24 ساعة كهرباء كافية لنجاح الحكومة
24 ساعة كهرباء كافية لنجاح الحكومة
تحت هذا العنوان بالتمام كتبت مقالة قبل ثماني سنوات ،وبالتحديد في 16 حزيران 2011 ،يوم تشكلت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي،وقلت حرفيا:
" هي خطوة رمزية في شكلها الخارجي، لكنها كبيرة في معانيها ومضامينها، وتفتح الطريق امام معالجة الكثير من الهموم الشعبية. عندها لن يلتفت المواطن إلى حفلات الزجل السياسي حول الحكومة، ولن يهمه كثيراً إذا ما كانت الحكومة حكومة بشار الاسد ام باراك اوباما. وعندها ستكون الحكومة جدياً حكومة نجيب ميقاتي الذي يفترض ان يكون نفسه طويلاً كما هي قامته".
اليوم وبعد ثماني سنوات ،أكاد أجزم أن تأمين الكهرباء للناس أربعا وعشرين ساعة ،هو مفتاح نجاح حكومة سعد الحريري،ولن يهم الناس عندها ما اذا كانت حكومة العهد الأولى أم حكومة حزب الله ،لأن هموم الناس في هذه المرحلة ،هي هموم معيشية خدماتية أكثر منها هموم سيادية.فالسيادة والحمد لله مصانة الى حد كبير في ظل معادلة الشعب والجيش والمقاومة ،مهما غالى المغالون ،شاء من شاء وأبى من أبى.
صحيح أن هموم البلد وأزماته كثيرة ومتعددة وأكثر من أن تعد وتحصى ،وأعان الله "حكومتنا الكونية" على التصدي لهذه الهموم والأزمات.لكن ثمة مكان يجب أن تنطلق منه الحكومة وتثبت جديتها وعزمها على المواجهة والمعالجة ،وليس أفضل من أزمة الكهرباء المزمنة لابراز وجه الحكومة البهي ،بل ليس من قضية أكثر سهولة من توفير وانتاج الكهرباء في هذا الزمن،والنماذج القريبة والبعيدة أكبر مثال على ذلك.
وباختصار فإن قدرة هذه الحكومة على تأمين الكهرباء 24 ساعة في اليوم، سيكون كافياً لاحتضانها وتأمين الدفء لرئيسها واعضائها والراعين لها، وبالتالي قيامتها ونجاحها.
قد يبدو في هذا الطرح نوع من التبسيط للمشاكل التي يعاني منها لبنان، ولما يفترض ان تواجهه الحكومة في المرحلة المقبلة. لكن هذه الخطوة الرمزية تعني الكثير الكثير للناس في السياسة والاقتصاد والمعيشة والتنمية والبيئة والسياحة.
– في السياسة هي خطوة تعبر بالدرجة الاولى عن رغبة الحكومة في العمل وقدرتها على الإنجاز ونيل الثقة الشعبية بعد الثقة النيابية.
– في الاقتصاد توفر الكهرباء على الناس الكثير من الأموال والنفقات التي تتبدد على المولدات والاشتراكات والمحروقات، كما توفر على الدولة نحو ملياري دولار تهدر سنوياً كخسائر في قطاع الكهرباء اذا ما احسنت الجباية وقمعت المخالفات.
– في التنمية يمكن تخفيض العجز السنوي للخزينة واستخدام المبالغ الموفرة في مشاريع انمائية يستفيد منها المواطن، فضلاً عن تحسين الأجور والرواتب للموظفين والمستخدمين.
– في البيئة يمكن خفض التلوث الناجم عن دخان المولدات في طول البلاد وعرضها.
– في السياحة يفتح التيار الكهربائي الدائم ابواباً واسعة لتشجيع هذا القطاع في كل المجالات ويشجع المغتربين على قضاء فترات أطول في ربوع بلادهم.
يبقى أن الكهرباء هي أبسط مطالب الناس ،فلتبدأ الحكومة بالأبسط ..والسلام على من اتبع الهدى.