ضيعة ضايعة: إتبع السهم يا قائد…!
في إحدى حلقات المسلسل السوري " ضيعة ضايعه"، يقرّر رئيس المخفر الطيّب الملقب "ابو نادر" طلب الانتقال الى بلدة أخرى لأنعدام الجرائم في ناحيته ، ما جعله عمليا بلا عمل يليق به كأمنيّ، ما أزعج وأرعب اهل البلدة المساكين خوفاً من ان يأتيهم من لا يرحمهم، فحاولوا ان يخترعوا جريمة ليتسلى فيها ابو نادر ليشعر باهميّته الأمنية ليعود عن قراره.
قرّر الثنائي أسعد و جودي ان يسرقا دكانة السمّان . كسرا قطرميز القضامي ووضعا فردة واحدة من حذاء كل منهما وسط الدكان ليسهلا امر ابو نادر. و رغم ذلك لم يتعرف ابو نادر على السارق. أعادا المحاولة مرّة ثانية وثالثة ورابعة تاركين دلائل كثيرة تساعد على اكتشافهما، و رغم ذلك فشل ابو نادر من القاء القبض عليهما ما جعلهما يتركان هويّاتهما الشخصية وسط الدكان، اضافة "لصفصفة" القضامة كخطّ على الطريق يوصل الى منزليهما ما استدعى جودي ان يقول لأسعد بحزن وحيرة وتعجب:
وماذا علينا ان نفعل أكثر من ذلك لنساعد أبو نادر ليلقي القبض علينا ؟
لا ينقصنا بعد الا ان نرسم و نكتب له :
إتبع السهم يا ابو نادر…
هذا حالنا مع الفاسدين والمجرمين الاقتصاديين ومجرمي الجمعيات التي لا تبغي الا الربح والمصارف المسكينة والمغلوب على أمرها ،والتي أرهقت المديونية العامة للدولة إراديا كفاعل خير للوطن! بالتواطوء من سياسيين لا اباً لهم يسأمِ ، هذا وكلّ أسماء الفاسدين واضحة ومعروفة للناس ويكفي سؤال ساذج:
من اين لك هذا لتكرّ المسبحة فوراً.! و من دون الحاجة "لجميلة حدا".
انها قصّة موت معلن ،يعرف تفاصيلها كل اهل المدينة الا الضحية هدف القتل.الجميع يعرفهم الا النائب الخجول والمختفي حسن فضل الله والنائب السيد محمد رعد صاحب مقولة "ما لنا وللماضي و الفساد" والنائب المتخفي والمحتار في كتابه الابراء المستحيل السيد ابراهيم كنعان والسيّد فؤاد السنيورة ولغز الاحد عشر مليار دولار والعشرة ألاف حرامي والوزير السيد علي خليل الذي يومىء الينا دائما عند تصريحاته أنه يعرف حلّ لعبة الاطفال الصغار :"مين المفتّش، أنا المفتش ، جبلي الحرامي، هيدا الحرامي" لكنه لا يريد النطق باسم الحرامي ، ما عدا الوزير العارف بكل الامور والعلوم الوزير السيد جبران باسيل ممثل العهد القوي الذي لم يجد هذا العهد القوي بعد ولو فاسدا واحدا!!! والسياسي العسكري الراهب السيد سمير جعجع الذي يحرك راسه عند الكلام يمينا وشمالا مبتسما وساخراُ ليوحي لنا انه يعرف الاسماء ،لكنه لا يريد ان يخبرنا ، والقاضي xy الذي تراكمت امام مكتبه الملفات والاتهامات المتبادلة بالسرقات والجرائم المالية والاقتصادية والفساد على الاجهزة المرئية وكل الناس تنتظر ما سيفعله منذ سنوات.
ولكي لا يعتقدنّ احد اننا صمّ بكمّ عميٌ فنحن لا نفقه ،ولكي لا يعتقدنّ احد أننا كشعب لبناني جبناء او تعساء او حمقى أو أنّ النفاق لنا ملعب و لنا مرتع، فإننا نقول للقائد ،كلّ قائد، تبرّع او تورّط او شمّرَ عن يديه "دافشاً "الجيمع لمحاربة الفساد:
إتبع السهم يا قائد…!
إتبع السهم يا قائد…!
بربك لا تكن مثل ابو نادر!