الوزير جبق في دورس: مراكز الرعاية الصحية الأولية هي خط الدفاع الأول عن المواطن
برعاية وزير الصحة الدكتور جميل جبق ،دشن في بلدة دورس البقاعية، مركز لرعاية الأم والطفل الصحي – الاجتماعي، كان ثمرة تعاون بين مؤسسة عامل الدولية ومؤسسة ميريوي الفرنسية Fondation Mérieux، في سبيل مساندة منطقة البقاع التي تعاني من التهميش وغياب السياسات التنموية.
حضر الإحتفال إلى جانب الوزير جبق: رئيس مؤسسة عامل الدولية د. كامل مهنا ورئيس مؤسسة ميريوي آلان ميريوي وممثلة المنظمة في لبنان جوزيت نجار ونائية وزير العلاقات الخارجية والتعاون في حكومة موناكو السيدة إيزابيل روزابرونيتو ورئيس بلدية دورس العميد نزيه نجيم ومحافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر وممثلة السفارة الفرنسية في لبنان سابرينا أوبير وممثلين عن الفعاليات الرسمية والشعبية في المنطقة.
وسيعمل على مشاريع التنمية وتمكين المرأة وحماية الطفل، وستقوم مؤسسة عامل بإدارته عبر فريقها المختص بناء على خبرتها العميقة في المنطقة، وعملها مع المواطنين واللاجئين، فالنساء والأطفال هم في مقدمة الفئات التي تؤثر على نهضة المجتمع ومستقبله.
سيتكفل هذا المركز في المرحلة الأولية بتقديم 500 معاينة وتحليل مخبري شهرياً ولمدة عامين ابتداءا من أيلول المقبل، لأبناء المنطقة والنازحين على حد سواء، وسيتم إحالة المرضى عند الضرورة إلى منظمات مختصة أخرى (للتسليم أو العلاجات الثقيلة و الدعم الاجتماعي المتخصص)، وذلك بالتوازي مع تنظيم جلسات التثقيف الصحي والاجتماعي داخل المركز لتحسين الوقاية من المخاطر الصحية، ولرفع التوعية حول قضايا اجتماعية وانسانية، حيث تتركز خدمات المركز الأساسية في مجال الطب النسائي، التوليد وطب الأطفال. كما سيحرص المركز على رعاية الفئات الضعيفة والمهمشة في منطقة سهل البقاع، عبر فريق مؤسسة عامل الذي يعمل ضمن العيادات النقالة وعلى الأرض مع هذه الفئات.
وأشاد الوزير جبق "بالانجاز والتعاون بين البلدية ومؤسسة عامل وفونداسيون ميريوي وإمارة موناكو ومحافظ منطقة بعلبك – الهرمل، والعمل معاً من أجل تأمين الحق في الصحة لكل المواطنين خاصة في منطقة البقاع العزيزة، والتي تعاني تاريخياً من إهمال مزمن".
كما توجه الوزير جبق للدكتور مهنا مخاطباً إياه بالجندي المجهول الذي يعمل منذ عقود على صون كرامة الإنسان اللبناني ومساندته، معتبراً أن مراكز الرعاية الصحية الأولية هي خط الدفاع الأول عن المواطن، لأننا اليوم بصدد تطوير هذه المراكز التي تحمل أعباء كبيرة عن وزارة الصحة، والدكتورة رندة حمادة تقوم بجهد كبير على كل أرض الوطن، بدون أي تفرقة مذهبية أو مناطقية أو عنصرية أو سياسية بإنشاء هذه المراكز، حتى نستطيع تأمين أكبر عدد ممكن من الخدمات الصحية والدوائية والاستشفائية لشعبنا".
وتابع: "هذه البلدة البقاعية الوادعة هي رمز للتعايش، وكانت مثالا خلال الحروب والأحداث التي اجتاحت لبنان لكل اللبنانيين، وقد حافظت على كل أبنائها بمختلف انتماءاتهم الطائفية والمذهبية. واليوم يعني لنا هذا المركز الكثير لأنه سيخدم كل اللبنانيين وكل اهل البقاع، وهذا المركز سيكون مركزا متخصصا، إضافة إلى باقي المراكز، ونحن سنوليه الاهتمام وسنموله بكل الاحتياجات، بالاتفاق مع مؤسسة عامل التي هي أيضا عنصر أساسي في ادارة هذا المركز. وإن شاء الله الدكتورة رندة حمادة ستؤمن لكم كل الأدوية المطلوبة وكل ما تحتاجون إليه، ونأمل أن نرى المزيد من المراكز في هذه المنطقة المحرومة.
بدوره المحافظ خضر، قال:"أنا سعيد جدا في هذا النشاط الذي نقوم به، فأنتم تعلمون كم كانت بعلبك الهرمل محرومة سابقا، وجاءت الأزمة السورية فساهمت في صعوبة العمل أكثر، ولكن حتى شح الأموال في صناديق البلديات وضعف الإمكانيات وغيرها من العوامل الضاغطة، لم تحل دون قيامنا بعملنا على أكمل وجه، ورغم كل التحديات نجحنا في الحصول على عدد كبير من المشاريع لمختلف البلديات، ونحن اليوم في بلدة دورس نفتتح أحد المشاريع التي تنفذ في المحافظة، وهنا لا بد من التوجه بالشكر الى مؤسسة عامل ومنظمة فونداسيون ميريو وإمارة موناكو والسفارة الفرنسية وبلدية دورس، كما نشكر معالي الوزير الدكتور جميل جبق لتقديمه كل الدعم".
كما كانت مداخلة لرئيس بلدية دورس العميد نجيم قال فيها أن هذا المركز كان حلما بالنسبة إلى أهالي البلدة، واصبح اليوم حقيقة نتيجة تضافر الجهود والمساعي، خصوصاً وأن دورس قد أثقل كاهلها النزوح السوري، لكنها رغم الإمكانيات المحدودة، كانت على قدر المسؤولية وتحملت المصاعب لتلبية نداء الإنسانية.
وكانت كلمة للسيد آلان ميريوي فأشار إلى سعادة المؤسسة لدعم لبنان عبر شراكات ومشاريع في مجال الصحة ومن ضمنها إنشاء مختبر في الجامعة اليسوعية لبيروت، الذي كانت بمثابة المقدمة لإنشاء شبكة مختبرات في لبنان. وتلاه مشروع للتضامن مع المرأة والطفل بالتعاون مع إمارة موناكو ومؤسسة عامل. "أعتقد أن مركز رعاية الأم والطفل في دورس هو رسالة صداقة وإنسانية وسلام".
من جهتها اعتبرت ممثلة وزير الخارجية في موناكو السيدة روزابرونيتو أن المركز المرتقب هو هدية للنساء والرجال والأطفال الذين يتحدرون من بلدة دورس أو أي مكان آخر، مهما كان انتماؤهم، وسيجدون في هذا المكان إستجابة، حلولا، واستماعا لمشكلاتهم.
من جهته نوه د. مهنا بالمساهمين في تحقيق هذا المشروع، معتبراً أن أهالي دوريس، الذي قدموا أنموذجاً مميزاً لوحدة العيش المشترك، في بلدتهم، يستحقون منا تكريماً والتفاتاً لأوجاعهم، وهذا المركز سيكون بمثابة عربون الامتنان"، مشيراُ إلى أن افتتاح هذا المركز، يأتي استكمالاً لجهود مؤسسة عامل والتزامها بإنماء منطقة البقاع المهمشة منذ فجر الاستقلال، وسيضاف إلى مراكزها المنتشرة بقاعاً منذ أربعين عاماً، في عرسال، العين، شمسطار، كامد اللوز، مشغرة، وعياداتها النقالة التي تتجول في أكثر المناطق تهميشاً وتعمل على ايصال الرعاية إلى النازحين السوريين غير القادرين على اللجوء إلى المراكز المذكورة. وأضاف: إن مؤسسة عامل التي تساند الإنسان في لبنان عبر 24 مركزاً و6 عيادات نقالة ووحدتين تعليميتين وأخرى مختصة برعاية أطفال الشوارع في بيروت، ترفض سياسة إقصاء البقاع الممنهجة، وهي تعمل عكس الثقافة المهيمنة في لبنان والعالم العربي المتمثلة بالعودة إلى الانتماءات الأولية الضيقة! وشعارها الأساسي هو: كيف نعمل على تعزيز إنسانية الإنسان بمعزل عن خياراته الدينية أو السياسية أو الثقافية. وحيّا مهنا في ختام كلمته بلدية دوريس ومحافظ بعلبك – الهرمل ومؤسسة "ميريوي" وإمارة موناكو الذي جعلوا من هذا الحلم ممكناً وساهم كلاً منهم على طريقته في تسهيل الاجراءات اللوجستية ووضع المشروع قيد التنفيذ، وخصوصاً إمارة موناكو التي تساهم في تمويل المشروع ومؤسسة "ميريوي" المشرفة على تنفيذ البناء وتمويله، ووزارة الصحة اللبنانية وكذلك المتابعة اليومية مع العزيزة السيدة جوزيت نجار، ممثلة مؤسسة فونداسيون ميريوي في لبنان.
وختاما جال الحاضرون على المركز بعد قص شريط الافتتاح، وقدم نجيم درعا الى وزير الصحة، وهدايا تذكارية لخضر ورزابرونيتو وميريو وأوبير ومهنا ولممثلة جمعية ميريو في لبنان جوزيت نجار.