سياسةمحليات لبنانية

هل هناك طبقة عمالية في لبنان؟


من مكر واحتيال ونذالة المسؤولين عن الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان ،أنهم يتهمون العمال السوريين والمصريين والسودانيين والفلسطينيين، كمنافس وشريك مضارب لعمال لبنان، وكأن العمالة الأجنبية مسؤولة عن إفقار اللبنانيين.
والحقيقة أن الاعمال التي يقوم بها هؤلاء لا يرغبها كثير من اللبنانيين ،وذلك ليس عن استعلاء او تكبر عن العمل كما يروج بعض الحمقى، بل لأن ما يقوم به العمال العرب، وخاصة السوريين، من اعمال على درجة عالية من الخطورة مقابل أثمان بخسة ومن دون أي جهة ضامنة او تأمين على الحياة، وهم الذين تراهم عند أعلى الأبنية على خشبة متحركة ومن دون اي أداة آمان ،هذه الأعمال لا يقوم بها العمال اللبنانيون.
هذا عداكم عن الألفاظ النابية والإحتقار عند إعطاء الأوامر من مسؤول الورشة اللبناني، والذي هو أيضا يتعرض للاذلال المالي من ربّ العمل الذي لا يوفر له اي ضمانة ويحتال بمكر على القوانين بقوانين ويحتال على الشرع بفتاوٍى لا شرعية…
ماذا تغيّر في طبقة العمال؟
ليس فقط العامل في مصنع وما شابهه من وسائل الانتاج هو المقصود بطبقة العمال، بل انضم الى الطبقة العمالية كل من يعمل لقاء أجر او بدل لا يتناسب مع تعبه او جهده او حجزه زمنياً في عمله ،و كل من يخضع لتهرّب صاحب العمل من تقديم الضمانات الصحية والمعيشية لموظفيه ،ما معناه ان الطبقة العمالية  توسعت وضمت اليها طبقة الموظفين الصغار وكل من يعمل تحت هذه الشروط العملية والحياتية السيئة .
فهل هناك بعد، من يشكك بطبقة العمال اللبنانية؟
فليذهب تعريف العامل  القديم الى الجحيم . حتى الطبيب المقهور من ادارة مستشفى والذي لا يُقدر تعبه ،او المهندس المستغلّ في شركة ،او المحامي المبعد عن حركة المحاكم، او الاستاذ المغبونة حقوقه من دولته ، والجندي والضابط اللذان لا يستوفيان حق تعبهما بالحلال ،وكل من يعاني من الظلم والاستغلال  ولا يلقى الاجر المناسب لقاء تعبه الحلال في عمله ، هو عامل ابن عامل حفيد الطبقة العاملة…
…العامل هو كل من عمل بالحلال وبشرف وبمناقبية ووعى حقوق الفقراء والمظلومين وعمل من اجلهم  بحق  ولو كان راتبه مرتفعاً…
العامل هو من لا يخون طبقته…
العمال السوريون والعرب والفقراء الاجانب ليسوا بمنافسين او شركاء مضاربين للطبقة العمالية اللبنانية، وليسوا سبب الازمة الاقتصادية اللبنانية والضيقة المعيشية، بل اسباب كل ازمة اقتصادية ومالية هم مسؤولو الدولة عن الاقتصاد والمال و حركة الرساميل الحرام و نمط حركة نظام راسمالي لص لا يشبع، يسرق ليربح ويعمل ولا يدع احدا غيره يعمل ويكذب ويشوه كل من يقول الحقيقة.
المجرم الاقتصادي هو من تسبب بالديون …
العاهر المالي هو كل من وقّع على قوانين سرقة البلاد…
الخائن العاهر هو من خان بلاده اقتصاديا وماليا و رهنها لمصارف قذرة باسم القانون ،ومن يمنع استعادة الاموال المنهوبة ومن يمنع محاكمة سارقي المالي العام …
عاش عمال لبنان
عاش العمال السوريون والفلسطينيون والمصريون والسودانيون والعرب والاثيوبيون والبنغلادشيون.
عاشت طبقة العمال  اينما كانت.
عاشت الاممية ولو كره الكارهون.
…يا شرفاء لبنان اتحدوا….

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى