اجتماعياتمنوعات

بين التمرّد والحاجة: كيف يبني الأهل جسور الثقة مع المراهق؟ (زينب عوالي)

 

زينب عوالي – الحوارنيوز

يعاني الكثير من الأهل في التعامل مع أطفالهم في سن المراهقة بسبب التغيرات النفسية (زيادة الحساسية تجاه أي موضوع، التقلبات المزاجية)، البيلوجية ( تغير الصوت، ظهور حب الشباب، بروز الكتلات العضلية)، والاجتماعية (الوعي تجاه الذات، الرغبة في تكوين صداقات)  التي تشكل مصدر استغراب لدى المراهق وتكوّن مرحلة جديدة في مراحل نموّه الفكري والجسدي.

يختلف العلماء في تحديد سن المراهقة لدى الأطفال. منهم من يتفق على التقسيم العام لعمر المراهق ابتدءاً من 9 أعوام الى 18 عاماً، ومنهم من يقسم المراهقة إلى ثلاث مراحل عمرية: المراهقة المبكرة من 10 إلى 14 عام، مراهقة متوسطة من 15 عاماً إلى 17 عاماً ومراهقة متأخرة من 18 عاماً إلى 21 عاماً. 

وبحسب  دراسة أُجريت على 300 مراهق في المرحلة الثانوية في جامعة بني سويف في كلية التربية حول وجود علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين الدعم الأسري وجودة الحياة النفسية، حيث تبين أن المراهقين الذين يتلقون دعمًا من أسرهم يتمتعون بصحة نفسية أفضل وقدرة أكبر على التكيف مع التحديات.

 كما أشارت دراسة إلى أن الممارسات الأسرية السلبية، مثل الإهمال أو التسلط، ترتبط بزيادة السلوك العدواني لدى المراهقين. إضافةً إلى دراسة أظهرت فروقًا في هذه السلوكيات بين الذكور والإناث، مما يدل على أهمية تبني أساليب تربية إيجابية. ودراسات عديدة تبرز أهمية الأسرة في توفير بيئة داعمة للمراهقين، مما يساعدهم على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي، وتعزيز الشعور بالإنتماء، وتنمية الإستقلالية والمسؤولية. 

في هذه المرحلة يمر الطفل في حالة من التخبط لمحاولة فهم التغيرات التي تحصل معه. وفي العديد من الأحيان يعاني الطفل مع والديه بسبب عدم تفهم الطرف الآخر للطفل واستمرار الأهل باستخدام أساليب التسلط وعدم تقبل رأي الطفل الذي يطرحه ليحاول إثبات نفسه، وهنا نشاهد معارك طاحنة بين أفكار المراهق ومبادئ الوالدين ليولّد شرخاً في العلاقة بينهما.

وفي هذا الصدد وخلال حديثٍ مع الدكتور علي الرضا فارس المتخصص في مجال التربية حول كيفية تعامل الأهل مع الطفل المراهق، أوضح أن هناك عدة تغيرات تطرأ على الطفل في سن المراهقة:

 أولاً كثرة الأسئلة والاستفسارات .وهنا شدد الدكتور فارس على أهمية إصغاء الأهل للطفل والاجابة على أسئلته كي لا يلجأ إلى مصادر أخرى ويحصل على معلومات خاطئة وغير دقيقة مثل الانترنت أو عبر أصدقاء السوء، ما قد يؤدي الى انحراف المراهق عن الطريق الصحيح. 

 ثانياً، التشدد والتشتت أي التعصّب إتجاه فكرة معينة في محاولة لفرض الرأي وقلة التركيز والانتباه.

ثالثاً، الهوس بصورة الذات حيث يصبح المراهق أكثر حساسية بالشؤون المتعلقة بالمظهر الخارجي وينجرح من أي كلمة تمسّ بمظهره.

رابعاً، سرعة الملل والضجر يفقد القدرة على الصبر اتجاه متطلباته. وهنا يأتي دور الأهل في استيعاب الطفل وتوعيته حول أهمية الصبر لنيل الأشياء التي يريدها. وعليه أن يفهم أن لا شيء يتوفر بسهولة كي لا ينمي عنده مبدأ السرعة في الحصول على مراده. 

وحول دور الأهل في التعامل مع المراهق شدد الدكتور فارس على أهمية توافر الحوار المفتوح بين الطرفين، حيث يجب على الآباء المسؤولين فتح قنوات الحوار وتخصيص بعض من الوقت وقضائه مع المراهقين ومناقشة المتغيرات الحاصلة مع الطفل.

كما سلّط  فارس الضوء على بناء جدار الثقة ما يشكل نوعاً من الراحة لدى الطفل عند الأهل، وتُمكّن الطفل من اللجوء لأهله في المشاكل والأزمات.

وفي الختام شدد فارس على أهمية دور المساندة للطفل حيث تتجزأ المساندة لعدة أقسام منها المادية، المعنوية، المساندة بالمعلومات، وأخيراً المساندة المعنوية. وهنا يتوجب على الأهل الوقوف بجانب المراهق ودعمه قدر الإمكان لتحقيق أهدافه ومساعدته على فهم نفسه وتكوين ذاته بشكل أفضل. 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى