

  • قوة تحالف المعارضة

لأول مرة توحد معظم الأحزاب المعارضة الكبيرة صفوفها، وذلك في هيئة “تحالف الأمة المعارض، المكون من 6 أحزاب، وتتفق على مرشح واحد تقف خلفه ما يعني حشد أصوات أتباعها له.

  • الوضع الاقتصادي

شهد العام الماضي تراجع مؤشرات الاقتصاد التركي بوصول التضخم إلى نسب قياسية، وتراجعت الليرة التركية مرات متتالية، ما انعكس على مستوى معيشة المواطنين، وسط شحن من المعارضة في دعايتها بتحميل الحكومة المسؤولية الكاملة.

  • الصوت الكردي

لطالما كسب أردوغان أصواتا وسط الناخبين الأكراد، وحتى في الانتخابات الرئاسية 2018 التي شارك فيها المرشح الكردي صلاح الدين ديمرطاش، حصل على أصوات متقاربة معه في المناطق الكردية.

لكن هذه المرة يدعم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد كليتشدار أوغلو، وتشير اتجاهات التصويت في المدن الكردية إلى أن نسب التصويت له تتخطى 62 بالمئة، فيما سبق وحصل مرشح آخر للمعارضة في انتخابات 2018 على 6 بالمئة.

  • تراجع التأييد

 تشير استطلاعات في العام الأخير إلى أن نسب التصويت للتحالف الحاكم تتراجع؛ نتيجة الوضع الاقتصادي، فيما ترد الحكومة بأن الأسباب خارجية وعالمية، وتعاني منها حتى كبريات اقتصاديات العالم.

  • زلزال 6 شباط/فبراير

جرت استطلاعات للرأي في المناطق التي ضربها الزلزال المدمر في فبراير الماضي، تبين تراجع تأييد الحكومة التي يلاحقها بعض سكان هذه المناطق بأنها تأخرت في إيصال المساعدات.

  • المنافسة على الكتلة المحافظة

 في الآونة الأخيرة، غيَّر حزب الشعب الجمهوري، المعروف بعلمانيته الشديدة، تعامله مع المجتمعات المحافظة، ولا سيما في قضية ارتداء الحجاب الذي كان يعارضه تماما، فيما بنى حزب العدالة والتنمية الحاكم أحد أعمدة شعبيته على الدفاع عن حق المرأة في ارتداء الحجاب.

  ورشح حزب الشعب الجمهوري محجبات على قوائمه البرلمانية، ويضم تحالف الأمة المعارض 3 أحزاب من خلفية إسلامية، هم حزب السعادة بقيادة تمل كرم الله أوغلو، وحزب التقدم والديمقراطية بزعامة علي باباجان، وحزب المستقبل بزعامة علي باباجان.

  • أصوات الشباب

 سيصوت 6 ملايين شاب للمرة الأولى في الانتخابات، ينتمون إلى جيل لم يرَ سوى حكم العدالة والتنمية، وتراهن المعارضة على تصويته لها من أجل إحداث التغيير الذي يسعى إليه، وتشير الاستطلاعات إلى أن كتلة الحزب الحاكم الناخبة تتركز في الفئات الأكبر سنا.

حسم الجولة الأولى

وعلى الرغم من هذه التحديات  يثق الكاتب التركي القريب من التحالف الحاكم، عبد القادر سيلفي، في قدرة أردوغان على حسم الانتخابات من الجولة الأولى.

ويقول في هذا الصدد: “أنا أتابع العديد من الاستطلاعات الموثوقة، وآخذ متوسطهم. في الأسبوع الماضي، كتبت أن أردوغان تجاوز نطاق 50 بالمئة واقترب كليتشدار أوغلو من نطاق 45 بالمئة”.

ويتابع: “وكما توقعت، مع اقتراب موعد الانتخابات، انخفضت أصوات محرم إينجه وسنان أوغان (منافسان في السباق الرئاسي)، بينما يزداد الدعم لأردوغان وكليتشدار أوغلو، واعتقد أن أردوغان سيتجاوز نسبة 52 بالمئة ويحسم الانتخابات من الجولة الأولى”.

 

وعود كليتشدار أوغلو

  يظهر كمال كليتشدار أوغلو، مرشح تحالف الأمة المعارض لانتخابات الرئاسة التركية، في فيديوهات دعائية بخطاب يوصف بـ”التصالحي”، وبوعود سخية للناخبين.

فيديوهات كليتشدار أوغلو يظهر صداها في بعض استطلاعات الرأي التي تشير إلى تقدمه في سباق الرئاسة المقرر انطلاقه 14 مايو في مواجهة شديدة مع الرئيس رجب طيب أردوغان.

وعلى حسابه في موقع “تويتر”، الذي يتخطى متابعوه 10 ملايين متابع، نشر يوم 19 أبريل فيديو بعنوان “علوي” تحدث فيه عن الطائفة التي ينتمي إليها، وتطلعه للمساواة بين المواطنين على أساس المواطنة.

وحقق الفيديو، الذي اعتبره البعض مغازلة لجماعات توصف بالأقليات، انتشارا كبيرا، بحصوله على حوالي 36 مليون مشاهدة، ووصوله إلى أكثر من 114 مليون شخص.

وفي ذات التوقيت، حصل على تأييد حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد لترشيحه، متخطيا صدامات سابقة بين الأكراد وحزب الشعب الجمهوري الذي يرأسه كليتشدار أوغلو، ويعتبر نفسه أمينا على إرث مؤسس الدولة القومية، كمال أتاتورك، المتعارض مع انتشار هويات غير التركية بشكل رسمي.

من هو كليتشدار أوغلو؟

وُلد 17 ديسمبر 1948 في بلدة ناظمية بولاية تونغلي شرقي الأناضول.

تخرج من أكاديمية أنقرة للدراسات الاقتصادية والتجارية 1971.

عمل في مؤسسة الضمان الاجتماعي 1992، وتولى إدارتها العامة بين 1997 و1999.

بدأ نشاطه السياسي عام 2002 بانضمامه لحزب الشعب الجمهوري ذي التوجهات العلمانية الشديدة.

خاض انتخابات البرلمان في 2002 ثم في 2007، وفاز بمقعد في إسطنبول.

عام 2010، انتخبته الهيئة العامة لحزب الشعب الجمهوري رئيسا للحزب.

في 2023 حصل على أكبر اتفاق بين أحزاب المعارضة الكبيرة على مرشح موحد لانتخابات الرئاسة.

نجح حتى الآن في إنقاذ تحالف الأمة المعارض المكون من 6 أحزاب تنتمي لتيارات متباينة، من التفكك، رغم خلافات بين أعضائه حول المرشحين المحتملين للرئاسة في الشهور الأولى من العام.

 

حظوظ قوية

في تقدير المحلل السياسي التركي هشام غوناي، يتمتع كليتشدار أوغلو بحظوظ قوية للمنافسة مع أردوغان، نتيجة توحد تحالف للمعارضة وراءه.

 

وبحسب غوناي يتمتع أوغلو بقبول كونه بيروقرطيا غير متورط في قضايا فساد، ولا تحوم حوله شبهات.يعتمد على خطاب تصالحي، ويظهر احتراما للاختلافات في المجتمع.

المعارضة تراهن على تردي الوضع الاقتصادي في مواجهة الحزب الحاكم.

ثمة جيل جديد من الشباب سيصوت لأول مرة، تراهن المعارضة عليه.

إعلان حزب الشعوب الديمقراطي تأييده نقطة قوة؛ فالأكراد كتلة تصويتية لا تقل عن 10 بالمئة.

 الوعود الانتخابية

ينثر كليتشدار وعودا سخية أمام الناخين، تعتمد أحيانا على ما تعتبره المعارضة “فشلا” للحزب الحاكم في بعض الملفات، ومن هذه الوعود:

-إعادة نظام الحكم الرئاسي الحالي إلى النظام البرلماني الذي كان قبل 2018.

-عودة المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول انضمام تركيا للتكتل.

-إعادة العلاقات مع سوريا لتوفير بيئة آمنة تشجع العودة الطوعية للاجئين السوريين، خاصة مع زيادة الغضب في تركيا من وجودهم.

– يقول إنه سيدير سياسة البلاد الخارجية بشكل مختلف في حال تمكن من الوصول إلى الرئاسة.

ويرجع كليتشدار أوغلو مصاعب الاقتصاد في البلاد إلى سياسة أردوغان، خاصة مع بلوغ التضخم 50 بالمئة.

ويرد الراغبون في إعادة ترشيح أردوغان على وعود كليتشدار أوغلو بأن إغداق وعود سخية في هذه الفترة، لا يعني القدرة على الإنجاز بالضرورة، لا سيما في سياق اقتصاد دولي غير ملائم، تعاني فيها حتى كبرى الاقتصاديات في العالم.

 

في الخلاصة تبدو المنافسة شديدة بين الطرفين ،لكن الكلمة الفصل سيحددها الناخبون الأتراك عند صدور النتائج الأولية ليل الأحد الإثنين المقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى