خبث اسرائيل وأنذالها
ما لا يعرفه حزب
الله او يتغاضى عنه او يعرفه ويعض على جرح الحقيقة لاعتبارات تخصه وتخص الميدان، انه لطالما الحرب الفاصلة والوجودية مع اسرائيل مؤجلة ، طالما ان عليه ان يتصدى لمؤامرة تجرّ من خلفها مؤامرة حتى تطيح به .
على حزب لله ان لا ينتظر صداقات دول جديدة وجماهير مناصرة اكثر، فحلفاء اسرائيل اقوى واسرائيل اذكى ، تعرف كيف تجعل المسلمين يقتلون بعضهم البعض وكيف تروّج لصورة العربي الفكاهي المتخلف لتنال منه الى ابد الآبدين.
كلما مرّ يوم سيضطر فيه حزب لله ان يعالج مؤامرة جديدة واسرائيل ومن معها من انذال، في انتظار اللحظة الحاسمة للانقضاض عليه. وهذه اللحظة لن تكون الا بعد سلخ جسد حزب لله عن بيئته وعن امتدادات فكره وعن حلفائه الطبيعيين فلا عجب ان سعى الاعداء ومعهم الانذال الى استغلال كل نقاط ضعف علاقات الثقة بين حزب الله ومحيطه اللبناني -العربي-الاسلامي الواسع والبعيد.
حزب لله ليس بحزب ملائكة ومعصومين عن الخطأ، لذلك كلما طال الزمن الفاصل بين اللحظة ولحظة الحرب الأخيرة، كلما كثرت احتمالات الاخطاء الصعبة في السلطة وفي خارجها، فهكذا فعلوا مع كل اعدائهم من الرئيس حمال عبدالناصر والرئيس صدام حسين وياسرعرفات ومعمر القذافي وصولا للرئيس بشارالاسد و السيد حسن نصرلله وغيرهم من الذين تصدوا وقاتلوا اسرائيل.
اسرائيل لن تأتي لتقتل، فهي اخبث من ذلك بل تسعى دائما لتشويه صورة عدوها لتسلخه عن محيطه ليقتله شعبه.
سينزعج البعض لاني ذكرت القائد جمال عبدالناصر كما سينزعج البعض لاني تحدثت عن الرئيس صدام حسين واكثر من ذلك، سيتذمر البعض لاني ذكرت الرئيس معمرالقذافي كما سيغضب آخرون لاني ذكرت الرئيس بشار الاسد والقائد حسن نصرلله ،وهذا بيت القصيد من المقالة لنثبت كم نحن اختلفنا فيما بيننا حول ماهية ونوايا وشخصية كل من قاتل او ساعد او شارك في يوم من الايام في الحرب ضد اسرائيل، لأننا من حيث نريد ولا نريد كنا جميعا ضحايا اعلام وتسويق وترويج وفتن وادلة غامضة واغتيالات مشبوهة ليكره الاخ اخيه.
لم اتعاطف يوما مع اسامة بن لادن ولا مع المدعو ابوبكر البغدادي، لكن ان يقتلهم جنود اميركيون يجعلني اسأل حالي اسئلة مختلفة، هل نحن ننفذ ارادة اسرائيل من حيث لا نعلم ولا نريد ونظن اننا ابطال واصلاحيون ومجددون وثوريون ومحافظون ومتدينون وعلمانيون وطائفيون لنتقاتل كالبهائم ولنموت جماعيا في حروب عبثية ؟
لمن يعنيه الامر، عليه ان يحذر، الحرب النفسية ليست مزحة، ليست عبارة عابرة، انها كل القصة والروايةوعلى الاعلام المعني ان يعرف كيف يخوض حرب الدفاع والهجوم النفسي. . والله اعلم.