روكز يحمل بشدة على “الجالسين على الكراسي”: لا لموازنة تحمي الفاسدين ومصادر أموالهم
شن عضو تكتل "لبنان القوي" النائب شامل روكز في مؤتمر صحافي عقده قبل ظهر اليوم في المجلس النيابي،حملة عنيفة على "الجالسين على الكراسي، "تتمقطعون" بالشعب وبالجيش، وعندما يجد الجد تبيعونهم بحجة التقشف".وحذر روكز من ثورة اجتماعية داعيا الشعب الى تحدي الظلم ،رافضا موازنة "تحمي الفاسدين ومصادر أموالهم".
استهل روكز مؤتمره بالقول: "تلقيت منذ بضعة أيام فيديو على ال"Whatsapp" لرجل يروي قصته قائلا ان "أهم مفتاح للوصول الى النجاح والرزق هي الأمانة… ليست الشطارة ولا الاحتيال انما الأمانة…". استوقفني هذا المقطع ورحت أفكر في الأمانة التي حملتها مدة 35 سنة في المؤسسة العسكرية والأمانة التي أحملها منذ سنة حتى اليوم في النيابة".
اضاف: "يصادف اليوم مرور 12 عاما على معركة نهر البارد، معركة، انتصر فيها الجيش اللبناني انتصارا ناقصا بعد أن كانت حصيلة شهدائه 171 شهيدا ومئات الجرحى. في رقبتي أمانة دم 171 شهيدا ومئات الجرحى الذين لم يبخلوا يوما على وطنهم… في 15 تشرين الأول 2015 ألقيت خطابا في ساحة الشهداء، ولم تكن مجرد كلمات لذرف الدموع… حملني الشهداء أمانة دم، أمانة روح وأمانة حياة… حملني أهالي الشهداء أمانة دموعهم وحرقة قلبوبهم وأمانة استكمال المسيرة والقضية التي استشهد أولادهم لاجلها. انهم الضمير الذي رافقني في الجيش والذي سأحمله الى آخر يوم في حياتي".
وتابع: "توجهت يومها الى جميع العسكر وضباط الجيش اللبناني ووعدتهم بأنني معهم والى جانبهم وجانب كل الشعب اللبناني. وحملوني ايضا أمانة الإنتصار الذي حققناه في كل المعارك من أجل لبنان الوطن الحبيب… خلال العشاء الريعي للحملة الانتخابية في شباط 2018 ألقيت أيضا خطابا، ولم يكن مجرد كلمات ووعود فارغة… تعهدت يومها بالانتفاض، وقررت ان انقل الموقع الهجومي الذي امضيته في الجيش إلى موقع هجومي لمحاربة الفساد وشن معركة أساسية ومصيرية لبناء دولة القانون والمؤسسات. حملني الشعب يوم انتخابي نائبا أمانة وعودهم وآمالهم بلبنان البلد الجديد الذي يحفظ حقوق الشعب ويدافع عن كل مواطن ويؤمن العيش الكريم".
واكد "من هذا المنطلق، لن أتخلى عن موقعي مع الشعب وسأبقى دائما مع صاحب الحق ضد الفساد وانتهاك حقوق الناس، مستعد ان انزل كل يوم واتضامن مع الشعب المسكين… مستعد ان اكون الصوت المستضعف بوجه الظلم، كفانا ظلما واستبدادا وفسادا".
واشار الى انه "في الذكرى ال- 12 لمعركة نهر البارد، أنحني خجلا امام دماء رفاقي ودموع اهاليهم… أخجل من دمائهم التي ذهبت ليبقى الزعماء محميين في ببيوتهم وبعد 12 سنة، ها هم الزعماء يجردوا الابطال من حقوقهم… بعد كل التضحيات والقتال والمعارك التي خاضها الجيش اللبناني ضد الارهاب والعدو، تنخاض ضده اليوم بحرب من نوع آخر وكأنه هو العدو… واجبنا ودمنا "مش تربيح جميل"، إنما هو تذكير لنكران الجميل".
وشدد على ان "الجيش اللبناني ينتظر منكم دعما حقيقيا وليس فارغا، ليبقى رأسه مرفوعا بالأرزة التي يدافع عنها وليبقى عنفوانه وكرامته وعزيمته محفوظة من قبل دولته… العسكريون والضباط في الجيش اللبناني لا ينتظرون منكم زودة ولا 75 مليون ليرة أكاليل ولا بونات بنزين… محبة ودعم الشعب اللبناني وثقته هم الراتب الذي يكفي ويرضي كل شريف في الجيش. انهم وسام النزاهة والشفافية وتخطي الذات، صفات يتمتع بها كل عسكري وضابط في المؤسسة العسكرية. كل هذه صفات تفتقدونها انتم الجالسون على الكراسي، "تتمقطعون" بالشعب وبالجيش، وعندما يجد الجد تبيعونهم بحجة التقشف".
وقال روكز: "تقشفوا في سياراتكم ومواكبكم، تقشفوا بقصوركم ويخوتكم، تقشفوا بالصفقات التي تعقدونها على ظهر هذا الشعب المسكين، تقشفوا بسفراتكم ورحلات استجمامكم، تقشفوا بالإعفاءات الضريبية التي تمنحونها لانفسكم ولشركائكم. أعيدوا للدولة أموالها المنهوبة والمسروقة واغلقوا مزاريب الهدر من الأملاك البحرية، الى المعابر غير الشرعية والتهريب عبر المعابر الشرعية، الى مرفأ بيروت، الى مجلس الإنماء والأعمار، وامنعوا تضارب المصالح، طبقوا قانون الإثراء غير المشروع… حركوا أجهزة الرقابة من ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي، اسألوا كل موظف موضع شك: من أين لك هذا؟، راقبوا وحاسبوا وتحركوا. لا تحملوا فشلكم على مدى سنين طويلة للعسكر الذي يدافع عن حدود هذه الأرض ويصنع مجد وكرامة لبنان وعزته، ولا لموظفي القطاع العام الذين يعطون بلدهم ومؤسساتهم من كل قلوبهم، ولا للأساتذة الذين يربون الأجيال الصاعدة، ولا للقضاة الحاملين ميزان العدل والعدالة في ضمائرهم… حملوا أزلامكم وأتباعكم مسؤولية الفساد والهدر واللامسؤولية… كفانا سرقة ونهبا وكذبا… كفانا كذبا على الشعب بأن لبنان بلد مفلس وعلى حافة الانهيار… لبنان بلد غني ولديه كل المقومات للنهوض والانتعاش، لكن هناك من ينهبه ويسرقه ومن يأكل الأخضر واليابس، وفي نهاية المطاف نضحك على الشعب أن لبنان بلد منهار".
واردف: "عيد الجيش في أول آب على الأبواب، وما أشطركن بالشعارات والشعر والتضامن الفارغ يلي رح تحضنو فيه الجيش… لو بتستبدلوا الشعارات بضمير وحكمة وانصاف لحقوقهم ممكن ترجع ثقتنا فيكن… لأنو الشعب يائس وثقتو ضايعة ويا ضيعان الثقة يلي منحناكن اياها…"، وقال: "لكل عسكري وضابط في الجيش اللبناني أذكركم بالقسم الذي حلفناه: "أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملا، حفاظا على علم بلادي، وذودا عن وطني لبنان". وواجبنا الكامل ألا نتوقف فقط على محاربة العدو الخارجي، انما على العدو الداخلي ايضا الذي يشكل خطرا اكبر على مستقبل لبنان وشعبه".
اضاف: "لكل قاض نزيه اقول، لا تقبل ان تساوم لأن استقلالية القضاء وحقوق القاضي النزيه الشفاف المسؤول هي الاساس لبناء الدولة. ولكل الاساتذة الذين يتبهدلون لقبض رواتبهم، انتم ايضا لا تساوموا ولا تقبلوا ان تؤخذ حقوقكم، انتم الذين ربيتم وعلمتم معظم الزعماء واولادهم وأجيال لبنان الصاعدة، لا يمكن القبول بتخفيض حقوقكم".
ودعا روكز "الحكومة والمسؤولين لإعادة الحسابات بشكل جدي والتفكير بحسابات الدولة بشكل سليم وعادل وعلمي وموضوعي… ادعوكم لإعطائنا موازنة وقرارات صائبة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، لا موازنة عشوائية غب الطلب. نريد موازنة تحمي من يحمي الوطن ومن تبنى الدولة على أكتافه ومن يضحي ويموت لاجل لبنان، عسكر وقضاة وأساتذة وموظفين، لا موازنة تحمي الفاسدين ومصادر أموالهم. وإلا، سيكون هناك ثورة حقيقية قادمة لا محالة، وفي مواجهة مفتوحة. لن نقبل ابدا بالواقع الذي يفرض علينا… سنضع المقصرين والمتواطئين والفاسدين عند حدهم".
وختم روكز بكلمات أغنية للسيدة ماجدة الرومي، وجهها الى "كل الشعب اللبناني وخصوصا الشباب منهم: قوم تحدى الظلم تمرد كسر هالصمت اللي فيك، ان ما رجعت الشمس بايدك بكرا العتمة بتمحيك".