لهذه الأسباب نريد الدولة المدنية
نريد دولةً، نريد دولةً فوراً! لا تسألونا كيف، فنحن أناس في عجلة من أمرنا.
نثور، نتظاهر، نطالب، "ماذا" و"كيف" نسألهما لاحقاً، فالوقت يداهمنا منذ أكثر من ثمانيةٍ وعشرين عاماً! لكننا شعب يريد دولةً.
نريد دولةً الآن!
مرّ قانون الانتخابات، مرّت الموازنة من دون قطع حساب، مرّت المحارق، سنحاسب. اغتصبت الأملاك العامة وحرمة الجبال تنتهك، لوّن الموت أنهارنا بالأحمر والأسود والأخضر، وفاضت الأمراض، سنحاسب.
ازدادت فواتيرنا وضرائبنا سُلب ماضينا ودُمِّر إرثنا، سنحاسب.
ولكن متى؟ فنحن شعب يريد دولةً، نريد دولةً الآن! نريدها مدنية، لا نعرف كيف. نطالب السلطة والسلطة في انفصام، سلطة ميتة والضرب بالميت حرام. أما الدولة فأسسها واضحة وبسيطة، والدستور وحده هو أب الحقوق والحريات، الخروج عنه جريمة، والعودة اليه فضيلة وفق خطة مستقيم، لكننا نستسهل الأوهام، وثورتنا انفعال وكلام.
لكننا شعب يريد دولةً، نريد دولةً الآن!
يحاولون اغتيالها كل يوم، وهي الآن تحتض، فلا تطلقوا رصاصة الرحمة عليها. استعيدوها! فرب العمل، متى اساء الموظف عمله، طرده وحلّ مكانه. ابطال الشارع، انتم نفَسُها. ابنوها! فهي تستنجد شجعاناً ينقذونها. فاجعلوا المبادئ والمؤسسات محوركم. لم يصنعوا النصر لنا؟ فلنصنعه لانفسنا!
لم يشكلوا حكومة؟ فلنشكلها بأنفسنا! لأننا شعب يريد دولةً، لأننا نريدها الآن!