سينما ومسرح

“لغم أرضي” في شارع الحمرا!

في شرنقة الثنائية المشحونة باليوميات تدخلنا ندى ابو فرحات وعمار شلق الى بيتهما في مشهد مفتوح على مقعدين، وثالث يتحول تابوتا يلقي عليه الزوج حزن الفراق ووردة تقدير كأنه يبوح في حضوره الاخير بأن لا حياة لي خارج هذه الشرنقة.
خلال مسرحية "لغم ارضي" تكاد تقول ندى ابو فرحات "من بيتي تبدأ المساواة وبه تنتهي"، ويضجر عمار شلق بحيرة الاسئلة وتكرار المحاولات دون جدوى بحثا عن مسالك لعلاقة سوية كمن ينام على وسادة شوك لا راحة فيها… يتلويان والمشاهد مترقب حينا ومتململ أحيانا.
امتدادا الى إستفهامات وجودية تبقى المسرحية معلّقة على اسئلة كبرى ليس من عادة المسرح ان يجيب عليها، هو ارتقاء الجرأة بطرح الدوائر المفرغة حد الاختناق لجيل تغييري في دوامة الزواج و اليوميات لكنها رغم مهارة الحضور على الخشبة لفنانين مشهود ببراعتهما فقد جعل التكرار في البحث حبل المشاهدة ينقطع مرارا وتكرارا كأن المسرحية لا اول لها ولا آخر، أو لعلها كتبت لجمهور بذاته فيما بعضه الآخر خرج متململا..
وعلى الهامش لا بد من طرح سؤال اقتصادي بتشجيع جذب عموم الناس الى المسرح بأسعار تشجيعة لا تطابق اسعار البطاقات التي تراوحت بين ٣٥ و٤٥ الف ليرة،من دون لحظ بطاقات بأسعار اقل تكلفة لغير ميسوري الحال وان بإعداد محدودة.. التأليف والاخراج لايلي كمال. تجربة الغوص في ما هو أعمق من المعاش محاولة جديرة بالتقدير والمتابعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى