العلامة الخطيب في خطبة الجمعة يدعو المسؤولين للثبات في وجه التهديدات ..والدول العربية والإسلامية لمراجعة مواقفها

الحوارنيوز – محليات
دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الدول العربية والإسلامية الى مراجعة “مواقفها بعيدا عن الحسابات الضيقة، وأن تُجمع امرها للوقوف امام هذه الغطرسة التي تمارسها الولايات المتحدة على كل بلاد العرب والمسلمين”.كما دعا المسؤولين اللبنانيين إلى الثبات في وجه التهديدات والإعتداءات والأساطيل.
وكان العلامة الخطيب أدى الصلاة في مقر المجلس على طريق المطار وألقى خطبة الجمعة فاستوحى في مستهلها آيات من القرآن وأقوال الرسول والإمام علي بن أبي طالب في نصرة الحق على الباطل ،وخلص إلى القول:
ايها الاخوة
لقد وصلتنا الرسائل قبل وصول حامليها يطلبون اخذ ما لم يستطيعوا اخذه من قبل، مجلبين اساطيلهم وبوارجهم داعين بالويل والثبور وعظائم الامور ترهيبا وتخويفا، علّنا نعطيهم اعطاء الذليل او نفر فرار العبيد. اقول للمسؤولين إن وحدة موقفكم ووقوف شعبكم موحدا خلفكم واحقية قضيتكم وباطل وعدوانية عدوكم، اكبر ظهير لكم، فتدّوا في الارض اقدامكم ولا تزلزلوا، يقمع الله عدوكم (وينصركم عليهم ويشفي صدور قوم مؤمنين ).
ويحدونا الامل ان يكون في ما يجري من عدوان يطال سوريا وغزة واليمن، وتهديد وابتزاز لبعض البلدان الأخرى، وتصريح للعدو عن اطماعه التوسعية ورسم خرائط جديدة للعالم العربي، وتقسيم لبلدانه تارة على اساس طائفي واخرى على اساس مذهبي او قومي، وانتم تعرفون جيدا مخاطر هذه المخططات على وجودكم ومصالحكم، فيما انتم تملكون من الثروات والجغرافيا السياسية والديموغرافية ما إن استخدمتموها لن تستطيع اي قوة في العالم مهما بلغت، ان تملي عليكم شروطها او تفرض عليكم ما لا تريدون، ما يمكنكم من الدفاع . ومن يحلم بأن يحمي رأسه اذا ما انصاع واستجاب للمطلب الأمريكي، فهو كما يقول الشاعر:
المستجير بعمرو عند كربته
كالمستجير من الرمضاء بالنار
اننا نرجو ان يكون ذلك دافعا لمراجعة الدول العربية والاسلامية مواقفها بعيدا عن الحسابات الضيقة، وأن تُجمع امرها للوقوف امام هذه الغطرسة التي تمارسها الولايات المتحدة على كل بلاد العرب والمسلمين، ويعلن البعض من الحمقى عن استبشاره بالتهديدات الامريكية بضرب ايران، فماذا يفيدهم ان تضرب ايران او غير ايران من بلاد العرب والمسلمين، سوى ان نخسر قوة قوية سندا لنا في مواجهة العدو الصهيوني، بدل ان يكون التعاون في ما بينها بديلا عن الاحتراب والتنافس على النفوذ ، وان يتذكروا الحكمة القائلة:
أُكلت يوم أُكل الثور الابيض
وقول الشاعر العربي:
كونوا جميعا يابني اذا اعترى
خطب ولا تتفرقوا آحادا
تأبى العصي اذا اجتمعن تكسرا
واذا افترقن تكسرت آحادا.
وقبل هذا قول الله تعالى:
(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )
واستغفر الله لي ولكم ان الله كان توابا رحيما
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )


