ظريف و”التجربة اللبنانية العظيمة”
من الغرابة في مكان، أن تسمع كل زائر رسمي الى لبنان، يصرّح مبديا إعجابه بالتجربة اللبنانية الفريدة! مادحا ً التعايش اللبناني، معيداً على مسامعنا أنشودة رسالة لبنان الى العالم!
فهل أ، ما يقوله الزائر الرسمي شتم وقدح وذمّ، أم مدح وإعجاب حقيقيان؟!
لا يمكن أن يكون مدحاً وإعجابا ،وكلّ زائر يأتي يسمع من قيادات البلد، معزوفة طلب مساعدات وهبات وقروض، ويرى كيف الآباء تحرق نفسها وتموت من أجل افادة مدرسية ،وكيف تموت الناس عند أبواب المستشفيات وكيف ترتفع تلال النفايات الحائرة بأمر نفسها بين الطمر والحرق والتسبيخ والسماد…
عن اي تجربة لبنانية يتحدثون والحالة الاقتصادية اللبنانية تنزلق الى هاوية الإفلاس، والحالة الاجتماعية تشهد احتقاناً لا مثيل له يهدد بفلتان السطو والجريمة والدعارة والممنوعات والمخدرات ،والحالة السياسية تطلبت تسعة أشهر من اجل ولادة حكومة من مستشارين ومساعدين وموظفين عند معلميهم الكبار؟
اي اعجاب باي تجربة والطوائف اللبنانية تحفر فخاً لبعضها البعض، وكلما مالت الريح بإتجاه مالت إحداهن لتقوى و لتتسلبط على باقي الطوائف؟.
لماذا يأتون ليقدموا الابتسامات وليعرضوا المساعدات وليبدون الاعجاب بحالة مزرية كالحالة اللبنانية ،حيث منسوب الكراهية والعدوانية تخطى اسباب حرب اهلية جديدة ،لولا كوابح دولية خارجية لا تخفى على أحد تمنع الاقتتال وتمنع افلاس دولة متخلفة تعج بقيادات عائلات تدميرية حاكمةً؟
الامثولة اللبنانية هي امثولة الاستعطاء والاستجداء والشحادة والسرقة والسلبطة والفساد، فعن اي مثال يتحدثون والمقهورون صفوفا صفوفا عند مداخل المقاب؟.
الحدود مع فلسطين المحتلة هي كل الحكاية، تقاتل الجميع من اجل احكام السيطرة على جنوب لبنان، الحدود الشمالية لما يسمى اسرائيل.
لا مدحا ولا اعجابا، لا تجربة فريدة ولا رسالة سلام الى العالم، لا مهد حضارات ولا ارض الحرف والقلم، لولا الحدود الشمالية لإسرائيل لكنتم جميعا إرثاً منسيا تأكلكم الدود وتنهشكم الحيوانات الضارية فوق المزابل.
تصبحون على وطن، هل كلنا شهداء، عودوا كما كنتم ، غرباء كما انتم، فقراء كما أنتم، يا احباب الموت .عودوا حتى لو كنتم قد متّم، صمتاً…صمتاً… يا هذا الطارق ابواب الموت ضوضاؤك تفزعنا…